تعريف التفكير الناقد

يعتمد التفكير الناقد على العقلانية، والوضوح، وإصدار أحكام مدروسة بناءً على فهم العلاقات المنطقية بين جميع الأفكار والملاحظات، ويمكن تعريفه على أنّه مهارة في التفكير تركّز على تقييم المعلومات والحجج، وتفسيرها بصورة موضوعية ومنطقية، فالمفكر الناقد لا يقبل جميع الأفكار والأدلة التي تمّ جمعها، بل يركّز على فحصها وتحليلها بشكلٍ دقيق، وذلك من أجل إصدار حكم منطقي.[١][٢][٣]


أهمية التفكير الناقد

يعد امتلاك مهارة التفكير الناقد أمراً مهماً، وفيما يأتي توضيح لذلك:


أهمية التفكير الناقد بشكلٍ عام

يبين ما يأتي بعض الفوائد للتفكير الناقد:[٤]

  • تعزيز الفضول حول فهم العالم المحيط والعديد من المواضيع.
  • تعزيز الإبداع، فالمفكرون النقديون يمتازون بالإبداع، إذ يسعون دوماً إلى الوصول إلى حلول بنّاءة وخلّاقة.
  • المساهمة في تطوير العديد من المهارات؛ كالتفكير المنطقي، ومهارات اتّخاذ القرارت، وطرح الأسئلة، والملاحظة الدقيقة، وحل المشكلات، وغيرها.[٤][٥]
  • التوصّل إلى أكبر قدر ممكن من الاحتمالات، مما يساهم بالوصول إلى الحل الأفضل.[٥]
  • تطوير استقلالية الفرد، وذلك من خلال التفكير في جمع الفرضيات واختيار الأفضل، ثمّ فحصها للتوصّل إلى المعرفة بشكلٍ مستقل.[٥]


أهمية التفكير الناقد للطلاب

يبين ما يأتي بعض فوائد التفكير الناقد للطالب:[٦]

  • زيادة قدرة الطلاب في إنتاج حلول مبتكرة.
  • تطوير مهارات التحليل والتقييم والتخطيط لديه.
  • تطوير قدرته في اتّخاذ القرارات المتعلّقة بالقضايا المختلفة والدفاع عنها، واتّخاذ الإجراءات المناسبة لحل المشكلات الثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، سواء بصورة فردية أو جماعية.
  • زيادة الوعي نحو أهمية الثقافة في الحياة اليومية، وفهم مدى تأثيرها على حياة الناس.
  • تعزيز وعي وفهم القضايا المتعلّقة بالتربية البدنية والصحية والاقتصاد المنزلي، وتقييم تفكيرهم وسلوكهم فيما يتعلّق بذلك.


أهمية التفكير الناقد في مكان العمل

يبين ما يأتي بعض فوائد التفكير الناقد للعاملين في مكان عملهم:[٧]

  • تطوير مهارة صنع القرارات: يعتمد التفكير الناقد على البحث واختيار الأفكار المنطقية والموضوعية بعيداً عن العاطفة، لِذا، فإنّ تطبيقه على القرارات المهمة يساهم في اختيار الأفضل.
  • التميّز بالاطّلاع الواسع: يتميّز هذا العصر بالكم الهائل من المعلومات وإمكانية حصول الجميع على أيٍّ من تلك المعلومات بسهولة أكبر مما مضى، إلّا أنّ المفكر الناقد يهتم بالبحث واختيار المفيد منها، مما يساهم في تحسين قدرته على المشاركة في المناقشات والتطوّر في عمله.
  • التشجيع على التفكير الذاتي: يتميّز المفكر الناقد بالتفكير بالمشكلة من عدّة زوايا لاتّخاذ القرارات الصائبة، كما أنّه يمتلك القابلية لتغيير رأيه أو وجهة نظره حول مشكلة ما في حال تمّ التوصّل إلى معلومات جديدة.
  • تحقيق السعادة: يعتمد التفكير الناقد على البحث عن المعلومات وتحليلها واستنتاج المعلومات التي تساعد الفرد في تحسين حياته، كما يساعد الفرد على فهم نفسه أكثر وتحديد أهدافه بشكلٍ أدّق، ممّا يعزز نموه ويشعره بالسعادة.
  • النجاح في بعض الوظائف: يوجد العديد من الوظائف التي تتطلّب التحلّي بمهارة التفكير الناقد من أجل النجاح بها؛ كالقانون، والطب، والمجالات البحثية الأخرى التي تركّز على الوصول إلى استنتاجات وحلولٍ منطقية، وواقعية، وموضوعية، وبعيدة عن التحيّز.


المهارات والصفات التي يمتلكها المفكّر الناقد

يتميّز المفكر الناقد بامتلاك العديد من المهارات والصفات، ومنها ما يأتي:[٨]

  • الفضول والسعي في البحث عن الحقيقة.
  • التحقيق في المعلومات قبل قبولها.
  • العدل في تقييم آراء ووجهات نظر الآخرين.
  • القدرة على إيجاد روابط بين الأفكار.
  • الانفتاح والقدرة على التحدّي.
  • الاعتماد على الأدلة العقلانية من أجل اتّخاذ القرارات.
  • السعي للحصول على معلومات موثوقة.
  • الموضوعية.[١]
  • البحث عن الحجج والأدّلة ذات العلاقة بقضية معينة.[١]
  • تقييم المعلومات ووجهات النظر جميعها لتحديد صحّتها.[١]
  • القدرة على تحديد نقاط الضعف في أيّ دليلٍ أو حجة.[١]
  • التفكير في الآثار الناتجة عن اختيار حجة ما.[١]
  • التفكير بشكلٍ منظّم من أجل تقديم الحجة الأقوى.[١]
  • تحمّل مسؤولية تحليل وتقييم المعلومات.[٦]
  • طرح العديد من الأسئلة.[٦]
  • التفكير بحلول بديلة، ثم تقييمها ليتم رفضها أو قبولها.[٦]
  • الثقة بالآخرين والتعاون معهم من أجل التوصّل إلى حل حاسم.[٦]


