ما هي علامات الاكتئاب؟

يعيش الكثير منا صراعاتٍ وأحداث كبيرة في الحياة، من الممكن أن يشعر المرء بالخيبة والخذلان والحزن بين الحين والآخر وهذا أمر معتاد، لكن هل تشعر بأنك قد تخطّيت هذه المشاعر إلى مرحلة أعمق وهي الشعور بالاكتئاب، لا تقلق، أنت قادر على تجاوزه، وأول خطوة في ذلك هي التعرّف على علامات الاكتئاب وفهم ما يحدث لكَ حقاً، ومن ثم إيجاد الحلول العملية المناسبة لشخصيتك.^[١]

ما هي علامات الاكتئاب؟

يعد الاكتئاب أحد أكثر المشاعر السلبية التي تؤثر سلباً على الحياة الطبيعية وعلى سير الأحداث اليومية، بل وتحد من القدرة على الاستمتاع بالحياة وتفاصيلها، وعليه لنبدأ معاً بذكر أهم علامات الاكتئاب ونذكّر بأنها تختلف من شخص لآخر وفي الآتي توضيح لذلك:

نظرة سوداء ويأسٌ مطلق

بحيث تنظر إلى كل شيء في حياتك بيأس وحزن، السواد هو كل ما تنتظره، إذ يؤثر الاكتئاب على الوجهة والطريقة التي تشعر وتنظر بها إلى الحياة، لذا فإن هذه النظرة المتمثلة بالعجز مع التوقف عن فعل أي شيء أو نشاط يومي كنت تمارسه في حياتك كما المعتاد، يمثل أكثر علامات الاكتئاب شيوعاً والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لذا راجع نفسك حقاً إن كنتَ تشعر بذلك، وتمهل.^[٢]

فقدان الاهتمام

إن متعتك وسعادتك في فعل ما تحب لم تعد كما كانت، لقد فقدت شغفك، استمتاعك وحتى رغبتك واهتمامك بما تحب، إن للاكتئاب قدرة كبيرة على انتزاع وسلب المتعة والرغبة بما تحب فعله، حيث إن الابتعاد عن ممارسة الأشياء التي كانت تشكل اهتماماً لديك هي إحدى علامات الاكتئاب، على سبيل المثال من الممكن أنك لم تعد ترغب في أن تمارس هوايتك المفضلة، أو أن تخرج في نزهة مع أصدقائك، إن هذا الأمر يدور حول فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية التي كنت تمارسها، سواء المتعلقة بطبيعة علاقاتك الاجتماعية، أم بالأمور التي تحقق لك المتعة.^[٣]

تغيرات في الشهية

يعاني الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب من تغيرات في الشهية من الممكن أن يكون أمراً مختلفاً بحسب الشخص بالطبع، على سبيل المثال هناك بعض الأشخاص الذين يفقدون شهيتهم ولا يرغبون بتناول الطعام مما يفقدهم الكثير من الوزن على نحو غير صحي وعلى العكس تماماً قد يبدأ البعض بتناول المزيد والمزيد من الطعام بهدف تناسي ما يشعرون به، وبالتالي إدمان الطعام وزيادة كبيرة في الوزن، بينما قد لا يحدث للبعض أي تغيير في الشهية على الإطلاق، فكما قلنا الأمر يعتمد على الفرد نفسه وعاداته الغذائية وما يحدث له حقاً وكيف يعبر عن ذلك بطريقته الخاصة.^[٤]

تغيرات في النوم

التغييرات في أنماط النوم تعد إحدى أهم العلامات التي تحدث عند الشعور بالاكتئاب، حيث يبدأ الدماغ بالبحث عن ملاذ للهرب من الضغوطات والواقع، فيتسبب هذا في حدوث تحول في مستويات الهرمونات ما يؤدي إلى إحداث تغييرات في أنماط النوم الخاصة بالفرد، ويختلف ذلك من شخص إلى آخر فقد يعاني شخص ما من الأرق والأفكار السلبية وعدم القدرة على النوم في الليل، والشعور بالإنهاك والتعب خلال النهار، وعلى العكس من ذلك قد يشعر آخرون بالميل أكثر إلى النوم؛ بهدف الهروب من الواقع وما يشعرون به من ألم ويأس.^[٥]

جلد ولوم الذات

إنّ حديثك السلبي إلى نفسك وتجاوزك لحدود طمأنة نفسك والبدء بلومها على كل شيء، وعلى أمور خارجة عن إرادتك كشعورك بالاكتئاب مثلاً وعدم قدرتك على فعل أي شيء وتجاوز هذه المرحلة بسلام، وأن تثقل الهم عليها وتحاربها حقاً بالحديث والذنب واللوم، الأمر الذي يؤدي إلى تشكل مشاعر سلبية متمثلة بالخسارة والعجز والفشل وكره ما أنتَ عليه حقاً، وكلما بقيت على هذا الأمر كلما ازداد اكتئابك وأصبح أكثر شدة وحِدَّة، لتبدأ حينها بالتفكير بجدية بأنك لا تستحق الحياة وأنك غير جدير بها.^[٦]

أفكار وسلوكيات انتحارية

تزامناً مع ازدياد حدة وشدة هذه المشاعر والشعور بعدم القدرة على فعل شيء ما، من الممكن أن يتشكّل لدى الفرد أفكار انتحاريّة وإيذاء فعليّ لنفسه، من أجل التخلّص من كل شيء لا يمر بسلام كما يريد، لكن تذكر بأنك عندما تصل إلى هذه المرحلة أو النقطة التي تراودك فيها أي أفكار تتعلق بالانتحار او إنهاء حياتك، كأن تقوم بوضع خطة أو طريقة لفعل ذلك أو تفكر في هذا الأمر بجدية، وبكل سهولة تريد أن تتخلى عن نفسك وأهدافك ومن تحب، يجب عليك وعلى الفور طلب المساعدة من المختصين والمعالجين النفسيين، لا تردد في فعل ذلك من أجلك ومن أجل من تحبهم، فأنت تستحق الحياة.^[٧]