الخوف هو حالة نفسية طبيعية وفطرية، واستجابة حيوية تظهر عند التعرض للخطر أو التهديد، وقد ينبع من تهديدات حقيقية أو خيالية، وتتفاوت شدة وطأة هذه الحالة من شخص لآخر، حيث لا يُعد مشكلة إذا كان في حدود المعقول، كالخوف الطبيعي من الفشل، الذي بدوره يدفعنا إلى إتقان العمل، لكن عندما يصبح الخوف هاجسًا ويتجاوز حدود المعقول بسبب أمور لم تحدثْ ولن تحدثَ، حينها يتحول إلى مشكلة يجب التنبه لها، فقد يكون موشرًا لوجود مشاكلَ نفسيةٍ أُخرى كالرهاب، أو الهلع، أواضطراب القلق الاجتماعي، أو اضطراب ما بعد الصدمة، ولذلك سنعرض في هذا المقال بعض الأعراض التي تدل أنَّ الخوف الذي تواجهه ليس مجرد حالة طبيعية.[١]
أعراض الخوف
السعي إلى مستوى الكمال الذي يستحيل تحقيقه
عندما يتعرض بعضُ الأشخاصِ للنقد أو الرفض أو الفشل يصعب عليهم تقبّل ذلك، وتتولد لديهم مشاعر الخوف وعدم تقبل الذات، ويظنون أنَّ عليهم الوصول لدرجة الكمال، وما دون ذلك سيجعلهم عرضة للسخرية من الآخرين، مما يفقدهم لذة السعادة الحقيقية والتي تكمن بالرضا، إذ إنَّ الكمال لا وجود له بالواقع، فنحن نحصل على أشياء ناقصة، تكتمل برضانا عنها، والإيمان بهذا المبدأ يجردنا من مشاعر الخوف، بعكس الأشخاص الذين يلقون مسامعهم لرأي الآخرين بحياتهم، ويظنون أنَّ الفشل هو نهاية الطريق.[٢]
التنازل عن أحلامك
الشخص الذي يخشى المخاطرة يظن أنَّ البقاء في منطقة الراحة هو طوق النجاة من ما قد يواجهه من صعوبات، فتراه لا يخوض تجارب جديدة، ويبدأ بالتنازل عن أحلامه باسم الواقعيّة، حيث تسيطر عليه الأفكار السلبية وتنعكس على سلوكه وتوجهاته، مما يولد لديه قناعات بأنَّ الحياة الأقل إثارة هي الأفضل على الإطلاق، كما قد يلجأ بعضُ الأشخاصِ إلى التسويف لتجنب الخوف الذي يصاحب البدء بالقيام بالمهام، أو اتخاذ القرارات، أو الخوف من الفشل والنقد وعدم اليقين، فيظن الشخص أن بقاءه على الهامش هو الوسيلة الأفضل لكي يشعرَ بالأمان.[٢]
القيام ببعض السلوكيّات الخاطئة لتناسي الواقع
يظن بعض الأشخاص أنَّ السبيل للتخلص من الشعور بالألم الناتج عن الخوف هو اللجوء إلى التدخين أو تناول الأطعمة بشكل مفرط، أو تشتيت أذهانهم عن طريق الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز أو على وسائل التواصل الاجتماعيّ، وغيرها من الأمور، إلّا أنَّ ذلك هو مجرد تخدير مؤقت، وله آثار سلبيّة على المدى القريب والبعيد وأهمها تقليل تقدير الذات، وعليه فبدلًا من اللجوء إلى تلك السلوكيات الضارة عليك أنْ تواجه مخاوفك، فالهروب منها سيزيدها تعقيدًا.[٢]
الانطواء على النفس
الشخص الخائف لا يستطيع أنْ يعبرَ عما يدور بداخله بسهولة، حتى عندما تتعرض سلامته للتهديد من أمر ما، فهو لا يتحدث عما تعرض له من إيذاء للمشاعر، ولا يعبر عن رأيه ومعتقداته، صوته دائمًا منخفض، يميل إلى الانطواء على نفسه، ويتجنب طلب ما يريده وما هو حق له بالأساس.[٢]
أعراض نفسية أُخرى
يُصاحب الخوف مشاعر أخرى كالشعور بالقلق وعدم الارتياح والكآبة، وفقدان التركيز، بحيث يشعر الشخص وكأنه فقد السيطرة على زمام أمور حياته، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم، وما ينجم عنها من مشاكل عديدة.[٣]
الأعراض الجسدية عند الشعور بالخوف
يعتقد معظم الأشخاصُ أنّّ أعراضَ الخوف تقتصر على الأعراض النفسيّة، وأنَّ الاستجابة لهذا الشعور فقط هي استجابة عاطفية، لكن ثمة العديدُ من الأعراض الجسدية التي تُصاحب الشعور بالخوف، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض يصعُب على الجسم الشفاء منها، ومن هذه الأعراض:[٤]
- زيادة في معدل ضربات القلب: يقوم الجسم بإفراز هرمون الأدرينالين كاستجابة عند التعرض للمواقف المُخيفة، والذي بدوره يحفز الجسم على القيام برد فعل، ويُصاحب ذلك زيادة في معدل ضربات القلب بما يتناسب مع مستوى التهديد الذي يتعرض له الشخص.
- ضيق في التنفس: من أشهر أعراض الخوف هو ضيق التنفس الناتج عن التنفس بإيقاع أسرع، مما يقلل من الوقت المُستغرق بعملية استنشاق الهواء، وبالتالي يتحفز الدماغ لاتخاذ إجراءات سريعة وردات فعل فورية كوسيلة دفاع ضد أيّ تهديد خارجي، من خلال توفير الأُكسجين للعضلات دون غيرها من أجهزة الجسم.
- اضطراب بالمعدة والشعور بالغثيان: يقوم الجسم بإنتاج هرمون الكورتيزول كاستجابة لحالات الخوف أو التوتر، والذي بدوره يمنع إنتاج الإنسولين، مما يوفر للعضلات طاقة فورية للقيام برد فعل سريع، ويصاحبه شعور باضطراب بالمعدة والغثيان، وجفاف بالفم، وحالما ينتهي الموقف المخيف، يعود التوازن الهرمونيّ إلى طبيعته.
- الشعور بالقشعريرة وزيادة التعرق: يعمل هرمون الأدرينالين على تحفيز تقلص العضلات، بما فيها العضلات الصغيرة التي تحيط ببصيلات الشعر، وهذا هو السبب وراء الشعور بالقشعريرة وزيادة التعرق.
- الارتجاف: تعمل الهرمونات التي يتم إطلاقها عند الخوف على زيادة تدفق الدم في العضلات، مما يؤدي إلى الشعور بالارتجاف في هذه الأثناء، وقد يستمر ذلك لفترة قصيرة بعد انتهاء حالة الخوف.
المراجع
- ↑ Lisa Fritscher (19/6/2020), "What Is Fear?", verywellmind, Retrieved 23/3/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Lissa Rankin (26/2/2020), "10 Signs Fear Is Running Your Life (And How To Get Back On Track)", mindbodygreen, Retrieved 23/3/2021. Edited.
- ↑ "Overview - Generalised anxiety disorder in adults", nhs, Retrieved 22/3/2021. Edited.
- ↑ Dan Brennan (23/11/2020), "Signs of Fear", webmd, Retrieved 22/3/2021. Edited.