القراءة هي مهارة عقليّة، وعمليّة تفاعليّة بين الكاتب والقارئ، ويُقصَد بها إدراك القارئ للنص المكتوب وفهمه وتفسيره، وهي مهارة مُكتسبة يمكنك امتلاكها وتطويرها، وتكمن أهميتها بكونها إحدى المهارات الأساسيّة في أيّ لغة، إذ إنَّ تطوير مهارة القراءة ينعكس إيجاباً على مستوى مهارة المحادثة والاستماع والكتابة لديك، وهي الطريق لتفسير وإيجاد معنى في كل ما تقرأه بعيدًا عن سوء الفهم للحصول على المعلومات، وفي هذا المقال سنعرض بعض الطرق الفعّالة والنصائح التي من شأنها أنْ تنمي مهارتك في القراءة.


اختيار البيئة الملائمة للقراءة

إذا كنت تريد حقًا التركيز بالقراءة عليك أنْ تختارَ المكان الملائم، بحيث يكون هادئًا، خاليًّا من المشتتات كالتلفاز، والحاسوب، والهاتف المحمول، بحيث لا تنشغل بالإشعارات التي تصلك باستمرار من مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، وبالتالي تفقد تركيزك، كما ويجب الابتعاد عن الأشخاص الذين قد يقاطعونك بحديثهم، لذا من الأفضل أنْ تجلس بمفردك حتى تتمكن أيضًا من القراءة بصوت مرتفع متى تشاء، بالإضافة إلى ذلك تأكد من أنّ الإضاءة جيدة، وبأنك تجلس على كرسي مريح.[١]


ممارسة القراءة بشكل يومي

من البديهي أنْ الممارسةَ هي السبيل لتطوير أيِّ مهارة تريد إتقانها، فركوب الخيل للمرة الأولى، ليس كركربها في المرة العاشرة، وهذا ينطبق على مهارة القراءة، وعليه احرص على تخصيص وقت للقراءة يوميًا، سواء قراءة القصص، أو المجلات، أو الكتب بشتى أنواعها ومواضيعها، لكن في وقتنا الحالي، ومع تزايد مشاغلنا، واهتمامنا الكبير بوسائل التواصل الاجتماعيّ، تراجعت أهمية القراءة، لذلك لا بدَّ أنْ تعيدَ النظر في قائمة اهتماماتك، وأنْ تجعل للقراءة نصيبًا منها، حيث يُمكنك البدء بخطوات صغيرة، فتخصيص 10 إلى 15 دقيقة كخطوة أوليّة أمر جيد، كما يُمكنك استغلال الوقت الضائع من يومك بالقراءة، وهو الوقت الذي لا تكون فيه منتجًا، كالوقت الذي تقضيه في الانتظار في عيادة الطبيب، أو تستغرقه للوصول إلى عملك وأنت في الحافلة، ومع الهواتف المحمولة والتطبيقات المتنوعة أصبح بإمكانك القراءة في أي وقت وأي مكان، أما إذا كنت ممن يفضلون قراءة الكتب الورقيّة، فيمكنك الاحتفاظ دومًا بكتاب في حقيبتك.[٢]


تحديد أهداف للقراءة

اكتب قائمةً بأهدافك التي تسعى لإنجازها في فترة زمنية محددة، واحرص على الالتزام بها لتحقق نتائج تلمس أثرها من خلال زيادة حصيلتك اللغويّة، واكتساب فهم أعمق للنصوص، وتحسين قدرتك على إقامة روابط بين الأشياء التي تقرؤها وبين وجهات نظرك وأفكارك الخاصة، فعلى سبيل المثال يُمكنك أنْ تحددَ عدد الصفحات التي تنوي إتمامها كل يوم، أو عدد الكتب التي ترغب بقراءتها كل شهر أو خلال 6 شهور مثلاً، بالإضافة إلى تحديد أهداف أكثر تفصيلًا، كتطوير حصيلتك اللغوية في مجال محدد، كإدارة الأعمال أو التكنولوجيا، وغيرها من المواضيع التي تثير اهتمامك، وكما يُمكنك أنْ تضع ضمن أهدافك زيادة مستوى صعوبة النصوص التي تقرؤها كلما تقدمت خطوة إلى الأمام.[٢]


