ما هي مهارة حل المشكلات؟

توجد المشكلات بشكل طبيعي في حياة كل شخص منا، من المشكلات الصغيرة (حل معادلة رياضية في واجبك المنزلي)، إلى الكبيرة جدًا (التخطيط لمستقبلك المهني)، لذلك نحن بحاجة لمهارة حل المشاكل أو المشكلات، وفي علم النفس المعرفي يشير مصطلح حل المشكلات إلى العملية العقلية التي يمر بها الشخص لاكتشاف المشكلات وتحليلها وحلها، حيث تهدف هذه المهارة في التغلب على المشكلات وإيجاد أفضل حل لها.[١][٢]


استراتيجيات حل المشكلات

لحل المشكلة بشكل صحيح، يُنصح باتباع سلسلة من الخطوات، يطلق عليها الباحثون أحيانًا على أنها دورة حل المشكلات، وفيما يلي خطوات أو استراتيجات إيجاد أفضل حل للمشكلات: [١][٢][٣][٤]




تعتمد أفضل استراتيجية لحل المشكلة بشكل كبير على طبيعة المشكلة ذاتها، ففي بعض الحالات، يكمن حل المشكلة في تحديدها ومعرفتها وتعريفها ثم استخدام المعرفة الواقعية للتوصل إلى حل، وفي حالات أخرى، يكون الإبداع والبصيرة أفضل الحلول، لذلك ليس من الضروري اتباع خطوات حل المشكلات بالتتابع، فمن الشائع تخطي الخطوات أو حتى الرجوع للخطوات السابقة عدة مرات حتى يتم الوصول إلى الحل المطلوب.




تحديد وتعريف المشكلة

على الرغم من أن خطوة تحديد المشكلة تبدو خطوة واضحة، إلّا أنها لا تبدو بهذه البساطة، لأن الطبيعة الدقيقة للمشكلة نفسها مهمة جدًا، فإذا كان فهمك للمشكلة خاطئًا، فستكون محاولاتك لحلها أيضًا غير صحيحة أو معيبة، وتتضمن بعض الاستراتيجيات التي قد تستخدمها لمعرفة مصدر المشكلة ما يلي:

  • طرح الأسئلة حول المشكلة.
  • تقسيم المشكلة إلى أجزاء صغيرة.
  • النظر إلى المشكلة من زوايا مختلفة.
  • إجراء بحث لمعرفة العلاقات الموجودة بين المتغيرات المختلفة.


بعد تحديد المشكلة، يجب تعريفها بالكامل حتى يمكن حلها، حيث يمكن تعريف المشكلة من خلال تعريف جوانبها وتحديد أهداف حل كل جانب من خلال:

  • تمييز الفرق بين الحقائق والآراء.
  • تعريف وتحديد المعيار أو التوقع الذي تم انتهاكه.


إيجاد عدة حلول للمشكلة

بعد تحديد المشكلة، يبدأ الشخص بعملية العصف الذهني لإيجاد الحلول المحتملة، حيث تتضمن هذه الخطوة عادةً توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار دون الحكم على جودتها، وبمجرد إنشاء العديد من الاحتمالات، يمكن تقييمها وتضييق الاحتمالات لاحتمال واحد، إذ يمكن أن يؤدي التفكير في بدائل متعددة إلى تعزيز قيمة الحل المثالي بشكل كبير.


ومن الطرق المستخدمة في إيجاد الحلول، استراتيجيات الاستدلال والخوارزميات:

  • الاستدلال: وهي عملية عقلية تعتمد غالبًا على الحلول التي نجحت في الماضي، وتفيد هذه الطريقة إذا كانت المشكلة مشابهة لشيء واجهته من قبل وغالبًا ما تكون الخيار الأفضل عند الحاجة لحل سريع.
  • الخوارزميات: هي استراتيجيات تستخدم خطوات مضمونة لتحقيق نتيجة صحيحة، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة هي الأفضل من حيث الدقة، إلا أنها تستهلك الوقت والموارد.




غالبًا ما يتم استخدام الاستدلال عند الحاجة للحلول السريعة، بينما تعد الخوارزميات خيارًا أفضل عندما يحتاج القرار إلى أن يكون دقيقًا قدر الإمكان.




