أسباب ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي إيمان الفرد في نفسه وقدراته وأفكاره، حيث تتمثل بفهم وتقبل نفسه بشكل عام كما هو، ووفقًا للتحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI)، فإن تقدير الذات والثقة بها هو الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى نفسه، وكيف يشعر تجاه من يكون؟ وماذا يفعل.[١][٢]
سيشعر الشخص الذي يتمتع بمستويات عالية من تقدير الذات بإيجابية تجاه نفسه، ويقر ويعترف بصفاته الجيدة، في المقابل، قد يشعر الشخص الذي يعاني من تدني تقدير الذات بالسلبية تجاه نفسه، وقد لا يرى نفسه جديراً بالحب أو الشعور بالرضا أو التمتع بحياة سعيدة وناجحة، قد يكون الفرد واثقًا من قدرة أو مهارة معينة لديه، ولكن لديه تدني تقدير الذات إذا كان ينظر إلى نفسه بشكل سلبي.[١][٢]
فيما يلي ذكر وشرح تفصيلي لأسباب ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس:[٣][٢]
الجينات والطِباع
تلعب الجينات دورًا في ثقتنا بأنفسنا، إذ أظهرت الدراسات أن تركيبتنا الجينية تؤثر على كمية بعض المواد الكيميائية المعززة للثقة التي يمكن لدماغنا الوصول إليها، مثل السيروتونين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالسعادة، والأوكسيتوسين، يمكن أن يتم تثبيطهما وفقًا للاختلافات الجينية، فقد يتم توريث ما بين 25% إلى 50% من سمات الشخصية المرتبطة بالثقة.
أيضًا لطباعنا ومزاجنا دور في ثقتنا بأنفسنا، فقد يكون لديك ما يسمى بـ "التثبيط السلوكي" (behavioral inhibition)، وهو كونك بطبيعة الحال أكثر ترددًا ويقظة من غيرك، خاصة في الظروف غير المألوفة، فعندما تواجه موقفًا، تتوقف وتتحقق لترى ما إذا كان كل شيء يبدو كما توقعته، فإذا ظهر شيء غريب، فمن المحتمل أن تبتعد عن الموقف، ولكن بنفس الوقت لا يعد التثبيط السلوكي سيئًا بالكامل، فنحن بحاجة إلى بعض الأشخاص في العالم الذين لا يتصرفون باندفاع في كل موقف، فإذا كنت شخصًا حذرًا ومتحفظًا، قد تعاني شيئًا من مشاعر عدم الثقة بالنفس، ولكن بمجرد أن تفهم نفسك والأدوات التي تساعدك في تخطي هذه الأمور، ستتمكن من التعامل مع مزاجك طباعك وليس محاربتها.
التجارب السيئة
يمكن أن يؤدي عدد من التجارب الفردية إلى الشعور بقلة ثقتك بنفسك، أو بشعورك بعدم الأهمية، فيما يلي أهم هذه التجارب وعلاقتها المباشرة بمثل هذه المشاعر:
- الصدمات: يمكن للإساءة الجسدية والجنسية والعاطفية أن تؤثر بشكل كبير على شعورنا بقيمتنا، فإذا وجدت نفسك تستعيد ذكريات سيئة تخص سوء المعاملة التي تعرضت لها، أو شعورك بأي شكل من الأشكال الإهانة والعذاب أو الخجل من تجاربك، فيرجى التفكير في طلب العلاج من طبيب مختص ومرخص.
- طريقة تربية الأبناء: يمكن للطريقة التي عوملنا بها في عائلتنا الأصلية أن تؤثر علينا لفترة طويلة بعد الطفولة، على سبيل المثال، إذا تعرضت إلى كلمات في صغرك تقلل من نفسك باستمرار من قبل أحد أبويك، أو كانا يقارنانك بالآخرين، أو يخبراك أنك لن تصل إلى أي شيء، فمن المحتمل أنك تحمل هذه الرسائل معك حتى اليوم، أيضًا يمكن أن يؤدي معاناة أحد الوالدين من الأمراض النفسية أو العقلية وتعاطي المخدرات إلى تغيير علاقتك بالعالم وبنفسك أيضًا.
- التنمر والتحرش والإذلال: يمكن أن يترك التنمر في مرحلة الطفولة بصمة على ثقتك عندما يتعلق الأمر بالمظهر والقدرات الفكرية والرياضية ومجالات أخرى من حياتك، أيضًا يمكن للتجارب المهينة في مرحلة البلوغ، مثل المضايقات في مكان العمل أو مجموعة الأقران التي لا تحترمك أو تحط من قدرك، وتؤدي هذه الأفعال بالضرورة إلى تثبيطك عن السعي نحو تحقيق أهدافك، الأمر الذي سيؤكد بوجهة نظر نفسك أنك لست كافيًا.
