الشعور بالاكتئاب قد يأتي لأي شخص، ولأسباب متعددة، ولا يخفى ما يسببه الاكتئاب من مشاعر حزن لفترات طويلة، وفقدان الشعور بالرغبة اتجاه القيام بأي عمل، إلى جانب هذا فإنّ الاكتئاب سارق محترف للطاقة على اختلاف أنواعها، سواءً أكانت الطاقة التي تمكّن الشخص من التفاعل مع مجريات الحياة، أو الطاقة التي تبذل في العمل أو الدراسة، وقد يصل ذلك إلى فقدان الطاقة في الاستمرار في الحياة، وإذا كان واقع الاكتئاب صعباً إلى هذا الحد، فإن الواقع أيضًا يقول لك: لا تقلق، ولا تيأس، فهناك أمل كبير في تخطّي هذه المرحلة والوصول إلى حالة التوازن، والإقبال على الحياة، والعودة إلى ذاتك الأولى التي تشعر ببعدك عنها طوال الفترة السابقة، وهذا المقال سيقدّم لك مجموعة من التجارب الشخصية لأشخاص عاشوا الاكتئاب ونجحوا في تخطيه، على اختلاف أسبابهم وظروفهم، لذلك تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال لتكون أنت قصة النجاح القادمة.


من الاكتئاب إلى الكتابة

صاحب هذه التجربة هو شخصية تحب المثالية في كل شيء، المثالية في العمل، والدراسة، وحتى في التعامل مع الناس، ولأنّ المثالية مستحيلة توصل إلى طريق مسدود، فهو دائماً ما يحاول سدّ الثغرات يرافقه بذلك الشعور بالقلق والتوتر من عدم اكتمال الأحداث على الوجه الذي يريده، حتى وصل إلى مرحلة من التعب وسط دوامة من الحزن والقلق والتوتر، فاجتهدَ في القراءة والبحث إلى أن أحسّ بأنّ أعراض الاكتئاب تظهر عليه فتوجه إلى طبيب نفسي وشخصه فعلاً بالاكتئاب، وتقبّل هذا التشخيص ولكنه فضّل الاحتفاظ بعلاجه سرًا ولم يخبر أحدًا إلا صديقه المقرّب.


ويعلّق على وصوله إلى الاكتئاب قائلًا: إنّ الاكتئاب ليس مشروطًا بنقص يعاني منه الإنسان في جانب من جوانب حياته، وتجربته خير دليل على ذلك، لأنّه كان يعمل في شركة كبرى براتب ممتاز، ووضعه الاجتماعي كان مستقرًا، وأموره العامة على ما يرام، ولكنه يرجح أن العامل الوراثي هو السبب فقد عانت عمّة له من الاكتئاب، وللأسف اُتهمت بالجنون، ولعل هذا السبب الذي دفعه إلى إخفاء الأمر عن العائلة، إلى أن اكتشفت زوجته الأمر قُبيل وصوله إلى مرحلة الشفاء التام، ولم تكن راضية عن قراره، وطلبت منه إيقاف الأدوية لأنه ليس بحاجة إليها، من وجهة نظرها، لكنّه قرّر الاستمرار في العلاج.


وعن المشاعر التي كانت تنتابه خلال هذه الفترة يقول: كان يخاف من التجمعات، ويشعر بأنّ الأشخاص يتحدثون عنه حتى لو لم يكن يعرفهم أو يقابلهم في حياته، وكان يخاف من المواجهة، ويشعر بالخوف، وجفاف في الحلق، وقد كانت الأفكار السلبية هي المسيطرة على حياته في كل الجوانب، وبعد العلاج أصبح مستعدًا لقص تجربته على الملأ دون ارتباك أو خوف، أصبح شخصًا جديدًا مقبلًا على الحياة بل محبًا لها، يريد أن يتحرك، ويتنقل، ويعمل، ويتعايش مع الناس، ويريد نقل تجربته إلى الآخرين كي يفيدهم.


