هل تنظر إلى النصف الفارغ أم الممتلئ من الكأس؟ إن إجابتك عن هذا السؤال تعكس نظرتك للحياة ولنفسك، وتكشف فيما إذا كان توجهك في العيش هو التفاؤل أم التشاؤم، وقد بينت بعض الدراسات أن سمات الشخصية كالتفاؤل والتشاؤم، أو الإيجابية والسلبية يمكن أن تؤثر على صحتك، فالتفكير الإيجابي - والذي هو جزء من سمة التفاؤل - يساعدك في السيطرة على القلق والتوتر، ولكن في حال كنتَ من الذين يميلون إلى التشاؤم فلا تشعر بالإحباط؛ لأنه يمكنكَ تعلّم مهارات التفكير الإيجابي كما ستوضح في هذه المقال.[١]


ما هو التفكير الإيجابي؟

قد تظن أن التفكير الإيجابي يعني افتراضاً بأن الحياة وردية اللون، مع تجاهل الجوانب السلبية فيها أو الهرب منها، ولكن حقيقته تتمثل في القدرة على التعامل مع تحديات الحياة بنظرة إيجابية، وهذا يعني الاعتراف بوجود الصعاب والتحديات، ومحاولة الاستفادة من دروس المواقف السلبية، مع مراعاة النظر إلى الذات والآخرين من منظور إيجابي.[٢]


كيف يساعدك التفكير الإيجابي؟

تناولت العديد من الدراسات تأثير التفاؤل والتفكير الإيجابي على الصحة العقلية والبدنية، وتوصلت إلى عدد من الفوائد التي ستقنعكَ بضرورة توجيه تفكيرك نحو الإيجابية، والتي تتلخص في النقاط الآتية:[٣]

  • تقليل فرص الإصابة بالنوبات القلبية.
  • تخفيض ضغط الدم من خلال السيطرة أكثر على التوتر.
  • القدرة على التسامح، وتجاوز العقبات والآلام.
  • الإبداع، والقدرة على التركيز والتفكير بوضوح.
  • قدرة أكبر على التأقلم وحل المشكلات.
  • تقليل نسبة التعرض للاكتئاب.


كيف تفكر بإيجابية؟

وجدت بعض الدراسات أن التفكير السلبي والمشاعر السلبية يمكن أن يضعف المناعة، ويسبب تراجعًا في الصحة العقلية، والنفسية، والجسدية، ولذلك إليكَ بعض الخطوات التي ستُبعدُك عن هذا كله، وتعلّمك كيف تفكر بإيجابية:[٤]

  • ابتسم كثيرًا: نعم ابتسم بهذه البساطة، فقد توصلت بعض الدراسات إلى أن التبسم يقلل من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومن الجدير ذكره أنه يمكنك اتباع قاعدة الضحك عند التعرض لموقف صعب في العمل أو المنزل، وذلك من خلال مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة على سبيل المثال؛ لأن ذلك سيعيدك إلى مزاج جيد.[٤]
  • عوّد نفسك على التقبّل، وأعد صياغة بعض الأفكار: تقبّل فكرة أنّ هناك أموراً خارجة عن السيطرة، وحاول إعادة صياغة بعض الأفكار المتعلقة بها في عقلك، فمثلًا بدلًا من التركيز على مشكلة الازدحام المروري والتفكير فيه، يمكنك تحويل تفكيرك إلى إمكانية استثمار وقت الانتظار في الاستماع للأخبار أو الموسيقى، لأنه لا يوجد ما يمكنكَ فعله بشأن حركة المرور.[٤]
  • ركّز على اللحظة الحالية: إنّ اجترار الماضي والأحداث السلبية التي حدثت فيه، أو القلق بشأن أحداث تتوقع حدوثها في المستقبل سيؤثر سلبًا على طريقة التفكير في الحاضر، لأنه لا يمكنك التحكم فيما مضى، أو فيما هو آتٍ، بل يمكنكَ فقط التحكم بلحظتك الحالية، وتذكّر أن كل لحظة في الوقت الحالي ستكون مهمة وإيجابية إذا ابتعدت عن القلق واجترار الماضي.[٥]
  • افعل شيئًا لطيفًا للآخرين: لا تنتظر من المحيطين بك أن يبادروا دائمًا، بل بادر أنتَ وقدّم شيئًا لطيفًا لغيركَ، علماً أنه لا يُشتَرَط أن يكون شيئًا كبيرًا، بل يمكنكَ أن تبتسم في وجوه الآخرين، أو تلوّح لأحدهم بود، أو تلقي التحية على شخص غريب، مما سيرفع من معنوياتك، ويشعركَ بالإيجابية والرضا.[٥]
  • ذكّر نفسكَ بالتركيز على الأشياء التي تجعلك سعيداً مهما كانت بسيطة: على سبيل المثال، يمكنكَ تغيير خلفية هاتفكَ ليذكّركَ بمكان معين تحبه، أو وضع مُلصقات في غرفتك لتذكرك بهواياتك المفضلة، أو لبس سوار له ذكرى خاصّة، أو يمكنك أيضاً وضع كلمة مرور على جهازك لتذكّرك بتاريخ أنت ممتن له، فهذه التفاصيل الصغيرة اليومية ستصنع فارقاً على المدى البعيد.[٥]
  • مارس الامتنان: تذكّر أنّ هناك عدداً كبيراً من النعم التي تشعر بالحماس والبهجة تجاهها، والتي يجب تذكير النفس يوميًا بها عبر الامتنان والشكر، إذ يمكنكَ التعبير عن امتنانكَ في العمل، وفي العائلة وبين أصدقائك؛ لأن هذا سيجعلك تشعر بالرضا، إضافة إلى أن المحيطين بكَ سيصبحون أكثر لطفًا معك وأكثر احتراماً لك.[٦]
  • تذكّر بأنّك المسؤول عن مشاعرك: تذكّر أن المشاعر ليست من الأمور الخارجة عن السيطرة، بل من الممكن تعلّم كيفية التحكم بها وإدارتها، وذلك من خلال معرفة الطريقة المناسبة للتعامل مع المواقف ودرجة تأثيرها بنا، مما سيجعلك أكثر إيجابية.[٧]


المراجع

  1. Mayo Clinic Staff (2020-01-20), "Positive thinking: Stop negative self-talk to reduce stress", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  2. Kendra Cherry (2019-11-25), "Understanding the Psychology of Positive Thinking", www.verywellmind.com, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  3. "What Is Positive Thinking?", www.webmd.com, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  4. ^ أ ب ت "The Power of Positive Thinking", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  5. ^ أ ب ت Julie Lother (2020-08-10), "The Power of Positive Thinking: 5 Ways You Can Practice Positivity", northmemorial.com, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  6. Tchiki Davis (2018-03-05), "Think Positive: 11 Ways to Boost Positive Thinking", www.psychologytoday.com, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  7. EMILY BECKER (2020-05-18), "14 Ways To Be More Positive, According to Psychologists", www.womenshealthmag.com, Retrieved 2020-12-03. Edited.