كيف أطور من نفسي وشخصيتي؟

شخصيةُ الإنسانِ هي مزيجٌ من أفكاره، طِباعه وسلوكه، مشاعره، مظهره الخارجي، مبادئه، طموحه، وطريقة تواصله مع الآخرين وجذبهم من خلال أقواله وأفعاله، ومن أراد التميّز والنجاح بكل جوانب حياته عليه أنْ يجتهدَ ويطوّرَ من شخصيته، ويحتاجُ ذلك إلى الكثير من الصبر والمواظبة لأنَّ التغيير لن يأتي بسهولة ولا بدفعة واحدة، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على بعض النصائح التي تساعدك على تطوير شخصيّتك.

قيّم نفس، واكتشفها

يعدّ التقييم الذاتيّ للنفس خطوة مهمةً ليعرفَ الشخصُ نفسَه جيدًا قبل محاولةِ تطويرها، بحيث يدرك سماتِه الشخصيّة وصفاتِه السلبيّة والإيجابيّة، ونقاط القوة والضعف لديه، بالتركيز على مكنوناته الداخلية، وليس على مظهره الخارجي، فهو اختبار لمدى تقديرك لذاتك، فإذا كنت ترى بنفسك مثلًا صفة إيجابيّة، ويقابلها أربع صفاتٍ سلبيّة، أي أنَّك تنظر لنفسك بطريقة سلبيّة، فهذا يعني أنَّ مستوى تقديرك لذاتك متدنٍ وبحاجة إلى أنْ تجتهدَ بإيجاد طرقٍ لترفعَ من مستوى ثقتك وحبك لنفسك، تقبّل عيوبَك ونقاطَ الضعف وأسعى إلى تحويلها إلى نقاط قوة، أما إذا كنت لا ترى بنفسك إلا كل ما هو إيجابي، ولا تُلاحظ الجوانب التي تحتاج إلى تحسين في شخصيتك فعليك أنْ تعيدَ النظرَ إلى نفسك بطريقة أكثر تواضعًا لتحدّدَ تلك الجوانب، يمكنك الاستعانة بالأشخاص المقربين منك سواءً من أفراد عائلتك أم أصدقائك الذين تثق بهم.^[١]

اهتم بمظهرك الخارجي

المظهرُ الخارجي هو انعكاسٌ لشخصية الفرد، وهو أولُ ما يراه الآخرون فيك قبل التحدثِ معك والتعرفِ على جوهرِك، وبناءً عليه يتكونُ الانطباعُ الأولُ عنك، لذا عليك الاهتمام بشكلك الخارجي، ويعتمدُ ذلك بالدرجة الأولى على العناية بنظافتك الشخصيّة، التي بدورها تقيك من الأمراضِ وتحافظ على صحتك الجسديّة والعقليّة من جهة، وتزيد من ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتِك من جهة أخرى، وهناك العديد من العادات التي يجب عليك الالتزام بها للمحافظة على النظافة الشخصيّة، منها: الاستحمام يوميّاً أو بمعدل ثلاث مراتٍ أُسبوعيّاً، وارتداء ملابس أنيقة ومرتبة ومتناسقة الألوان، وقصّ الأظافر والمُحافظة على نظافتِها، والاعتناء بالبشرة وبصحتها وجمالها، والاهتمام برائحة الجسم، وتنظيف الأسنان، وما إلى ذلك من أمور.^[٢]

كن واثقاً من نفسك

إن مَنْ يؤمن بقدراته، وإمكانياته، وكفاءاته، ويقدر ذاته يتولد لديه شعور بالثقة بالنفس الذي هو أساسُ أيّ نجاح يحققه الفرد، فالشخص الواثق من نفسه يمتلك الشجاعة والقوة العقليّة اللتين تمكّنانه من السير قُدمًا في طريق التميّز، ويُمكنك تعزيز ثقتك بنفسك من خلال بعضِ الممارسات منها:^[٢]

• ممارسة التأمل يوميًا مدة عشر دقائقَ، إذ يساعد على الاسترخاء وإعادة شحن الجسم والعقل بالطاقة والإيجابيّة.
• ممارسة التمارين الرياضيّة مدة ثلاثين دقيقةً يوميًا، حيث تنشط الدورة الدمويّة بالجسم، وتزيد من شعورك عن رضاك عن نفسك.
• تثقيف نفسك من خلال الدراسة والتعلم والمطالعة بحيث يصبح لديك مخزونٌ ثقافي يجعلك قادرًا على مواجهة تحديات الحياةِ، وكلما حصلت على قدرٍ عالٍ من المعرفة، كلما زادت ثقتك بنفسك.

