هل لاحظت أنّ بعض الأفراد لديهم القدرة على تقديم العديد من الأفكار الجديدة والمبتكرة في حين أنّ البعض الآخر قد يجدون صعوبة في ذلك؟ وهل قابلت أشخاصاً يتميّزون بقدرتهم على إيجاد طرق جديدة لحل المشكلات التي يتعرّضون لها؟ وهل لاحظت أنّ بعض الأفراد ينظرون إلى الأمور العادية بطرقٍ مختلفة وغير تقليدية؟ يمكن تفسير ذلك في أنّ أولئك الأفراد يمتلكون مهارة التفكير الإبداعي، فما هو التفكير الإبداعي؟ وما أهميّته؟ وما هي مهاراته؟ وكيف يمكن تعزيزه وتنميته؟ كل هذه الأسئلة ستجد إجاباتها في هذا المقال.


تعريف التفكير الإبداعي

يُعرّف الإبداع على أنّه القدرة على إيجاد شيء جديد لم يكن موجوداً من قبل، وقد يكون هذا الشيء عبارة عن فكرة جديدة أو شيء مادي، وبالتالي يمكن تعريف التفكير الإبداعي على أنّه طريقة للتفكير في الأمور بشكلٍ مختلفٍ، والنظر إليها من زوايا ومنظور جديد، ممّا يساعد في إيجاد حلولٍ جديدةٍ غير تقليدية، ويجدر بالذكر أنّ مهارة التفكير الإبداعي غير مرتبطة بفئةٍ معينة من الأشخاص؛ كالمصممين أو الفنانين، وإنّما يمكن لأيّ شخص اكتساب وتنمية هذه المهارة لديه.[١][٢]


أهميّة التفكير الإبداعي

يُعدُّ اكتساب الشخص لمهارة التفكير الإبداعي أمراً مهماً، وفيما يأتي بعض الفوائد التي يكتسبها الفرد عند تنمية التفكير الإبداعي لديه:[٣]

  • التفكير بحريّة: يشجع التفكير الإبداعي الأفراد على إطلاق العنان للتفكير دون الخضوع لأيّ قيود أو حدود، فهو يركّز على تقديم أفكار غير اعتيادية.
  • تعزيز الروح القيادية: وذلك من خلال تقديم الأفكار غير التقليدية، ممّا يميّز الأفراد المبدعين عن غيرهم، ويجعلهم قادرين على ترك بصمات مميزة لهم في مجال عملهم، وبالتالي زيادة دورهم في تغيير مسار التاريخ، أو الفن، أو المجتمع، أو غير ذلك.
  • زيادة الإنتاجية: يساعد الإبداع في تقديم أفكار مبتكرة وجديدة وغير معروفة لدى الأفراد الآخرين، ممّا يساهم في تقليل الخوف من الفشل، وزيادة الاستثمار والإنتاجية.
  • زيادة ثقة الفرد بأفكاره: يساهم التفكير الإبداعي في تقديم أفكار جيدة يمكن الاستفادة منها، ممّا يزيد من ثقة الفرد بنفسه وأفكاره ومدى مساهمتها في تحسين عمله.[٢]
  • تقديم أفضل الحلول: وذلك من خلال تقديم حلول جيدة للمتطلبات اليومية والمشكلات التي يتعرّض لها الفرد، سواءً على المستوى الشخصي أو المهني.[٤]


مهارات التفكير الإبداعي

ينطوي التفكير الإبداعي على العديد من المهارات، وفيما يأتي أبرز تلك المهارات:[٥]

