هل تشعر بأنك واقف في مكانك رغم محاولاتك الكثيرة للمضي قدمًا؟ هل جربت أن تفتح مشروعًا مثلًا ووضعت جهدك وطاقتك فيه ولم يأتِ بالنتائج المتوقعة رغم محاولاتك المتكررة وسعيك الحقيقيّ لإنجاحه؟ هل تشعر بالإحباط وعدم الرغبة في إكمال الطريق وتتمنى لو يتوقف العالم هنا وينتهي الأمر وتتخلص من مشاعر اليأس التي بدأت تؤثر على كل جوانب حياتك على طبيعة نومك، وعملك، وعلاقاتك الاجتماعية أيضاً، بالطبع لا أحد يحب أن يكون يائسًا، وفي الوقت نفسه لا يمكن إنكار مشاعر اليأس التي قد تنتاب الإنسان في فترات من حياته لأسباب متعددة، ولكن الاستسلام لم يكن يومًا حلًا لتجاوز مشاعر اليأس، ولتعرف أكثر أكمل قراءة المقال الذي سيزودك بنصائح بسيطة لتحويل اليأس إلى نجاح.[١]


افهم مشاعر اليأس وحدد الأسباب

أوّل خطوة عليك اتخاذها هي الجلوس وحدك، اختر وقتًا مناسبًا تكون فيه الأجواء هادئة، يمكنك أن تجلس في زاوية في بيتك، وإذا كان لديك أطفال يمكنك أن تجلس مع نفسك بعد نومهم، اعترف بمشاعرك ولا تقاومها، لا حاجة للمثاليات عندما يشعر الإنسان بمشاعر صعبة كالحزن أو اليأس، يمكنك ببساطة أن تعترف بجملة واحدة:" أنا أشعر باليأس؟"، ليأتي بعدها السؤال الذي يتوجب عليك إجابته وهو لماذا؟، ابدأ بكتابة الأسباب التي تشعرك باليأس كأن تكتب مثلًا: أشعر باليأس بسبب محاولاتي المتكررة لإنجاح مشروعي الذي فشل في النهاية، أو أشعر باليأس بسبب محاولاتي المتكررة للحصول على معدل مرتفع، أو أشعر باليأس بسبب السعي الدائم للحصول على وظيفة دون جدوى، وهكذا.[١]


حرر عقلك من كل الأفكار المُعيقة

بعد كتابة الأسباب التي تدعوك لليأس في الخطوة السابقة، فقد أصبحت الآن واضحة أمامك ومحددة وأصبحتَ تعرف حجمها الحقيقي أمام عينيك، يمكنك أن تأخذ نفسًا عميقًا ولا حاجة للبحث مباشرة عن الحلول يكفي الآن أنك عرفت السبب، ابدأ بممارسة نشاطات مختلفة ومتنوعة مثل المشي، والخروج مع الأصدقاء، ومشاهدة التلفاز، أو مشاهدة فيلم في السينما، كما وتعدّ العبادات الروحانية لدى الكثيرين ملاذًا رائعًا لتخفيف مشاعر اليأس لارتباطهم بقيم إيمانية تثبت لديهم مفهوم الفرج بعد الضيق والشدة، والصبر إلى أن يحين موعد الفرج بعد الأخذ بالأسباب كاملة طبعًا، الفكرة هي تحرير عقلك من الأفكار السلبية والمعيقة والبعد عن التركيز على التفكير في مشاعر اليأس قدر الإمكان.[١]


كن حازمًا مع نفسك وابدأ من جديد

ينبغي أن تعامل نفسك بلطف في بداية الشعور باليأس، إلى جانب تقبل المشاعر وعدم رفضها إلا أن هذا الأمر لا يعني أن يكون هو الروتين والنسق اليوميّ الذي ستسير عليه طيلة حياتك، يجب أن تحدد وقتًا وتعود لتضبط حياتك من جديد وتحاول مرة أخرى، أو تسلك طريقًا جديدًا، سواءً أكانت المشكلة تحتاج إلى حل على الصعيد العملي أو الاجتماعي أو على الصعيد العاطفي، حدد وقتًا لتبدأ فيه من جديد، وتبدأ بالبحث عن حل لمشكلتك بعد أخذ وقتك للاسترخاء والاعتراف والتقبل وتفريغ المشاعر السلبية.[٢]


