كل ما تود معرفته عن قانون الجذب

ما هو قانون الجذب؟

هل فكّرت يوماً ما بشيء معيّن، ثم ما لَبِث أن حصَل لك؟ ربّما قد ارتَسمَت على شِفاهك الدّهشة وَقتها، وتساءلت كيفَ حَصل هذا! هذا ما يُسمّى بقانونِ الجَذب، فَما هو؟ قانونُ الجَذب هو فَلسفة تقومُ على الفكرة التالية: الأفكار الإيجابية تجذِب المزيد من الأفكار والنتائج الإيجابية. كأنّ الأفكار هي نوع من الطّاقة، وهذه الطّاقة تَجذب الإيجابية والنّجاح والحياةَ السّعيدة لصاحِبها. وكذلك العكسُ صحيح؛ فالأفكار السّلبية تَجذِب الطّاقة والنتائج السّلبية والفشَل لحامِلها. ^[١]

بعض قوانين الجذب

هُناك بعضُ القوانين والمبادئ لِقانون الجَذب نَذكُر مِنها:

• الطُيور على أشكالِها تَقَع: تقُوم هذه الفِكرة على مبدأ أنّ الأشخاص يُجذبون ويَميلون إلى الأشخاص المشابِهين لهُم، ربما التشابُه يَكون في الشّخصيات، والأفكار، والتطلُّعات، وطريقة التفكيرِ، وإنجازِ الأمُور، وغيرها، مما يعني أيضاً أنّ التفكير الإيجابي دائماً يجلِبُ ويجذِبُ كالمِغناطيس نتائجَ إيجابية وسعيدة، والعكسُ صحيحٌ أيضا بالنّسبة إلى التّفكير بالأمور السّلبية، فلا يَنتُج عَنه إلّا المزيدَ من الفَشل والنّتائج السيّئة. ^[٢]
• التركيز على الحاضر والمستقبل: فقانون الجَذب يُركّز على الّلحظة الرّاهنة الآن، ويُريدُك أن تَجلِب تصوّراتكَ عن المستقبل، وتعمل على تحقيقها في الوقت الراهن، ويكونُ ذلك بتخيُّلها وكأنها قد تحقّقت، وباستشعار طَعم حلاوَة النّجاح، سواء على الصعيد الشّخصي أو المهني أو بعلاقاتك الاجتماعية، وذلك لأجل أن تعمَل عليها وتطوّرها من أجل تحقيق أهدافك. فمثلاً لنَفرض أنّك تريد شِراء مَنزل أحلامِك بحديقةٍ أماميّةٍ واسِعة تُطل على منظرٍ خلّاب، قانون الجَذب يَفرضُ أنّك تستطيعُ تحقيقَ ذلك عن طَريق تخيُّل أنّ البيت قد أصْبحَ لك وأنّك تستَحقّه، فذلك سَيُحفّزك أنْ تعمَل جاهداً لتُوفّر مثلاً المَبلغ المطلوب لشِراء ذلك المَنزل. قانون الجَذب يُركّز على فِكرة العَمل لتَحقيق الهَدف المطلوب، وليسَ فقط أنْ تتَخيّل وتَعيش أحلامَ اليقَظة. ^[٣]
• يجب أن يَتمّ ملء الفراغ: يَرتكِز هذا المبدأ على فكرة أن تُخلّص دماغك من الأفكار السلبية، وتَدعَ مجالاً لتَحلّ الأفكار الإيجابية مَحلّها. يقُوم هذا المَبدأ على أساسِ أن تَتخلَّص مِن التّفكير السلبيّ، فيُصبِح لديك شاغرٌ للأفكار الإيجابية ومكانٌ لتقوم بجذب المزيد منها، فلا يُمكن أنْ يُوجد مساحةٌ كافيةٌ في دِماغك للتفكير الإيجابي وهو ممتلئ بالأفكار السلبيّة. هناكَ طريقةٌ فاعلةٌ لتجرُبة ذلك؛ جَرّب قبل النوم أنْ تكتُب على ورقةٍ كيف كانت مشاعِرُك خلال اليوم، تذكّر النعم الموجودة في حياتك واشكر الله عليها، وإنْ راودتك الأفكار السلبيّة بعدها، فلن تجد مكاناً لها في تفكيرك ودماغِك. ^[٤]