  • التحليل: يتضمّن التفكير التحليلي قدرة الفرد على فحص الأفكار بدقة من أجل فهمها، فمثلاً عند محاولة التفكير بشرح درس ما بطريقة إبداعية، فعليك أولاً تحليله إلى عناصره وأهدافه وعناوينه من أجل فهمه بدقة قبل البدء بشرحه.
  • الانفتاح: يتضمّن الانفتاح الابتعاد عن أي تحيّزات وقيود قد تكون لديك، ومحاولة التفكير في الأشياء والنظر إليها بطريقة جديدة تماماً وبعقل منفتحٍ، مما يساهم في تعزيز الإبداع.
  • التنظيم: يتضمّن التفكير الإبداعي ترتيب وتنظيم الأفكار بشكلٍ يسمح للآخرين فهمها واستيعابها.
  • الفضول وطرح الأسئلة: يتضمّن التفكير الإبداعي طرح العديد من الأسئلة حول أيّ موضوع، مثلاً؛ "لماذا؟"، و"لم لا؟"، و"هل يمكنني فعل ذلك؟"، و"لماذا لم يمكن باستطاعتي القيام بهذا الأمر في السابق؟"، وغيرها من الأسئلة التي تساعد في التوصّل لحلولٍ مبدعة.[٦]
  • فهم أدوار الآخرين: تساعد استراتيجية لعب الأدوار على توليد الكثير من الأفكار الجديدة والمبتكرة، والتنبؤ بنتائج تطبيقها، إذ يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية عندما تضع نفسك مكان أصدقائك أو زملائك في العمل أو الدراسة، ممّا يسمح لك بالتعرّف على العديد من وجهات نظر الآخرين، وبالتالي توليد أفكار جديدة.[٧]
  • التواصل والتعاون: يتضمّن التفكير الإبداعي مهارات التفاعل والتواصل مع الآخرين بهدف الحصول على أكبر قدر من الأفكار المتنوعة، فالتعاون بين الجميع يشجّع المشاركون على طرح أفكار مبتكرة، كما يساعد على تحفيز الإبداع والإلهام، وذلك من خلال الانخراط في المحادثات، والتعرّف على العديد من الأفكار ووجهات النظر، ويُفضّل العمل مع الأشخاص المبدعين والتحدّث معهم، مما يزيد من فرصة التعرّف على طرق جديدة للنظر إلى الأشياء، كما يساهم في إطلاق العنان لخيالك، وبالتالي يزيد من قدراتك الإبداعية.[٨][٩][١٠]


طرق تساعدك على تعزيز التفكير الإبداعيّ لديك

يبين ما يأتي بعض الطرق التي قد تساعدك في تعزيز التفكير الإبداعيّ لديك:[١١]

  • بناء الثقة بالنفس: ركّز على بناء ثقتك بنفسك، إذ إنّ انعدام الثقة بالنفس يؤدي إلى الحد من الإبداع، لِذا عليك الإيمان بنفسك وقدرتك على التقدّم، وأن تُقدّر جهودك وتُثني عليها.
  • تخصيص وقت للمشاريع الإبداعية: يحتاج الفرد إلى وقت كافٍ ليستطيع الإبداع، لِذا لا بدّ من تخصيص وقت كافٍ لتطوير المواهب الإبداعية، وذلك من خلال التركيز على نوع من المشاريع الإبداعية كل فترة معينة.
  • طرح الكثير من الأسئلة: تدرّب على طرح العديد من الأسئلة التي تساعدك على تطوير مهارات التفكير النقدي البناء والإبداعي، كالأسئلة التي تبدأ بـ: "كيف، ولماذا"، فهي توفّر فرصاً لاكتشاف كل ما هو مجهول، إلى جانب تحويل التحدّيات التي تواجهك إلى فرص يتم التعلّم والاستفادة منها.[٧]
  • التغلّب على الأفكار السلبية، ومواجهة التحديات: واجه الأفكار السلبية التي قد تراودك وتخلّص منها، فهي قد تحُدُّ كثيراً من الإبداع،[١١] كما حاول مواجهة التحديّات والتغلّب عليها، مما يساعدك على النمو والتطوّر، إذ يمكنك البحث عن تحديات جديدة من خلال المشاركة في عدّة أنشطة، فذلك يساعدك على التفكير بطرقٍ مبتكرة بهدف مواجهتها، ومن التحديات التي يمكنك البحث عنها: تعلّم لغة جديدة، والانضمام إلى فريق رياضي، وغير ذلك.[٩]
  • الاهتمام بالقراءة: حاول قراءة العديد من الكتب بتركيز، مع تدوين أهم الملاحظات، والتفكير بما قرأته، فذلك يزيد من قدرتك على توليد العديد من الأفكار المبتكرة.[١٠]


