مهارات التفكير الناقد

يتمثل التفكير الناقد في القدرة على تحليل المعلومات والبيانات والحقائق ونتائج البحث والظواهر التي يمكن رصدها بموضوعية، وتقييم مصادرها، ومن ثم إصدار الأحكام عليها، من خلال استخلاص الاستنتاجات، لحل المشكلات أو اتخاذ القرارات.[١]


وتعتبر مهارة التفكير الناقد بشكل عام، من أهم المهارات التي يجب أن يتصف بها الفرد في جميع مجالات حياته؛ الشخصية والعملية، وتندرج تحتها جملة من المهارة الأخرى التي يجب إتقانها للإتقان عملية أو مهارة التفكير الناقد، ومن هذه المهارات:[١][٢][٣]


التعرف على المشكلة

تساعد مهارة التعرف على المشكلة في تكوين صورة واضحة لها وللعوامل المؤثرة عليها، وهي أول خطوة يجب أن يبدأ بها المفكر الناقد، حيث يضع تعريفًا مناسبًا للمشكلة، ويحدد الأشخاص أو العوامل التي قد تتأثر بها، ويحدد كيفية تأثير هذه العوامل عليها، لإيجاد عدة حلول محتملة تضمن له حل المشكلة، ويمكن تحسين هذه المهارة بطرح عدة أسئلة تساعدك ذهنيًا على التعرف على المشكلة وتحديدها عند مواجهة أي موقف أو سؤال أو مشكلة جديدة، مثل:

  • من يفعل هذا الشيء؟ ولماذا يفعله؟
  • ما سبب حدوث المشكلة؟
  • ما هي النتائج التي حصلت عليها؟ وكيف يمكن أن تتغير؟


البحث

تعد مهارة البحث من المهارات الجوهرية التي تساعد في تحديد الحلول الأفضل أو تحديد ما إذا كانت المعلومات والحقائق والإحصائيات والأرقام المقدمة حول المشكلة أو الموضوع الذي تبحث به صحيحة أم لا، ويجب تطوير مهارة تمييز المعلومات والادعاءات غير المستندة إلى مصادر، وذلك بمعرفة صاحب هذه المعلومات، وسؤاله عن مصدره، وكيفية حصوله على هذه المعلومات، فإذا سألت أو حاولت العثور عليها بنفسك ولم تجد إجابة واضحة، فيجب اعتبار ذلك دليلاً على عدم صدقها.


تحديد التحيزات

يبذل المفكرون النقاد قصارى جهدهم في تحديد التحيزات لتقييم المعلومات بموضوعية، حيث تعد هذه المهارة من أصعب مهارات التفكير الناقد تطبيقًا، ولتخيل مستوى الصعوبة، تخيل نفسك قاضي تريد تقييم ادعاءات كلا الجانبين، وضع في اعتبارك التحيزات التي قد يمتلكها كل جانب، والأكثر صعوبة وأهمية من معرفة تحيزات الطرفين والانتباه لها، هو معرفة كيفية وضع تحيزاتك الشخصية (التي قد تؤثر في حكمك) جانبًا.


ولأن هذه المهارة مهمة جدًا وصعبة التطبيق، سيكون طريق تحسينها وإتقانها صعبًا بعض الشيء، حيث يمكنك البدء بتحدي نفسك لتحديد المصادر التي تشكل آراءك ومعتقداتك، وتقييم ما إذا كانت مصادر ذات مصداقية أم لا، أيضًا يجب عليك فهم أمر في غاية الأهمية هو أن التحيزات موجودة دائمًا، لذلك اسأل نفسك عند تقييم المعلومات أو الحجج، ما يلي من الأسئلة لمساعدتك في تحديدها بشكل أوضح:

  • من يستفيد من هذا؟
  • هل يبدو أن لمصدر هذه المعلومات أجندة معينة مخفية؟
  • هل يتعمد مصدر المعلومات عدم ذكر معلومات لا تدعم معتقداته أو ادعاءاته؟
  • هل يستخدم هذا المصدر لغة وأسلوبًا عاطفياً ومبتذل للتأثير على تصور الجمهور للحقيقة؟