اخرج من منطقة الراحة

تُستخدم منطقة الراحة للدلالة على شعور الفرد بالراحة والطمأنينة نتيجةَ الاعتياد على المكان الذي يتواجد فيه أو الأشخاص الذين يتعامل معهم، بحيث يميل إلى الركون وعدم خوض أي تجارب جديدة الأمر الذي يحدّ من مهاراته، ومعلوماته، وخبراته على المدى البعيد، وعليه فإذا أردت أنْ تستكشفَ العالمَ، وتكتشف نفسك وتطور من ذاتك عليك أنْ تخرجَ من قوقعتك، وتترك المخاوفَ والقلقَ جانبًا، وتغتنم الفرص وتبدأ من جديد.^[٣]

طوّر من مهاراتك الشخصيّة

تُعد المهارات الشخصيّة أحد أهم عوامل النجاح في الحياة، وهي أساس التعامل والتواصل مع الآخرين في الحياة اليوميّة سواءً على المستوى الشخصيّ أو العمليّ، لذلك عليك أن تسعى لتطوير هذه المهارات من خلال الممارسة والاستفادة والتعلم مِمَّن هم حولك، ويمكنك أيضًا الالتحاق بدورات تدريبية إذا شعرت أنّك بحاجة ماسة لذلك أو حتى حضور الفيديوهات المتعلقة بذلك على اليوتيوب.^[٤]

تَعلّم أشياء جديدة

لا تتوقف عند نقطة معينة، ولا تقللْ من شأن نفسك وقدراتك، استكشف كلّ ما حولك، تَعلّمْ أشياءَ جديدة كحرفة معينة، لغة جديدة، أو مهارة حياتيّة، اقرأ كتبًا لم تقرأها من قبل، اكتشف هواياتٍ جديدةً كتعلم فن التصوير، أو الرسم، أو لعب الشطرنج، المهم لا تجمّد طاقاتك الذهنية وتتوقف، أنت قادر على تعلم الجديد دائماً، فقط اسعى وثابر.^[٥]

استبدل عاداتك السلبية بأخرى إيجابية

بلا شكّ بأنّ التخلُصَ من العادات السيئة واستبدالها بعادات صحية ليس بالأمر السهل، بل يحتاجُ إلى مجهود ووقت كبيرين وممارسة أيضاً، ولكي تتمكنَ من إحداث التغيير، عليك أولًا تغيير معتقداتك وطريقة تفكيرك، فإذا كنت مُقتنعًا بأنك لن تتمكنَ من التغيير، فلن يحدث ذلك بالفعل، على سبيل المثال إذا أردت أن تصبح منفتحًا، لكن قناعاتك الداخلية تخبرك أنَّ الانطوائية سمةٌ ثابتةٌ فيك، فلن تتغيرَ أبدًا ما لم تغير هذه الأفكار، فمن أراد التحكم بنفسه عليه أولًا أنْ يتحكمَ بأفكاره، ويستبدل السلبيّة بالإيجابيّة، فأفكار الإنسان تنعكس على مزاجه وسلوكه وتوجّهاته.^[٦]

تعرف على أشخاصٍ جدد

كلما التقيت بأناس أكثر كلما زادت فرصتك للتعرف على المزيد من الثقافات، والخبرات، والأفكار والمفاهيم، وتطوّرت لديك مهارات التواصل والتحاور مع الآخرين، وأصبحت شخصًا اجتماعيًا، واستفدت من أشخاص بدؤوا من الصفر وكيف وصلوا للقمة، وآخرون عانوا من معوقات وتحديات استطاعوا تجاوزها.^[٤]

اقرأ باستمرار

تُعد القراءة من وسائل التعلم الذاتيّة، وهي رياضة للعقل، ومن خلالها يمكنك الاطلاع على مختلف العلوم، والثقافات، والمعتقدات، والإلمام بكل جوانب الحياة المختلفة، والتعرف على العالم بأكمله وأنت جالسٌ بمكانك، اقرأ في مجالات عدة، ونوّع في قراءاتك، ولا تقتصر على مجالٍ واحدٍ.^[٣]

احترم الآخرين

لا تتوقعْ أن يحترمَك الناسُ إذا لم تبادله نفسَ الشعورِ، احترمْ الناس على اختلاف أديانهم، جنسياتهم، أعمارهم، ومكانتهم الاجتماعية، إذ إنّ احترامك للآخرين يدل على احترامك لذاتك أيضًا، ويتمثل ذلك من خلال الوفاء بالعهود، والصدق في التعامل، وتقبل مختلف الآراء واحترامها، ومساعدة الآخرين والاهتمام بهم والتعاطف معهم، والترفع عن مقابلة الإساءة بالإساءة.^[٤]

ابتسم دائماً

لا تكلفك الابتسامة شيئًا، لكنّ لها أثرًا كبيرا في بناء شخصيتك، وتستطيع أنْ تملكَ العالمَ بابتسامة، فهي تضيفُ لك لمسة جماليّة، وتعطي انطباعًا جيدًا عنك بأنّك شخص ودود، وتشجع الآخرين على الاقتراب منك والتحدث معك، الأمر الذي سينعكس على نفسك وطاقتك إيجاباً ليصبح إنجازك للمهام والواجبات أبسط وأسرع.^[٢]