تنمية التفكير الإبداعيّ لدى الأطفال

يبين ما يأتي بعض الطرق التي قد تساعدك في تعزيز التفكير الإبداعيّ لدى الأطفال:[١٢]

  • تعامل مع أسئلة الأطفال بجديّة: قد يسأل الأطفال الكثير من الأسئلة التي قد تبدو سخيفة للكبار، ولكنها مهمة جداً لتفكير الطفل، ولذلك يجدُر بك التعامل مع هذه الأسئلة بجديّة، مع مراعاة الإجابة عنها فقط في حال كان يصعُب على الطفل إيجاد جواب لها، مقابل إعطائه فرصة للتفكير عن إجابات بعض الأسئلة الأخرى التي يمكنه التوصّل إلى حلّها بعد المحاولة، ويمكنك أيضاً عدم تقديم إجابة مباشرة للسؤال، وإنما الإجابة عنه بسؤالٍ آخر، مثل "ما رأيك؟ وأين يمكنك أن تجد الجواب".
  • تجنّب تقييد الطفل بطريقة واحدة لتقديم إجابة صحيحة: عند تقييد الطفل بطريقة واحدة لتقديم إجابة صحيحة ورفض أيّ طريقة أخرى، فإنّك بذلك تُفقده العديد من الفرص التي تساعده على الاستكشاف والتعرّف على أفكار جديدة، لِذا عليك السماح للطفل بفعل الأشياء تبعاً لطريقته الخاصة ودون أيّ تقييد.
  • تشجيع ممارسة الأنشطة اللامنهجية: تزيد الأنشطة اللامنهجية من فرصة تنمية مهارة التفكير الإبداعيّ لدى الأطفال، فمثلاً يمكنك اصطحاب طفلك إلى الحديقة والطلب منه جمع عيّنات من الأغصان والزهور، وبعد العودة إلى المنزل اطلب منه تأليف قصة حول ما جمعه من عيّنات.[١٣]
  • قم بمدح مجهود الطفل، وليس النتيجة التي توصّل إليها: يساعد ذلك على تحفيز الطفل على التفكير واستخدام عقله من أجل التوصّل لما يريد تحقيقه دون الخوف من النتائج.[١٣]


المراجع

  1. "Creative Thinking Skills ", www.skillsyouneed.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب Leon Ho (30/3/2020), "What Is Creative Thinking and Why Is It Important?", www.lifehack.org, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  3. "What Is Creative Thinking And Why It Is Important", harappa.education, 16/9/2020, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  4. "Creative thinking skills: definition and examples", en.rockcontent.com, 17/11/2020, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  5. ALISON DOYLE (26/6/2020), "What Is Creative Thinking?", www.thebalancecareers.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  6. "7 Qualities Of Creative Thinkers", www.briantracy.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب MARIO PESHEV (12/8/2020), "11 Strategies to Improve Your Creative Thinking Skills", mariopeshev.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  8. Chris Joseph (8/3/2019), "Examples of Creative Thinking in the Workplace", smallbusiness.chron.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  9. ^ أ ب Chris Kolmar (29/9/2020), "CREATIVE THINKING SKILLS: WHAT ARE THEY AND EXAMPLES", www.zippia.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  10. ^ أ ب About the Author Kim Larkins, "Developing Creativity", www.ksl-training.co.uk, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  11. ^ أ ب Kendra Cherry (24/3/2020), "17 Ways to Develop Your Creativity", www.verywellmind.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  12. "8 Ways to Crush Creative Thinking in Children", minds-in-bloom.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  13. ^ أ ب Kim Conte (4/4/2017), "25 Ways to Spark Your Child's Creative Thinking", www.parents.com, Retrieved 28/12/2020. Edited.