ما الرابط بين الاكتئاب والقلق؟
ما وجه العلاقة بين الاكتئاب والقلق؟
القلق والاكتئاب هما نوعان من اضطرابات المزاج، حيث يسبب الاكتئاب مشاعر الحزن واليأس وانخفاض الطاقة، بينما يخلق القلق مشاعر العصبية، والتوتر، والرهبة،[١] وعلى الرغم من اختلافهما، إلا أنه من الشائع جدًا أن يعاني الأفراد الذين يعانون من القلق من أعراض الاكتئاب، والعكس صحيح أيضًا، ففي الواقع، حوالي 60% من الأشخاص الذين يعانون من القلق يظهرون أيضًا علامات الاكتئاب، كما يمكن أن يزيد وجود إحدى الحالتين من تفاقم الأعراض الأخرى، مما قد يمتد الأمر لفترات أطول، وقد يكون ذلك بسبب اتجاه الأفراد الذين يعانون من القلق لتجنب المواقف أو الأشياء التي تثير مخاوفهم، والتي فيما بعد يمكن أن تسهم في تطوير أعراض الاكتئاب.[٢]
ما الذي يسبب الاكتئاب والقلق؟
تعدّ العوامل الوراثية سبباً في تطور كل من الحالتين، وأيضاً قد يسهم التوتر والتجارب الحياتية الصادمة في مراحل مبكرة من الشعور بكل من الاكتئاب والقلق.
ما هي أعراض كل حالة؟
على الرغم من وجود فرق بين أعراض الاكتئاب والقلق إلا أنهما قد يشتركان في نفس الأعراض، إليك في الآتي أعراض الاكتئاب وأعراض القلق والأعراض المشتركة:
الاكتئاب
تشمل أعراض الاكتئاب ما يلي:[٣]
- الشعور بالحزن أو القلق في كثير من الأحيان أو طوال الوقت.
- عدم الرغبة في القيام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق.
- الشعور بالانزعاج، أو الإحباط بسهولة، أو الشعور بالقلق.
- مواجهة صعوبة في النوم أو على العكس الاستمرار في النوم لساعات طويلة.
- تناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد أو عدم وجود الشهية.
- المعاناة من الآلام أو الصداع أو وجود مشاكل في المعدة لا تتحسن مع العلاج.
- مواجهة صعوبة في التركيز أو تذكر التفاصيل أو اتخاذ القرارات.
- الشعور بالتعب، حتى بعد النوم بشكل جيد.
- الشعور بالذنب أو عدم القيمة أو العجز.
- التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس.
القلق
تشمل أعراض القلق ما يلي:[٤]
- تسارع دقات القلب.
- شعور بضيق في الصدر.
- تسارع في التنفس.
- الشعور بالرهبة والخوف الشديد دون وجود تهديد حقيقي.
- الأفكار المقلقة المستمرة.
- تجنب المواقف أو الأماكن أو الأشياء التي تثير القلق.
- القلق والرهبة من المواقف الاجتماعية.
- الشعور ببعض الأعراض الجسدية، مثل توتر العضلات، والارتجاع الحمضي، والصداع، وارتفاع ضغط الدم، والتعرق الزائد.
- اضطرابات النوم، والإحساس بالتعب الشديد.
أعراض مشتركة
بعض أعراض الاكتئاب يمكن أن تكون أيضًا أعراضاً للقلق، على نحو:[٥]
- التفكير السلبي.
- الشعور بالإرهاق والتوتر والعصبية.
- الشعور بالقلق.
- وجود صعوبة في التركيز.
- صعوبة في الحصول على النوم.
ما وجه الاختلاف؟
الفرق الرئيسي بين الاكتئاب والقلق يتمثل في أن الاكتئاب هو شعور مستمر بالحزن، إلى جانب انخفاض الطاقة وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة مسبقاً، وأيضاً التفكير بالانتحار وإيذاء النفس في بعض الحالات، أما القلق فينطوي على الخوف والتوتر الذي لا يمكنك السيطرة عليه.[٢]
كيف تعالج الاكتئاب والقلق؟
قد يكون من الصعب على الأطباء تشخيص وعلاج الاكتئاب والقلق عندما يحدثان معًا، ولهذا السبب من المهم إخبار المعالج عن جميع الأعراض التي تعاني منها، هذا ويعتمد علاج القلق والاكتئاب على شدة ونوعية الأعراض وعلى الحالة الفردية لكل شخص، وعادةً ما يتضمن العلاج عدة أنواع من العلاجات المختلفة، وقد تشمل: العلاج النفسي، والعلاج الدوائي، وتلقي الدعم من العائلة والأصدقاء المقربين، إلى جانب القيام بالأنشطة البدنية والاهتمام بالتغذية الصحية، إذ إنّ تناول النظام الغذائي الصحي وممارسة النشاط البدني بانتظام يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي على الحالة المزاجية.[٢]
كيف أتعايش مع الاكتئاب والقلق؟
التعايش مع الاكتئاب والقلق يمكن أن يكون تحديًا، ولكن هناك استراتيجيات يمكن أن تساعدك في التغلب على الصعوبات وتحسين نوعية حياتك، إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعايش مع الاكتئاب والقلق:[٦]
- البحث عن دعم: لا تتردد في مشاركة مشاعرك وأفكارك مع أحبائك أو مع مقدمي الصحة النفسية، إذ يمكن للدعم الاجتماعي أن يكون له تأثير إيجابي كبير.
