ما هي فوبيا اللمس؟

يُعرّف الرهاب أو الفوبيا (بالإنجليزية: Phobia) بشكل عام على أنه الشعور بمشاعر خوف أو فزع أو ذعر غير عقلانية، تنشأ نتيجة مواجهة شيء محدد؛ مكان أو موقف أو شيء معين، مثل رهاب الأماكن المرتفعة، حيث يشعر الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب بخوف كبير إذا تواجد في مكان مرتفع، ورهاب اللمس (بالإنجليزية: Haphephobia)، وهو الخوف الشديد الذي يصل إلى درجة الذعر من لمس شخص آخر، أو لمس شخص آخر من جنس مختلف.[١][٢]


وبالرغم من أن مشاعر الخوف الناتجة عن الرهاب مشاعر غير منطقية أو عقلانية، إلّا أنها صعبة جدًا، ويمكن أن تؤثر بالأشخاص بدرجات متفاوتة، تبدأ من الشعور بالانزعاج لمواجهة الأمر أو الحدث المسبب للرهاب، وتنتهي بالدرجة الشديدة وهي تعطيل مشاعر الخوف حياة الشخص تمامًا، فلا يستطيع عيش حياته وممارسة النشاطات الطبيعة بسهولة، وينطبق هذا على رهاب اللمس أيضًا فبعض الأشخاص المصابين به، قادرون على ممارسة حياتهم الطبيعة وتكوين علاقات اجتماعية ودودة، بالرغم من عدم قدرتهم على إظهار المودة الجسدية، والبعض الآخر لا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية.[١][٢]




يعاني 19 مليون أمريكي تقريبًا من أنواع مختلفة من الرهاب الذي يسبب صعوبة لهم في بعض مجالات حياتهم.




أعراض فوبيا اللمس

تختلف شدة أعراض فوبيا اللمس من شخص لآخر، فالبعض كما أسلفنا لديه القدرة على تكوين علاقات اجتماعية دون إظهار المودة الجسدية، والبعض الآخر يمكنه تحمل لمس الآخرين فقط إذا كان هو من بدأ باللمس، أو من سمح أو أعطى إذنًا للآخر بلمسه، أما المصابون بدرجة شديدة من فوبيا اللمس قد يشعرون بهذه الأعراض عند محاولة أحد لمسهم:[١][٢]

  • البكاء.
  • الشعور بالصدمة والوقوف بثبات في المكان.
  • الجري.
  • الرجفة.
  • جفاف الفم واضطراب المعدة والتعرق والغثيان.
  • سرعة الكلام أو عدم القدرة على الكلام.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو الإحساس بالاختناق.
  • الدوخة أو الدوار.
  • نوبات الهلع التي تتضمن ارتفاعاً في نبضات القلب والتنفس السريع.


أسباب فوبيا اللمس

ترجع أسباب حدوث فوبيا اللمس لعدة عوامل، أولها العامل الوراثي، حيث ترتفع نسبة الإصابة بالفوبيا أو الرهاب عامةً إذا كان لدى الشخص أقارب مصابون بالفوبيا أو اضطراب القلق، أيضًا يمكن أن تؤدي التجارب الحياتية المؤلمة إلى زيادة خطر الإصابة بالرهاب، فمثلًا ترتفع نسبة الإصابة في الرهاب أو الفوبيا عند الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث الغرق، أو الذين علقوا في الأماكن الضيقة أو المغلقة أو المرتفعة جدًا، بالإضافة إلى التعرض إلى حوادث لدغات الحيوانات أو الحشرات.[١][٢]


ومن العوامل التي تساعد على الإصابة في الفوبيا؛ الحوادث الصحية مثل، إصابة الدماغ، أو الاكتئاب، ويمكن أن يرتبط الرهاب أيضًا بتعاطي المخدرات أو حالات الإدمان عمومًا.[١][٢]


ويمكن أن يحدث رهاب اللمس نتيجة للأسباب المذكورة سابقًا، ولكن يمكن أن يرتبط بأمراض أو أنواع أخرى من الفوبيا، وهي:[٣][٢]

  • فوبيا الجراثيم (mysophobia): حيث تنشأ فوبيا اللمس بسبب الخوف من الجراثيم أو لمس سطح أو شيء غير نظيف.
  • الخوف من الحشود (ochlophobia): يمكن أن يشعر الشخص المصاب برهاب الخوف من أن يلمسه الغرباء في الحشود الكبيرة أو حتى الصغيرة.
  • اضطراب الوسواس القهري (OCD): قد يخشى الشخص المصاب بالوسواس القهري من مواقف معينة خارجة عن إرادته، مثل أن يلمسه أشخاص آخرون.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يمكن أن يحدث فوبيا اللمس من تجربة صادمة سابقة تضمنت اللمس، مثل مشاهدة أو التعرض لاعتداء جسدي أو اعتداء جنسي.