لا تتخذ قرارات كبيرة خلال فترة تعافيك من مشاعر اليأس

سبقت الإشارة إلى أن كل شخص يحدد فترة تعافيه من اليأس بنفسه بعد أسبوع أو شهر أو شهرين، وخلال هذه الفترة التي تعد فترة التعافي وتجاوز المشاعر السلبية لا تتخذ قرارات كبيرة أو متهورة كأن تدخل في أول علاقة عاطفية تقابلك، أو توافق على أول فرصة عمل تجدها حتى لو لم تكن ملائمة ظنًا منك بأنها ستعوض خسارتك، أو تقرر الانفصال عن العالم والعيش في عزلة إلى الأبد، تذكر أنه يمكنك أن تأخذ وقتك ولكن لا تدمر حياتك بقرارات متهورة وربط غير منطقي استجابة لمشاعر عابرة ستزول بعد فترة.[٢]


ابحث عن المعنى وابدأ رحلة النجاح

بعد انتهاء مرحلة التعافي التي حددتها لنفسك، اكتب الدروس التي تعلمتها من المواقف التي سببت لك اليأس، الآن يمكنك أن تتعامل معها بشكل واضح وعملي بعيدًا عن المشاعر المؤذية والأذى النفسي الذي كنت تشعر فيه في البداية، وبعد معرفتها اقطع وعدًا على نفسك أنك ستبدأ من جديد بروح جديدة، وشغف جديد، وستتعلم من كل التجارب التي مرت بك لتقدّم على مشروع أفضل في حياتك، أو علاقة أكثر نجاحًا، أو معدل أفضل، أو تواصل ناجح وصحيّ مع من حولك، ولا تنس أن التسلح بالإيمان وتكرار الأفكار الإيجابية يوميًا بأنك قادر على التغيير وتستطيع أن تتحرر من أي أفكار سلبية معيقة له دور كبير في وصولك للنجاح.[٣]


حدد أهدافك وكافئ نفسك

وصلت الآن إلى الخطوة النهائية في التعافي من اليأس والبدء برحلة النجاح، اكتب أهدافك قصيرة المدى وبعيدة المدى، وبعدها حدد مكافآت دورية، ولا تترك نفسك دون حوافز أو مكافآت خاصة عند العودة بعد فترة من اليأس، دعنا نتخيل هذا الموقف، كنت قد شعرت باليأس بسبب محاولاتك المتكررة في اجتياز امتحان قبول عالمي في اللغة يؤهلك للسفر خارج البلاد، الآن ستبدأ بكتابة خطة جديدة بالاعتماد على تجارب سابقة وبعد أخذ المعرفة اللازمة من مصادرها المختلفة والاستماع إلى مقاطع فيديو عبر الإنترنت متعلقة بذلك، وتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة، يمكنك مثلًا أن تخصص أسبوعين للتركيز على الكتابة وأسبوعين للتركيز على القراءة ثم الاستماع ثم القواعد وبعد كل أسبوع امنح نفسك مكافأة على جهدك وقدر نجاحك واستمتع بوقتك.[٤]


نصيحة إضافية

يمكنك استخدام استراتيجية التخيل التي ستساعدك نفسيًا للوصول إلى أهدافك وتحقيق النجاح بعد فترة من اليأس والإحباط، وملخص هذه الاستراتيجية يكمن في تخيّل نفسك وشعورك بعد تحقيق هدفك والوصول إليه، بمعنى إذا أردت أن تحصل على رخصة القيادة تخيل وأنت تحضر للدروس النظرية والعملية أنك قد حصلت عليها بالفعل، إذ إنّ ذلك سيمنحك دافعًا قويًا ومشاعر إيجابية قوية لتمضي إلى الأمام.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Jan Tucker, "7 Steps to Overcome Daily Despair and Start Living Again", tinybuddha.com, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب COLIN FALCONER, "10 Steps to Fight Your Way Out Of Despair and Find Happiness Again", www.lifehack.org, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  3. A CONSCIOUS RETHINK (14/8/2019), "When You Next Feel Despair, Just Say These 4 Words", www.aconsciousrethink.com, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Jamie Friedlander (15/1/2020), "9 Ways to Motivate Yourself When You’re Stuck", www.success.com, Retrieved 7/3/2021. Edited.