عند الحديث عن الذكاء يتم في الغالب التركيز على الذكاء العام المتعلق بالتحليل والمنطق، وكما أن هذا النّوع من الذّكاء مهم، فإنّ هناك نوعاً آخر من الذكاء، والذي يؤثّر بشكل كبير على علاقات الإنسان بمن حوله وهو الذكاء الاجتماعي، فماذا نعني بالذكاء الاجتماعي، وما هي العلامات التي يتميز بها من يمتلك الذكاء الاجتماعيّ، وكيف من الممكن تطويره واكتسابه؟[١]


ما هو الذّكاء الاجتماعيّ؟

يُعرّف الذكاء الاجتماعي بأنّه القدرة على إنشاء علاقاتٍ متينةٍ وصحيّةٍ مع الآخرين، بالإضافة إلى القدرة على الاندماج في مختلف البيئات الاجتماعيّة،[٢] وقد ظهرت نظرية الذكاء الاجتماعي لأوّل مرةٍ من قبل العالم الأمريكيّ إدوارد ثورنديك (Edward thorndike) في عام 1920م، حيث عرّفها بأنها "القدرة على الفهم وإدارة العلاقات الاجتماعية والتصرّف بحكمة في إطار العلاقات الإنسانيّة"، كما وضّح أن الذّكاء الاجتماعيّ ليس فطرياً بل مكتسباً، وذلك بامتلاك الشخص وتطويره لمجموعة من المهارات التي تسهم في تنمية ذكائه الاجتماعيّ.[٣]


بماذا يتميّز الذكي اجتماعياً؟

يتمتّع أصحاب هذا الذكاء بمجموعةٍ من الصّفات المميّزة، وفي الآتي بعض أهمّ هذه الصفات:[٤]

  • يجيد الشخص الذي يتمتّع بالذكاء الاجتماعيّ الاستماع والإنصات إلى الآخرين، ويولي اهتماماً كبيراً بفهم ما يريد الشخص المقابل إيصاله من الحوار.
  • يستطيع الاستحواذ على اهتمام وانتباه الحاضرين في أيّ مكان؛ حيث يمتلك مهارات حوار متطورة، وهو شخص انتقائيّ يستطيع اختيار الكلمات المناسبة لأيّ موقف يتعرّض له، كما يهتمّ بالتفاصيل الصغيرة حين يتحدث مع الآخرين؛ مما يسهم بأن تكون طبيعة الحوار معه ذات قيمةٍ وأكثر فائدة.
  • يتمتع أصحاب هذا النوع من الذكاء بروح الدعابة وخفة الظل.
  • يهتم بأن يترك انطباعاً جيداً في نفوس الآخرين؛ علماً أنّ ذلك يتطلّب توازناً يتحقّق من خلال خلق انطباع جيد عند الآخرين مع بقائه على طبيعته في ذات الوقت.
  • يدرك أن إثبات وجهة نظره في مسألةٍ ما لا يكون من خلال جعل الطرف الآخر يشعر بالسوء، فهو يستمع بعقلٍ منفتحٍ لأفكار الآخرين، حتى لو كانت آراؤهم تختلف عن رأيه.


كيف أطوّر مهارات الذكاء الاجتماعي؟

توجد العديد من الطرق التي تنمّي مهارات الذكاء الاجتماعيّ، منها:[٥]


التّدرب على الاستماع الفعّال

يعتبر الاستماع الفعّال مهارة مهمة لبناء علاقات متينة وقوية، وللعمل على تحسين هذه المهارة يمكن تجربة الإنصات للطرف الآخر دون مقاطعته، والنّظر المباشر في عينيّ المتحدّث، والابتسام واستخدام تعابير الوجه بما يتناسب مع ما يقوله؛ الأمر الذي يسهم في جعل عملية الحوار أكثر تفاعلاً ومتعةً.