- الجنس والعرق: تظهر عشرات الدراسات أن النساء يتم تكوينهن اجتماعياً ليقلقن أكثر بشأن الكيفية التي يُنظر إليهن بها، وبالتالي، يكون لديهن عامةً استعداد أقل للمضي والتقدم وأخذ الخطوة والمخاطرة، أيضًا يمكن أن تحدث الخلفية العرقية والثقافية فرقًا أيضًا بشعور الإنسان بقيمته.
المعلومات المضللة
يمكن أن يأتي عدم الثقة بالنفس من عدم معرفة "قواعد" لعبة الثقة، على سبيل المثال، إذا اعتقدنا أنه يتعين علينا الشعور بالثقة من أجل التصرف بثقة، فإننا نعد أنفسنا للفشل، لأن الكمال هو شكل آخر من أشكال التفكير الخاطئ الذي يساهم في تدني الثقة بالنفس، فإذا اعتقدنا أنه يجب أن نكون على علم بكافة المخاطر والنتائج والمعلومات حول أي قرار قبل اتخاذه، ستمنعنا هذه الأفكار من القيام بالأشياء التي نحبها ونسعى لها.
العالم من حولنا
تم تصميم العديد من الرسائل الإعلامية لتجعلنا نشعر بالنقص، تبدأ الشركات التي ترغب في بيع المنتجات عادةً بجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك، غالبًا عن طريق تقديم "مشكلة" بجسمك لم تكن لتلاحظها أبدًا، والآن بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، زاد ضغط هذه الرسائل علينا، فمن السهل أن نصدق أن كل من حولنا يتمتع بزواج مثالي، وجسم مثالي، ومهنة مميزة، لكن تذكر أن ما ينشره الأشخاص عبر الإنترنت يتم تنقيحه بشكل كبير، لأن من الطبيعي أن يكون لكل شخص أيام سيئة، وشكوك في نفسه، وعيوب جسدية.
القلق والاكتئاب
تتزامن مشاكل الثقة بالنفس وضعف الشخصية مع القلق والاكتئاب عادةً، فإذا تم تشخيصك باضطراب القلق أو الاكتئاب، وكنت تراجع طبيبًا أو معالجًا، فمن الجيد أيضًا ذكر المشاكل التي تتعرض إليها فيما يخص ثقتك بنفسك له، حيث يمكنكما معًا تفكيك الأفكار التي أوصلتك إلى هنا والمضي قدمًا في معالجتها، حيث سيساعدك ذلك على تقليل القلق والاكتئاب أيضًا.
تأثير ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس على الأشخاص
وفقًا للتحالف الوطني للصحة العقلية (NAMI)، يؤثر تدني تقدير الذات وعدم الثقة بالنفس إلى عدة مشاكل نفسية وصحية، وهي:[١]
- قد يؤدي تدني تقدير الذات في جميع مراحل الطفولة والبلوغ المبكر إلى زيادة احتمالية الإدمان في وقت لاحق من الحياة.
- إن تدني تقدير الذات مرتبط بالاكتئاب والقلق، وبالتالي فإن وصمة العار حول المرض العقلي أو النفسي قد تؤدي إلى تدني تقدير الذات أو الثقة.
- قد تؤدي نظرة الإنسان السلبية لنفسه وقدراته وحياته إلى تأثير سلبي يمتد إلى علاقاته الشخصية والإنسانية.
ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أن تدني تقدير الذات لدى الطلاب كان له تأثير كبير على نوعية حياتهم، حيث وجد الباحثون أن تدني تقدير الذات له علاقة بالقلق والاكتئاب والضغط الأكاديمي والأفكار الانتحارية، وقد تؤدي الثقة المنخفضة بالناس إلى اتخاذ قرارات سلبية حول كيفية معاملتهم لأنفسهم أو السماح للآخرين بمعاملتهم.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Low Self-Esteem"، LifeStance Health ، اطّلع عليه بتاريخ 16/8/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Self esteem", betterhealth, Retrieved 16/8/2022. Edited.
- ↑ Barbara Markway Ph.D. (7/12/2018), "5 Reasons People Have Low Self-Confidence", psycholog ytoday, Retrieved 16/8/2022. Edited.