- ممارسة الرعاية الذاتية: احرص على العناية بنفسك من خلال النوم الجيد، وتناول وجبات صحية، وممارسة النشاط البدني بانتظام، فقلة النوم والتغذية غير الصحية قد تؤثر سلبًا على حالتك المزاجية.
- تطوير استراتيجيات التحكم في التوتر: تعلم تقنيات التنفس العميق، والتأمل، والتخطيط للتخفيف من التوتر والقلق.
- تحديد أولوياتك: قم بتحديد أولوياتك والأشياء التي يمكن أن تستهلك طاقتك، وتجنب تحميل نفسك أعباء زائدة.
- التفكير بإيجابية: حاول تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي، اعتنِ بالكلمات التي تقولها لنفسك وحاول أن تكون أكثر تفاؤلاً.
- ممارسة النشاطات التي تستمتع بها: القيام بالأنشطة التي تحبها وتجلب لك متعة يمكن أن تساعد في تحسين مزاجك.
- الانخراط الاجتماعي: حاول الاحتفاظ بالاتصال مع الأصدقاء والعائلة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، حتى وإن كانت بسيطة.
- البحث عن علاج: إذا كانت الأعراض تؤثر بشكل كبير على حياتك سلباً، يجب أن تلجأ إلى مقدمي الصحة النفسية للحصول على علاج مناسب مثل العلاج النفسي أو العلاج بالدواء.
لا تنسَ أن كل فرد مختلف، لذا قد تحتاج إلى تجربة وضبط استراتيجيات متعددة لتحديد ما يناسبك بشكل أفضل.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
- ما هي أعراض القلق؟
أعراض القلق تشمل القلق والتوتر المستمر، والقلق المستقبلي المفرط، وتجنب المواقف المثيرة للقلق، وتوتر جسدي مثل تشنج العضلات والصداع.
- ما هي أعراض الاكتئاب؟
أعراض الاكتئاب تتضمن الحزن المستمر، فقدان الاهتمام بالأشياء، الإرهاق، اضطرابات في النوم والشهية، انخفاض الشعور بالقيمة الذاتية، وصعوبة التركيز.
- هل يمكن أن تتشابه أعراض القلق والاكتئاب؟
نعم، هناك تشابه في بعض الأعراض مثل التوتر والإرهاق، ولكن الاختلافات تكمن في المظاهر الرئيسية للقلق والاكتئاب.
- هل يمكن أن يحدث القلق والاكتئاب معًا؟
نعم، يمكن للقلق والاكتئاب أن يظهرا معًا في نفس الشخص.
- ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب؟
العوامل الوراثية، والتوتر، والتجارب الصعبة، والأحداث الحياتية الصعبة.
- متى يعتبر القلق والاكتئاب حالة خطيرة؟
عندما تؤثر الأعراض بشكل كبير على الحياة اليومية والمهنية، أو تتسبب في انعدام الرغبة في الحياة.
- هل يمكن أن تسبب الأحداث الحياتية الصعبة في القلق والاكتئاب؟
نعم، الأحداث الصعبة مثل فقدان العمل أو تزعزع العلاقات الشخصية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب.
- هل يمكن الوقاية من القلق والاكتئاب؟
نعم، بالاهتمام بالصحة النفسية والجسدية وتطوير استراتيجيات للتعامل مع التوتر.
- كيف يمكنني دعم شخصًا يعاني من أعراض القلق والاكتئاب؟
تقديم الدعم العاطفي والاستماع بفهم، وتشجيعه على البحث عن مساعدة من قبل أخصائي الصحة النفسية.
ملخص
القلق والاكتئاب هما اضطرابات نفسية شائعة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والصحة النفسية، حيث تشمل أعراض القلق التوتر والقلقرالمستمر المرتبط بالمستقبل، وقد يصاحب ذلك تجنب المواقف والأماكن المثيرة للقلق، ومن ناحية أخرى، تشمل أعراض الاكتئاب الشعور بالحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة، ويمكن أن يرافق ذلك الشعور بالإرهاق وفقدان الشهية واضطرابات في نمط النوم، تتداخل هذه الاضطرابات في بعض الحالات، حيث يمكن أن يزيد القلق من أعراض الاكتئاب والعكس صحيح أيضًا، ومن الضروريث مراجعة مقدمي الصحة النفسية والخبراء للتقييم وأخذ العلاج المناسب إذا كانت هذه الأعراض مستمرة وتؤثر على الحياة اليومية.
المراجع
- ↑ "Depression and Anxiety: How to Identify and Treat Coexisting Symptoms", healthline. Edited.
- ^ أ ب ت "Depression vs. Anxiety: Which One Do I Have?", webmd. Edited.
- ↑ "Mental Health Conditions: Depression and Anxiety", cdc. Edited.
- ↑ "Ever find you just can’t stop worrying or feeling afraid?", depression. Edited.
- ↑ "Depression", mind. Edited.
- ↑ "Identifying signs of anxiety and depression", mayoclinichealthsystem. Edited.
يعدّ كل من الاكتئاب والقلق اضطرابات منفصلة، وقد يحتاج الأفراد إلى تقديم تقييم دقيق من قبل محترفي الصحة النفسية لتحديد التشخيص الصحيح ووضع خطة علاج مناسبة، بهدف تخفيف الأعراض وتعزيز الصحة النفسية.