الإحباطُ هو عبارة عن مجموعةٍ من المشاعر المؤلمة التي تحدث عندما يعجز الشخص عن تحقيق أهدافه ورغباته أو عندما يتعرض لضغوط نفسيّة واجتماعيّة لا يستطيع مواجهتها، لكن يجب التفريق بين متى يكون الإحباط مُجرد شعورٍ عابر ومتى يتحول إلى مشكلة كبيرة، فأحيانًا يكون شعور المرء بالإحباط مؤشّرًا لوجود مشكلة ما في حياته، فيعطي صاحبه الحافز نحو التغيير، بينما قد يصل الأمر لدى البعض إلى حد الشعور بالعجز والعصبية والغضب الدائم، فيؤدي إلى الاستسلام والرغبة في الانطواء، مما يؤثر سلبًّا على سلوكياته ويمنعه من مواصلة حياته بشكل طبيعي، هنا من الممكن التخلص من الشعور بالإحباط من خلال الالتزام بمجموعة من التعليمات والنصائح التي سنعرض لك بعضًا منها في هذا المقال.[١]


حدد الأسباب المُحتملة للإحباط

الخطوة الأُولى لحلّ أيّ مشكلةٍ هي تحديد أسبابها لكي تتمكنَ من إيجاد الحلول المُناسبة لها، فإذا أردت التخلص من مشاعر الإحباط، عليك أولًا أنْ تبحثَ عن المُحفزات التي تحرك هذه المشاعر بداخلك، وعليه فقُمْ بكتابة هذه المحفزات على ورقة، فربما يكون السبب هو التعامل مع بعض الزملاء في الدراسة أو العمل، أو طريقة التي يتصرف أو يتحدث بها أحدُ أفرادِ العائلة معك، وبعد كتابة كل الأسباب حدد إذا ما كنت قادرًا على التحكم بمصدر الإحباط أم لا، إذ إنَّك قادرٌ على تجنب بعض المواقف المُحبطة كليًّا، ولكن في نفس الوقت توجد بعض المواقف التي لا تستطيع تجنبها أو تغييرها، فمثلاً أنت غير قادر على تغيير أسلوب زميلك المُحبِط الذي يتعامل به معك، ولكنك تستطيع أن تضع حدودًا للتعامل معه.[٢]


ضَعْ تركيزك على اليوم

خذْ نفسًا عميقًا وحرّر عقلك من كلِّ الأفكارِ التي تتعلق بالماضي والمستقبل، وركز على اليوم الذي أنت فيه، فهو الشيء الوحيد الذي تستطيع أن تتحكم به وتغيره للأفضل، خذ من الماضي الدروس والعبر التي تجعل من يومك أفضل، وبدلًا من أنْ تدعَ الإحباط الناتج عن عدم معرفة ما ينتظرك بالمستقبل يدمر حالتك المزاجيّة، قمْ واعمل ليومك فهو وسيلتك لبناء مستقبلك واغتنم الفرص المتاحة أمامك، فإذا كنت تؤجل شيئًا ما، افعله فورًا، وإذا لم تكنْ قد شعرت بالمتعة منذ فترة طويلة لأنَّك كنت محبطًا للغاية ومُنشغلًا بهموم الغد الذي قد لا تدركه أصلًا، أعطِ نفسك إجازة وابحث عن بعض المرح ، فالقرار قرارك بشأن اليوم فإما أنْ تفعلَ كل شيء أو لا تفعل أيّ شيء، وتذكرْ أن اليومَ هو الغد الذي كنت قلقًا عليه بالأمس.[٣]


لا تضعْ توقعاتٍ غير منطقيّة

كثيرًا ما نشعر بالإحباط لأنَّنا نضع لأنفسنا توقعاتٍ غير منطقية وقد يكون من المستحيل تحقيقها، لذا تأكد أنَّ أهدافك قابلة للتحقيق وليست مجرد أحلام لا صلة لها بالواقع، فسعيك الدائم للكمال ووضع توقعات تفوق قدرتك ليس لهما إلا نتيجة واحدة وهي الشعور بالإحباط والعجز، وبدلًا من ذلك اسأل نفسك ما إذا كان ما وصلت إليه جيدًا كفاية، وانظر إلى الجانب الجيد لكل ما يحدث لك، والأهم من كل ذلك هو ألّا تحمّل نفسك فوق طاقتها.[٢]