تخصيص الموارد

عند تقديم حل لمشكلة ما، سواء كانت شخصية أو عملية، فنحن نأخذ من موارنا لحلها، وهذا الموارد عامة تقع تحت ثلاثة أقسام؛ المال والوقت والطاقة، وبالطبع، ليس لدينا دائمًا أموال ووقت وموارد أخرى غير محدودة لحل مشكلة ما، لذلك قبل البدء في حل أي مشكلة، نحتاج إلى تحديد مدى أولويتها القصوى، فإذا كانت مشكلة مهمة، فيجب تخصيص الموارد المناسبة لحلها، أما إذا كانت مشكلة غير مهمة إلى حد ما، فقد لا نرغب في إنفاق الكثير من الموارد المتاحة للتوصل إلى حل.


وفي هذه المرحلة، من المهم مراعاة جميع العوامل التي قد تؤثر على المشكلة، يتضمن ذلك الموارد المتاحة والمواعيد النهائية التي يجب الوفاء بها وأي مخاطر محتملة متضمنة في كل حل، ومن بعد التقييم الدقيق للحل المقترح، يمكن اتخاذ قرار بكيفية تنفيذه.


رصد التقدم وتقييم النتائج

بعد تحديد استراتيجية حل المشكلات، يجب وضع الخطة موضع التنفيذ ومعرفة ما إذا كان تنفيذها صالحًا على أرض الواقع أم لا، قد تتضمن هذه الخطوة تجربة حلول مختلفة لمعرفة أيها أكثر فعالية، أيضًا يجب مراقبة المشكلة وسير حلها بعد التنفيذ للتأكد من فعالية حل المشكلة وعدم ظهور مشاكل جديدة نتيجة للحل المقترح.


أيضًا يجب تقييم النتائج لتحديد ما إذا كان الحل المقترح هو أفضل حل ممكن للمشكلة، إذ يمكن أن يكون هذا التقييم فوريًا، مثل التحقق من نتائج مشكلة الرياضيات للتأكد من صحة الإجابة، أو قد يأخذ فترة طويلة، مثل تقييم نجاح برنامج العلاج بعد عدة أشهر من العلاج.




يميل القائمون على حل المشكلات الفعال إلى مراقبة سير عملهم من أجل التوصل إلى الحل الأفضل، فإذا لم يحرزوا تقدمًا جيدًا نحو الوصول إلى هدفهم، فسيعيدون تقييم حلولهم أو طرق استنتاج الحلول وسيبحثون عن استراتيجيات جديدة.




عقبات تواجه مهارة حل المشكلات

هناك عدد من العوائق المختلفة التي يمكن أن تتداخل مع قدرتنا على حل مشكلة بسرعة وكفاءة، يصف الباحثون عددًا من هذه العقبات العقلية كالآتي:[١]

  • الافتراضات: عند التعامل مع مشكلة ما، غالبًا ما يضع الشخص افتراضات حول القيود والعقبات التي تمنع تنفيذ أو حتى التفكير في حلول معينة.
  • الثبات الوظيفي (functional fixedness): يشير مصطلح الثبات الوظيفي إلى الميل إلى عرض المشكلات بالطريقة المعتادة، وهذا ما يمنع الشخص ومن حوله من رؤية جميع الخيارات المختلفة المتاحة للعثور على حل.
  • المعلومات غير الملائمة أو المضللة: عند محاولة حل مشكلة ما، يجب التمييز بين المعلومات ذات الصلة بالمشكلة والمعلومات غير ذات الصلة التي يمكن أن تؤدي إلى حلول خاطئة.
  • التهيؤ العقلي (Mental set): التهيؤ العقلي هو ميل الشخص إلى استخدام الحلول التي نجحت في الماضي فقط بدلاً من البحث عن أفكار بديلة، إذ يؤدي التهيؤ العقلي إلى عدم المرونة في إيجاد الحلول، مما يجعل العثور على حلول فعالة أكثر صعوبة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Problem-Solving Strategies and Obstacles", verywellmind, Retrieved 16/10/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Overview of the Problem-Solving Mental Process", verywellmind, Retrieved 17/10/2022. Edited.
  3. "5 Steps to Make your Problem-Solving Process Easier", knowledgecity, Retrieved 16/10/2022. Edited.
  4. "WHAT IS PROBLEM SOLVING?.", asq, Retrieved 16/10/2022. Edited.