تشخيص فوبيا اللمس

يشخص الطبيب النفسي حالات الرهاب أو الفوبيا، اعتمادًا على الأسئلة عن طبيعة الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب ومدتها وشدتها، وبناءً على التاريخ المرضي للشخص والفحوصات الجسدية لاستبعاد الحالات الأخرى، التي قد تشترك في بعض الأعراض مع رهاب اللمس، ويُشخص الفرد بفوبيا اللمس بحسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) في حالة استمرار الأعراض لمدة ستة أشهر على الأقل، مع استبعاد أن تكون ناجمة عن حالة طبية أو عقلية أخرى.[٢]


علاج فوبيا اللمس

تشمل علاجات حالات الفوبيا والرهاب بشكل عام ورهاب اللمس بشكل خاص؛ الأدوية والعلاج النفسي، حيث يساعدان معًا على التخفيف من حدة الأعراض للوصول إلى حالة الشفاء التام، إذ يتراوح معدل العلاج الناجح لأنواع معينة من الرهاب حوالي 80% إلى 90%.[٢]


الأدوية

يصف الطبيب النفسي لمرضى الرهاب عامة ورهاب اللمس خاصةً مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق، حيث تساعد هذه الأدوية على إدارة أعراض الرهاب والتخفيف من حدتها، وللحصول على أكبر فعالية منها يجب أخذها بالإضافة إلى الخضوع إلى جلسات العلاج النفسي. [٢]


العلاج النفسي

يتضمن العلاج النفسي لعلاج بعض حالات الرهاب تعريض المرضى تدريجيًا لما يخشونه مع ممارسة تقنيات الاسترخاء، مما يساعد على التقليل من حدة استجابتهم للحدث المسبب للخوف، ويستخدم بعض الأطباء العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لحالات رهاب محددة، حيث يعالج هذا النوع من العلاج الأفكار والتشوهات السلبية التي تساهم في تطور مشاعر الخوف.[٢]


التأقلم مع فوبيا اللمس

فيما يلي بعض النصائح الإضافية للعلاج النفسي، لمساعدة الشخص المصاب بفوبيا اللمس على التأقلم مع حالته:[٣][٢]

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، لتعزيز الصحة العقلية بشكل عام.
  • البحث عن طرق للاسترخاء وإدارة التوتر، حيث وجدت دراسة حديثة أن تقنيات اليقظة الذهنية (mindfulness) تقنيات فعالة في علاج ومنع القلق والاكتئاب.
  • الحصول على الدعم الاجتماعي من الأقارب والأصدقاء، وإشراكهم في جلسات العلاج الأسري لمساعدتهم على فهم مخاوف الشخص المصاب بفوبيا اللمس وتطوير طرق بديلة للتعبير عن عاطفتهم تجاهه.
  • الانضمام إلى مجموعة المساعدة الذاتية (Support Groups) حيث يمكن للشخص المصاب التحدث إلى الأشخاص الذين يمرون بتجارب مماثلة.
  • تجنب تعزيز الخوف الناتج عن الفوبيا، وهذا لا يعني مواجهة المخاوف بشكل مباشر، ولكن إيجاد طرق للتعرض تدريجيًا للمخاوف، حيث يمكن أن يساعد الطبيب النفسي الشخص المصاب في اقتراح أنشطة تساعده على ذلك.



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "What Is Haphephobia and How Can You Manage Fear of Touch?", healthline, Retrieved 12/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "What Is Haphephobia?", verywellmind, 9/7/2021, Retrieved 12/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Fear of being touched: Causes and treatments for haphephobia", medicalnewstoday, 29/1/2018, Retrieved 12/12/2022. Edited.