حول فشلك إلى دروس

طالما يدرك الإنسان أنَّ الفشل هو الخطوة الأُولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، لن يشعرَ بالإحباط أبدًا، فنحن نخوض كلّ يومٍ تجاربَ صغيرة وكبيرة، ومن الطبيعي أنْ ننجحَ ببعضها ونخفق بالبعض الآخر، لكن فشلنا هذا لا يعني أنَّنا لا نستطيع الوصول، بل يعني أنَّ علينا اختيار طريق آخر للوصول، وذلك من خلال مراجعة الوضع الحالي وتغيير الاستراتيجيات التي لمسنا عدم جدواها، فلا تدع شعور الإحباط والنقص يسيطر عليك فما هي إلا محطة مؤقتة للعبور إلى محطة النجاح، فالفشل لا يعني النهاية إن جعلته درسًا لبدايتك، عندها تصبح قادرًا على تحويل العقبات إلى فرص، فلك الخيار إما أنْ تمشي بالحياة وتضع فشلك عائقًا أمامك، أو تحمل خبراتك وتجاربك السابقة وتنطلق من جديد.[٣]


توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين

نحن نعيش في عالم باتت فيه المقارنات مع الآخرين أسهل بسبب الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ خاص، حيث توسعت دائرة المقارنات لتشمل المشاهير وأشخاصًا لا نعرفهم على أرض الواقع، فأصبحنا نرى يوميًا أشخاصاً نظن أنَّهم أكثر منا نجاحًا أو جمالًا أو ذكاءً أو سعادةً، وهذا غير صحيح في الواقع، إذ يجب أن نكون مدركين أنَّ عالم التواصل الاجتماعي هو عالم افتراضي يسعى فيه الأشخاص إلى إظهار أفضل ما لديهم، فنحن نرى فقط الجانب المضيء من حياتهم، لذا اعلم أنَّ لا وجود للكمال في الواقع، وعليه قم بتقييد استخدامك للتطبيقات ومواقع التواصل، بالإضافة إلى إلغاء متابعة الصفحات أو الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالسوء تجاه نفسك، والأهم من كل ذلك هو أن تشعر بالرضا والامتنان عن كل ما لديك واستبدل الأفكار السلبية مثل"هو أفضل مني ويمتلك كل مقومات السعادة" بأخرى إيجابية مثل "أنا لا أعرف تفاصيل حياته، فلا بد أنه لديه صراعاته ومشاكله الخاصة التي لا أريد أن أعرفها أيضًا".[٣]


تنفسْ بعمق

بمجرد أنْ تشعر بتدفق مشاعر التوتر والإحباط إليك، استرخي، وخذ نفساً عميقاً، حيث ستزداد نسبة الأُكسجين الواصل للدماغ، الأمر الذي يسهم في تقليل مشاعر التوتر والقلق، والتخلص من السلبيّة، بالإضافة إلى ضبط معدل ضربات القلب إلى المستوى الطبيعيّ، هذا فضلًا عن الفوائد الكثيرة للتنفس من الناحية الجسديّة والعقليّة، حيثُ إنَّ الأنفاس القصيرة تتسبب بنقص مستويات الطاقة في الجسم، كل ما عليك فعله هوالاستلقاء أو الجلوس بوضعيّة مريحة، وأخذ شهيق عميق من الأنف، ثم إخراج الهواء من فمك، واحرص على تكرار هذا التمرين أكثر من مرة يوميًّا أو كلما شعرت بأنّ حالتك النفسيّة ليست ععلى ما يرام.[٤]


التزم بجدولٍ يوميٍّ

ضع لنفسك روتينًا ثابتًا للأعمال اليوميّة المعتادة، لكي تحد من المواقف المفاجئة التي تشعرك بالتوتر، وخاصة إذا كان المصدر الرئيسي للإحباط هو صعوبة التعامل مع المهام والواجبات اليوميّة أو التأخر عن الإيفاء بالالتزامات وعدم وجود وقت كافٍ لإنجاز كل أعمالك، لذلك ابدأ بالتخطيط ليومك من خلال استخدام الأولويّات كقواعد ارتكاز ثم تبني حولها بقية الأعمال، على سبيل المثال: تبدأ بالأعمال غير القابلة للتأجيل، كموعد الذهاب للعمل، أو إحضار ابنك من المدرسة، ثم الأمور الأقل أهميّة، كممارسة التمارين الصباحيّة، أو دفع الفواتير وما إلى ذلك، مع الحرص على تكريس وقت إضافي بين المهام ضمن جدولك اليوميّ، يكون خاليًّا من أيِّ ترتيبات، بهدف جعل اليوم يمر بسلاسة أكثر، وتحدّ من تعرضك للمعيقات مفاجئة، مثل التعرض للازدحامات المرورية الخانقة.[٤]


