ما هو النجاح؟ أنواعه وكيفية الوصول إليه

نسعى جميعاً إلى النجاح، ولذلك نركض غالباً خلف الشهرة، والمال، والمناصب، والتعليم دون توقف، ولكن من منا يسأل نفسه ما المعنى الحقيقي للنجاح؟ ربما قلة من يفعل ذلك، والحقيقة أن إجابة هذا السؤال مهمة لتحديد الوجهة والخطة المناسبة لتحقيق الأهداف، فإذا لم تُجب نفسك عن هذا السؤال، فقد تمضي حياتك لتكتشف متأخرًا أنك قد عشت حياة لا تشبهك، ولهذا فإن هذا المقال سيساعدك في توضيح معنى النجاح وأنواعه، إضافة إلى بيان الخطوات التي تساعدك في تحقيقه، والعادات التي قد تعيق، وفي المقابل عادات الأشخاص الناجحين.^[١]

تعريف النجاح

لا يوجد تعريف واحد للنجاح ينطبق على جميع الناس، ولكن يمكنك الوصول إلى تعريف النجاح الخاص بك من خلال طرح بعض الأسئلة على نفسك والإجابة عنها بصدق، مثل متى شعرتَ بالنجاح في حياتك؟ وما الذي يجعلكَ سعيدًا؟ وما الأمور التي تثير إعجابك واهتمامك، ولماذا؟ وما الدروس التي تعلمتها من تجاربك؟ وعند الربط بين إجابات هذه الأسئلة، فستصل إلى معنى النجاح الخاص بك، كما ستشعر بالإلهام، وستتضح لك ملامح الحياة الناجحة التي تعنيك.^[٢]

أنواع النجاح

هناك أنواع مختلفة للنجاح، وفيما يأتي أبرزها:^[٣]

• النجاح الأُسَري: تذكّر أن تجعل عائلتك من أولى أولوياتك، فلم يندم أحد أبدًا على اهتمامه بعائلته، وعندما تكون حياتك الأسرية سعيدة ومستقرة، فسينعكس ذلك على جوانب أخرى في حياتك كأدائك الوظيفي مثلاً.
• النجاح الداخلي: هو الحفاظ على التفكير الإيجابي، والوصول إلى السلام الداخلي، وتعزيز احترام الذات، إضافة إلى الحفاظ على معنويات مرتفعة.
• النجاح الوظيفي: عندما تبذل أقصى جهدك وتقدّم أفضل ما لديك في عملك، فإنّ ذلك سيشعرك بالرضا عمّا تقدّمه.
• النجاح البدني: يُقصد بذلك الحفاظ على صحتك والاهتمام بها، فما فائدة الوصول إلى منصب مهم في الوظيفة مثلًا وأنت تعاني من مرض ما ومهمل لصحتك؟!.
• النجاح الاجتماعي: يُقصد بذلك النجاح في تكوين علاقات الصداقة والتواصل مع الآخرين، مما يحسن من جودة الحياة.
• النجاح الاقتصادي: لا يمكن إنكار أهمية ودور المال في تسهيل حياة الإنسان، فالمال يُمكّنك من العيش في منزل تحبه، كما يساعدك في توفير كل ما تحتاج إليه.
• نجاح الأثر: يتمنى كل شخص أن يترك أثرًا مميزاً خلال رحلة حياته ليُحدث فرقًا في العالم، ونجاح الإنسان في ذلك أمر في غاية الأهمية، ويعني له الكثير.
• نجاح التحديات: يميل الإنسان إلى كسر الملل في حياته من خلال الخوض في تحديات مختلفة؛ كزيارة أماكن جديدة، ومقابلة أشخاص جدد.

