تتكون النفس الإنسانية من مجموعة من الأحاسيس والمشاعر والأفكار، ودائماً ما يسعى الأفراد إلى فهم المجتمع المحيط بهم سواء الأشخاص المقربون إليهم مثل العائلة والأصدقاء، أو مع أي شخص يتعاملون معه، وقد يواجهون بذلك صعوبة في فهم طريقة تفكيرهم، بحيث لا يستطيعون تفسير تصرفاتهم أو تفسير السبب الذي دعاهم ليتصرفوا على هذا النحو، وعليه ففي هذا المقال عرض لبعض الطرق التي تساعدك على فهم الآخرين.


أتقن فن الاستماع

تظهر الأبحاث أنه كلما كان الشخص مستمعاً أفضل كلما زاد ارتباطه بمن حوله، ويكمن فن الاستماع في تركيزك على الاستماع أكثر من التفكير فيما تود أن تقوله للشخص المقابل، وفي الآتي بعض النصائح التي تساعدك على إتقان فن الاستماع:[١]

  • تدرب على الاستماع من خلال محاولة إجراء الكثير من المحادثات اليومية، والانتباه لما يقوله الشخص المقابل، على سبيل المثال يمكنك سؤال والديك عن يوم زفافهما أو بإمكانك أن تطلب من جدك أن يخبرك عن شعوره حين أنجب طفله الأول، حاول أن تتخيل التجربة بالنسبة لهم، واطلب منهم إخبارك عن المزيد عن شعورهم في ذلك الوقت.
  • أظهر الاهتمام بما يقال لك، إذ يمكنك ذلك من خلال التواصل بالعينين، وقول بعض العبارات التي توحي بأنك مهتم بحديث الشخص المقابل، مثل (يمكن أن ذلك قد سبّب لك بعض الإزعاج)، أو أن تقول (لا بأس... ستتحسن الأمور قريباً).


تعلّم قراءة لغة الجسد

والتي تظهر عادة في جوانب عدة، مثل نبرة الصوت، أو وضعية الجلوس، أو اتجاه نظر العينين، وغيرها، إذ إن ذلك سيساعدك على أن تكون قادراً على فهم الأشخاص من حولك بشكل أفضل، وستتوصل إلى الأسباب التي دعتهم لقول أو فعل أشياء معينة، وبالتالي ستعرف ما هي الطريقة المناسبة للتواصل معهم، ويكون ذلك من خلال ملاحظة أفعالهم ولغة الجسد الخاصة بهم، ولكن ضع في اعتبارك أن التجارب والمواقف وحتى المزاج الحالي للشخص يمكن أن تؤثر جميعها على طريقة تصرفه، فمثلاًَ إذا كان شخص يتحدث معك وفجأة بدأ يتكلم بحدية حين تتطرق بالحديث عن أسرته، فيمكنك أن تفترض أن هذا الموضوع قد يكون شائكاً بالنسبة له، أو أنه يمر بمواقف صعبة مع أسرته في الوقت الحالي.[٢]


حاول احتواء تصرفات الشخص المقابل

قد تظهر عن البعض تصرفات غير معهودة تشير إلى الفظاظة أو عدم الاكتراث بمن حولهم في بعض الأحيان، وهنا بدلاً من التفكير ببعض الافتراضات التي قد تكون غير واقعية أو منطقية، يمكنك أن تفكر في سؤال (لماذا تصرف على هذا النحو)، إذ من المحتمل أن تتكشف لديك العديد من الاستفسارات، فمثلاً اسأل نفسك هل تصرف بهذه الطريقة؛ لأنه مستاء من عمله ومتعب، وفي حال لم تجد إجابة عن سؤالك يمكنك فيما بعد طلب توضيح منه عن سبب تصرفه بهذا الشكل، فبهذه الطريقة ستعرف أكثر عن كيفية تفكير هذا الشخص وكيف يتصرف في المسائل الحياتية المختلفة.[٢]


كن أكثر تعاطفاً ولطفاً مع الآخرين

لا يقتصر معنى التعاطف على فهم الكلام الذي يقال، بل يتجاوز إلى استيعاب مشاعر وأفكار الشخص المقابل، الأمر الذي سيساعدك على تفهمه في تجاوز المواقف الصعبة التي قد يمر بها، ولتكون أكثر تعاطفاً في الآتي بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:[١][٣]

  • اسأل الآخرين عن حاجتهم، على سبيل المثال إذا كان صديقك يمر بوقت عصيب اسأله عما يمكنك فعله للمساعدة، وفي حال أجابك ب (لا أعرف)، فكر فيما ستريده لو كنت في نفس الموقف.
  • أظهر اهتمامًا صادقًا بالآخرين، كن على اطلاع بشأن الأشخاص المقربين إليك، بطريقة تظهر أنك تريد فهمهم بشكل أفضل، لا أن تظهر فضولياً بشؤونهم، على سبيل المثال يمكنك سؤالهم عن الأنشطة التي يحبون القيام بها في أوقات الفراغ، أو عن مشاعرهم تجاه حدث ما.
  • اهتم بمشاعر الآخرين واستمع إليهم، وحاول أن تقرأ ما بين السطور واتبع حدسك وتعرف فيما إذا كانوا يمرون بمواقف عصيبة، وأعمل جاهداً لتقديم يد المساعدة.
  • حاول دائماً أن توسع علاقاتك الاجتماعية، وتنشئ صداقات جديدة، إذ إنّ ذلك سيساعدك على اكتساب خبرات ومعرفة أكثر في كيفية تعاملك مع الآخرين وتفهمهم، كما سيؤثر إيجاباً على مستوى الصحة والسعادة لديك، على سبيل المثال في حال وجدت رجلاً يجلس وحده على طاولة الغداء يمكنك إلقاء التحية عليه وقول (مرحباً).


المراجع

  1. ^ أ ب "Understanding Other People", kidshealth, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "How to Understand People", wikihow, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  3. "Empathy: Understanding Others", conovercompany, Retrieved 19/1/2021. Edited.