شروط مهارة الاستماع

تعد مهارة الاستماع من أهم مهارات الحوار الناجح، ولكي يتقنها أي شخص يجب عليه تدريب نفسه على عدة شروط أو مهارات تمكنه من الوصول إلى المهارة الأكبر؛ الاستماع الفعّال أو الإنصات، ومن أهم هذه الشروط ما يلي:


الصمت والتواصل البصري

أول شرط من شروط تحقيق مهارة الاستماع هو الصمت، وانتظار الآخر لإكمال حديثه وعدم مقاطعته، أو إنهاء جملته أو حديثه، أو البدء في صياغة الرد قبل انتهاء حديثه، وذلك لمنح المتحدث كامل وقته للتعبير عما يجول في خاطره.[١]


أيضًا يجب المحافظة على التواصل البصري، إذ يعني ذلك أنك حاضر مع الشخص الآخر وتستمع لما يقوله، واتبع قاعدة 50/70 في التواصل البصري، بحيث تحافظ على تواصلك البصري مع الشخص الآخر لمدة 50% إلى 70% من الوقت المستغرق في الاستماع، أي لمدة أربع إلى خمس ثوانٍ قبل النظر بعيدًا لفترة وجيزة.[١]


الانتباه إلى لغة الجسد

تعتبر لغة الجسد من أهم شروط تحقيق الاستماع الفعّال، إذ تخبرنا لغة جسد الشخص (الإشارات غير اللفظية) أكثر مما تخبرنا به أقواله وأحاديثه، مثلًا إذا تحدث الشخص الذي أمامك بسرعة، فهذا دليل على أنه قلق أو متوتر، وإذا تحدث ببطء، كان دليلًا على أنه متعب، أو أنه حذر، يختار كلماته بعناية، لذلك فإن لغة الجسد مهمة جدًا، ويمكنك باستخدامها إخبار الشخص الآخر أنك مهتم ومستمع جيد، عن طريق عدم ثني ذراعيك، والابتسام أثناء الاستماع، والإيماء في المنعطفات الرئيسية للحديث.[٢][٣]


طرح الأسئلة المفتوحة

عندما تخوض حديثًا أو مناقشة مهمة مع أحد، لا تطرح عليه أسئلة تكون إجابتها "نعم أو لا"، لأنها إجابات مسدودة، تمنع الآخر من التعبير عما يود قوله، وتمنعك من الاستماع باهتمام له، لأنه هذه إجابات هذه الأسئلة لا تصف حالة الشخص الحقيقة، وبدلًا من ذلك، اطرح على الشخص الآخر أسئلة مفتوحة لإظهار اهتمامك بالحديث والشخص الآخر، مثل "هل تخبرني بالمزيد عن ذلك؟" أو "ما رأيك في ذلك؟" وغيرها من الأسئلة المفتوحة.[٢][٣]


عدم الحكم على الآخر

تتطلب مهارة الاستماع عقلًا متفتحًا على الأفكار الجديدة ووجهات النظر الجديدة، والبقاء على الحياد وعدم إصدار الأحكام في ردودك، حتى يشعر الطرف الآخر بالراحة لمشاركة أفكاره ومشاعره بأمان وثقة دون الخوف من الانتقادات أو اللوم.[٢][١]


لا تأتي مهارة عدم الحكم على الآخر إلّا بالتدرب على ممارسات يمكن تنميتها مثل، التعاطف مع الشخص الآخر أو التعاطف مع وضعه، والقراءة عن الشخصيات والثقافات المختلفة عنك، وتعلم كيفية قبولها واحترامها، والأهم من ذلك كله أن تنتبه على نفسك وأفكارك عندما تحكم على شخص الآخر في النقاش أو المحادثة، لأن أغلبنا لا يدرك أصلًا أنه يحكم على الشخص الآخر.[٢][١]


إعادة صياغة ما استعمت إليه

بعد استماعك للشخص الآخر دون أن تقاطعه، أعد صياغة ما فهمته منه، وتأكد من أن هذا ما يريد أن يعبر عنه، إذ تؤكد هذه المهارة على استماعك باهتمام لأفكار ومشاعر الشخص الآخر، بل وتفهمها بدقة، لتقليل أي سوء فهم قد ينجم بينكما، مثلًا يمكن أن تعيد صياغة ما قاله الشخص الآخر، "هل تعني أنك محبط" أو "لقد فهمت أنك محبط من هذا الموقف".[٢][٣]


وبعد تلخيص ما سمعته امنح الشخص الآخر فرصة ليقول لك ما إذا كنت قد استوعبت معنى حديثه أو نواياه، أيضًا إذا رغبت في فهم شيء ما قاله الشخص الآخر بشكل أفضل، فاطلب منه التوضيح، لكن انتبه من أن تركز كثيرًا على التفاصيل غير المهمة حتى لا تفقد الصورة الكبيرة.[٢][٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How to Use Active Listening Skills to Coach Others", ccl. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "What Is Active Listening?", verywellmind, Retrieved 6/10/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "10 tips for active listening", bhf, Retrieved 6/10/2022. Edited.