كيفية حل المشكلات: خطوات واستراتيجيات فعالة

كلُّ شخصٍ مُعرَّض لمواجهة بعض المشكلات، سواءً على المستوى الشخصي أو المهني أو الاجتماعي، والتي تحتاج إلى إيجاد حلٍّ لها،^[١] وتُعرَّف المشكلة على أنّها حالة غير مُرضية يتعرَّض لها الفرد، مما يترتّب عليه مواجهة بعض الصعوبات،^[٢] فهي مسألة أو موقف يحتاج إلى مناقشة وحلٍّ،^[٣] وذلك من خلال اتّباع مجموعة منتظمة ومُمنهجة من الخطوات ضمن ما يُعرف بمهارة حل المشكلات،^[٤] ويُعدّ امتلاك هذه المهارة من الأمور الضرورية في الحياة؛ بسبب احتمالية ظهور المشكلات أثناء القيام بالواجبات اليومية.^[٥]

كيفية حل المشكلات

هناك مجموعة من الخطوات التي يُمكن اتّباعها من أجل حل المشكلات،^[٤] وفيما يأتي توضيح لها:

تحديد المشكلة

يُدرك الشخص في هذه الخطوة وجود مشكلة ما، ممّا يدفعه إلى البدء باتّخاذ إجراء ما من أجل حلّها،^[٤] وذلك من خلال تحديد المشكلة ومصدرها بوضوح،^[٦] والذي لا يعد أمراً بالسهولة التي قد يظُنّها الفرد، فقد يتم تحديد مصدر المشكلة بصورة غير صحيحة، مما يترتّب عليه البدء بحل المشكلة من خلال اتّباع محاولات غير فعّالة،^[٧] ويُمثّل شعور الفرد بالجوع مثالاً على تحديد المشكلة، الأمر الذي يدفعه إلى اتّخاذ إجراء ما.^[٤]

تعريف المشكلة

يوضّح الفرد في هذه الخطوة طبيعة المشكلة، ويُعرِّفها بشكلٍ كاملٍ؛ لأنّ ذلك سيساعد في حلّها بصورةٍ أفضل،^[٧][٤] فمثلاً يوضّح الشخص الجائع مشكلته بإعداد الطعام بنفسه، أو مشكلته في ضرورة الاستعانة بأحد لإعداد الطعام، أو مشكلته في اختيار مطعم.^[٧]

تخصيص الموارد

يُقصد بذلك تحديد الموارد اللازمة لحل المشكلة؛ كالمال والوقت اللازم لحلّها،^[٤] وتنبثق أهمية هذه الخطوة بسبب عدم توفُّر العديد من الموارد بشكلٍ دائمٍ، لذا يتم تخصيص أهم الموارد المناسبة للتوصُّل إلى حل المشكلة، ويُمكن زيادة عدد الموارد في حال احتاج حل المشكلة لذلك،^[٧] ففي المثال السابق في حال تمّ تعريف المشكلة على أنّها مشكلة اختيار المطعم، فيتم التفكير في الموارد اللازمة؛ كالوقت اللازم للبحث عن مطعم والميزانية المتاحة له.^[٤]

تنظيم معلومات المشكلة

تُسمّى هذه الخطوة بمرحلة تنظيم المعلومات، وهي خطوة مهمة تساهم في التوصُّل إلى الحل،^[٧] حيث يقوم الفرد بتنظيم معلوماته،^[٤] وكلّما زادت المعلومات المتوفرة حول المشكلة زادت الفرصة بالتوصّل إلى حلٍّ سليمٍ لها،^[٧] وفي مثال المطعم يمكن أن يُنظّم الفرد معلوماته حول المطعم؛ كسعر الوجبات، ونوع وجودة الطعام المُقدَّم فيه، وموقع المطعم.^[٤]

