ما هو التأمّل؟
يعدُّ التأمّل من التقنيات والأساليب التّي تُستَخدمُ في الوصول لأعلى درجات التركيز، والوعي، والانتباه، كما أنّ التأمل يساهم كثيرًا في جلب النتائج الإيجابية للصحّة النفسيّة، والجسميّة، والعقليّة. وقد استُخدِم التأمّلُ على مرِّ العصورِ، منذ آلاف السنين، فلولا التأمّل لما اكتشف الإنسانُ بيئتَه ومحيطَه بالشكلِ الذي هو عليْه الآن، ولما تمكّن من اختراع ما يسهّل عليه الحياة؛ فمِن خلال التأمّل تمكَّن من معرفةِ احتياجاته وتلبيتِها. وعلى صعيد الدّين، فالكثير من الديانات من حولِ العالم، تعتبر التأمّل جزءًا من العبادةِ التي تقرّب بين العابدِ والمعبودِ. ويُستخدمُ التأمّل أيضًا في جلسات العلاج النفسيّ، وخاصةً في الجلسات العلاجيّة الجماعيّة، حيثُ يركّز الشخص على نقاط الضعف عنده، وبالتالي يبرع في إيجاد الحلول لها. وللتأمّلِ عدّة أنواعٍ، منها:[١][٢][٣][٤]
- التأمّل التركيزيّ: وهو يشمل عزل كلّ شيءٍ محيطاً في البيئة، والتركيزَ على شيءٍ واحد فقط لا غير، وقد يكون هذا الشيء فكرةً أو صورةً أو كلمةً، أو صوت النَفَسِ حتّى، وتكمن أهميّة هذا النوع من التأمل في الوصول إلى أعلى درجات التركيز، وبالتالي تدريب الدماغ على مهارة التركيز، ممّا يساهمُ في حلّ المشاكلِ مستقبلاً بشكل فعّال.
- تأمّل اليقظة الذهنيّة: وهذا النوع من التأمّل يُستخدَم عادةً للتخفيف من حدّة التوتر، أو في حالات العلاج السلوكيّ المعرفيّ، وفي هذا النوع من العلاج، يكون هناكَ تدخّل من المختصّين في علمِ النفس، لتقويم بعض السلوكيات والأفكار الخاطئة، ويُستخدم التأمّل فيها على شكل جلساتٍ متتابعة، ليتمّ في النهاية الحصول على النتيجة المُرضِية.ّ
- التأمّل الروحانيّ: وهذا النوع من التأمّل يستند على أسُس الدين، فيتفكّر الشخص في الكون، وإبداع الخالق، وبالتالي يزداد من خلاله الإيمانُ لديه.
- التأمّل التجاوزيّ: ويسمّى أيضًا بالتأمّل المتسامي، ويُطلَق عليه أيضًا "تأمّل المانترا"، وهي تقنية تأمّل تهدف إلى نقل التفكير من الواقع المليء بالضغوطات، إلى الأفكار الإيجابية، من خلال تكرار كلمات أو حركات مُعيَّنة بمساعدة شخص مختصّ في هذا المجال.
- التأمّل البصريّ: وهذا النوع من التأمّل يتمّ فيه التركيز على صور أو مشاهد إيجابيّة، دون تشتيت الدماغ بأيّ أشياء خارجية، ومن خلاله يتحسّن تفكير الشخص، ويتّجه نحو الإيجابية.
- اليوغا: وهي تُعتَبر من أنواع التأمّل، وفي هذا النوعِ من التأمّل يتمّ التحكّم بالتنفّس وتأدية بعض الوضعيّات والتمارين، لأجلِ الوصول لأعلى درجات الراحة والاستقرار النفسيّ من خلال التوازن الجسديّ، والتركيز على النفْسِ.
أهميّةُ الـتأمّلِ وفوائده
هناك العديد من الفوائد للتأمل، وتنعكس هذه الفوائد بشكل إيجابي على نظام الحياة، ومن هذه الفوائد ما يلي:[٥][٦]
- معرفة السبب الحقيقيّ لمشكلةٍ ما: فعندما يواجه الشخص مشاكل في حياته، يمكنه من خلال التأمّل أن يتعرّف على أسباب هذه المشكلة، أو نقاط الضعف في الشخصية التي تؤدي لحدوث هذه المشكلة، وهي تُعدّ أولى الخطوات في السعي لحل المشاكل.
- التفكير بالحلول: فالتأمّل يوفّر بيئةً هادئةً، وعقلًا متفتّحًا، قادرًا على ابتكار الحلول وإيجاد مخارج من المأزق.
- القدرة على ربطِ الأفكارِ: فالربط هو من وسائل التفكير التي تستخدم في عدة مجالات في الحياة، كحلّ المسائل الرياضية، وإجراء التجارب العلمية، لذلك، يعدّ التأمل من الأفعال المهمة لتحقيق القدرة على ربط الأفكارِ والمفاهيمِ، فهو يساهم في إبعاد المشتّتات عن الدماغ، وبالتالي التركيز بشكل أفضل.
- تحسين العلاقات: وهنا يُقصد، العلاقات الاجتماعية، فمن خلال التأمل، يمكن الاستدلال على الصفات الشخصية التي تجرّ المتاعب والاشتباكات مع الناس في المحيط، أو معرفة أسباب سوء الفهم المتكرر مثلًا، وبعد التأمل ومعرفة السبب، يمكن التخلص من هذه الصفات وتحسين العلاقات الاجتماعية.
