الهبّات الساخنة، التعرّق الليلي، الأرق والنوم المتقطّع، الجفاف المهبلي، زيادة الوزن، تقلّبات المزاج، كلها أعراض مزعجة قد تواجهينها أثناء مرحلة انقطاع الطمث، أو ما يسمّى بـ"سن اليأس" رغم أنّ لا مكان لليأس فيه، إذ يمكنكِ مواجهة كل هذه الأعراض بسهولة؛ والمرور عبر هذه المرحلة الانتقالية بأمان تام.
سن اليأس، أو سن الأمل؟ القرار لكِ
شتّان ما بين سن اليأس، وسن الأمل، ويمكنكِ أنتِ وحدكِ القرار واختيار خيار واحد من الاثنين، هل ستعيشين اليأس مع هذه التجربة؟ أم ستسترجعين الأمل فيها؟ اسمحي لنا أن نبعث إلى روحكِ الأمل من جديد، فلا مكان لليأس! وهذا ما دفعنا في هذا المقال إلى مناقشتكِ حول أهم الأمور والطرق التي تتغلبين فيها على مخاوفكِ من هذه التجربة، وتستعيدين من خلالها ثقتكِ بنفسكِ والأمل فيها:
لا تقلقي، مشاعر الخوف طبيعية
لا بأس في الشعور بالقليل من الخوف أو التوتّر أو الحزن أو الكآبة، فإنكِ أمام تقلّبات هرمونية كبيرة، وأهمها هو انخفاض إنتاج هرمون إستروجين الأنثوي، والذي بدوره يزيد من شعور الخوف، والقلق، ويزيد من تمسّك دماغكِ بالأفكار المخيفة، حتى أنّك ستصبحين أكثر قلقًا حيال أمور عادية لم تكوني تقلقي حولها من قبل، ولكن، هل هذا يعني استسلامكِ التام لهذه الأوهام؟ بالطبع لا!
عليكِ تدريب عقلكِ على طرد هذه الروح السلبية، وشعور الخوف حيال أي شيء، وذلك من خلال ممارسة كل ما تشعرين أنّه يخيفكِ لمرات كثيرة حتى تزول المخاوف غير الحقيقية، كما يمكنكِ تخيّل الأمر الذي يخيفكِ بكل تفاصيله، وكيف ستكون ردة فعلكِ تجاهه، لكي يصبح تقبّله أسهل عليكِ، وأخيرًا، كوني شاكرة لكلّ ما تمرّين به، حتى وإن كان حزينًا في منظوركِ.[١]
تخلّصي من هاجس الشيخوخة
إن عدم قدرتكِ على الإنجاب ليست تعريفًا صريحًا للشيخوخة، ولم تكن ذلك أبدًا، إذ تبدأ الشيخوخة في عقلكِ وتفكيركِ، فقد تفقد المرأة جاذبيتها وروح شبابها في عمر العشرينيات أو الثلاثينيات! وقد تبقى المرأة محافظة على بريق شبابها حتى أواخر الستينيات! صدّقيني، إن المسألة هي مجرّد قرار شخصي، لا يمكن لأي ظرف من حولكِ أن يتحكم به بقدر تحكمكِ أنتِ به.
تحدّثي مع طبيبكِ
إن التحدّث مع شخص مختص حول هذا الأمر سيزيدكِ راحة، ولا يوجد من هو مناسب أكثر من طبيب/ة النسائية، فهو الشخص المؤهل والقادر على منحكِ كل المعلومات والإرشادات المناسبة لكِ ولمرحلتكِ، وهو الشخص الذي يمكنكِ الوثوق به بكل بساطة، لذا، لا تعبُري هذه المرحلة دون إرشادات طبيب ماهر.
لا تكوني وحيدة قدر الإمكان
كوني مع عائلتكِ، أو أبنائكِ، أو زوجكِ، أو صديقاتكِ، أو أي شخص يمكنكِ الارتياح بجانبه، فأنتِ بحاجة إلى دعم معنوي، حتى لو لم يكن مباشرًا، وتحتاجين إلى الرفقة الطيّبة التي تخفف عنكِ مشاعر التوتر والقلق، وتزيد من ثقتكِ وقوتكِ، وتنسين فيها مخاوفكِ.
انتبهي إلى طعامكِ وشرابكِ
عندما تقدّمين لجسمكِ ما يحتاج من طعام وشراب صحيين، سوف يمنحكِ حياة بجودة أعلى في أي عمرٍ كان، فإن سرّ انتظام الهرمونات جميعها، وخاصةً الأنسولين، والإستروجين، والتستوستيرون، هو اتباع أسلوب حياة صحي من جميع النواحي، ويمكنكِ البدء بالحياة الصحية مهما كان سنكِ، فلا يوجد موعد نهائي لذلك، وننصحكِ أن يحتوي نظامك الغذائي المأكولات الآتية: [٢]
- مشتقات الحليب أو منتجات الألبان، من حليب، ولبن، وجبن، فأنتِ بحاجة للكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم وفيتامينات D-K التي في هذه المأكولات؛ لضمان صحة عظامكِ.