خطوات تحقيق النجاح

يبين ما يأتي بعض الخطوات التي ستساعدك لتحقيق النجاح:^[٤]

• الإيمان بالقدرة على التطور، وتنمية المهارات العقلية: وذلك من خلال الثقة بأن ستجني ثمار جهدك، إلى جانب محاولة تعلم مهارات جديدة والبحث عن طرق لتطويرها، والتعامل مع الفشل على أنه تجربة ودرس يمكن أن تتعلم منه لتغير طريقة تفكيرك في سبيل الوصول إلى هدفك، إضافة إلى الوضوح في تحديد الأهداف والالتزام بتحقيقها، ولا بأس من طلب المساعدة من المختصين أو الدعم من الأصدقاء في بعض الأوقات.
• التركيز على الدوافع الداخلية: عندما تسعى إلى النجاح بدوافع من داخلك فعندها سيكون حافزك متجددًا ودائمًا، وذلك كأن تستمتع بما تفعله، أو لارتباط النجاح الذي تصبو إليه بمعنى ومغزى، أو من أجل تحقيق الرضا الذاتي، أما عندما تكون الدوافع خارجية؛ كالحصول على المال أو المكافآت أو الثناء من الآخرين، فربما قد تكون أقل حماسًا رغم أنها أيضًا دوافع مفيدة وتشجعك، ولكي تزيد من حماسك ودوافعك الداخلية احرص على خوض تحديات جديدة، واحول التعرّف على كل ما ترغب به، ولا تخف من المنافسة، ولا تقارن نفسك بأحد، فلكل شخص رحلته وطريقه في الحياة وظروفه الخاصة به.
• تحسين الذكاء العاطفي: للذكاء بشكل عام دور كبير في تحقيق النجاح، وللذكاء العاطفي تحديدًا دور فاعل في ذلك، فالشخص القادر على فهم عواطفه ومشاعر الآخرين يكون أقدر على التواصل معهم، ولتطوير الذكاء العاطفي يجب عليك الانتباه إلى مشاعرك ومحاولة تفسيرها، وتجنب كبتها أو قمعها، مع مراعاة الاستماع إلى الآخرين، والانتباه إلى لغة الجسد والإشارات غير اللفظية الصادرة منهم.
• تعزيز قوة الإرادة: على الرغم من أن قوة الإرادة جزء من الشخصية، إلا أنه يمكن تطويرها، فهي مهمة جداً لتحقيق للنجاح، إذ يمكنك الالتزام بتحقيق أهداف صغيرة أولًا وبعد نجاحك فيها حاول تحقيق أهداف كبيرة تدريجيًا، كما يمكنك اتباع استراتيجية التشتيت والإلهاء، ففي لحظات ضعفك أمام هدف ما يمكنك إلهاء نفسك بشيء آخر، كأن تضعف مثلًا أمام الوجبات السريعة أثناء رحلة إنقاص وزنك، وعندها حول تفكيرك إلى نشاط آخر كالرسم أو المشي.

كيف تحول الفشل إلى نجاح؟

إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في تحويل الفشل إلى نجاح:^[٥]

• استمر في التقدم حتى لو واجهت ظروفاً صعبة: قد تتعرض للصد والكثير من التعليقات السلبية وعدم القبول عند رغبتك في تحقيق هدف ما، ولكن تذكر أنّ العديد من الناجحين قد تعرّضوا للرفض المتكرر أثناء رحلتهم في إنجاز أهدافهم، ولذلك عليك الاستمرار في التحدي وعدم الاستسلام.
• آمن بوجهة نظرك الخاصة: ثق بذاتك وإمكانياتك في سبيل تحقيق هدفك حتى مع وجود العديد من المنافسين، ولا تستسلم للصعوبات، فالأهداف لا تأتي بسهولة.
• قدّر ذاتك واتبع شغفك: إذا أدركت شغفك فستكون لديك الإمكانية لفعل أشياء عظيمة، ولكن عليك التحلي بالصبر، وبذل الوقت والجهد الكافيين، مع مراعاة الالتزام والإصرار لجني ثمار تعبك، إذ يمكن أن يساعدك اتباع ما تحبه حقًا في أن تصبح محترفًا وأكثر ثقة بنفسك، وهذا بدوره سيؤدي إلى مستقبل مهني أكثر نجاحاً.

