تُعدّ مهارات الاستماع إحدى المهارات الضروريّة من أجل التّواصل مع الآخرين بفعاليّة، فالشخص الذي يتميّز بقدرته على الاستماع الجيد للآخرين يكون أكثر قدرةً على اتّخاذ قرارات مهمة، وتحسين علاقاته مع الآخرين والتوصّل مع اتفاقياتٍ معهم،[١] إلى جانب العديد من الفوائد، وفي هذا المقال بيان لأهمية اكتساب مهارة الاستماع، وأثرها على الفرد، وبعض الطرق التي تساعد على اكتساب هذه المهارة كونها من المهارات التي يمكن تطويرها.[٢]


هل من المهم اكتساب مهارة الاستماع؟

فيما يلي بعض النقاط التي توضّح أهمية تنمية مهارة عملية الاستماع وأثر ذلك في حياتنا:[١]

  • زيادة قدرة الشخص على التأثير في الآخرين، وبالتالي قدرته على تحفيزهم نحو التقدّم والتطوّر.
  • تطور مهارات التفاعل والتواصل مع الآخرين، كمهارة حل المشاكل.
  • بناء وتحسين العلاقات على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ.
  • شعور المتحدّث بالرضا والراحة عند الشعور بوجود من يستمع له باهتمام.[٣]
  • اهتمام العديد من الأشخاص بآراء وتعليقات المستمع الجيد، ممّا يساهم في تحسين علاقاته والنجاح في حياته.[٣]


كيف أنمّي مهارة الاستماع؟

فيما يلي بعض الطرق التي تساهم في تنمية مهارة الاستماع:


الاستماع بفعالية

يتضمن الاستماع بفعالية العديد من الأمور ومنها:[٤]

  • الانتباه لما يقوله المتحدّث: لتطوير مهارة الاستماع من المهم التركيز على الفكرة التي يقولها المتحدّث وفهمها واستيعابها، ومحاولة التعرّف على أفكار جديدة ووجهات نظر متنوّعة، الأمر الذي يسهم بدوره في خلق جوٍ من التفاهم والتواصل، وتوفير فرص أكبر للنمو والنجاح.
  • الإنصات للمتحدّث وتجنب مقاطعته: يساعد الإنصات للآخرين على تنمية مهارة الاستماع، إذ يدلّ على أنّ الشّخص مهتمٌ لما يقوله المتحدّث، ويقلل بدوره حدوث سوء فهم قد يحصل نتيجة المقاطعات المتعددة والمربكة، ويسهم في تقديم آراءٍ وأفكار مفيدةٍ. كما ويشار إلى أهمية الاستماع لكل ما يقوله المتحدّث حتى النهاية، حتى لو شعر المقابل بأنّ المتحدّث لا يملك معلومات مهمة، وأنّ أفكاره ضحلة، ففي النهاية يتم تقديم أيّ حُكم أو انتقاد أو تقييم لتلك الأفكار، لأنّ تكوين فكرة جيدة يعتمد على الاستماع لكل ما يقوله المتحدّث بعقليّةٍ منفتحةٍ.[٤][٥]


استخدام لغة الجسد

للغة الجسد دور مهم في نقل الرسالة التي يودّ المتحدّث إيصالها بصورة قد تفوق الكلمات المنطوقة، لِذا من المهم التركيز على إشارات لغة الجسد التي تصدر من المتحدّث ولغة الجسد المتعلّقة بالمستمع نفسه،[٤] ويتضمّن استخدام لغة الجسد العديد من الأمور ومنها:[٦]

  • وضعية الجلوس: تتضمن مهارة الاستماع الاهتمام بطريقة الجلوس أو الوقوف أثناء المحادثة، لذا من الضروري الجلوس بوضعية توحي بالاهتمام لما يقوله المتحدث، وتشعره بالراحة، وتجنب الجلوس بوضعية تتضمن ثني الذراعين، أو هز الرجلين باستمرار، إذ إنها قد توحي بعدم الاكتراث أو الاهتمام بما يقوله المقابل.
  • الاتصال بالعينين: من المهم الحفاظ على التواصل بالعينين أثناء الحديث، فذلك يساهم في إشعار المتحدّث بالاهتمام بما يقوله، ويزيد من التركيز بكلامه والذي بدوره يزيد من القدرة على التفاهم وتحقيق التفاعل الفعال،[٧] وفي حال التحدّث مع شخصية قلقة أو خجولة من المهم تجنّب التحديق المباشر بعيني المتحدّث ومحاولة التركيز على الإشارات الأخرى للغة الجسد.[٦]
  • إيماءة الرأس: تعد إيماءات الرأس مع ابتسامة ودية طريقة جيدة للدلالة على إظهار الرضا والاهتمام بما يقوله المتحدّث وبالرغبة في سماع المزيد من ذلك الكلام، وذلك دون الحاجة إلى اللّجوء للمقاطعات، كما يمكن استخدام بعض المفردات لتشجيع المتحدث على مواصلة كلامه، مثل (أجل، أها) وما إلى ذلك.[٧]


نصائح لتحسين مهارة الاستماع

فيما يلي بعض النصائح التي قد تساهم في تحسين مهارة الاستماع:[٨]

  • إعادة صياغة ما تمّ سماعه: تساعد إعادة الصياغة على تحسين مهارة الاستماع، وهي تتضمّن متابعة كلام المتحدّث وتذكُّر كل ما قاله، من خلال قول (حسبما فهمت من كلامك)، أو قول (فأنت تعتقد أنه)، أو من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي قد تكون أُشكلت على المستمع أثناء الحديث، فذلك يساعد على جمع معلومات كافية لتقديم آراء ووجهات نظر أفضل حول موضوع المحادثة.
  • إزالة المشتّتات: يساعد إزالة أي مشتتات على زيادة التركيز في المحادثة، والوعي الكامل بما يتم تبادله خلالها، لذا يٌفضّل إزالة الهواتف أو جهاز الحاسوب، أو أي مصدر للضوضاء أو التشتيت، ومحاولة اختيار مكان هادئ للتحدُّث. [٨][٩]
  • إتقان فن الرد المناسب: سواء كان إجابة على سؤال طرحه، أو تعليقاً على ما قاله، مع مراعاة الشفافية والصراحة أثناء الرد، ويجدر بالذكر هنا أنه في حال كان الرد يخالف رأي المتحدث، فينبغي قول وجهة النظر بطريقة مهذّبة دون تجريح به، مثل قول (أتفهّم وجهة نظرك، ولكني أرى).[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب "How to Improve Your Listening Skills", www.indeed.com, 25/2/2020, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  2. Krista Rizzo (18/11/2020), "How to Be a Good Listener (And a Better Communicator)", www.lifehack.org, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب Barrie Davenport (23/10/2020), "15 Top Ways To Be A Good Listener And Improve Your Relationships", liveboldandbloom.com, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "How to Develop Listening Skills", www.wikihow.com, 17/11/2020, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  5. Dianne Schilling (9/11/2012), "10 Steps To Effective Listening", www.forbes.com, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب KATHERINE HURST, "8 Tips To Improve Your Listening Skills For Better Communication", www.thelawofattraction.com, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "10 Tips to Help You Develop Effective Listening Skills", reva.edu.in, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  8. ^ أ ب "How to Be a Good Listener", www.indeed.com, 12/12/2019, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  9. ^ أ ب Krista Rizzo (18/11/2020), "How to Be a Good Listener (And a Better Communicator)", www.lifehack.org, Retrieved 13/12/2020. Edited.