تُعدّ القدرات العقلية كالتفكير، والتَحليل، وحلّ المشكلات، من الخصائص التي تميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات، ويُعدّ التفكيرُ من أهمّ الأدوات المستخدَمة من قبلِ الإنسانِ للتعايش وحلّ المشاكل التي تواجهه، والتي يحتاجها ليتمكّن من التأقلم مع البيئة من حوله. فما هي أنواع التفكير؟ وكيف يطوّر الشخص من مهارة التفكير لديه؟[١]


أنواع التفكير

للتفكير عدّة أنواع، ومنها:[٢][٣][٤][٥]

  • التفكير التقليدي: ويُسمّى أيضًا بالتفكير الحِسّي أو الإدراكي، وفيه يستخدمُ الشخصُ حواسّه، ويفسر ما حوله بناءً على خبراته السابقة في معرفة الأمور، وهو يُعدّ أبسط أنواع التفكير، فهُو يستخدَم لإظهار نتائج ملموسة بناءً على الخبرات السابقة للشخص.


  • التفكير التحليلي: ويتم فيه تحليل المعطيات لإيجاد فكرة تعطي حلًا لمشكلة ما، ويُعتبَر هذا النوع أعقد من التفكير الإدراكي، وغالبًا ما يُستخدم من قِبل علماء الرياضيات، والمحلّلين الاقتصاديّين، والمبرمجين، والعلماء الذين يجرون التجارب.


  • التفكير الإبداعي: ويتم فيه خلق فكرة أو أفكار جديدة غير موجودة مسبقًا، وهي تُعدّ من المهارات القابلة للتطوير، ومن خلالها يمكن التمييز بين درجات تفكير الأشخاص، وهذا النوع من التفكير لا يقتصر على فئة محددة؛ لأنه يُستخدَم في جميع الأمور الحياتية، لكن عادةً ما يُستخدم من قِبل الفنّانين والرياضيّين.


  • التفكير الناقِد: وفيه يتم تجميع الفرضيّات، والإلمام بالموضوع، والنظر إليه من جميع النواحي للوصول إلى الحقائق، وهنا يجب مراعاة الحيادية وفصل التفكير العاطفي عن المنطقي تمامًا، ففي هذا النوع من التفكير لا يتمّ الاعتماد على الآراء الشخصيّة، بل على العكس يجب اتباع الموضوعيّة. وهذا النوع من التفكير مهمّ في الأبحاث العلميّة لكونه يميّز بين الآراء والحقائق.


  • التفكير التأمّلي: وفي هذا النوع من التفكير يقوم الشخص بالاستقصاء عن مدخلات محددة ويقوم بمعالجتها وتحليلها، وذلك بناء على خبرات سابقة، لهدف حل المشكلات المعقدة وإزالة المعيقات التي تقف في وجه تبلور الحل لمشكلة ما، وفيه يكون الإنسان على أعلى مراحل الوعي الذاتي ومراقبة النفس والتعمق بها.


  • التفكير غير المُوجّه: ففي كثير من الأحيان يفكّر الشخص في أمور لا تمتُّ بصلة للحدث الذي يعيشه، وهنا يلعب العقل الباطن الدور في هذا التفكير، وهو العقل اللاواعي الذي يعكس ما يفكّر به الشخص في معظم وقته، فيجعل الذهن مُنصَبّاً على نوع معيّن من الأفكار، وُيعدّ هذا النوع من التفكير أمراً طبيعيّاً ما لم يصل إلى الهلوسة.


طرق التفكير وفقاً لماكسويل

فيما يأتي نذكر أهمّ طُرُق التفكير وفقاً لجون سي ماكسويل، وهو مدرِّب تحفيزيّ، وقائد، ومتحدّث خبير، حيث يبيّن طرُق التفكير التي يتبعها الناجحون:[٦]

  • التفكير في الصورة الشاملة: أي توسعة مجال التفكير بالخروج من التركيز على نطاقك فحسب، ليشمل التفكير في الآخرين، والمحيط، والعالَم من حولك، ومن شأن هذا النوع توسعة مجال التفكير والخروج عن نطاق التفكير المعتاد، مما ينعكس على طريقة حلّ المعضلات والمشاكل.


  • التفكير التركيزي: وهنا يجب تجريد العقل من كل المشتّتات، وإنشاء بيئة هادئة تمكّنه من التركيز وصبّ الوقت والجهد على الموضوع المراد التركيز فيه للقدرة على ترتيب الأولويات وإيجاد الحلول.


  • التفكير الإبداعي: وهو كما ذكرنا سابقًا يكمن في التفكير خارج الصندوق وخلق أفكار جديدة.


