يعد النسيان من أكثر الأمور انتشاراً بين الناس، ومن أكثر الأمور المزعجة أيضاً، إذ يؤثّر على الحياة المهنية والاجتماعيّة والشخصيّة، ومن الجدير بالذكر أنّه في بعض الحالات يكون النسيان وضعاً طبيعيّاً وعرضياً يصيب الانسان لفترة مؤقتّة، ولكن في حال استمرّ لفترات طويلة فمن الممكن أن يصبح حالة مرضيّة، ويحدث النسيان عموماً بسبب قلة النوم، أو التعب والإجهاد، وتناول الطعام غير الصحي وغيرها من الأسباب التي سيتم توضيحها في المقال إلى جانب طرح بعض الحلول التي تساعد على تجاوز هذه المشكلة.


عوامل النسيان

تتعدد العوامل المؤدية للنسيان وفي الآتي بيان لبعضها:


قلة النوم

يلعب النوم دوراً رئيسيًا في تقوية الذاكرة، حيث ينقل الذكريات قصيرة المدى ويحوّلها إلى ذكريات طويلة المدى، إضافةً إلى الشعور بالنشاط والحيوية في اليوم الذي يليه، لذلك يحتاج الإنسان البالغ عادةً إلى ما يقارب 8 ساعات من النوم كل ليلة، وأي شيء قد يقلل من ساعات النوم كحدوث مشاكل في التنفس ليلًا، قد يؤثر على قدرة الشخص على التركيز.


تعدد المهام

يمكن أن يتسبب الإفراط في المهام التي يؤديها الشخص إلى التوتر، مما يؤدي إلى تشتت الانتباه وعدم تخزين المعلومات في الدماغ بشكل صحيح، لذلك ينصح بالتركيز على مهمة واحدة في نفس الوقت كي يقوم الدماغ بتخزينها وسهولة تذكرها لاحقاً.


التوتر والقلق

يُعدّ التوتّر الشديد والقلق والاكتئاب من المشاكل النفسيّة التي تؤدّي إلى حدوث مشاكل في الذاكرة وتسبب النسيان، كما وتؤثر على قدرة الشخص على الانتباه والتركيز، ويُلاحظ وجود هذا العامل بكثرة عند الأشخاص الذين يتعرّضون للإجهاد المُزمن، والتوتّر الشديد بسبب المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتقهم.


سوء التغذية

يتأثر الدماغ بنوعيّة الغذاء، ولكي تقوم الأعصاب بوظائفها على أكمل وجه لا بدّ من توافر بعض العناصر التي توجد في الغذاء، ومن أهمّها فيتامين B12، فهو يحافظ على دماغك ويحميه من الإصابة ببعض الاضطرابات الذهنية في المستقبل مثل الخرف، ويمكنك أن تجد هذا الفيتامين في المصادر الطبيعيّة، مثل: الألبان، واللحوم، والأسماك، كما بإمكانك الحصول عليه من الحبوب المدّعمة بفيتامين B12.[١]


بعض الأسباب الطبية

  • الأدوية: قد يكون النسيان أحد الأعراض الجانبيّة الشائعة لبعض الأدوية، مثل: المهدئات، ومضادات الاكتئاب، وبعض أدوية الضغط، حيث تؤثر على التركيز والانتباه، وعلى عمل الذاكرة أيضاً، لذلك إن أحسست بعد تناولك لمثل هذه الأدوية أنّ ذاكرتك ليست على ما يرام فهذه إشارة إلى أنّه قد حان الوقت لإيجاد بديل مناسب للدواء الموصوف.[١]
  • قصور الغدّة الدرقيّة: يؤثر قصور الغدّة الدرقيّة بشكل مباشر على الذاكرة وكثرة النسيان، كما يرتبط بحدوث أعراض أخرى للنسيان، مثل اضطرابات النوم والاكتئاب.[١]


كيف أحسن ذاكرتي وقدرتي على التذكر؟

في حال أصبح النسيان يلازمك في حياتك، إليك بعض الطُرق التي تساعد على تقوية الذاكرة:


تمرين العقل

توجد العديد من الأنشطة والتمارين الذهنية التي بدورها تُحفّز نشاط العقل وتنشّط الذاكرة، وتزيد من قدرتك على معالجة المعلومات وتذكّرها، وللحصول على أفضل النتائج عليك القيام بتمارين جديدة وغير مألوفة وممتعة في ذات الوقت، ومن الأمثلة على هذه الأنشطة: لعبة الشطرنج، أو تعلّم العزف على آلة موسيقيّة، أو تعلّم لغة أجنبيّة.[٢]


