ما الفرق بين الثقة بالنفس والغرور؟

تعطي الثقة بالنفس جاذبية للأشخاص الذين يتمتّعون بها، وتَجعلهم محطّ اهتمام الناس من حولهم، ولكن قد تزيد هذه الثقة عن حدّها في بعض الأحيان لتُصبح غروراً ينفر الناس ويبعدهم، وقد يختلط الأمر على الكثير من الناس في التمييز بين الثقة بالنفس والغرور، ولذلك يجب معرفة الفرق بينهما، وصفات كلّ من الواثق بنفسه والمغرور.

الفرق بين الثقة بالنفس والغرور

يختلف مفهوم الثقة بالنفس عن الغرور، إذ إنّ الثقة بالنفس تعني شعوراً بالأمان والسلام الداخلي، فهي تَنبُع من احترام الشخص لنفسه وتقديره لقدراته ومهاراته، فهو يُدرك أنّه لا يستطيع أن يحيط بكلّ شيء علماً، ولذلك فهو حريص على الاستماع للناس والتعلّم من خبراتهم، أمّا الغرور فهو شعور مُصطَنع يَدلّ على انعدام الأمان والهدوء النفسي، حيث يبالغ صاحبه بتقييم مهاراته وقدراته، وبالتالي يشعر بعدم حاجته للاستماع للناس والتعلّم منهم، ومن جهة أخرى تَمنح الثقة بالنفس صاحبها الشعور بالتواضع واحترام الآخرين، إلى جانب ومدح إنجازاتهم، على عكس الغرور الذي لا يملّ صاحبه من مدح نفسه والتفاخر بإنجازاته، بالإضافة إلى التعامل مع الآخرين بتكبّر وفوقيّة.^[١]

صفات الشخص الواثق بنفسه

يتّصف الشخص الواثق بنفسه بمجموعة من الصفات التي تُميّزه عن غيره، وفيما يأتي ذكر لبعض منها:^[٢]

• يتقن فنّ الحديث، ولا يخشى مشاركة الناس أحاديثهم، ويُعبّر عن وجهة نظره دون تردّد.
• يستمع أكثر ممّا يتحدّث، ويتقن فنّ الاستماع، إذ يُصغي لما يقوله الآخرون؛ ليزيد من معرفته في موضوع النقاش قبل أن يعطي رأيه.
• يطلب المساعدة من الآخرين، ولا يخجل أو يتردّد في طلبها عندما يحتاج إليها.
• يتجنّب السخرية من الناس والاستهزاء بهم.
• يعترف بأخطائه ويعتذر عنها، كما يحاول أن يتعلّم منها وأن لا يكرّرها مرة أخرى.
• يتّصف بالإيجابية، ولا يستسلم لآراء الناس السلبية، ولا يبحث عن السعادة في رأي الآخرين فيه.
• لا يسعى لإرضاء الناس على حساب نفسه ووقته، ولكنّه يفعل ما بوسعه إذا أتيحت له الفرصة.
• يتحمّل مسؤوليّة أقواله، فهو لا يتحدّث إلا بما هو واثق من صحّته.
• يفرح بنجاحات الآخرين وإنجازاتهم.
• يحاول باستمرار الخروج من دائرة الأفعال والسلوكيّات التي اعتاد القيام بها، والتوجّه لتغيير نمط حياته وممارسة سلوكيات جديدة.

صفات الشخص المغرور

يقود الغرور صاحبه إلى الاتّصاف بصفات معينة، وفيما يأتي ذكر لبعضها:^[٣]

• يَتوقّع أنه دائماً على حقّ، وبالتالي يسعى لفرض رأيه على الآخرين دوماً.
• يتّصف بجنون العَظَمة، ويرغب دائماّ بسماع عبارات الإعجاب والثناء.
• يغضب إن لم يقدّم له الآخرون الاهتمام الذي يريده.
• يستغلّ من حوله للوصول إلى غاياته.

كيف أميّز بين الثقة بالنفس والغرور؟

يجب التميّيز بين الثقة بالنفس والغرور قبل إطلاق الأحكام على الناس، وفيما يأتي بعض الفروقات بينهما:^[٤]

• يعتمد الواثق بنفسه على قدراته وإمكانياته في إظهار مواهبه ومهاراته، حيث يستخدم قدراته في مساعدة الآخرين إلى أقصى حدّ، بينما يعتمد المغرور في إظهار نفسه على إحساس الآخرين بالنقص، لذلك يحاول تصحيح أخطاء الناس ليُشعرهم بأنّه أفضل منهم.
• لا يعتمد الواثق بنفسه على رأي الناس في معرفة قدراته وإمكانياته، بينما ينتظر المغرور رأي الناس فيه باستمرار.

طرق التخلص من الغرور

قد يكون التخلّص من الغرور أمراً صعباً، ولكنّ الإنسان بحاجة إلى إعادة توازن تصرفاته، وفيما يأتي ذكر لبعض الطرق التي تُساعدك في التخلص من الغرور والتكبّر:^[٥]

• فكّر في عيوبك واعترف بها، وتذكّر أنّه لا يوجد إنسان كامل ومثالي.
• كن متواضعاً، وافتخر بنجاحاتك وإنجازاتك بقدر معقول، ولا تتعالى على غيرك.
• اجعل أعمالك وإنجازاتك تتحدّث عنك بدلاً من الثرثرة المستمرّة عنها.
• تقبّل الانتقادات البناءة من الآخرين، واستفد من ذلك في معرفة نقاط ضعفك.
• ابتعد عن المغرورين وانتقى من تتعامل معهم، فالتعامل مع المغرورين لا يجعلك تلاحظ مدى غرورك.
• اعتذر للآخرين في حال أساءت لهم.
• أثني على الآخرين بين الحين والآخر.
• احترم الآخرين وراعي مشاعرهم.
• لا تُقارن نفسك بالآخرين، ولا تحاول أن تُثبت أنّك دائماً أفضل منهم.
• احترم ذاتك، وأحبّ نفسك وقدّرها، ولا تقسو على نفسك.

كيفيّة التعامل مع الشخص المغرور

يجب اتّباع سياسة خاصة في التعامل مع الشخص المغرور، وفيما يأتي ذِكر لبعض الأساليب التي يمكن استخدامها لذلك:^[٦]

• التعاطف معه: يتصرف المغرور بهذا الشكل بسبب تدنّي احترامه لنفسه، ممّا يُشعره بالتعاسة، لذلك يجب التعامل معه بلطف وتعاطف.
• تَقبّل الشخص المغرور كما هو وعدم مقارنته بالآخرين: يُعتبر الغرور صفة في هذا الشخص يتعامل بها مع الجميع، ولذلك يجب الانتباه عند التعامل معه وعدم مقارنته مع الآخرين؛ حتى لا يُسبّب ذلك الشعور بالنقص لديه.
• طلب المساعدة من أشخاص آخرين في حال الخلاف مع الشخص المغرور: يزيد الغرور عند بعض الأشخاص ليصبح مُزعجاً بشكل كبير، ولذلك تحتاج بعض المواقف إلى تدخّل أطراف خارجية لإصلاح العلاقات بين الشخص المغرور والأفراد من حوله.
• وضع حدود للعلاقة مع الشخص المغرور: يجب تحديد الوقت الذي ستقضيه مع الشخص المغرور، مع معرفة المواضيع التي ستدور في النقاش مسبقاً.
• الانتباه وضَبط النفس عند التعامل معه: يجب ضَبط النفس ومراقبة ردود الأفعال أثناء التعامل مع الشخص المغرور.