قراءة ما يثير اهتمامك

اختر نوعية الكتب التي تشعل حماسك وتجعلك تقرأ باستمتاع بعيدًا عن الرتابة والملل، فهذا من شأنه أنْ يشجعَك على المواظبة على القراءة، فقد تشعر أحياناً أنَّك غير قادر على التوقف عن قراءة كتاب ما، وذلك لأنَّه أثار اهتمامك، على العكس تمامًا حينما تقرأ كتابًا لا تجد المتعة فيه، لذلك لا تجبرْ نفسك على إتمام قراءة ما لا يعجبك، واقرأ حول المواضيع التي ترغب بأن تزيد ثقافتك حولها.[٣]


معاينة النصوص قبل قراءتها

معاينة النص تُمكّنك من فهمه فهمًا عامًا دون الحاجة إلى قراءته كله، وكما تساعدك على معرفة إذا كان النص يخدم غرضك أم لا، ويمكنك ذلك من خلال قراءة العناوين الرئيسيّة والفرعيّة، والتعليقات، والجملة الأُولى من كل فقرة، والنظر إلى الرسومات التوضيحيّة إنْ وجدت، فبذلك يصبح لديك تصورًا عما ستقرأه. [٢]


القراءة بصوت مسموع

حيث تؤدي إلى تحسين مهاراتك في القراءة من خلال تفاعلك مع النص عن طريق حاسة النظر والسمع، فأنت تنظر إلى الكلمات بعينيك ثم تقرؤها وتسمعها بأُذنيك، أي أنّك تتحدث إلى نفسك وتستمع إليها في آنٍ واحدٍ، مما يعزز من قدرتك على التذكر، حيث أُثبت أنَّ القراءة بصوت مسموع تساعدك على تحسين عمليّة حفظ المعلومات في الذاكرة، وسهولة استعادتها على المدى البعيد، لذلك كلما أُتيحت لك الفرصة للقراءة بصوت مسموع دون أنْ تزعجَ الآخرين، احرص ألّا تفوتها.[١]


تدوين الملاحظات أثناء القراءة

تجدر الإشارة أولًا إلى أنَّ تدوين الملاحظات هي مهارة بحد ذاتها، إذ تكمن أهميتها بكونها وسيلة لفهم النص بشكل أعمق، وتساعدك على تذكر المعلومات على المدى الطويل، كما تزيد من تركيزك وتفاعلك مع ما تقرؤه، فسواء كنت تقرأ لغايات الدراسة أو للمطالعة، احرص على تدوين الملاحظات الأكثر أهميّة، حيث يمكنك كتابتها على الهوامش، أو على دفتر خاص لكي تحافظَ على نظافة الكتاب، واكتب الأسئلة المتعلقة بالأجزاء التي لم تتمكنْ من فهمها؛ لكي تقومَ بالبحث عن إجابة عنها لاحقًا، وبهذا يصبح لديك ملخصًا بالأفكار الأساسية التي يُمكنك الاكتفاء بها للمراجعة واستذكار المعلومات فيما بعد، بدلًا من إعادة قراءة الكتاب كله.[١]


تلخيص ما تقرأ

يعدّ التلخيص أداة فعّالة لتأكيد فهمك لما قرأته، بحيث تقوم بإعادة صياغة المادة المقروءة بأسلوبك الخاص، ومن خلال ذكر الأفكار الرئيسية، حيث يُمكنك التلخيص في نهاية كل فقرة، أو بنهاية الفصل، أو بعد الانتهاء من قراءة كل الكتاب، كما يُمكنك أيضًا أنْ تتحدثَ عما قرأته مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك، مما يجعلك أكثر حماسًا واستمتاعًا.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Soren Rosie (20/2/2021), "How to Improve Your Reading Skills", wikihow, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How to Improve Your Reading Skills", indeed., 23/2/2021, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  3. "7 tips to improve your reading skills", escuelavictoria, Retrieved 26/3/2021. Edited.
  4. "Five tips to improve your reading skills", premierleague, Retrieved 26/3/2021. Edited.