- الاسترخاء: فالكثير من تمارين الاسترخاء، كاليوغا، وتمارين التنفس بعمق، تقوم على التأمل، وتقلّل التوتّر، وهذه التمارين تساهم كثرًا في تحسين الصحّة الجسديّة، والعقليّة، والنفسيّة.
- تنمية الذات: فمن خلال التأمّل يستطيع الشخص أن يركّز على نفسه، ويتعرّف على ما يحبّ، ويميّز ما هي هواياته، ومهاراته، ومواهبه، وبالتالي يتمكّن من تطويرها، والحصول على الرضا الداخلي.
كيف نمارس التأمّل؟
يمكن للشخص أن يمارس التأمّل في أي مكان، فعلى الرغم من كون فكرة تطبيق التأمّل مع المجموعات، وبحضور شخصٍ مرشِدٍ وخبيرٍ في الموضوع تُعدُّ فكرةً جيّدة، إلا أنّها ليست الفكرة الوحيدة، فيمكن القيام بالتأمّل في أيّ مكانٍ وزمان، وهناك عدّة أمور تساعِد على التأمّل عند مراعاتها، ومن بعض هذه الأمورِ:[٧][٨][٩]
- تحديد الهدف من التأمّل: فكّر في الهدف الذي ترغب بتحقيقه عن طريق التأمّل؛ هل هو التحكّم بالتوتّر، أم النوم بشكلٍ أفضل؟ أم أنّ هدفك الأساسيّ هو تطوير صفة معيّنة كالصبر أو الامتنان أو غيرها من الصفات؟
- تهيئة المكان والزمان المناسبَيْن: إذا كنت ستقوم بالتأمّل في منزلك، فعليك باختيار مكانٍ هادئ يخلو من المشتّات، وأمّا بالنسبة للوقت، فاختر وقتًا مناسبًا لك، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصباح الباكر هو أفضل وقت لممارسة التأمّل، إذ إنّ الذهن يكون صافيًا آنذاك، والمشتّات تكون أقلّ مقارنةً بباقي فترات اليوم.
- تحديد المدّة: فيُنصَح المبتدئون بأن يقوموا بالتأمّل على فترات متدرّجة، وتعدُّ فترة ثلاث دقائق في البداية فترةً كافية، ويمكن فيما بعد زيادة هذه المدّة بالتدريج، ليكون التأملُ فعّالًا وخاليًا من التشتيت.
- التحلّي بالإيجابيّة: فلا يمكن أن تتحقّق النتائج المرجوّة من التأمل إذا كان الشخص متشائمًا، أو إذا كانت الأفكار المسيطرة عليه سلبيةً بطبيعتها، ولذلك يجب أن يتم تصفية الذهن من كل شيء سيّء.
- التركيز: ولتحقيق التركيز، يجب إبعاد كل المعيقات عن التركيز، كالضوضاء، والأضواء الساطعة، والأماكن المزدحمة، كما أنّه من المهمّ الابتعاد عن الممارسات المعتادة التي تشتّت الانتباه، مثل طقطقة الأصابع، والانشغال بإشعارات الهاتف، وغيرها.
- اختر نوع التأمّل الذي يناسبك: صحيح أنّه هناك بعض التمارين المشترَكة بين أنواع التأمّل، والتي يمكن للمبتدئين القيام بها، إلّا أنّه من الضروريّ تحديد نوع التأمّل المناسب لك بعد تحديد الهدف منه، ومن ثمّ معرفة الخطوات اللازمة قبل البدء به، وهناك بعض الخطوات الأساسيّة التي يمكنك القيام بها كمبتدئ، ومنها:
- اجلس أو استلقِ بشكلٍ مُريح، يمكنك استعمال وسادة أو كرسيّ التأمّل.
- أغمِض عينيْك.
- لا تبذل أي مجهود في محاولة التحكّم في تنفّسك؛ فقط تنفَّس بشكلٍ طبيعيّ.
- ركِّز انتباهك على تنفّسك، وعلى كيفيّة تحرُّك جسمك مع كلِّ شهيقٍ وزفير.
- حافِظ على ممارسة التأمّل لمدّة تتراوح من دقيقتين إلى ثلاث دقائق، وحين تعتاد الأمر أكثر يمكنك إطالة المدّة.
- تعلّم المزيد من التمارين والتقنيات الخاصّة بالتأمّل في حال كنت مهتمًّا بذلك.
المراجع
- ↑ Megan Monahan (1-9-2020), "What Is Meditation?", VeryWellMind, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ "Mindfulness-Based Cognitive Therapy", Psychology Today, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ Tyler Wheeler (27-1-2020), "Transcendental Meditation", Web MD, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ Holly J. Bertone, (2-10-2020), "Which Type of Meditation Is Right for Me?", HealthLine, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ "How to Meditate", Mindful, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ "MEDITATION 101: TECHNIQUES, BENEFITS, AND A BEGINNER’S HOW-TO", Gaiam, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ "How to do meditation at home?", Mind Works, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ Afsaneh Khetrapal, "What is Meditation?", News Medical Life Sciences, Retrieved 6-2-2021. Edited.
- ↑ "meditation-101-techniques-benefits-and-a-beginner-s-how-to", www.gaiam.com. Edited.