جميعنا معرضون للشعور بالخذلان في لحظات مختلفة من الحياة، ويمكن الشعور به عندما لا تتوافق النتيجة مع التوقعات، فيشعر الفرد بمزيج من مشاعر الحزن والخسارة والغضب والإحباط، وفي تلك اللحظات، يُصبح من الضروري أن نكون قادرين على تجاوز هذه المشاعر والتغلب عليها بطرق صحية وبنَّاءة، وفي الآتي نصائح قيمة تساعدك في التغلب على تلك اللحظات الصعبة وتحقيق توازن عاطفي وسعادة دائمة.[١]


كيف أتخطى الشعور بالخذلان؟

تجاوز الشعور بالخذلان يتطلب وعيًا عميقًا بمشاعرك وتصرفاتك، والاستعداد للعمل على تغيير نمط التفكير والتصرف، إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في تجاوز هذا الشعور:


امنح نفسك الوقت للتفكير

امنح نفسك وقتًا لفهم الخطأ الذي حدث وفكر بالأسباب التي كانت وراء حدوث ذلك، هل كانت النتيجة متوقعة أم صدمة أم خارجة عن إرادتك؟ عندما تفهم سبب حدوث خيبة الأمل، ستكون جاهزاً بشكل أفضل لإدارة مشاعرك وتبرير الحدث.[١]


تحليل المشاعر

حاول فهم مصدر الخذلان. هل هناك توقعات غير واقعية؟ هل هناك سبب محدد يجعلك تشعر بالخذلان؟ في بعض الأحيان، يكون تعديل التوقعات هو أفضل طريقة للتعامل مع خيبة الأمل، فإذا كانت التوقعات جامدة أو غير مرنة أو لا تتماشى مع الواقع، فمن الطبيعي أن تشعر بالخذلان وخيبة الأمل.[٢]


توقع وقبول خيبة الأمل

تذكر دائماً أن الشعور بالخذلان هو أمر طبيعي ومجرد جزء من الحياة، ولا توجد طريقة لتجنب ذلك تماماً. تذكر أن الخذلان هو شعور ينشأ حول التوقعات التي لم تتحقق، لذا، إذا كنت تتوقع أن تحظى بحياة خالية من الخذلان وخيبات الأمل، فستجد نفسك محبطًا، لذا فيعد قبول الظروف المخيبة للآمال، على الرغم من رد فعلك العاطفي الطبيعي، يمكن أن يجعل الأمور أقل إزعاجًا.[٢]


المحافظة على الصحة البدنية

عندما تواجه حدثًا مرهقًا، بما في ذلك خيبة أمل كبيرة، فمن المهم أن تعتني بصحتك البدنية وكذلك صحتك العقلية، لذا فلا بأس من أخذ الوقت الكافي لتناول نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والحصول على قسط كافٍ من النوم، فذلك سيساعد على تقليل مشاعر الخذلان.[١]




إن اتباع نظام غذائي سيئ مع قلة النوم يمكن أن يجعلك تشعر بالسوء أكثر، مما قد يزيد من صعوبة التعامل مع المشاعر السلبية.




كن لطيفاً مع نفسك

نعم، اسمح لنفسك بأن تشعر بالخذلان والحزن وتقبل ذلك، لا تخف من تجربة المشاعر السلبية، فهذا خطوة أساسية في معالجتها، وكن لطيفاً مع نفسك، لا تحكم على نفسك بقسوة شديدة فأنت لست مثاليًا، لا تلزم نفسك بمعايير عالية مستحيلة، والأهم من ذلك، لا تقارن نفسك بالآخرين، إذ إن القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى الإضرار بثقتك بنفسك.[١]


التواصل الصادق مع الآخر

إذا كان الخذلان مرتبطًا بعلاقة شخصية أو مهنية، قد يكون من المفيد التحدث بصراحة مع الشخص المعني لفهم وجهات نظره وتوضيح مشاعرك.[٣]




تذكر أن تجاوز الخذلان يأخذ وقتًا وجهدًا، لكن مع التفكير الإيجابي والعمل على نمط حياة صحي وتوجيه الانتباه إلى ما يجلب السعادة، يمكنك التغلب على هذا الشعور، وتذكر أنك تستحق السعادة والاستقرار العاطفي، وتعمل على تحقيقهما، ويعد ذلك خطوة مهمة نحو تحسين نوعية حياتك.




