خطوات التفكير الناقد

نواجه كأفراد ومنظمات ومجتمعات يوميًا مشاكل ومواقف يجب تقييمها وحلها، إذ يبني معظمنا تفكيره المعرفي بناءً على مواقف أو تجارب سابقة مماثلة، ومع ذلك، قد لا يضمن هذا أفضل حل للمشكلة، حيث قد يتأثر قرارنا بالعواطف أو الحقائق غير ذات الأولوية أو التأثيرات الخارجية الأخرى التي تنعكس عليه، لذلك، يميل التفكير الناقد إلى بناء عملية عقلانية ومنفتحة تعتمد على المعلومات والأدلة التجريبية لإيجاد أفضل الحلول، ويمكن تلخيص خطوات التفكير الناقد عبر عدة خطوات كالآتي:[١][٢][٣]


الخطوة الأولى: تحديد المشكلة وجمع البيانات

لتحديد المشكلة؛ يجب طرح الأسئلة لاكتساب فهم أعمق للمشكلة، ويجب أن تكون الأسئلة في هذه المرحلة مفتوحة لإتاحة الفرصة للمناقشة واستكشاف الأسباب الرئيسية وراء المشكلة، في هذه المرحلة، هناك سؤالان أساسيان يجب تناولهما: ما هي المشكلة؟ ولماذا نحتاج لحلها؟


أما أسباب المشكلة فيتم تحديدها عن طريق جمع البيانات حولها، ويتطلب جمع البيانات تطوير ثلاث مهارات أساسية:

  • مهارات قوة الملاحظة: وهي القدرة على استخدام حواسنا الخمسة للتعرف على محيطنا وتحليله، تختلف أهمية كل حاسة حسب الوظيفة - يعتمد الطهاة على البصر والشم والذوق، ويركز الموسيقيون على الصوت، أما بالنسبة للباقي، تميل الحواس الأكثر أهمية في حياتنا إلى أن تكون عيوننا وآذاننا.
  • الاستماع الفعال: الاستماع الفعال هو القدرة على التركز بشكل كامل على المتحدث، والاستماع لما يقوله، وفهم المعلومات التي يقدمها والاستجابة بشكل مناسب، وأيضًا الانتباه إلى كل من الإشارات اللفظية وغير اللفظية للمتحدث، مثل نبرة الصوت ولغة الجسد وتعبيرات الوجه.
  • الانتباه للتفاصيل: وهو القدرة على التعامل مع المهام وإتمامها بدقة، وهي مفتاح لتحديد المشاكل وحلها، في بعض الأحيان يمكن حل المشاكل بتغييرات طفيفة فقط، إذ يمكن أن يكون سببها إغفال شيء تفصيل صغير جدًا تحول مع الزمن ليشكل تحدٍ كبير.


الخطوة الثانية: الفهم وتقييم البيانات

بمجرد تحديد المشكلة، تأتي الخطوة التالية وهي فهم الموقف والحقائق المتوافقة معه، وذلك عن طريق تحليل البيانات التي جُمعت حول المشكلة باستخدام أي من طرق التحليل التي يمكن اعتمادها حسب المشكلة ونوع البيانات المتاحة والموعد النهائي المطلوب لحلها.


ولتحقيق أقصى استفادة من البيانات المجموعة حول أسباب المشكلة، يجب علينا اتباع المبادئ الآتية:

  • عدم التسرع في الحكم.
  • تقييم البيانات الكمية.
  • تقييم البيانات النوعية.


عدم التسرع في الحكم

من إحدى الأخطاء الشائعة في فهم البيانات وتقيمها هو عدم التسرع في الحكم والقفز إلى الاستنتاجات؛ أي إصدار أحكام متهورة غالبًا ما تكون خاطئة، ومن أكثر الحالات شيوعًا التي ننتقل فيها إلى الاستنتاجات هي عندما نأخذ قرارات:

  • حول أفكار ومشاعر الشخص الآخر.
  • حول ما سيحدث في المستقبل.
  • بناء على الصور النمطية الجماعية.