مارس التمارين الرياضيّة

قد تكون بحاجة إلى اتباع نظام للتمارين الرياضيّة، لما لها من دور كبير في رفع حالتك المعنوية، وضبط طاقة جسدك، بحيث تصبح قادرًا على التعامل مع المواقف اليوميّة بطريقة صحيحة وهادئة، بدلًا من أنْ تكونَ مشحونًا بالكثير من الحماس المكبوت، فضلًا عن دورها في تحفيز الجسم على إفراز هرمون الإندورفين الذي يعطيك الشعور بالسعادة والراحة، وتقليل إفراز هرمونات التوتر والقلق، لذا فاحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي، مثل: المشي والجري وركوب الدراجات، بالإضافة إلى رفع الأثقال الخفيفة، وغيرها من التمارين التي تشعر بالاستمتاع عند القيام بها، الأمر الذي سيعطيك الحافز على الاستمرار بعيدًا عن الرتابة والملل.[٤]


توصيات أُخرى

  • تحدثْ إلى شخص تثق به: أحيانًا كل ما تحتاجه هو أذنٌ صاغيّة، فبدلًا من أنْ تكتمَ مشاعرك، جرب التحدث عن مشاعرك لأحد أفراد عائلتك أو لصديقك المُقرب، فربما يجدون لك حلًا أو يقدمون لك نصيحة لم تخطر ببالك، هذا فضلاً عن أنَّ التحدث عن المشاعر السيئة يجعلك تراها بحجمها الحقيقي.[٥]
  • تقبلْ الواقع: أول ما عليك إدراكه هو أنَّ قبول الواقع لا يعني الاستسلام، بل يُقصد به أن تتقبل فكرة عدم حصولك على ما تسعى له بالرغم من فعلك كل ما في وسعك من أجله، فأنت لم تستسلم من البداية، بل حاولت وحاولت لكن لم يتحقق ما تتمنى لسبب ما، فعليك حينها أن تتقبل الواقع ولا تدع مشاعر الإحباط تسيطر عليك.[٥]
  • تتبعْ تقدُمُك: إن الإنسان بطبيعته عجول، وأحيانًا لا يرى أهميّة الخطوات الصغيرة في طريق تحقيق غاياته، ويشعر أنَّه لا يسير بالسرعة الكافية لأنَّه لم يصل لما يريد على الفور، مما يؤدي به إلى الشعور بالإحباط، ولتفادي ذلك، قُمْ بعمل قائمة بالخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى ما تريد، وقم بتتبعها وحذف كل واحدة تتخطاها، وكافئ نفسك في كل مرة، وبذلك تدرك أنَّك في الطريق الصحيح حتى لو كانت خطواتك بطيئة بعض الشيء.[٥]
  • خذ قسطًا من النوم: من الجيد اللجوء إلى النوم عندما تشعر بأنَّ المشاعر السلبيّة تسيطر عليك، وذلك بعد أخذ حمام دافئ طويل، إذ إنَّ للنوم قوة عظمى، ويلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصحة النفسيّة والعقليّة.[٥]
  • أحطْ نفسك بالأشخاص الإيجابين: وجودك بجانب الأشخاص المتفائلين الذين ينشرون الحماس والأفكار الإيجابيّة يجعلك تخرج من حالة الإحباط ويعطيك جرعة أمل ودفعة للأمام.[٥]
  • اقرأ قصصًا مماثلة: اعلم أنّك لست وحدك من يمر بهذه الحالة، فهي مشاعر طبيعية يمر بها كل البشر، لكن الفرق بينهم أن بعضهم يتغلب عليها، والبعض الآخر يتركها تتغلب عليه، ولتتعرف على مزيد من التجارب والقصص التي قد تعطيك الإلهام، ابحث على الإنترنت عن قصص لأشخاص مروا بحالة الإحباط وتخلصوا منها بقوة الإرادة، وانتهى الأمر وكأنه لم يكن.[٦]
  • شاركْ بالأعمال التطوعيّة: وسع دائرة اهتماماتك بحيث لا ينصب تركيزك فقط على نفسك، وامنح بعضًا من وقتك لمساعدة الآخرين، مما يجعلك تشعر بالرضا الذاتي، ويعطيك سببًا للحياة، ويحد من مشاعر القلق والإحباط لديك.[٦]


المراجع

  1. "Frustration", psychologistanywhereanytime, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Tasha Rube (8/3/2021), "How to Reduce Frustration in Your Life", wikihow, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Maria Jensen (1/12/2020), "Feeling Frustrated in Life? 8 Ways to Get Back on Track", lifehack, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Akanksha Soni (8/2/2021), "7 Really Effective Ways To Overcome Frustration & Uneasiness", calmsage, Retrieved 8/3/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "10 Tips To Overcome Frustration!", bitrebels, Retrieved 9/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Dragos Roua (17/3/2010), "33 Ways To Overcome Frustration", dragosroua, Retrieved 9/3/2021. Edited.