الثقة بالنفس: أهميتها، وطرق اكتسابها

قد يكون من السهل لدى بعض الأشخاص تقديم الدعم وإعطاء الثقة لمن حولهم وهذا أمرٌ جيد، ولكنّهم بالمقابل يجدون صعوبةً في تقديم هذا الدعم لأنفسهم، بالرغم من أنهم الأولى في تلقّي هذه الثقة، فعندما يكون الشخص واثقاً بنفسه، فإنّ هذا يعد دليلاً على احترامه لذاته وتقديره لها، ويكون واثقاً بإمكانيته في تحقيق أهدافه؛ لأنه يدرك نقاط قوته، ويعرف كيف يوظّفها لصالحه، كما أنه يعرف نقاط ضعفه، ويتقبلها ويحاول إصلاحها بكل حب، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الثقة بالنفس ليست بالأمر الذي يمكن امتلاكه بتطبيق مجموعةٍ من الخطوات فقط، وإنما هي حالةٌ تتطلب من الإنسان أن يحافظ على التفكير الإيجابي، وتحتاج إلى الممارسة والتدريب، وهي صفةٌ يجب أن يمتلكها كل شخصٍ؛ لأنّها مهمةٌ وضروريةٌ في مختلف مجالات الحياة.^[١]

ما هي الثقة بالنفس؟

قد يختلف تعريف الثقة بالنفس من شخصٍ لآخر، ولكن بالحقيقة وبكل بساطة هي إيمان الشخص بنفسه وتقبله لها، ومعرفته بقدراته ومهاراته، فتنشأ لديه توقعاتٌ وأهدافٌ واقعيّة، ويتقبل النقد من الآخرين، ويكون قادراً على التحكم في أمور حياته، وتجدر الإشارة إلى أنّ الثقة بالنفس غير مرتبطةٍ بشكلٍ كبيرٍ بقدرات الشخص الحقيقية، وإنما بطريقة تفكيره وإيمانه بهذه القدرات، كما أنّها ليست أمرًا ثابتاً في جميع الأوقات؛ فقد يشعر شخص بالثقة العالية في مجالٍ أو موقفٍ معيّن، وبالمقابل يشعر بثقةٍ متدنية في موقفٍ آخر.^[٢][٣]

وعلى العكس، فإنّ انعدام الثقة بالنفس هو شعور الشخص بالشك بقدراته، وإيجاد صعوبةٍ بالتواصل والثقة بالآخرين، والشعور بالحساسية المفرطة تجاه أيّ نقد يوجه له، وقد ينشأ انعدام الثقة بالنفس بسبب عدة عوامل؛ منها الخوف من المجهول، والاهتمام برأي الآخرين، وعدم تقبل الشخص لمظهره الخارجي، أو نتيجة تجارب سابقة فاشلة، وهذه الطريقة في التفكير تمنع الشخص من القيام بما يحب؛ لعدم قدرته على مواجهة نتائج قرارته نتيجة خوفه من آراء الآخرين، وانتقادهم له وسخريتهم منه.^[٤]

هل من المهم اكتساب الثقة بالنفس؟

يبيّن ما يأتي أهميّة اكتساب الثقة بالنفس:

• خوف وتوتر أقل: كلما ازدادت ثقة الشخص بنفسه، فإن قدرته على مواجهة أفكاره السلبية والمحبطة تكون أكبر؛ فالثقة تدفع الشخص إلى التفكير الإيجابي، وتزيد من قدرته على تحقيق أهدافه؛ مما يقلل من التوتر والقلق الناجم عن التفكير الزائد.^[٥]
• دافعيّة وتحفيز أكبر: تساعد الثقة بالنفس الشخص على تحدّي الصعوبات وتحقيق الأهداف؛ مما يعطيه دافعاً ونشاطاً لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تهمه دون الخوف من الفشل.^[٦]
• القدرة على اتخاذ القرارات: تمنح الثقة بالنفس الشخص القدرة على اتخاذ القرارات، سواء بالرفض أو الإيجاب، فإما أن يقبل ويستغل الفرص المهمة؛ لأنّه يعرف ويؤمن بقدراته فلا يتردد، وإما يرفض دون تردد عندما يشعر بأنّ هذه الفرصة غير مهمة أو غير مناسبة بالنسبة له، وذلك دون القلق من ردة فعل الآخرين.^[٧]
• المرونة في التعامل مع التحديات: تزود الثقة بالنفس الشخص بأساليب للتأقلم والتعامل مع التحديات والإحباطات الّتي قد يتعرض لها، دون أن تعيقه عن تحقيق أهدافه، فيتعلّم كيف يستفيد من الفشل والأخطاء من أجل أن يتطور.^[٨]
• علاقات جيدة: عندما يؤمن الشخص بنفسه ويمتلك الثقة، فإنّ اهتمامه بحكم الآخرين عليه لا يعود أمراً يشغله؛ فيكون أكثر راحةً عند مقابلة أشخاصٍ جدد، وهذا يجعله قادراً على إنشاء علاقات جيّدة معهم.^[٩]