- الدهون الصحية، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة مثل الأسماك كالسلمون، وبذور الكتان، وبذور الشيا.
- الحبوب الكاملة، التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية، مثل الألياف وفيتامينات B، التي تحمي من خطر أمراض القلب والسرطان والوفاة المبكرة، مثل الأرز البني، وخبز القمح الكامل، والشعير، والكينوا، وأي منتج يحتوي على "حبوب كاملة" كأول مكوّن له.
- الفواكه والخضراوات، والتي تشتهر بفوائدها الكثيرة، فهي مصدركِ لمضادات الأكسدة المختلفة، والفيتامينات المتنوعة، والمعادن، والألياف، لذا، ننصحكِ بملء نصف طبقكِ أثناء كل وجبة بالفواكه أو الخضراوات، ولكن، ننصحكِ بالتركيز على البروكولي، والتوت الأسود، والفراولة.
- أطعمة تحتوي على هرمون الإستروجين النباتي، أو ما يُسمّى بالـ "فيتويستروغنز" مثل فول الصويا، والحمص، والفول السوداني، وبذور الكتان، والشعير، والعنب، والتوت، والخوخ، والشاي الأخضر، والأسود.
- مأكولات ذات بروتين عالٍ؛ وذلك للحفاظ على كتلة العضلات وقوة العظام لدى السيدات بعد انقطاع الطمث، ومن هذه الأطعمة هي البيض، واللحوم، والأسماك، والبقوليات، ومنتجات الألبان، كما يمكنكِ استخدام مساحيق البروتين والكولاجين.
إذا كنتِ تبحثين عن اتزان هرموني حقيقي، وترغبين في التخلّص من أعراض انقطاع الطمث مثل الهبّات الساخنة والوزن الزائد والنوم السيء، إذًا ابتعدي تمامًا عن الأطعمة التالية:
- الأطعمة المصنّعة، والمليئة بالسكّريات المضافة، والكربوهيدرات المعالجة، فهي مرافقة لأعراض ارتفاع نسبة السكر، ومقاومة الأنسولين، وغيرها، وتشمل هذه الأطعمة، الخبز الأبيض، والمخبوزات المختلفة مثل المعجنات والكرواسون، والدونات، وغيرها.
- المأكولات الحارة أو المليئة بالتوابل، والتي قد تزيد من الهبّات الساخنة لدى بعض السيدات.
- الطعام بنسبة عالية من الملح أو الصوديوم، والذي يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
- الكافيين، رغم عدم تأكيد الدراسة في أثر الكافيين على النساء، ولكن، قد يكون سببًا في عدم النوم بشكل جيد، لذا يمكن تخفيف تناوله للحصول على نوم أفضل.
الجئي إلى الطبيعة
يمكنكِ استخدام الأعشاب والبذور المختلفة لتحسين تجربتكِ مع انقطاع الطمث، فإن هنالك الكثير منها التي تجعلكِ أكثر قدرة على التحكم بأعراض المرحلة، مثل الهبّات الساخنة، والتعرّق الليلي، وتغيرات المزاج والأرق، وغيرها: [٣]
- للتحكم بالهبات الساخنة والتعرّق الليلي: زيت زهرة الربيع المسائية، والجينسنغ، والكوهوش الأسود، ونبتة سانت جون، وعشبة الجنجل "حشيشة الدينار"، والبرسيم الأحمر، وبذور الكتان.
- للتحكم بتغيرات المزاج والأرق: البابونج، ونبتة الجنجل "حشيشة الدينار"، والجينسينغ الآسيوي الكوري، وحشيشة الهر "الناردين"، وزهرة العاطفة، وعشبة بلسم الليمون.
- للتحكم بالتغيرات المهبلية مثل جفافه: بذور الكتان، والكوهوش الأسود.
- للتحكم بانخفاض الرغبة الجنسية: الجينسنغ الآسيوي الكوري، وعشبة التريبولوس، وعشبة الماكا.
تذكّري أنّها مجرّد مرحلة، وستمر
هذه مرحلة انتقالية، أي تحمل معها تغييرات في جسمكِ، وحياتكِ على وجه العموم، لذا، لا بدّ من أنكِ ستواجهين بعض الصعوبة في التأقلم فيها، ولكن، تذكّري أنها "انتقالية" أي أنها مؤقتة بالطبع، وكلّ ما تحتاجينه هو بعض الصبر، والقليل من الوقت والجهد، ومن ثم ستعودين مرة ثانية إلى الاستقرار النفسي كما كنتِ قبلها، لذا، هوّني على نفسكِ هذه المرحلة، واستمتعي بها.
المراجع
- ↑ "Is Menopause Making You More Anxious and Afraid?", feistymenopause, Retrieved 1/10/2023. Edited.
- ↑ "Menopause Diet: How What You Eat Affects Your Symptoms", healthline, Retrieved 1/10/2023. Edited.
- ↑ "Menopause & herbs", jeanhailes, Retrieved 1/10/2023. Edited.