الاهتمام بالمواضيع التي تخص الطّرف المقابل

يسهم الانتباه إلى الأمور والمواضيع التي تتعلق في الأشخاص المحيطين في بناء الثقة معهم، وتقوية الصلة بهم، إذ إنّ ذلك يشعرهم بمدى أهميّتهم، ومن الأمثلة على ذلك، تذكّر أسماء أطفالهم، والسؤال عن العائلة، بالإضافة لتذكّر المناسبات المهمة لهم، مثل أعياد الميلاد وتهنئتهم بها.[٦]


الإحساس بمشاعر الآخرين

إنّ محاولة فهم دوافع الآخرين ونقاط معاناتهم، وإدراك مشاعرهم تجاه مختلف المواقف يؤدي لفهم أفضل لهم، ويمنحهم شعوراً بالأهمية، وعليه فلا بأس من منحهم فرصة للتحدّث عن مشاعرهم، وتجنّب التّقليل من أهمية هذه المشاعر، بالإضافة للتركيز على استخدام لغة الجسد، مثل الإيماء بالرأس، واستخدام التواصل الجسديّ المناسب، وبالتّأكيد إظهار الدّعم لهم، وتقديم المساعدة المُمكنة.[٧]


الابتعاد عن التصنّع

ليكسب الشخص ثقة من حوله، وينشئ علاقات قوية معهم وتواصلاً حقيقياً، يجب عليه الابتعاد عن التصنّع والتكلف، وأن يكون على طبيعته في تفاعله معهم، وأن يبتعد عن تصنّع المثاليّة فالأشخاص ينجذبون إلى الشخص العفويّ الذي يشاركهم إخفاقاته ونجاحاته، فتنشأ بذلك صلة حقيقيّة معه.[٨]


التقييم المستمر

يسهم تقييم الشخص المستمر لنقاط القوّة والضّعف لديه في تحسين نوعية علاقاته مع الآخرين وطريقة تعامله معهم، كما ويساعد ذلك على تجاوز نقاط الضعف لديه، فكلّما كان الشخص أكثر معرفةً بالتّصرفات التي تجذب الآخرين له والتصرّفات التي تبعدهم عنه؛ أدرك ما هي الخيارات التي يجب عليه اتّخاذها فيما يتعلّق بتعامله معهم.[٩]


احترام الخلفيات الثقافية

يدرك الأذكياء اجتماعياً أنّ الآخرين يتفرّدون بآراء وعادات مختلفة اعتماداً على خلفياتهم الثقافية والبيئة التي نشؤوا فيها، وعليه فمن الممكن الاهتمام بالمناسبات الثقافية التي تخصّهم وتهنئتهم بها.[١٠]


10 أسئلة لمعرفة مستوى ذكائك الاجتماعي

قد يرغب البعض في معرفة نسبة الذكاء لديهم، وهنا يمكن الاستعانة بالاختبار التالي عن طريق الإجابة على مجموعة من الأسئلة، حيث تُحتَسب النّقاط كالآتي:[١١]

1= لا يمثلني على الإطلاق

2= نادراً

3=أحياناً

4= في غالب الأوقات

5= يمثلني تماماً


1-أحب أن أتفاعل مع الآخرين.

2-أستطيع التعامل مع مختلف أنماط الشخصيات.

3-أندمج بسهولة مع الآخرين في الحفلات والمناسبات الاجتماعية.

4-أتأثر بشدة عندما يبتسم شخص لي، أو العكس بأن يعبس في وجهي.

5-بالعادة أنا أبدأ بالتعريف عن نفسي للغرباء.

6-اهتم بالانطباع الذي أتركه عند الآخرين.

7-أستطيع التأقلم بسهولة في أي موقف اجتماعي.

8-عندما أتواجد مع مجموعة من الأصدقاء أكون أنا المتحدث باسم المجموعة.

9-في المناسبات الاجتماعية أستطيع سريعاً تمييز الشخص المهتمّ بي.

10-أستطيع معرفة سمات وصفات الشّخص من خلال تعامله مع الآخرين.


إذا كان مجموع النقاط بعد الإجابة على كافة الأسئلة 40 أو أكثر، فهذا يدل على امتلاك الشخص الذي قام بالاختبار على مستوى عالٍ من الذّكاء الاجتماعي.[١١]


المراجع

  1. "social-intelligence", lifehack. Edited.
  2. "social-intelligence", scienceofpeople. Edited.
  3. "what-is-social-intelligence", verywellmind. Edited.
  4. "what-is-social-intelligence", verywellmind. Edited.
  5. "what-is-social-intelligence", verywellmind. Edited.
  6. "these-4-tips-will-improve-your-social-intelligence", smallbizclub. Edited.
  7. "these-4-tips-will-improve-your-social-intelligence", smallbizclub. Edited.
  8. "the-7-day-guide-to-improving-your-social-intelligence", fastcompany. Edited.
  9. "the-7-day-guide-to-improving-your-social-intelligence", fastcompany. Edited.
  10. "what-is-social-intelligence", verywellmind. Edited.
  11. ^ أ ب "how-measure-your-social-intelligence", psychologytoday. Edited.