كيفية تطوير مهارات التفكير الناقد

يمكن تحسين مهارات التفكير الناقد من خلال التركيز على عدّة خطوات، ومنها ما يأتي:[٩]


تحديد المشكلة

يُعدّ تحديد المشكلة أو الموقف، وكل ما يؤثر به الخطوة الأولى في التفكير الناقد، إذ يتم البدء بإيجاد حلول والتفكير بعمق بعد توفّر صورة كاملة عن المشكلة، وكل ما له علاقة بها، ومن أجل تحسين ذلك يجب أخذ وقتٍ كافٍ للتفكير بتركيز عند مواجهة أي موقف وطرح الأسئلة التالية:[٩]

  • ما هي المشكلة بالتحديد؟
  • ما هو سبب حدوث ذلك الموقف أو المشكلة؟
  • ما هي النتائج التي يمكن التوصّل إليها، وهل من الممكن تغييرها، وكيف؟


البحث

يعدّ البحث حول المشكلة المطروحة أمراً أساسياً بعد مقارنة المعلومات والحجج ذات العلاقة، وحتى يتم الحصول على معلومات موثوقة لا بدّ من التأكّد من مصدر المعلومات وتقييمها، ولتحسين هذه المهارة يجب سؤال الشخص الذي قدّم المعلومة أو الحجة عن مصدرها، وفي حال كانت الإجابات غير واضحة فعندها يجب عدم الاعتماد عليها لحل المشكلة، كما يجب التأكّد من المقالات الأكاديمية الموثوقة وتمييزها عن غير الموثوقة، إذ يوجد اختلاف في موثوقية المصادر.[٩]


تجنّب التحيّزات

يجب تقييم جميع المعلومات والآراء ذات العلاقة بالمشكلة بدقة وشكلٍ موضوعي لتجنّب الوقوع في التحيّز لجانب ما، ولتحسين ذلك يجب على الشخص تحدّي نفسه والتحقق من صحة الأدلّة التي يمتلكها ويقتنع بصحتها، وللتأكدّ من عدم وجود التحيّز الشخصي يجب الإجابة عن الأسئلة التالية:[٩]

  • من الشخص المستفيد من المعلومات والأدلّة؟
  • هل مصدر المعلومات موثوق تماماً؟
  • هل تمّ تجاهل معلومات تتعارض مع معتقدات المصدر؟
  • هل يتعمّد المصدر استخدام لغة معينة للتأثير على آراء الآخرين؟


طرح العديد من الأسئلة

يعد التساؤل مهارة مهمة تساعد في اتقان التفكير الناقد، لِذا يجب طرح العديد من الأسئلة حول المعلومات بهدف تقييمها بصورة جيدة، وفيما يأتي بعض تلك الأسئلة:[٧]

  • ما هي الطرق الممكنة التي تساعد في حل المشكلة؟
  • لماذا يتم جمع تلك المعلومات؟
  • ما هي جميع وجهات النظر حول المشكلة؟


الاستنتاج وتكوين رأي

يمكن تكوين رأي موضوعي ومنطقي حول المشكلة واستخلاص النتائج بعد الإجابة عن جميع الأسئلة التي تمّ طرحها واتّباع جميع خطوات التفكير النقدي، ويمكن تحسين ذلك من خلال التدريب على مهارة الاستنتاج وجمع أكبر قدر من المعلومات والأدلّة التي تساعد في تكوين رأي موضوعي.[٧][٩]


أسئلة تساعد على التفكير بشكل ناقد

يتميّز التفكير الناقد بطرح الأسئلة المنطقية، وفيما يأتي مجموعة من هذه الأسئلة:[١٠]

  • ماذا يحدث؟ وذلك لجمع المعلومات الأساسية والبدء في التفكير في الأسئلة.
  • ما أهمية المعلومات التي تمّ جمعها؟ من المهم معرفة أهمية أيّ معلومة، وإن كانت متوافقة مع المشكلة أم لا.
  • هل يوجد جانب آخر لم يتم التفكير به؟
  • ما مصدر المعلومات؟ يجب معرفة مصدر المعلومات وكيفية ربطها معاً.
  • ما رأي الآخرين بالمشكلة؟ يجب معرفة آراء الآخرين والمعطيات التي تؤثر عليهم.
  • ماذا بعد؟ ماذا إذا؟ من المهم البحث عن جميع الأفكار والاحتمالات الأخرى الممكنة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Critical Thinking Skills", www.skillsyouneed.com, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  2. "What is Critical Thinking? - Definition, Skills & Meaning", study.com, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  3. إبراهيم الشافعي إبراهيم (2015)، التفكير النقدي معوقاته ومداخل تنميته، مصر:جامعة طنطا، صفحة 4. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "6 Benefits of Critical Thinking and Why They Matter", wabisabilearning.com, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  5. ^ أ ب ت "What Is The Importance Of Critical Thinking Skills Education Essay", www.ukessays.com, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Importance of critical thinking", health.tki.org.nz, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What's the Importance of Critical Thinking in the Workplace?", www.indeed.com, 2020-11-22, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  8. "Critical thinking", www.monash.edu, Retrieved 2020-11-24. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج Will Erstad (2018-01-21), "6 Critical Thinking Skills You Need to Master Now", www.rasmussen.edu, Retrieved 2020-11-25. Edited.
  10. "Critical Thinking", courses.lumenlearning.com, Retrieved 2020-11-25. Edited.