فوبيا الدم وطرق التغلب عليها

هل تشعر بالحساسية والخوف الشديد عندما ترى شخصًا ينزف؟ إذا كنت تشعر بذلك فتأكّد أنّك ليس الوحيد التي تواجه ذلك إطلاقاً، حيث إنّ العديد من الناس حول العالم يعانون من نفس القلق والرهاب الناجم عن رؤية الدم، وهذا الرهاب يُسمّى بالهيموفوبيا (Hemophobia) أو فوبيا الدم، وهو رُهابٌ شائعٌ عند الأطفال والبالغين على حدٍّ سواء، ويمكن أن يحدث عند كلا الجنسين.^[١][٢]

فوبيا الدم

فوبيا الدم أو (Hemophobia) هو رهاب أو خوف غير طبيعي من منظر الدم، حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب يواجهون الخوف من التفكير بالدم أو رؤية دمائهم أو دم شخص آخر أو دم حيوان، أو حتّى رؤية صورة للدم، حيث إنّ الدم يذكّرهم باحتمال تعرّضهم للإصابة والأذى، ويذكّرهم بالموت. كما يواجه الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الدم من زيادة ضغط الدم ومعدّل ضربات القلب، إلّا أن البعض الآخر يحدث معه العكس تماماً فيعاني من انخفاض ضغط الدم ومعدّل ضربات القلب، ممّا يسبّب الشحوب والضعف أو الإغماء. كما أنّ فوبيا الدم تختلف تماماً عن الانزعاج من منظر الدم، والذي هو أمر يشعر به أغلبيّة الناس، فإنّ فوبيا الدم هي رهاب شديد من رؤية الدم، ويمكن أن يكون لهذا الرهاب تأثير خطير على حياة الشخص الذي يعاني منه، خاصةً إذا تجنب الذهاب للمستشفى عند إصابته بالمرض خوفاً من رؤية الدم هناك.^[٣][٤]

أعراض فوبيا الدم

هناك العديد من الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر على الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب:

الأعراض الجسدية

• صعوبة وضيقاً في التنفّس.
• سرعة دقّات القلب.
• ضيق أو ألم في الصدر.
• ارتجاف.
• الشعور بالدوار.
• الشعور بالغثيان.
• التعرّق.
• الإغماء.

الأعراض النفسية

• القلق الشديد أو الذعر والهلع.
• الشعور بفقدان السيطرة.
• الشعور بالضعف.
• الحاجة الماسّة إلى الخروج من المكان الذي يحتوي على دم.

أسباب فوبيا الدم

هناك العديد من الأسباب التي من المحتمل أن تكون وراء إصابة الإنسان بهذا النوع من الفوبيا، ومنها: ^[١][٥]

المرور بتجربة مؤلمة

يمكن أن يكون سبب الهيموفوبيا هو تجربة مؤلمة سابقة كانت مرتبطة بالدم، كأن يكون الشخص قد عانى سابقاً من حادثٍ أو إصابةٍ أو إجراءٍ طبّيٍّ مؤلِمٍ يشمل الدم. يمكن أن يحدث أيضًا من خلال مشاهدة شخصٍ آخرَ مصابٍ بجرح مع نزيف، كما قد تتسبّب رؤية الدماء في التلفزيون والإنترنت أيضًا في جعل الشخص يعاني من فوبيا الدم.

عوامل وراثيّة

قد يكون الهيموفوبيا أيضًا أمراً موروثًا، حيث إنّ الناس الأكثر عرضة للإصابة برُهاب الدم هم ممّن لديهم تاريخٌ عائليٌّ سابقٌ من المعاناة من رهاب الهيموفوبيا.

وجود أنواع رهاب أخرى

إنّ العديد من أنواع الرهاب الأخرى تسبّب رهاب الدم عند الأشخاص، حيث يرتبط رهاب الدم برهاب الإبَر، ورهاب الموت، ورهاب الميسوفوبيا (الخوف من الجراثيم)، ورهاب المرض.

كيف تتعامل مع فوبيا الدم؟

العلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT)

يهدف العلاج السلوكيّ المعرفيّ إلى اكتشاف الأفكار السلبية المرتبطة بالدم؛ حيث يدرس المعالج السبب الأساسيّ للخوف من الدم، ويركّز العلاج السلوكيّ المعرفيّ على استبدال الأفكار السلبيّة المتواجدة عند الشخص، والمرتبطة بالدم والجروح، إلى أفكار أخرى أكثر إيجابيّةً.^[٤][١]

العلاج بالتعرّض

العلاج الآخر الذي يترافق مع العلاج المعرفيّ السلوكيّ هو العلاج بالتعرّض، حيث يتعرّض الشخص لأيّ نشاط يتضمّن دمًا أو مادّة مشابهة، ويحاول المعالج تقليل مستوى الخوف شيئًا فشيئًا من خلال التعرّض المنتظَم لمسبّب الخوف والتخلّص من الفوبيا منه. كما يقوم المعالج أيضًا، أثناء العلاج بالتعرّض، بتعليم الشخص المُصاب بالهيموفوبيا طرُقَ الاسترخاء المختلفة، مثل: التحكّم في التنفّس والضغط على العضلات لمنع حدوث أيّ إغماء ودوخة.

العلاج بتقنية التوتّر التطبيقي

هناك طريقة لعلاج الرهاب تسمى التوتر التطبيقي، والتي قد تساعد في تقليل آثار الهيموفوبيا، حيث تكمن الفكرة هذا النوع من العلاج على شّد عضلات الذراعين، والجذع، والساقين لفترات زمنيّة محدّدة لمحاولة زيادة ضغط الدم.

الاسترخاء

قد يساعد التنفّس العميق وممارسة اليوجا في علاج الرهاب؛ حيث تساعد تقنيات الاسترخاء في تخفيف التوتّر وتخفيف الأعراض الجسدية الناجمة عن الرهاب.

نصائح إضافية

• حاول أن تتعامل مع طبيب يملك خبرة وعلم كافيين ليفهم حالتك المرضية ويتعامل معها التعامل الصحيح.^[٥]
• انغمس في أنشطة ممتعة تصرف تفكيرك عن الدم.
• لا تفوّت الفحوصات الروتينية للتأكد من وضع حالتك المرضية، واستشر طبيبك بشكلٍ دوريّ، فالخوف سيكون أقلّ حدّة بهذه الطريقة.
• مارس التأمّل يوميًا مع الرياضة.
• اطلب المساعدة من خبير الصحة العقليّة إذا احتجت لذلك.