  • التفكير الواقعي: ومن خلاله يتم البناء على أساس علمي وعقلاني موثوق، للحصول على نتائج غير متحيزة أو خيالية.


  • التفكير الاستراتيجي: وفيه يتم اتباع مبدأ الخطة المحكمة لليوم لبناء نتائج مذهلة في الغد، وهذا النوع يبعد تمامًا عن العشوائية، ويعنى بدراسة التوقعات لسلوك المسار الأفضل لتنفيذ الخطط.


  • التفكير باحتمالية كل شيء: وهنا يُطلق العنان لكل الأفكار والاحتمالات، والإيمان بأن كل شيء قابل للحدوث، واعتبرها ماكسويل من طرق تفكير الناجحين.


  • التفكير التأملي: وقد تحدثنا عنه مسبقًا، لكنّ ماكسويل أشار إلى أن هذا النوع من التفكير يساهم في تنمية الحكمة والمعرفة، كما وأنه ينصح تدعيمًا لهذا النوع من التفكير بالتركز على الجانب الإيجابي من الحياة.


  • التفكير بالمسلّمات: فيرى ماكسويل أن التفكير بالمألوف مهم جدًا، فلا يكفي أن يكون هناك عدد كبير من الأشخاص يقتنعون بفكرة ما لتبنيها، بل على العكس يجب التفكير بها ودحضها في حال ثبوت العكس.


  • التفكير الجماعي: فدمج الأفكار المتعدّدة يساهم في إنتاج أفكار أفضل، وذلك يتمّ عن طريق التفكير مع الجماعات أو الفِرَق.


  • التفكير الإيثاري: وفيه يكون الشخص بعيدًا عن الأنانية، فيحوّل الشخص من التفكير في نفسه فحسب، إلى إدراج الآخرين ضمن أفكاره، وهذا النوع من التفكير يندمج مع صفات إنسانية كالمروءة وحسن الخلق.


  • التفكير العكسي: أو ما يعرف بالحد الأدنى من التفكير، وفيه يتم الرجوع عكسيًا من خلال النتائج إلى الأسباب، وطريقة التفكير هذه تنعكس على اتخاذ القرارات بشكل واضح وإيجابي.


كيف ننمي مهارات التفكير؟

تعلّم كيف يمكنك تنمية مهارات التفكير لديك:[٧][٨][٩]

  • تمارين التنفس: ويقصد بها التنفس العميق، للاسترخاء وصفاء الذهن.
  • تمارين الاسترخاء: كالتأمل واليوغا، فذلك يساعد على التركيز، ويحفّز التفكير الإبداعي، ويخفّف من التوتّر.
  • نظام حياة صحّي: وهذا يشمل تحسين الغذاء، وشُرب الماء بكمية كافية، والتخفيف من المشروبات الغازية أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي، إضافةً إلى النوم لساعات كافية وأخذ قسط من الراحة.
  • الألعاب الذهنية: مثل حل الأحجيات وألعاب الذاكرة والسودوكو، حيث تساعد هذه الألعاب في تنشيط الدماغ على التفكير.
  • القراءة: فالقراءة لا تساعد على تنمية المهارات العقليّة فحسْب، بل وتلعب دوراً كبيراً في التخلّص من التوتّر والقلق.


المراجع

  1. Reshma S, "Thinking: Types, Development and Tools| Psychology", Psychology Discussion, Retrieved 24-1-2021. Edited.
  2. Reshma S, "Thinking: Types, Development and Tools| Psychology", psychology discussion, Retrieved 24-1-2021. Edited.
  3. "Types of Thinking Test: Concrete, Analytical, Abstract, Logical, Imaginative, Creative", Psychologia, Retrieved 24-1-2021. Edited.
  4. وليد توفيق العياصرة (2015)، استراتيجيات تعليم التفكير ومهاراته (الطبعة 1)، عمان الأردن: دار أسامة للنشر والتوزيع، صفحة 211. بتصرّف.
  5. Anna LeMind (17-11-2013), "Your Subconscious Mind Can Do Anything: How to Use Its Power", Learning Mind, Retrieved 26-1-2021. Edited.
  6. "Maxwell’s 11 Types of Thinking", Virginia commercial finance, Retrieved 24-1-2021. Edited.
  7. "How to Improve Your Thinking Skills", Wiki How, 23-7-2019, Retrieved 24-1-2021. Edited.
  8. "How to Improve Thinking Skills – Top 8 Steps to an Efficient Brain", Operation Meditation, Retrieved 24-1-2021. Edited.
  9. "How Long to Nap: Ideal Nap Lengths for the Perfect Shut-eye ", Science of People, Retrieved 26-1-2021. Edited.