احترام الذات

يُعدُّ احترام الذات إحدى الصفات الضرورية التي تؤدي إلى تحقيق سعادة الفرد،[١] ويمكن تعريفه على أنّه تقدير الشخص لذاته وإدراكه لقيمته، ممّا يدفعه إلى احترام نفسه، وكلّ ما يصدر عنه من أقوالٍ وأفعال،[٢] إلى جانب الافتخار بذاته، ويتميّز الشخص الذي يحظى بهذه الصفة باهتمامه لجوهره الداخلي وقيمته كإنسان دون التركيز على المظاهر الخارجية، مما ينعكس على احترام الآخرين له، إذ إنّ الشخص الذي يحترم نفسه سيحترمه الآخرون، على عكس الفرد الذي لا يحترم نفسه، ولا يؤمن بقدراته، فلن يفرض احترامه على الآخرين.[٣]


أهمية احترام الذات

يعدّ احترام الذات صفة تنعكس أهميتها على العديد من الجوانب، مثل:[٤]


  • تحقيق سعادة الشخص، إذ يمتاز الفرد الذين يحترم نفسه بالثقة العالية، لذا فهو أكثر سعياً وراء تحقيق أحلامه دون الاهتمام لآراء وانتقادات الآخرين، ممّا يزيد من فرصة لإنجازها، وبالتالي يكون أكثر سعادة ممن يعانون من تدني احترامهم لذاتهم، ويحاولون تنفيذ ما يتوقعه منهم الآخرون، على الرغم من تعارض رغبات الآخرين أحياناً مع قيمهم أو مبادئهم.
  • تحديد جودة العلاقة مع الآخرين، ويشمل ذلك علاقة الآباء مع أطفالهم، والعلاقات بين الأصدقاء، والعلاقات المهنية، وغيرها، لذا في حال شعر الشخص بوجود من لا يبادله الاحترام، فسيكون على استعداد لقطع بعض العلاقات معهم، مع مراعاة عدم تخليه عن مبادئه أو سلوكياته لإرضاء الآخرين.
  • تعزيز الجرأة والإصرار، فالشخص الذي يحترم نفسه يثق بقيمه وقدراته، لِذا فهو يملك الشجاعة التي تؤهله لاتّخاذ القرارات الصحيحة، ووضع أهداف واضحة والسعي لتحقيقها، وبالتالي فلن يسمح لنفسه بأن يرضى بتحقيق أقل ممّا يسعى إليه.
  • حماية الشخص من الوقوع في المشاكل.[١]
  • تحلّي الشخص الذي يحترم ذاته بالعديد من الصفات الحسنة؛ كالصدق والثقة والنزاهة، على عكس الفرد الذي يعاني من تدنّي احترام الذات، فيفتقر لتلك الصفات، بينما تزداد لديه مشاعر الغضب أو اللوم والندم، وذلك بسبب شعوره بأنّه دون قيمة.[٥]


سبب افتقار البعض لاحترام الذات

يمكن أن يعزى تدنّي احترام الذات إلى عدّة عوامل، وفيما يأتي بعض منها:[١]


  • التعرُّض للصدمات: قد يتعرّض بعض الأفراد لصدمات في مراحل طفولتهم؛ كالإساءة الجسدية، أو الجنسية، أو اللّفظية، وغيرها، ممّا يترك أثراً لديهم يتمثّل بتدنّي احترامهم لذاتهم، وذلك بسبب شعورهم بالخجل والعار لما تعرّضوا له.
  • أنماط التفكير السلبي والأصدقاء السلبيين: يؤثر كل من التفكير السلبي والأصدقاء السلبيين على الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى نفسه بشكلٍ سلبيّ، فعند التعامل مع أصدقاء يضايقون الشخص باستمرار، أو يتنمّرون عليه، فإنّه سيبدأ بالتفكير بأنّه بلا قيمة أو أقل شأناً من الآخرين، ومع الوقت سيقل احترامه لذاته.
  • التربية السيئة: يعد الأطفال الذين يتعرّضون للإيذاء العاطفي في منازلهم أكثر عُرضةً لأن يفتقروا إلى احترام الذات، فسماع الطفل للعديد من العبارات المسيئة بشكلٍ مستمر كوصفه بأنّه دون قيمة، أو أنّه طفل غير محبوب قد تترك آثاراً بعيدة المدى تتمثّل في تدنّي احترامه لنفسه.[٦]
  • الاختيارات الخاطئة: قد يؤدي الخوض في تجارب جديدة إلى الوقوع بالأخطاء، والتي يمكن للفرد الاستفادة منها لأجل التعلّم والتطوّر، إلّا أنّ بعض الأفراد قد يفكرون سلبياً بالأخطاء، ويشعرون بالذنب لخوضهم تلك التجارب، ويلجؤون لانتقاد أنفسهم، مما ينعكس مع الوقت على مدى احترامهم لذاتهم.[٦]
  • المقارنة مع الآخرين: يقارن بعض الأشخاص أنفسهم مع الآخرين، ويتمنون تحقيق إنجازات مماثلة لإنجازاتهم، ولكن في حال استمرت المقارنة بشكل مبالغ به، فقد يبدأ الشخص بشعوره بالنقص، فيحترم ويقدّر الآخرين أكثر من نفسه.[٦]


