ما هو الهلع؟
الهلع هي نوبة قصيرة من القلق الشديد، حيث تثير أحاسيس الخوف بشكل مكثف، ويمكن أن تشمل الأعراض تسارعاً في ضربات القلب، والارتجاف، وتوتر العضلات، وتتراوح مدة نوبة الهلع عادةً من بضع دقائق إلى نصف ساعة، وعلى الرغم من ذلك، فإن تأثيراتها الجسدية والعاطفية قد تستمر لفترة أطول، تصل إلى بضع ساعات.[١]
نوبات الهلع هي أمر شائع، حيث يعاني ما يصل إلى 35% من الأشخاص من نوبة الهلع في وقت ما من حياتهم، ويمكن أن تسمى نوبة الهلع أيضًا بنوبة القلق؛ نظراً للمشاعر القوية التي تثيرها.[١]
ما الذي يسبب الهلع؟
لا تزال الأسباب وراء حدوث نوبات الهلع غير معروفة تمامًا، ولكن يُعتقد أن هناك عوامل مختلفة قد تلعب دورًا في تطويرها:[٢]
- الإجهاد الشديد.
- الحساسية عند الشعور بالإجهاد أو المشاعر السلبية.
- تغييرات في تفاعلات الدماغ.
وعلى الرغم من أن نوبات الهلع قد تحدث فجأة وبدون سابق إنذار، ولكن يُعتقد أن استجابة الجسم الطبيعية للمواقف التي تشكل تهديدًا تسهم في حدوث نوبات الهلع.[٢]
كيف يمكنني دعم نفسي وغيري عند الإصابة بالهلع؟
إذا كنت تبحث عن طرق لتقديم الدعم لنفسك أو للآخرين الذين يعانون من اضطراب الهلع، فمن الضروري أن تفهم الطبيعة الحساسية لهذا الاضطراب وتتبنى نهجًا ملائمًا لتقديم الدعم والمساعدة، وفي الآتي بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكن أن تفيدك:[٣]
- ثقف نفسك: من الطرق الجيدة لمساعدة نفسك أو أحد أفراد أسرتك الذين قد يعانون من نوبات الهلع أو اضطراب الهلع هو البحث عن المعلومات، ابحث عن العلامات التحذيرية، وتعرف على خيارات العلاج، وواكب الأبحاث الحالية.
- تواصل مع شخص تثق به: إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب الهلع، قم بإجراء محادثة صادقة حول ما تشعر به مع شخص تثق به، أما إذا كنت تعتقد أن أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة قد يعاني من اضطراب الهلع، فخصص وقتًا للتحدث معه للتعبير عن قلقك وطمأنته بدعمك.
- اعرف متى تطلب المساعدة: إذا بدأ قلقك، أو قلق أحد أفراد أسرتك يتسبب في مشاكل ويؤثر في الحياة اليومية، فقد حان الوقت لطلب المساعدة المتخصصة، وزيارة مقدمي الرعاية الصحية.
ومن ضمن الاقتراحات المساعدة للتعامل مع الهلع ما يلي:
- تجنب الحديث الذاتي الذي يركز انتباهك على الأعراض التي تعاني منها، فلا تقل لنفسك "توقف عن الذعر!" أو "استرخِ!".
- ذكّر نفسك أن أعراض نوبة الهلع غير مريحة، ولكنها لا تهدد الحياة، نعم، طمئن نفسك أنك شعرت بهذه المشاعر من قبل ولم يحدث لك أي شيء سيئ.
- ركز انتباهك على شيء آخر غير الأعراض، على سبيل المثال، قم بإلهاء نفسك عن طريق العد التنازلي من 100، أو تذكر كلمات الأغنية المفضلة لديك، أو ركز على المشاهد والأصوات من حولك.
كيف أمنع نفسي من الإصابة بالهلع؟
يمكنك اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل خطر الإصابة بنوبة الهلع، وهي:[٤]
- تجنب الكافيين والتدخين، فهي عوامل تسهم في جعل نوبات الهلع أشد.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمساعدتك على إدارة التوتر وتخفيف القلق وتحسين الحالة المزاجية.
- تناول نظام غذائي صحي.
متى يجب زيارة مقدم الرعاية الصحية؟
بعض نوبات الهلع لها علامات يمكن أن تشبه وجود مشكلة جسدية، مثل النوبة القلبية، ففي حال كنت تعاني من ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس أو فقدان الوعي، فيجب الخضوع للرعاية الطبية.[٤]
وفي الآتي بعض الإشارات الدالة التي توجب التواصل مع مقدم الرعاية الصحية:[٤]
- القلق المزمن الذي يؤثر على نمط الحياة اليومية.
- صعوبة في التركيز.
- الانفعال الشديد.
- الخوف من مغادرة المنزل.
- حدوث مشاكل في النوم.
الملخص
الهلع هو حالة نفسية تتسم بشعور شديد بالخوف وعدم الأمان، وغالبًا ما يصاحبها تسارع في ضربات القلب، وضيق في التنفس، وارتفاع في ضغط الدم، يمكن أن يكون الهلع رد فعل طبيعي في مواقف مخيفة أو مجهولة، ولكن عندما يصبح مفرطًا ويؤثر على الحياة اليومية، يمكن أن يكون مشكلة صحية تحتاج إلى معالجة، يشعر الأفراد الذين يعانون من الهلع بالخوف الشديد والقلق، وتسارع ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وصعوبة التنفس، والدوخة، وشعور بالغثيان أو القيء، وشعور بفقدان السيطرة.
يعتمد علاج الهلع على مدى شدة الحالة وتأثيرها على الشخص، وقد يشمل العلاج النفسي والعلاج بالدواء، وفي بعض الحالات قد يتم استخدامهما معًا، ولحماية الصحة النفسية، يُنصح بالتعامل مع التوتر والضغوط الحياتية بطرق صحية مثل ممارسة التمارين الرياضية، وتعلم تقنيات التنفس العميق، والاسترخاء، والتفكير الإيجابي، والحفاظ على نمط حياة منتظم وصحي.
المراجع
- ^ أ ب "Panic attack", betterhealth. Edited.
- ^ أ ب "Panic attacks and panic disorder", mayoclinic. Edited.
- ↑ "Panic Disorder: When Fear Overwhelms", nimh. Edited.
- ^ أ ب ت "Panic Attacks & Panic Disorder", clevelandclinic. Edited.
وتذكر، إن الهروب من الموقف لن يؤدي إلا إلى تعزيز التصور بأن نوبات الهلع لديك لا تطاق، وعليه، فإذا جلست وتقبلت الأعراض، فإنك تكتسب الثقة في قدرتك على التأقلم.