بناء وتشكيل الاستراتيجية

يعتمد بناء وتشكيل الاستراتيجية على الموقف والمعلومات المتوافرة للفرد،^[٧] حيث يُرتِّب الفرد معلوماته المتوافرة حسب أولوياتها، أو يدمجها تبعاً لما يراه مناسباً لحل المشكلة، فبعد مقارنة المعلومات في المثال السابق قد يُقرر الفرد أنّ سعر الوجبات هو أفضل معيار يعتمد عليه لاختيار المطعم مقارنةً مع الخدمة المُقدَّمة أو موقع المطعم.^[٤]

مراقبة التقدم

يمكن للفرد مراقبة تقدّمه في مهارته في حلّ المشكلات، حيث يٌقيِّم سير خطواته ومستوى تقدُّمه في تحقيق هدفه وحل المشكلة؛ ليُحدِّد مدى إمكانية استمراره في خطواته أم لا، وفي حال وجد أنّه لا يقترب من تحقيق هدفه، فيستطيع تغيير الاستراتيجية التي يتّبعها ويبحث عن غيرها من خلال إعادة تنظيم معلوماته والمعايير المُتَّبعة وتحديد المهم منها بترتيب مختلف.^[٤][٧]

تقييم النتائج

تأتي هذه الخطوة بعد التوصّل لحل المشكلة،^[٧] حيث يُقيَّم الفرد مدى نجاح الحل الذي تمّ التوصّل إليه،^[٤] وفيما إذا كان من أفضل الحلول الممكنة، وقد يتم تقييم النتائج بشكلٍ فوريٍّ؛ كالتأكُّد من صحة حل مسألة رياضية بعد الانتهاء من حلّها مباشرةً، أو قد يكون مؤجّلاً كتقييم مدى نجاح برنامج معين للعلاج بعد مرور عدّة أشهر على انتهائه،^[٧] وفي مثال المطعم، فبعد أن يتم اختيار المطعم وتناول وجبة فيه، فإنّ الفرد يقيّم فيما إذا كانت تلك الوجبة مقبولة بالنسبة له أم لا.^[٤]

يجدر بالذكر أنّ خطوات حل المشكلة تتم بشكلٍ دوريٍّ وليس خطيّ،^[٤] إذ يُمكن للفرد تخطّي إحدى الخطوات أو العودة إلى خطواتٍ سابقة كلّما احتاج لذلك إلى أن يتوصّل لحل المشكلة، فهي ليست خطوات يتحتّم على الفرد اتّباعها بالتتابع.^[٧]

استراتيجيات فعّالة لحل المشكلات

يبين ما يأتي بعض الاستراتيجيات التي قد تفيد في التوصّل إلى حل مثالي للمشكلات:^[٨]

1. تجزئة المشكلة إلى أجزاء صغيرة: يُمكن تقسيم كل مشكلة إلى أجزاءٍ صغيرة، وعند حل كل جزء، فسيشعر الفرد بالإنجاز، ممّا يُقلِّل من الارتباك الذي يشعر به.
2. العمل ضمن جدول زمني: يٌمكن وضع جدول زمني لتحديد المدة المتوقّعة للتوصّل إلى الحل، بحيث يتضمّن هذا الجدول الوقت المطلوب لتنظيم معلومات المشكلة، والحصول على الموارد المناسبة، وغير ذلك، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار ضياع بعض الوقت لعدّة أسباب؛ التأخر في البحث عن المعلومات.
3. الحصول على قسط كافٍ من الراحة: قد يؤدي العمل المستمر إلى حدوث خلل ما بسبب الإرهاق، لِذا يُمكن الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة، والقيام بالتمارين الرياضية أو التنزّه، أو قراءة كتاب بعيد عن المشكلة، فذلك يساهم في انخفاض نسبة التوتر وصفاء الذهن، وبالتالي السرعة في التوصّل إلى حل مناسب.

4. الاستفادة من الأخطاء السابقة: يُمكن الاستفادة من الأخطاء التي تمّ الوقوع بها سابقاً والتعلُّم منها، حيث يستطيع الفرد استعراض البدائل التي لم تقد لحل المشكلة ومحاولة التفكير بغيرها.