وأفضل ما خرج به من هذه المرحلة هو كتابة كتاب يتحدث فيه عن تجربته، ويعد هذا الكتاب سلاحًا لمحاربة الاكتئاب، وتوعية للناس بالطب النفسي، ويوجه رسالة إلى كل مكتئب بالتوجه إلى العلاج، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي، ويحثهم على أن يتسلحوا بالإرادة والقوة الداخلية للتعافي انطلاقًا من حبهم للحياة وتقديراً لدورهم فيها، وإذا أردتَ أن تعرف أكثر عن هذه التجربة، وتتعرف إلى صاحبها عن قرب بتفاصيل أكثر ندعوك لقراءة كتاب (سنين الرماد) لتستفيد من تجربة واقعية وحقيقية نقلت شخصًا متعبًا من عوالم الانغلاق والاكتئاب إلى عوالم الانفتاح والكتابة والإبداع والتأثير في الآخرين.


الاكتئاب المصاحب للإنجاز

صاحب هذه التجربة هو شخص لم يكن يملك أية أهداف في حياته لكنّه قرر أن يعيش حياته كيفما اتفق حتى يشاء الله ويهديه إلى هدف يعيش من أجله، وفي يوم خطر على باله هدف أشبه بالحلم الذي لم يكن يتوقع أن يصل إليه يومًا ما، وعندما تحقق هذا الحلم _الذي رفض الإفصاح عنه_، أُصيب بحالة من الاكتئاب تسمى الاكتئاب المصاحب للإنجاز، ويرجع سبب ذلك إلى أنّه لم يخطط للخطوة التالية بعد هذا الهدف الذي لم يتوقع حدوثه، فأصبح شخصًا تائهًا بعد تحقيق هدفه إلى حد أنه ظن أن الحياة توقفت هنا، أو بمعنى آخر لم يجد إجابة عن تساؤل مُلحّ في عقله، ماذا بعد؟.


ويقول إن السبب في تحسن حالته وخروجه من الاكتئاب هو الاستمرار والحركة، ووضع جدول يومي غير شاقّ للإنجاز والالتزام به، على أن تكون النية هي فقط تحقيق إنجازات يومية وليست تحسين الحياة، لأن تحسين الحياة هدف لاحق يأتي بعد تجاوز مرحلة الاكتئاب بمشاعره الصعبة، ومن الاقتراحات التي أشار إليها: القراءة مدة عشر دقائق يوميًا، وممارسة الرياضة التي تفرز هرمونات لها علاقة بالشعور بالسعادة، إلى جانب ممارسة التأمل يوميًا والتفكر في خلق الله للحفاظ على الصلة والرابط مع الله تعالى، ولتذكير الإنسان بخالقه، وشرب كميات كافية من الماء، وبعد فترة من الالتزام بهذه التغييرات اليومية البسيطة، وعدم الاستسلام للمشاعر السلبية شعر بتحسن وأكمل حياته بأهداف جديدة، ويضيف قائلًا: لكي لا تشعر بهذا النوع من الاكتئاب يجب أن تعرف أن الانتهاء من هدف يعني بداية هدف جديد، لأن مشاعر السعادة بالانتهاء من أي هدف ستستمر فترة ثم تزول، لذلك احرص على أن تجهز خططًا وأهدافًا جديدة، فلا بد من إكمال الحياة، وكل هدف يسلم الراية للهدف الذي يليه.


اكتئاب في دوامة العمل

صاحبة هذه القصة فتاة من الفتيات العاملات في القطاع الخاص، قررت أن تعمل بعد التخرج مباشرة إيمانًا منها بأنّ العمل والإنجاز هما أساس الحياة، فلا قيمة لحياة دون معنى ودون عمل، وتقول بأنّ الاكتئاب بدأ معها في السنة الرابعة في العمل، حيث بدأت تشعر بعدم الرغبة في الذهاب إلى عملها، وأضافت بأن أيامها أصبحت متشابهة، ورغم أن ضغط العمل لم يختلف عليها فهي معتادة على الضغوطات منذ بداية عملها، إلا أنّها كانت تشعر بأن الأعمال البسيطة في العمل تحتاج منها إلى جهد كبير، وبدأت تشعر بأن أداءها اختلف، ومشاعرها تجاه العمل اختلفت، إلى حد أنها تساءلت ذات يوم: لماذا أفعل كل هذا وما الهدف من كل هذا التعب؟.


