الانفصال المفاجئ: كيف يمكن التعامل معه وتخطّيه؟

تجربة الانفصال المفاجئ تجربة قاسية جدًا، مليئة بشعور الخذلان، قد لا يتحملها الكثير، ومن المؤكد أنّ ما دفعك إلى هنا هو مرورك بهذه التجربة، أو خوفك منها، ولكن، أودّ أن أطمئنك أن معظمنا قد تعرّض لمثل هذه التجربة، وما بيدك حيلة إلا التخطّي والنسيان، وأريدك أن تتذكر أن العمر مرة، لا تعِش على أطلال من هجرك، ولا تسعى إلى رضا أحد سوى نفسك، وقُم بالنصائح الآتية التي ستجعل التجربة ألطف وأسهل: [١][٢]


تواصل مع أحد المقرّبين

العائلة والأصدقاء الحقيقيين هم مصدر الدعم الأفضل في هذه المرحلة، ولكن، فكّر في الشخص الأكثر أمانًا لك، ولا تنشر الأمر لدى الجميع، فأنت لا تسعى إلى الحصول على نظرات الشفقة من الجميع، بل تريد تعاطف وتفهّم الأشخاص المقرّبين حقًا، ومن يريدون رؤيتك بحالة أفضل.


عِش الحزن كما ينبغي دون المبالغة

لم يخلق الله عز وجلّ الأحاسيس والمشاعر فيك لتمنعها من الظهور، بل وُجدت فيك لتعبّر فيها عمّا بداخلك، لذا، احترس من أن تترك مشاعرك السلبية حبيسة في روحك، دون أن تطلق لها العنان، فإن هذا الكبرياء، أو التجاهل، لن يزيدك إلا حزنًا، واختناقًا، لذا، تذكّر أن تعيش الحزن كما يجب في وقته، فهو وسيلة من الوسائل الضرورية لتخطّي الشخص ونسيانه، وتذكّر أن لا تبالغ في الحزن، ولا تترك نفسك لمشاعره لفترة طويلة.


خذ وقتًا للعُزلة مع نفسك

وذلك لا يعني العُزلة في البقاء على السرير، والاستمرار في البكاء لساعات طويلة، لا، وأبدًا! بل يمكنك ممارسة الأنشطة التي تحبّها لوحدك؛ لتجد مع نفسك سلامًا داخليًا للفوضى العارمة في داخلك، مثل أن تمشي في مكانك المفضل، أو تمارس الرياضة، أو أن تمنح نفسك جلسة استرخاء ومساج في منتجع مفضّل، أو أن تجلس في المنزل وتعدّ وجبتكِ المفضلة بنفسك، وتشاهد فيلمك المفضّل.


تجنّب ردود الفعل المؤذية

ليس من الذكاء أن تقوم بإهلاك نفسك لمجرّد أنّك حزين، فهذا ليس مبرّر! وهذه نصيحة أكثر من مهمة، فإن هناك من يمرّ بتجربة عاطفية قاسية، ويُقبل على التدخين بإفراط، أو الأكل بشراهة، أو إرهاق النفس بشكل كبير ومتعمّد، أو حتى إيذاء النفس عن عمد، ولكن، توقّف لحظة، وفكّر أنّه عليك الوقوف مع نفسك في حزنها، وليس الانتقام منها وإهلاكها فوق حزنها، وصدّقني، ممارسة الأمور الصحية والداعمة لجسدك ستقدّم لك نتائج أفضل بكثير.


افعل شيئًا تحبّه

كل ما قد تحبّه وهو مناسب وجيد لك افعله، استثمر في العادات الجيدة والتي تحبّها، خاصةً في عادة الرياضة، أو الهوايات الفنية، كالغناء، الرسم، التصوير ونشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أو الدراسة أو أخذ دورات مفيدة فيما يهمك، وأمور كثيرة أخرى تجد فيها نفسك وروحك، وتقتل فيها الفراغ الموحش، أنت لا تحتاج إلى وقت فارغ أبدًا.


جرّب العلاج النفسي

ولمَ لا؟ قد تكون فكرة جيدة ومفيدة في استشارة أخصائي نفسي قد يفيدك من خبرته ويمنحك الطرق والوسائل التي تشجعك على التخطي والنسيان، وهذه ليست خطوة مُعيبة لك، لا بأس أن يحتاج الإنسان إلى مساعدة الآخرين في أيامه الصعبة، ولكن تذكّر اختيار الأخصائي المناسب والماهر حقًا.


تخلّص من كل الذكريات العالقة

امسح كل الذكريات التي من الممكن أن تربطك بهذا الشخص، فهي لم تعد مهمة بعد اليوم، مثل الصور، والمحادثات، لمَ المعاناة والنظر فيها يوميًا؟ لا جدوى إطلاقًا من ذلك، تذكّر أنّك بحاجة إلى توجيه قوتك وطاقاتك إلى نفسك، وليس إلى ما يهلكك ويجعلك تتآكل من داخلك، وقد تحتاج أيضًا إلى مسح هذا الشخص من وسائل التواصل الاجتماعي إذا كان مناسبًا، فإن ذلك أفضل.


تعلّم من التجربة

التجربة القاسية هي بمثابة صقل لك ولروحك، لتستخرج منك أفضل ما فيك "الجوهرة التي بداخلك"، وتذكّر أن الحزن موجود لنستشعر قيمة الفرح والبهجة من بعده، لذا، لا تخرج من تجربتك إلا بالفوائد التي يحتاجها قلبك وروحك، مثل استشعارك للنعم بشكل أكبر، ومضاعفة شعور التصالح مع النفس، وزيادة وعيك حول الحياة ومداركها، وأنّها لا تستحق منك الجهد والحزن الشديد، فهي مراحل عديدة، تغيب مرحلة لتظهر أخرى مكانها.


استثمر في نفسك بعد الانفصال المفاجئ

إن جوهر الأمر كله هو أنت، صُبّ تركيزك بأكمله على نفسك أنت وحدك، لذا، قدّمنا لك هذه النصائح الثلاثة، ونرجو منك اتباعها حقًا: [٣]


  • اعتنِ بصحتك العقلية، وحافظ على نشاطك الاجتماعي والجسدي، ولا تسمح لأي ظرف كان أن يجعلك تخسر نفسك.
  • دلّل نفسك بالعناية، ولا تنسى العناية بجمالك، بشرتك، شعرك، أناقتك، فإن هذه كلّها ليست مظاهر خارجية فحسب، بل هي عوامل تتمكن من أن تبني من خلالها علاقة صحية مع نفسك، وبالتالي سيسهل عليك التعامل بشكل صحي مع الآخرين.
  • استرجع ثقتك بالحب، مهما كانت طبيعة العلاقة التي تجمعك بمن هجرك، لا تخسر ثقتك بالحب، والمشاعر الجميلة، بل يمكنك أن تبني الثقة معها ومع الأشخاص من جديد، قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكنّه ليس مستحيلاً، بل وليس صعبًا أيضًا.



المراجع

  1. "10 Ways to Handle Sudden Break up in Long-Term Relationships", marriage, Retrieved 28/9/2023. Edited.
  2. "11 Expert Ways To Cope With A Sudden Breakup In A Long-Term Relationship", bonobology, Retrieved 28/9/2023. Edited.
  3. "Breaking Up Is Hard to Do: These 9 Tips Can Help", healthline, Retrieved 28/9/2023. Edited.