تقييم البيانات الكمية

البيانات الكمية هي البيانات التي يمكن عدها أو قياسها، مثل الدخل السنوي، والمسافة، والعمر، والطول، والوزن، وغير ذلك، تُستخدم على نطاق واسع في العلوم وعلم النفس وعلم الاجتماع والتسويق كطريقة لتقديم دليل على صحة النظرية، ولأن البيانات الكمية لها قيمة عددية، فهي مناسبة للتحليل الإحصائي، حيث يمكننا باستخدامها العثور على النطاق (الفرق بين أعلى وأدنى الدرجات)، والحد الأدنى والحد الأقصى (أدنى وأعلى الدرجات في مجموعة البيانات)، والتكرار (عدد المرات التي تظهر فيها قيمة معينة في مجموعة البيانات) بالإضافة إلى مقاييس النزعة المركزية مثل الوسط والوسيط.


تقييم البيانات النوعية

تُعبر البيانات الكمية عن الأشياء التي يمكن عدها وقياسها، ولكن تتعامل البيانات النوعية مع البيانات الوصفية مثل شعور السكان المحليين بشأن نظام إدارة حركة المرور الجديد في منطقتهم أو آرائهم حول نكهة جديدة من الآيس كريم، لذلك فإن البيانات النوعية هي بيانات وصفية وعادة ما تكون غير منظمة، تأخذ شكل الكلمات والنص، مثل مراجعات المنتج وشهادات العملاء ونصوص المقابلات.


يتم جمع البيانات النوعية بشكل عام من خلال الملاحظات والمقابلات، وهي ديناميكية وذاتية، ومنفتحة على التأويل، ومع ذلك، تساعدنا البيانات النوعية في النظر إلى سلوكيات معينة والإجابة على أسئلة مثل لماذا وكيف.


الخطوة الثالثة: اتخاذ القرار

بمجرد تحليل المشكلة بالكامل والنظر في جميع المعلومات ذات الصلة، يجب تشكيل قرار حول كيفية حل المشكلة والطرق الأولية التي يجب اتباعها لاتخاذ قرار بشأن حل المشكلة، وإذا كان هناك عدد من الحلول، فيجب تقييمها وتحديد أولوياتها من أجل إيجاد الحل الأكثر فائدة.


فيما يلي مجموعة من استراتيجيات اتخاذ القرار الأكثر استخدامًا ونجاحًا، كل واحدة من هذه الأدوات لها مزاياها الخاصة، يمكن أن تساعد في توضيح تفكيرك عندما يتعلق الأمر بوقت القرار:

  • الإيجابيات والسلبيات (Pros and Cons): يمكن أن توفر القائمة المباشرة للإيجابيات والسلبيات (أي نقاط القوة والضعف) لكل خيار توضيحًا بشأن القرار الصحيح الذي يجب اتخاذه.
  • مصفوفة القرار (Decision matrix): مصفوفة القرار هي أداة اختيار تُستخدم لتحقيق أفضل خيار من بين العديد من الخيارات مع الاستناد إلى سلسلة من المعايير.
  • تحليل SWOT: يعد تحليل SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) أداة صنع قرار أكثر تطوراً من الخيارين أعلاه.
  • تحليل PESTLE: يعد تحليل PESTLE إصدارًا أكثر شمولاً من تحليل SWOT وهو أداة تُستخدم لاتخاذ قرارات إستراتيجية في الشركات ومجالس الإدارة في جميع أنحاء العالم.
  • قبعات التفكير الست (Six Thinking Hats): وهو أسلوب يساعد الأفراد والفرق في النظر إلى المشكلات من مجموعة متنوعة من وجهات النظر بطريقة موحدة، حيث يوجه صناع القرار إلى "كيفية التفكير" وليس "ما يجب التفكير فيه".


الخطوة الرابعة: تنفيذ القرار

الخطوة الأخيرة هي تنفيذ القرار، أي تحويل نتيجة التفكير الناقد إلى خطوات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، فإذا كان القرار يخص مشروعًا أو فريقًا معينًا، فيمكن تنفيذ خطة عمل لضمان اعتماد الحل وتنفيذه كما هو مخطط له.

المراجع

  1. "How to Become a Critical Thinker Using this 3 Step Process", intuition, Retrieved 4/7/2022. Edited.
  2. "6 Steps for Effective Critical Thinking", designorate, Retrieved 4/7/2022. Edited.
  3. "How to build your critical thinking skills in 7 steps (with examples)", asana, Retrieved 4/7/2022. Edited.