بعد تفكير وبعد صراع شهور مع مشاعرها الصعبة التي كانت تحدث في داخلها ولم يعلم بها أحد، قررت أن تقدم استقالتها ظنًا منها أنّ العمل هو السبب في المشاعر التي تعيشها وقُبلت الاستقالة، وبدأت تبحث عن عمل جديد، في محاولة من محاولاتها المتكررة لانتشال نفسها من الاكتئاب، ولكن المشاعر لم تتغير، والأفكار ذاتها تتكرر في عقلها، عندها أدركت أن المشكلة ليست في مكان العمل، فتركت العمل للمرة الثانية، وبعدها مكثت في البيت، لا تحب الخروج مع أحد، قطعت كل التواصل مع كل الأشخاص، وكان كلامها قليلًا يكاد يكون فقط إجابات عن أسئلة محددة.


وفي يوم شاهدت فيلمًا اسمه "من التشرد إلى هارفارد"، يتحدث الفيلم عن فتاة عانت من ظروف صعبة وقاسية جدًا، وتشردت، وفقدت والديها بسبب تعاطيهما للمخدرات لكنها في يوم من الأيام قررت أن تنقذ نفسها، فكانت من المتفوقات في الدراسة، وحصلت على منحة للدراسة في جامعة هارفارد، وأحبت شخصًا وتزوجته، فانتنشلت نفسها بإرادة من حديد من القاع إلى القمة، كان هذا الفيلم إلى جانب فيلم آخر اسمه (السعي نحو السعادة) مصدرَي إلهام كبير لها.


قررت وقتها أن تصارح نفسها بأنها تمر بمرحلة اكتئاب، وعليها أن تستشير متخصصًا، لكن الوضع المادي لم يسمح لها بذلك، والوضع الاجتماعي أيضًا كان رافضًا تمامًا لفكرة العلاج النفسي، لذلك بدأت تقرأ عن علم النفس لتفهم حالتها، وبالفعل توصلت إلى أنها تعاني من اكتئاب بدرجة متوسطة، وبدأت فورًا بتطبيق خطوات التعافي، بدءًا من تغيير الروتين، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، وقامت بإعادة التواصل مع صديقاتها المقربات، وأصبحت تخرج معهن بشكل دوري، كما اعتمدت على فكرة تفريغ المشاعر السلبية على الورق بشكل يومي وحرق الورق بعد ذلك، وبعد شهرين بدأت تفكر في العودة إلى العمل من جديد، وتقدمت بأكثر من طلب وتم الموافقة على طلبها في إحدى الشركات، وعادت إلى حياتها الطبيعية.


وترجع السبب في وصولها إلى مرحلة الاكتئاب أنها كانت شخصية تقدر العمل كثيرًا، وتعمل بدقة لساعات طويلة، ولكنها بالغت في ذلك، إلى حد أنها تناست صحتها الجسدية والنفسية، ولم تنتبه إلى مسار علاقاتها الاجتماعية، هي الآن أكثر حبًا للحياة ولنفسها، وأكثر توازنًا، تعطي كل جانب من جوانب حياتها حقه دون مبالغة، لكنها تذكر نفسها دائمًا قائلة "أنا قبل كل شيء"، وأصبحت شخصية مؤثرة تمد يد العون للجميع، وتساعد الجميع بعيدًا عن مشاعر الحزن والغضب والتعب المستمر الذي كانت تعيشه.