الاستدلال

بعد جمع البيانات والمعلومات والتأكد منها ومن مصادرها وتحديد التحيزات، يأتي دور استنتاج النتائج المترتبة على هذه المعلومات، إذ لا تأتي المعلومات مع ملخص يوضح معناها، وهنا سيحتاج المفكر الناقد مهارة الاستدلال لاستخلاص النتائج بناءً على البيانات الأولية، وتقييم هذه النتائج من حيث الصحة والدقة، فلا يعتبر المفكر الناقد كل استنتاج يخرج به هو صحيح بالضرورة، على سبيل المثال، إذا قرأت أن شخصًا ما يزن 260 رطلاً، فقد تستنتج أنه يعاني من زيادة الوزن، أو أنه يتبع نظامًا غير صحي، ومع ذلك، قد تغير بيانات أخرى مثل الطول وطبيعة الجسم هذا الاستنتاج.


ويمكن للمرء صقل مهاراته في الاستنتاج من خلال بذل جهد واعٍ لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل القفز إلى الاستنتاجات، فعندما تواجه مشكلة جديدة أو موقفًا جديدًا يحتاج للتقييم، حاول أولاً البحث عن الأدلة وعن مصادرها، واسعى دائمًا لتقييمها باستمرار.


تحديد الصلة

يواجه الفرد كمًا هائلًا من المعلومات أثناء تحديده المشكلة والبحث في مصادرها، حيث يجب عليه بعد ذلك تصفية هذه المعلومات ومعرفة المعلومات الأكثر أهمية بالنسبة له، لأن الكثير منا قد يقع في سيناريو مكرر، وهو تلقي معلومات قد تبدو مهمة، ولكنها تكون مجرد معلومات ثانوية غير مهمة، ولا تفيد في حل المشكلة، لذلك تعتبر مهارة تحديد الصلة من أكثر مهارات التفكير الناقد تحديًا.


ويمكنك إتقان هذه المهارة عن طريق تحديد اتجاه واضح فيما تحاول اكتشافه أو معرفته، ولكن حتى مع وجود هدف واضح، لا تزال هذه المهارة صعبة التطبيق، لذلك يُنصح باتباع إحدى الإستراتيجيات المفيدة وهي إعداد قائمة بالبيانات أو المعلومات مرتبة حسب الأهمية، فعند وضع المعلومات أو البيانات وتحليلها بهذه الطريقة، فمن المحتمل أن تخرج بقائمة تتضمن بعض المعلومات ذات الصلة الواضحة في الجزء العلوي من القائمة، وبعض المعلومات غير المهمة في الجزء السفلي، وهنا يمكنك تضييق نطاق تركيزك على الموضوعات المهمة.


الفضول

في صغرنا نكون فضوليين اتجاه العالم وأفكاره وحتى أفكارنا، ولكن عندما نكبر يخفت هذا الفضول، ونتجه دائمًا لطرق المعرفة السهلة، وأخذ كل ما يتم تقديمه لنا في ظاهره، دون السؤال حوله، ولكن يمكن أن يشكل ذلك مشكلة حقيقية عند مواجهة مشكلة معقدة تتطلب منا امتلاك مهارة التفكير الناقد، لذلك درب نفسك على تعزيز الفضول، عن طريق طرح أسئلة مفتوحة حول الأشياء التي تراها في حياتك اليومية، وتابع إجابات هذه الأسئلة بالبحث والتعلم ورؤية وجهات النظر المختلفة من حولك.

المراجع

  1. ^ أ ب "Critical Thinking Definition, Skills, and Examples", thoughtco. Edited.
  2. "6 Critical Thinking Skills You Need to Master Now", rasmussen. Edited.
  3. "Critical thinking is the one skillset you can't afford not to master", betterup. Edited.