مهارات حل المشاكل: تعريفها، وكيفية تطويرها

تعد مهارة حل المشكلات من أبرز المهارات التي يجب على الإنسان أن يتعرف إليها ويكتسبها، فكثير من العلاقات بين الناس سواءً الأسرية أم الاجتماعية وحتى العلاقات بين الزملاء في مكان العمل قد تفشل بسبب عدم امتلاك الأفراد لمهارات حل المشكلات، وعليه فما هي مهارة حل المشاكل وكيف نطوّرها، هذا ما سيتم تسليط الضوء عليه في هذا المقال.^[١]

ما هي مهارات حل المشاكل وكيف نطورها؟

تُعرّف مهارة حل المشاكل بأنّها القدرة على استيعاب أحداث المشكلة، وتحليلها والتوصل إلى سبب المشكلة الرئيسي ثم طرح الحلول وانتقاء الأنسب والأفضل بحسب الموقف، الأمر الذي يضمن تفادي الخسائر تماماً أو تقليلها، ويتطلب ذلك إلمامك بمجموعة من المهارات كالعصف الذهني، والإبداع، والذكاء العاطفي، والبحث، والعمل الجماعي، والقدرة على اتخاذ القرار، إلى جانب امتلاك مهارة تقييم المخاطر وإدارتها،^[١] وسيتم في الآتي توضيح لكل مهارة:

مهارة العصف الذهني والبحث عن حلول

تتطلب منك هذه المهارة إعطاء نفسك الوقت للتمحيص وتقصي الحقائق والبعد عن التسرع خلف الأسباب الظاهرية التي قد تكون خاطئة في الكثير من الأحيان، وبعد التوصل إلى السبب الرئيسي للمشكلة ابدأ بتفريغ كل الحلول الممكنة على الورق إذا كنت تحاول حل المشكلة وحدك، ولكن إذا كانت طبيعة المشكلة تتطلب أخذ الآراء المختلفة فيجب إعطاء وقت لكل شخص في المجموعة لكي يعبر عن رأيه ويقترح حلًا واحذر من الوقوع في فخ الاستخفاف بأي حل لمجرد أنه غير مجرب أو خارج عن المألوف، بل يجب احترام كافة وجهات النظر، ويتطلب تطوير مهارة البحث عن الحلول المرونة والأخذ بجميع الاقتراحات مع توقّع أن يصلح أي منها ليكون حلًا.^[١]

مهارة اتخاذ القرار وإدارة المخاطر

بعد عرض كافة الحلول يأتي الآن دورك في اتخاذ القرار واختيار الحل الأنسب، ولتطوير هذه المهارة لديك لا بد من اتباع استراتيجية التمييز والانتقاء عبر تحديد الإيجابيات والسلبيات الموجودة في كل حل من الحلول المطروحة على المدى القصير والطويل، وكتابة المخاطر المحتملة أو المتوقعة بجانب كل حل من الحلول حتى تصبح الصورة أمامك واضحة ثم ترجيح الخيار الذي تفوق إيجابياته سلبياته، ومثال ذلك على الصعيد الشخصيّ أنت أمام قرار بخصوص عملين: الأول قريب من بيتك ولكن الراتب قليل، والآخر بعيد عن بيتك ولكن الراتب عالٍ، قدر تكلفة المواصلات عليك إلى جانب عدد ساعات العمل وأوقات الاستراحة في كل خيار، والعقبات التي ستواجهك إذا اخترت عملًا بعيدًا عن منزلك إلى جانب مزايا اختيار عمل قريب من البيت، ويفضل أن تكتب ذلك في قائمة من عمودين (أ ، ب)، وبعدها رجح الخيار الذي تغلب إيجابياته سلبياته وهكذا.^[٢]

مهارة الذكاء العاطفي

ويمكنك تطوير مهارة الذكاء العاطفي عن طريق إجراء تقييم ذاتي دوري لأفكارك ومشاعرك من فترة إلى أخرى، وأن تسأل نفسك سؤالًا فاصلًا هو كيف أتعامل مع المواقف الصعبة؟ هل أنا من الأشخاص الهادئين الذين يحللون ويفكرون ثم يقررون أم من أولئك الذين يتخذون ردود أفعال سريعة وصعبة؟، وعن طريق النظر والتفكير المستمر الشهري أو الأسبوعي في قراراتك وتصرفاتك، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء ستتطور هذه المهارة لديك، فالذكاء العاطفي يرتبط بشكل كبير بالتواصل مع الذات بشكل صحيح، والصراحة والوضوح في معرفة أسباب الأفعال والتصرفات التي يقوم بها الأشخاص.^[٣]

مهارة العمل الجماعي

لاكتساب مهارة حل المشاكل يجب اكتساب مهارة العمل الجماعي التي تمكن الإنسان من العمل بروح الفريق والتواصل ضمن مجموعات بشكل فعال وإيجابي، ولتطوير مهارة العمل الجماعي لا بد من تطوير بعض المهارات الفرعية المتعلقة بها، مثل: التواصل المباشر وغير المباشر كالتعامل من خلال إشارات لغة الجسد والانتباه لها، إلى جانب مهارة فض النزاعات وتسوية المشاكل والخلافات بين أعضاء الفريق، بالإضافة إلى تنمية مهارة الاستماع الفعال وهو الاستماع بانتباه لأجل أخذ المعلومة أو الوصول إلى حل وليس الاستماع بدون انتباه وتركيز، ولا تنس مهارة الذكاء العاطفي -التي ذكرت سابقاً- والتي لها دور كبير في فهم ذاتك ومشاعرك ودوافعك، وفهم مشاعر وردود أفعال من حولك.^[٤]

مهارة الإبداع

يقصد بالإبداع في أبسط تعريفاته القدرة على الإتيان بالحلول المناسبة الابتكارية غير المألوفة وغير التقليدية، وقد تجد تسمية أخرى للتفكير الإبداعي وهو التفكير خارج الصندوق، ولتطوير مهارة الإبداع يمكنك تعلم لغة جديدة أو مهارة جديدة عليك، مثل الرسم أو العزف، أو قراءة كتب غير مألوفة لك فمثلًا إذا كنت تحب الروايات الخيالية مثلاً يمكنك قراءة رواية تاريخية، كما يمكنك أن تمارس نشاطًا حركيًا مثل المشي أو الركض، مع إطلاق العنان لأفكارك لتتدفق ومن ثم كتابتها على الورق وإيجاد روابط وعلاقات فيما بينها.^[٥]