قصة أم مع الاكتئاب

بطلة هذه القصة أم عانت من الاكتئاب بعد ولادة طفلتها بعملية قيصرية، وتقول إن الاكتئاب بدأ معها من آخر يوم لها في المستشفى حيث شعرت بحالة تغير مفاجئة في المزاج من السعادة إلى الحزن الشديد والخوف، فلم تكن تتخيل أنها ستترك المستشفى والممرضات لتنتقل إلى البيت للتعامل مع طفل جديد، لا تمتلك الخبرة في التعامل معه، إلى جانب ذلك تولد عندها مشاعر حماية مفرطة لابنتها إلى حد أنها لم تسمح حتى لأمها بحملها ورعايتها، كما كانت تشعر برغبة ملحة في البكاء في وقت محدد من اليوم عند غروب الشمس، ويختلط بكاؤها بمشاعر صعبة مثل الشعور بأن الحياة صعبة جدًا، و بأن الأمومة ليست تجربة رائعة وجميلة كما كانت تظن، وكرهت كل تفاصيل المرحلة التي تعيشها.


وأول خطوة اتخذتها هي إخبار زوجها بكل ما تشعر به، وقد كان مستمعًا جيدًا لها، فاقترح عليها أن تخرج وقت الغروب وهو الوقت الذي تشعر فيه بتغير مفاجئ في حالتها المزاجية، كما طلب منها أن تترك طفلتها عند والدتها، وتقول: إن الأمر لم يكن سهلًا عليها، وأن زوجها بذل جهدًا ووقتًا لإقناعها في الخروج، وبعدها أصبحت تخرج من البيت في الوقت نفسه الذي تشعر فيه بمشاعر الاكتئاب.


وتقول إن أهم خطوة ساعدتها للخروج من حالتها هي التواصل مع أمهات جدد، وتضيف بأنّها شعرت بالخجل في البداية، وتساءلت: كيف يمكن التعبير عن مشاعرها الحقيقية لأنّها ليست سعيدة، وليست مستمتعة بهذه التجربة، ولكن عندما تحدثت معهنّ شعرت بأنهنّ يتفهمن حالتها وأنهن قد مررنَ بما مرت به، وبعدها شعرت بالارتياح لمجرد رؤية شخص مرّ بالمشاعر وبالتجربة نفسها وتجاوزها، لأنّ هذا يعني أنّها هي أيضًا قادرة على تجاوز هذه الحالة، وتنصح الأمهات الأخريات بأنّ أهم جانب لتجاوز هذا النوع من الاكتئاب هو المشاركة، مشاركة تجربة الأمومة مع أخريات لديهن التجربة نفسها، قد يكون التواصل مع صديقات وجهًا لوجه، أو مع أمهات في مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعية فالهدف هو التواصل والتعبيرعن المشاعر، وإلى جانب ذلك تشير إلى أهمية تنظيم مواعيد النوم مع مواعيد نوم الطفل، والاعتناء بتناول وجبات صحية منتظمة، وعدم القلق بشأن تغير الجسد لأنها مسألة وقت وسيعود كما كان.


من الاكتئاب إلى الاختصاص في العلاج النفسي

لعلّ هذه التجربة الأكثر إلهامًا، والسبب في ذلك أن المريضة أصبحت طبيبة نفسها في رحلة لم تخطط لها وربما لم تتوقعها، صاحبة هذه التجربة هي طالبة في علم النفس، تروي قصتها قائلة: إن الاكتئاب الحاد بدأ معها منذ عمر 12 سنة واستمر حتى 24 سنة، وكانت خلال هذه الفترة تمر بأعراض مختلفة، مثل: الخجل، والانطوائية، وعندما وصلت فترة المراهقة اشتدت عليها الأعراض والمشاعر السلبية من شعور انعدام الثقة في الذات، إلى الانعزال، ومن أسباب تفاقم حالتها إلى الأسوأ التنمر الذي كانت تتعرض له بسبب زيادة الوزن، ولون البشرة، إلى جانب تغيرات الجسم الطبيعية في هذه المرحلة، وبسبب الضغوطات النفسية حاولت الانتحار أكثر من مرة.