اعرف متى تكون بحاجة إلى مساعدة مهنية

في بعض الأحيان، تحتاج إلى يد المساعدة للتغلب على الخذلان، نعم من الممكن أن يكون لديك شبكة دعم رائعة من العائلة والأصدقاء، إلا أنّ هذا لا يكفي، فقد تكون بحاجة إلى مساعدة مهنية، حيث سيتحدث معك الأخصائي عن مشاعرك ويساعدك على تعلم كيفية التعامل معها، كما سيعلمك استراتيجيات المواجهة التي ستساعدك على فهم ما تشعر به ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وفي الآتي بعض العلامات التي تشير إلى حاجتك لطلب المساعدة المتخصصة، وهي:[٤]

  • عدم القدرة على التركيز.
  • عدم القدرة على الإنتاجية، والشعور بعدم الحماس.
  • فقدان المتعة والشغف في القيام بأنشطة لطالما أحببتها.
  • مواجهة صعوبة في النوم، وتغير في الشهية.


هل يمكن أن يكون الشعور بالخذلان نقطة لصالحك؟

نعم، يمكن أن يكون الشعور بالخذلان نقطة لصالحك على الرغم من كونه تجربة صعبة ومؤلمة بعض الشيء في البداية، فإذا تعاملت معه بشكل صحيح، يمكن أن يكون للخذلان تأثيرات إيجابية على نموك الشخصي وتحقيقك للنجاح، وفي الآتي بعض النقاط التي يمكن أن يكون فيها الخذلان نقطة انطلاق لصالحك:[٤][٥]

  • تطوير النفس: تجربة الخذلان تمنحك الفرصة لبناء نفسك على الصعيد العاطفي، ويثري في داخلك روح التحدي، مما يمكنك من التعامل مع صعوبات الحياة بشكل أفضل في المستقبل.
  • تحسين الذات: قد يكون الخذلان حافزًا للعمل على تحسين نفسك وتطوير مهاراتك، سواء كانت تلك المهارات مرتبطة بالعمل أو العلاقات الشخصية.
  • خلق روح العزيمة في نفسك: تجربة الخذلان يمكن أن تعزّز من عزيمتك وإصرارك لتحقيق أهدافك. قد تكون هذه اللحظات هي التحدي الذي تحتاجه لتنمو وتحسن من نفسك.
  • تعلم الدروس: من خلال تحليل مصدر الخذلان وسببه، يمكنك أن تتعلم دروسًا قيّمة تساعدك على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل وتجنب الأخطاء المماثلة.
  • تعزيز الإبداع: غالبًا ما يشجع الخذلان على البحث عن طرق جديدة وإبداعية للتعامل مع التحديات وتحقيق الأهداف.
  • تعزيز التواصل والعلاقات: في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الخذلان إلى فتح النقاش والتواصل مع الآخرين بشكل أكثر صدقًا وعمقًا، مما يمكن أن يقوي العلاقات.
  • تحسين القدرة على تحمل الضغوط: بمرور الوقت، يمكن أن يجعلك تجربة الخذلان أكثر قدرةً على التعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة.




إذا قررت النظر إلى الخذلان كفرصة للتعلم والنمو، فإنك تغيّر نظرتك إلى هذه التجربة الصعبة وتحولها إلى فرصة لبناء شخصيتك وتحقيق نجاحك الشخصي والمهني.




كلمة أخيرة

يأتي الخذلان مع مشاعر معقدة، يمكن أن يكون الحزن والندم واليأس، وأيضاً الغضب، ولكن تعلم كيفية التغلب على الشعور بالخذلان هو مهارة أساسية في الحياة، وسيسهل عليك قبول الأمور والمضي قدمًا، ويمكن تجاوز الشعور بالخذلان من خلال اتباع بعض الخطوات، أهمها: تقبل المشاعر وتحليل أسباب الخذلان، والتفكير بإيجابية، والتركيز على الذات وقيمتك بغض النظر عن تصرفات الآخرين، وتذكر بأن الخذلان والشعور بخيبة الأمل ليست بهذا السوء، ففي الحقيقة، قد تغير طريقتك التي تنظر بها إلى نفسك والعالم والأشخاص من حولك. كما أنها تساعدك على فهم ما هو مهم بالنسبة لك بشكل أفضل، وعلى ذلك فعندما نواجه الفشل والخذلان، يجب ألا نجلس في حالة من اليأس، وبدلاً من ذلك، يجب علينا أن نتعلم من تجاربنا ونحسن من أنفسنا.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "How to deal with disappointment", mensline. Edited.
  2. ^ أ ب "A Psychologist’s Advice on How to Deal with Disappointment", manhattancbt. Edited.
  3. ^ أ ب "How to Get Over Disappointment: Examples and Strategies", berkeleywellbeing. Edited.
  4. ^ أ ب "5 proven ways to deal with disappointment", betterup. Edited.
  5. "HOW TO DEAL WITH DISAPPOINTMENT", tonyrobbins. Edited.