قانون الجذب بين المؤيدين والمعارضين

لقد كتب كثيرٌ من المؤلفين وعلماء النفس عن قانون الجذب، وقد أشاروا إليه بطرقٍ متنوعة في كُتبهم وأقوالِهم، كأمثال عالم النفس جون روهن، حيث يعتقد أنّ النجاح يبدأ من أفكارك؛ أيّاً كانت أهدافك، فسيُمكنك تحقيقها وجلبها إليك، ويُمكنك جلبُها عن طريق العادات التي تتبّعها في حياتك، والتي تحدّد من أنت وماذا تُريد. أن طوّرت من العادات التي تُمارسها يوميّاً، ستعمل نحو تحقيق أهدافك وبلوُغها بكل تأكيدٍ. فمن الأمثلة على هذه العادات: العملُ الدؤوب، والاجتهاد، وسعة الثقافة والاطّلاع، والتفكير الإيجابي، وغيرها. ^[٥]

من أبرز المؤيدين لقانون الجذب:

• جيري وزوجته إيسترهيكس: مِن أقوالهم واعتقاداتِهم أنّ "كل ما هو مُتشابه يتَجاذب"، وأيضاً: "إنّ البشَر هم وحدَهُم صانعو أفكارِهم وتركيزِهم في الحياة". تجدُر الإشارة هنا أنّ إيسترهيكس كاتِبة وروحانيّة أميريكية الأصل، ومؤلّفة لعدّة كتبٍ في قانون الجَذب.
• ويليام ووكر أتكنسون: وهو مؤسس حركة التفكير الجديد في بداية القرن التاسع عشر، وهي حركة روحانيّة تقومُ فلسفتُها على قانون الجذب والتفكير الإيجابيّ وغيرها من المبادئ، ومن أهم أقواله: "الأفكار قوّة، وطاقة بحدّ ذاتِها، كطاقة الجذب "، و" الطريقة المُثلى للتغلب على الأفكار السلبية تكون بجعل الأفكار الإيجابية تحل محلّها." ^[٦]
• براين تريسي: وهو متحدّث عام، ومؤثّر، ومدرّب تنميَةٍ بشريّة، ومؤلّف لعدة كتبٍ، ومن أهمّ أقوالِه: "اجعَل من حياتِك تُحفةٌ فنيّة، تخيّل أنّ لا حُدود لما يُمكن أنْ تَكونه أو تفعَلهُ أو تملِكَه". ^[٧]
• إيرنيست هولمز: وهو أحد أتباع حَركة التّفكير الجديد، ويُؤمن أنّ ما يحصُل لَنا ما هو إلّا نِتاج أفكارِنا، ومن أهمّ أقواله: "إنْ كنّا غير راضين عن الظروف المحيطَة أو شخصياتنا، فأوّل ما يَجب تغييرُه هو طريقةُ تفكيرِنا." ^[٨]

أسباب عدم تأييد قانون الجذب عند المعارضين

وفي الوقت ذاته هناك الكثير ممّن لا يتّفقون مع هذا الرأي، فالبعض يجدُ قانون الجَذب مجرّد فرع من فروع العلوم الميتافيزيقية، وينظرون إليه ك"خُرافة"، لا أساس لها من الصحّة والوجود. فذهَب البعضُ إلى إنكارِ وُجوده بالكامل وإبراز عيوبه، نذكُر منها الآتي:

• يفتقرُ قانون الجذب لوجود أفعالٍ حقيقيّةٍ لتحقيق الأهداف: فالمُمارسة الأساسية في قانون الجذب هي تخيُّل أهدافك وأحلامك كأنّها تحققت. بينما كما يعرفُ الجميعُ إن كنت تريدُ أمراً ما فعليك الاجتهادُ للحصول عليه.
• يفتقرُ قانون الجذب لوجودِ خطّة: كما ذكرنا بالنقطة السّابقة، كونَه لا تُوجد أفعالٌ حقيقيّة، فهو يفتقرُ لوجودِ خُطّةٍ حقيقيّةٍ لتحقيق أهدافك. كما يُوضح جاك كانفيلد رأيه في كتاب "السرّ" حيثُ قال: "ليسَ من شأننا أنْ نعرفَ كيفيّة تحقيق الهدف، بل يجبُ أن نؤمن بخُطط الكون لفِعل ذلك". وبدون خُطّة واقعية مُحكمة لا يمكن تحقيق أيُّ هدفٍ في الحياة.
• يفتقرُ أيضاً لوجود مدّةٍ محدّدةٍ أو وقتٍ معيّن: فعندما تعيشُ وأنت تشعُر وتتخيّل أنّ أهدافكَ قد صارت حقيقة، لن يُهمّك حقاً متى ستتحقق ولن تبذُل جهداً من أجل تحقيقها. كما تعتقد مؤلّفة كتاب "السرّ" روندا بايرن، حيث قالت: "لا يُوجد وقتٌ فعليّ للكون ليُحقق لك ما تُريد". وهذا بطبيعة الحال سيؤدّي للفشل بتحقيق أهدافك. ^[٩]