تقول: إن المشكلة الأكبر كانت في أن المحيط يظن أن أعراض الاكتئاب التي كانت تعاني منها هي مجرد سمات في شخصيتها، مما زاد في معاناتها، وتسبب لها في أمراض جسدية مثل الألم في المعدة، فكانت تأخذ أدوية متعددة، إلى درجة أنها وصلت إلى مرحلة كره الذات، فحاولت إنهاء حياتها بتناول كميات كبيرة من الدواء في المرة الأولى ولكنها نجت من الموت بفضل الله، وحاولت الانتحار في مرة ثانية، لكنها في اللحظة الأخيرة نظرت إلى المرآة وهي تبكي في لحظة صدق مع النفس وقالت لنفسها إذا كان الاكتئاب سيجعلني أخسر الدنيا فلن أخسر آخرتي وعدلت عن فكرتها.


ولكن هذه اللحظة كانت لحظة فاصلة بالنسبة لها، فقد اعترفت لنفسها بأنّ هناك أمر غير طبيعي يحدث داخلها، فقررت أن تواجهه، فأكملت دراستها وهي ما زالت تحت تأثير الاكتئاب، ولكنها كانت تتناول أدوية مناسبة لحالتها، وتفوقت وحصلت على منحة للدراسة، وقررت أن تدرس تخصصًا في علم النفس، وكان الكتاب الأول الذي قرأته هو نظريات مستخدمة في علم النفس، وأتاها دافع داخلي أجبرها على قراءة الكتاب كله في يوم واحد، وبعد الانتهاء منه أدركت أن المشكلة الأساسية للاكتئاب ليست بسبب الظروف المحيطة ولكنها من داخل الإنسان.


وتضيف: "كنتُ دائمًا أجلد ذاتي، وغير متقبلة لنفسي"، ولكن بعد أن قررت تطبيق ما قرأته في الكتاب على نفسها، قامت بتغيير أسلوب حياتها كليًا، وأدخلت الرياضة في جدولها اليومي، واكتشفت أن زيادة الوزن التي كانت عندها جاءت من تفريغ انفعالاتها في الطعام، فقررت تغيير نمط حياتها إلى نمط حياة صحي، وأصبحت أكثر سيطرة على مشاعر الغضب لديها، كما تعترف بأنّ بدايات التغيير كانت صعبة فهي لم تكن تحتمل خمس دقائق على جهاز المشي ولكن بعد سنة من التغيير أصبحت قادرة على المشي لساعة أو أكثر، والجري لمسافات طويلة، وأصبحت شخصية اجتماعية تشارك وتتفاعل وتلهم وتؤثر في الآخرين، وغيّرت طريقة تفكيرها في الحياة وجعلت حب ذاتها هو الأساس الذي تنطلق منه لحب الآخرين، وها هي الآن تكمل مسيرتها في دراسة علم النفس في الجامعة، وهكذا كانت بطلة هذه القصة طبيبة نفسها، وانتقلت من حالة الاكتئاب والصراع معه إلى فهمه ومعالجته.


كــلــمة أخــيـــرة

كل التجارب السابقة هي تجارب لأشخاص عاشوا الاكتئاب بقساوته وتجاوزوه على اختلاف الأسباب والحالات، والشيء المشترك بين قصص النجاح السابقة هو الاعتراف بوجود المرض، وعلى الرغم من أن مجتمعنا ما زال ينظر إلى المريض النفسي نظرة سلبية ويُسقط عليه إسقاطات غير دقيقة إلا أن المرض النفسي مرض مثله مثل المرض الجسدي لكنه أقسى وأشد وقد يوقف حياة الإنسان إذا لم يتم اتخاذ خطوات لمعالجته، وقد تشاركت القصص السابقة في جانب الإرادة والرغبة في تحسين الحياة والخروج من قوقعة الظلام، وبأنّها ليست مجرد تجارب ولكنها مشاعر إنسانية صادقة ترسل إليك رسالة واحدة مفادها: "أنت تستطيع إذا أردت"، لذلك تسلّح بالإيمان، وابدأ بخطوات بسيطة، واجعل عقلك هو المسيطر على الاكتئاب لا العكس، بقي أن نتمنى لك خلاصًا عاجلًا من كل ما يؤذيك، وننتظر بفارغ الصبر أن تترك رسالة بأنك أصبحت أنت أيضًا بطلًا لقصة نجاح جديدة تجاوزت الاكتئاب.