عادات الأشخاص الناجحين

يبين ما يأتي بعض عادات الأشخاص الناجحين:

• الالتزام بجدول محدد: يحرص الناجحون على أن يشمل جدولهم اليومي بعض العادات الأساسية التي تساهم في تحقيق أهدافهم على المدى القصير أو الطويل؛ كالكتابة، والجري، والقراءة، والتأمل.^[٦]
• إدراك ما يمكنهم التحكم به: لا يضيع الناجحون وقتهم وجهدهم في محاولة السيطرة على ما لا يمكن التحكم به كالظروف الجوية مثلًا، وإنما يركزون تفكيرهم على ما يمكنهم التحكم به والسيطرة عليه.^[٦]
• ممارسة التفكير الإيجابي والامتنان: يميل الأشخاص الناجحون إلى التفكير بإيجابية، كما يمارسون الامتنان تجاه النعم التي يمتلكونها.^[٧]
• التواصل مع الآخرين: يقدّر الناجحون أهمية التعاون والعمل الجماعي وتبادل الأفكار والخبرات لتحقيق النجاح، ولذلك فهم حريصون على التواصل مع الأشخاص الناجحين من حولهم.^[٧]
• أخذ قسط كاف من النوم يوميًا والاستيقاظ مبكرًا: يشترك الناجحون في عادة الاستيقاظ مبكرًا، فالاستيقاظ في وقت مبكر من اليوم يعني وقتًا أكبر للإنجاز والعمل، كما يلتزمون بالنوم لساعات كافية في كل ليلة؛ لما للنوم من دور كبير في تعزيز التفكير الإبداعي وتحسين وظيفة الذاكرة.^[٧][٨]
• ممارسة الرياضة: يحرص الناجحون على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لما لها من فائدة في تصفية الذهن، وتحفيز الفرد، وزيادة الإنتاجية.^[٨]

العادات التي تُعيق النجاح

إليك بعض العادات التي يجب تجنبها خلال رحلة النجاح:

• اللامبالاة: تعد اللامبالاة أول أسباب عدم النجاح، لأن عدم الاهتمام بوجود هدف يعني عدم امتلاك الإرادة لتحقيقه، وبالتالي عدم وجود دافع للإنتاج والنجاح في الحياة.^[٩]
• السعي خلف الكمال: إن السعي وراء الكمال سيجعلك خائفًا وقلقًا ومتوترًا، كما سيساهم في تأخير أعمالك، ولذلك ثق بأن الكمال أمر لا يمكن تحقيقه، وكل ما عليك فعله هو التقدّم ومحاول الوصول إلى الأهداف.^[٩]
• المماطلة: من أهم أسباب عدم النجاح هي المماطلة والتسويف، واختراع الأعذار لتأجيل إنجاز المهام، لذلك ابتعد عن التأجيل واسعَ إلى تحقيق أهدافك أولاً بأول.^[١٠]
• إلقاء اللوم على الآخرين: يساهم إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف في تثبيط النجاح، كما يؤدي إلى إهدار الوقت والجهد، فصحيح أن هناك ظروف خارجة عن السيطرة، ولكن دائمًا هناك ما يمكن البدء به.^[١٠]
• القول بدلاً من الفعل: إن كثرة الكلام عما تريد تحقيقه بدلاً من البدء الحقيقي بإنجازه سيعيق تقدمك، ولذلك اترك الكلام وابدأ فعليًا بإنجاز أهدافك.^[١٠]
• عدم اللطف في التعامل مع الآخرين: من العادات التي تعيق النجاح الفظاظة وعدم اتباع الأسلوب اللطيف مع الآخرين، ولذلك حاول دائماً أن تتعالم مع من حولك بأسلوب مهذب، مما سيساعدك في تحقيق النجاح.^[١١]
• التعامل مع أشخاص سلبيين: لا شك بأن للأفراد المحيطين بك تأثير على سلوكياتك، ولذلك اختر أصدقاءك بعناية، فمثلًا إذا أردت إنقاص وزنك أو البعد عن العادات الغذائية السيئة فحاول إحاطة نفسك بمن سيدعمك ويشجعك على ذلك.^[١١]