طرق تعزيز احترام الذات

يوجد بعض الطرق التي تساهم في تعزيز احترام الذات، ويمكن تقسيمها إلى ما يأتي:


طرق تعزيز احترام الذات على الصعيد الشخصي

يبين ما يأتي بعض الطرق التي يمكن استخدامها على الصعيد الشخصي لتعزيز احترامك لذاتك:[٧]

  • سامح نفسك: الجميع معرّض للوقوع بالخطأ، لِذا لا تكن قاسياً على نفسك في حال تمّ اتّخاذ قرار خاطئ، بل سامح نفسك على الأخطاء أو الأفعال غير الجيدة، وحاول الاستفادة منها ثم امضِ قُدُماً، كما يجب عليك الاعتذار من الآخرين عند الخطأ بحقهم.
  • تقبّل نفسك: عليك أن تتقبّل الأمور التي تراها غير مثالية في نفسك كما هي دون وضع شروط، وركّز على الأشياء التي تحبها في ذاتك وكن سعيداً بها، فذلك يجعلك أكثر راحة.
  • مارس الرياضة وتناول الغذاء الصحي: يجعلك ذلك بصحة أفضل،[٨] فالصحة البدنية والعقلية الضعيفة قد تؤثر على الطريقة التي يرى بها الشخص نفسه بشكلٍ سلبي، لِذا يجب تناول وجبات صحية، وممارسة الرياضة، والاهتمام بتنشيط العقل، والحصول على وقتٍ كافٍ للراحة.[٦]
  • تحمّل المسؤولية: إذ إن تحمّل مسؤولية قراراتك وأفعالك يزيد من احترامك لذاتك.[٨]
  • كن واقعياً في تعاملك مع النقد: يجب على الشخص الذي يحترم ذاته التعامل مع النقد الموجه إليه بشكلٍ واقعي، وعدم النظر إليه من منظورٍ شخصي.[٩]


طرق تعزيز احترام الذات من خلال التعامل مع الآخرين

يبين ما يأتي بعض الطرق التي يمكن استخدامها من خلال التعامل مع الآخرين لتعزيز احترامك لذاتك:[٩]

  • كن حازماً: تعامل بحزم مع الأشخاص الذين لا يحترمونك، ولا تسمح لأحد أن يعاملك بشكلٍ سيئ، واتّخذ خطوات واضحة للحد من ذلك، كما يمكنك أن توضّح للشخص المسيء أنّ سلوكه يزعجك وغير مقبول لك.
  • كن متواضعاً: عامل الآخرين بتواضع، ولا تعتمد في احترامك لذاتك على مدح الآخرين لك.
  • لا تتخلّى عن مبادئك لإرضاء الآخرين: لا تحاول إرضاء الآخرين من خلال إجبار نفسك على الانسجام مع أفكارهم أو مبادئهم، بل كن متميّزاً في قراراتك وأفعالك، فالأصدقاء الحقيقيون يقبلونك كما أنت، ويحترمون جميع أفعالك.[٦][٧]
  • احترم معتقدات الآخرين: استمع لما يقوله الآخرون واحترمه، فذلك يعدّ أمراً مهماً في احترام الذات،[٨] وتجاوز أخطائهم السابقة، ولا تتوقف عندها.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Lachlan Brown (2020-07-30), "How to respect yourself: 10 steps to believing in yourself again", hackspirit.com, Retrieved 2020-11-26. Edited.
  2. "Self-respect", www.yourdictionary.com, Retrieved 2020-11-26. Edited.
  3. Julianna Gauthier, "Why Self-Respect is Important & How to Gain It", www.selfgrowth.com. Edited.
  4. Anastasia Belyh (2019-09-24), "This is Why Self-Respect is Crucial for Happiness", www.cleverism.com, Retrieved 2020-11-26. Edited.
  5. Eva Gregory , "The Importance of Self-Respect", evagregory.com, Retrieved 2020-11-26. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج Darby Faubion (2019-11-13), "Its Time To Learn: How To Respect Yourself", www.betterhelp.com, Retrieved 2020-11-26. Edited.
  7. ^ أ ب Trudi Griffin (2020-04-20), "How to Respect Yourself", www.wikihow.com, Retrieved 2020-11-27. Edited.
  8. ^ أ ب ت "How to Respect Yourself and Others", www.goodchoicesgoodlife.org, Retrieved 2020-11-27. Edited.
  9. ^ أ ب ت "10 Ways To Build Self Respect", castlecraig.co.uk, 2020-11-02, Retrieved 2020-11-27. Edited.