ممارسة التمارين الرياضيّة

تساعد التمارين الرياضيّة في الحفاظ على صحّة الدماغ، حيث تسهم في الحصول على كميّة كافية من الأكسجين إليه، وتقلل من خطر الإصابة بفقدان الذاكرة، هذا فضلاً عن كونها تقلل مستويات التوتّر، لذلك إذا أردت أن تقوّي دماغك احرص على ممارسة التمارين خاصة التمارين الهوائيّة التي تزيد من ضخ الدم ونشاط الجسم، حيث تعدّ من أفضل التمارين التي تساعدك على تحقيق مبتغاك، ومن الأمثلة على هذه التمارين: المشي السريع، وركوب الدرّاجة الهوائيّة والسباحة، كما قد تفيدك ممارسة الرياضات التي تتطلّب التنسيق بين اليد والعين، مثل: التنس الأرضي، والرماية، ولكن احرص أثناء ذلك على أخذ فترات راحة؛ لتجنّب الإرهاق.[٢]


الحصول على قسط كافٍ من النوم

يُعدّ النوم ضروريّاً لتحسين عمل الذاكرة، ومساعداً على التعلّم، ويؤدي عدم حصول الجسم على النوم الكافي إلى التأثير على قدرة الفرد على حلّ المشاكل، وتقليل الإبداع ومهارات التفكير النقديّ، لذلك احرص على ممارسة بعض العادات التي تساعدك على النوم والحصول على حصّتك اليوميّة منه، منها: الحرص على النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يوميّاً، وتجنّب استخدام الأجهزة الإلكترونيّة قبل النوم بساعة على الأقلّ، كما يساعد التقليل من تناول الكافيين الموجود في القهوة والشاي في ذلك.[٢]


السيطرة على التوتّر

يعدّ التوتر الشديد من العوامل التي تسبب تدمير خلايا الدماغ، وتلف المنطقة المسؤولة عن تكوين الذكريات الجديدة واسترجاع الذكريات القديمة، الأمر الذي يسبب ضعفاً في الذاكرة، ولتجنّب الوصول لهذه المرحلة من الضروري أن تجعل توقعاتك اتجاه الحياة منطقية وواقعية، وتبتعد عن المواقف المسببة للتوتر، فلا تتردّد في رفض الأشياء التي تُربكك وتزيد توتّرك، ولا تكبت مشاعرك وعبّر عنها، واسعَ إلى تحقيق التوازن بين عملك وحياتك، ولا تجعل مشاغل الحياة تمنعك من أخذ قسط كافٍ من الراحة.[٢]


القراءة بصوت عالٍ

تساعد القراءة بصوت عالٍ ومشاركة المعلومات والمفاهيم الجديدة مع الآخرين في تحسين الذاكرة، حيث إنّ مشاركة ما تعلّمته يساعد في تعزيز المعلومات وتثبيتها في الذهن.[٣]


الاعتناء بالجسم وبنوعية الغذاء

توجد العديد من الممارسات التي تساعدك على تقوية الذاكرة وتحسين أدائها، مثل:[٤]

  • قلّل من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المكرّرة، مثل: الكعك والبسكويت، والحبوب، والأرز الأبيض، والخبز الأبيض، حيث إنّ تناولها يرفع نسبة السكر في الدمّ، الأمر الذي يؤثّر سلباً على الذاكرة.
  • تناول زيت السمك، وذلك لاحتوائه على أوميغا 3، وأحماض دهنيّة أخرى تساعد في تخفيف التوتّر والقلق، وتحسين الذاكرة.
  • حافظ على الوزن المثالي، حيث تُعدّ السُمنة إحدى عوامل إضعاف الذاكرة، إذ قد تؤثّر على الجينات المرتبطة بالذاكرة في الدماغ.
  • حافظ على المستوى الطبيعيّ من فيتامين د في جسمك، حيث يؤدّي انخفاض مستواه في الدم إلى انخفاض الوظائف الإدراكيّة للدماغ.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Daniel Pendick (18/4/2020), "7 common causes of forgetfulness", health, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Melinda Smith, Jeanne Segal, Lawrence Robinson (1/2021), "How to Improve Your Memory", helpguide, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  3. Kendra Cherry (30/9/2019), "11 Methods for Improving Your Memory", verywellmind, Retrieved 11/2/2021. Edited.
  4. Jillian Kubala (26/3/2018), "14 Natural Ways to Improve Your Memory", healthline, Retrieved 10/2/2021. Edited.