كيف أزيد ثقتي بنفسي؟

طرق لزيادة الثقة بالنفس في الحياة العامّة

يبيّن ما يأتي عدّة طرق لزيادة الثقة بالنفس في الحياة العامّة:

• الحديث عن النفس بإيجابية: إنّ تكرار الشخص لصفات سلبية عن نفسه ينشئ لديه صورة ذهنية سلبية عن نفسه، فيتصرف على هذا النحو، ولكن يجب التحلي بالألفاظ والممارسات الذهنية الإيجابية، كتخيل الشخص لموقف يحقق فيه ما يتمنى، مما يعزز الثقة والإيمان بالنفس، ويُعدّ العقل للنجاح.^[١٠]
• بناء علاقات إيجابية وداعمة: يعد التواصل مع الأشخاص الإيجابيين والداعمين والابتعاد عن السلبيين كثيري الشكوى والانتقاد من الأمور المهمة لزيادة ثقة الشخص بنفسه؛ لذلك من المهم التفكير جيداً قبل اختيار الأشخاص الذين سيقضي الفرد معهم وقته، مما يخلق بيئة إيجابية حوله تساعده في تحقيق أهدافه وطموحاته.^[١١]
• معرفة الشخص لقدراته وإيمانه بها: من المهم أن يعرف كل شخص يسعى لزيادة ثقته بنفسه ما هي إمكانياته وقدراته، ومراعاة التركيز على تطويرها والتعبير عنها، سواء كانت في مجال الموسيقى أو الكتابة أو غير ذلك، بالإضافة إلى السعي لاكتساب الجديد منها؛ فهذا من شأنه زيادة شعور الشخص بالتميز.^[١٢]
• تقبّل المجاملات والمديح من الآخرين: يجعل انعدام الثقة بالنفس تقبل المديح والمجاملات من الأشخاص أمراً صعباً، وربما يعتقدون أنّ الطرف الآخر مخطئ، أو يكذب عليهم، بينما يتقبل أصحاب الثقة المرتفعة المدح بحب ولباقة، ويشكرون من يقدمه لهم، بل ويستخدمون هذه الصفات الإيجابية لوصف أنفسهم بها ورفع ثقتهم بأنفسهم.^[١٣]

طرق لزيادة الثقة بالنفس في العمل

يبيّن ما يأتي عدة طرق لزيادة الثقة بالنفس في العمل:

• الانضمام للدورات التدريبية: إنّ السعي لتطوير المهارات في العمل أمر غاية في الأهمية لزيادة ثقة الشخص بنفسه، وقد يكون ذلك من خلال حضور الدورات التدريبية أو قراءة الكتب بالجانب المراد إتقانه، فمثلاً يمكن أخذ دورات في البرمجة إذا كان الشخص يعمل في مجال التكنولوجيا، مهما يشعر بالثقة والتميز.^[١٤]
• تذكر النجاحات السابقة: عند الشعور بالإحباط تذكر لحظات النجاح، مما سيعزز لديك القدرة على إدراك قدراتك ومهاراتك الّتي ساعدتك في تخطّي العقبات والتحديات والصعوبات السابقة بكل ثقة.^[١٥]
• التعامل مع الأشخاص الواثقين بأنفسهم: يمكن زيادة الثقة بالنفس من خلال مراقبة الأشخاص الواثقين بأنفسهم في بيئة العمل، والانتباه لسلوكياتهم وكيفية تعاملهم مع الآخرين، وملاحظة إيماءات ولغة الجسد لديهم، والتي تدلّ على القوة والثقة، ومحاولة العمل بها.^[١٦]
• التعلم من الأخطاء: من المهم أن يرى الشخص في أخطائه فرصةً للتعلم ووسيلةً للتطور، فمثلاً لو أخطأ الشخص في مهمةٍ معينةٍ بالعمل، فمن الأفضل أن يعرف السبب وراء هذا الخطأ، وفيما إذا كان هذا الخطأ نتيجةً لإهمالٍ أو نقصٍ في المعرفة؛ مما يساعده على أن يتفادى الوقوع في الخطأ نفسه مرةً أخرى، وهذا بدوره يؤثر على ثقة الشخص بنفسه.^[١٧]