كيف أطبّق قانون الجذب؟

إن كنت ترغبُ حقاً بإِحداثِ تغييرٍ في طريقَة تفكيرك وتوجيهِها لجَذب الأشياء التي تُريد، فيَجبُ عليكَ البدء بمُمارسة بعض التمارينِ والطُرقِ المهمّة، نذكُر منها هنا:^[١٠][١١]

• أعرف ما الذي تريده حقّاً: أوّل خطوة لتطبيق القانون هي أن تعرف الأمر الذي ترغب في الحصول عليه أو تحقيقه، حدِّد ذلك بوضوح، والأفضل معرفة التفاصيل المتعلّقة به كذلك، فمثلاً: لا يكفي أن ترغب بالحصول على سياّرة دون تحديد مواصفاتها، بل حدّد ما تريد بصورة أوضح، مثلاً: أرغب بسيّارة حمراء حديثة من طراز كذا، لها مقاعد ذات جلد لون أسود… إلخ.
• آمن بأنّه سيتحقّق: فالإيمان هو المفتاح لتحقيق ما ترغب به، إذ عليك أن تؤمن وتوقن أن الشيء الذي ترغب به قد تحقّق فعلاً.
• تخيَّل ما تريد: قم بتخيّل الشيء الذي تريده وكأنّه قد تحقّق فعلاً، أو بتخيّل الشيء الذي ترغب بالحصول عليه كأنّه أصبح بين يديك فعلاً، تخيّل كافّة التفاصيل مهما كانت صغيرة.
• ركّز على حوارك الداخلي مع نفسك: إذ إنّ ما تفكّر به سيؤثّر على مشاعرك وأفعالك، فاحرص على أن يكون حديثك الداخلي وأفكارك إيجابيّة قدر الإمكان، ولا تسمح للأفكار السلبية بالتأثير على إيمانك بتحقّق الأمر الذي ترغب به،.
• مارس الامتنان: الامتنان مهمّ في كافّة الأمور، لكن مارسه أكثر عند تطبيق قانون الجذب، كن ممتنّاً وكأنّ رغبتَك قد تحقّقَت فعلاً.

نصائح عامّة لتطبيق قانون الجذب

• التنفس العَميق والاسترخاء: إنّ جعلَ العقلِ يَستريح ويَسترخي لفترة 10 إلى 15 دقيقة، يزيد من قوّة الدماغ، في حين يَبقى العقلُ في حالةِ هدوء. يمكنك ممارسة التأمّل، فسيُساعدك ذلك بشحن عقلك بالطاقة الإيجابيّة.
• اكتب قائمةً بالأمورِ التي تسبّب لك القلقَ والخوف: مثلُ أيّ أمرٍ يسبّب لك القلق في حَياتك، وترغبُ بإحداثِ تغييرٍ فيه، كوَظيفتك المُرهقة مثلاً أو خلافاتك الزوجيّة أو خِلافاتك مع عائلتك أو مشاكِلك مع أبنائِك… إلخ
• فكّر بالإيجابيات: حاوِل أنْ تَستخرِج أمراً إيجابياً واحداً في قائِمة الأُمورِ التي تسبّبُ لك القَلق، حاوِل أنْ تَرى شُعاع الأمَل في كلّ أمرٍ سلبيّ، مثلاً قد تكونُ وظيفتُك المُرهقة توفّر لك دخلاً عالياً، أو بيئَة مشجّعةً على الإبداع، أو زملاءَ عَمل مُتعاونين. عنْد التّفكيرِ بهذه الطّريقة، سَتبدأ النّظر لعمَلك أنّه تحدٍّ لك لإثباتِ نفسِك وتحقيقِ مُرادك، وسيكونُ دافِعاً لك لإيجادِ الوظيفة التي تُناسب أحلامَك وتطلُّعاتِك.