مع تزايد المشاغل والضغوطات الحياتية، فإن الكثيرين يمرّون بلحظات يشعرون فيها بالتعب وإلارهاق، الأمر الذي قد يؤدي إلى التسبب في قلة التركيز وضعف الانتباه والتذكر، علماً أنّه في بعض الأحيان يكون للعوامل الوراثية دور كبير في التأثيرعلى قوة أو ضعف عملية التذكّر، وقد أكَد بعض العلماء بدورهم على اعتبار أنّ كلاً من النظام الغذائي ونمط الحياة من العوامل المهمة والرئيسية في التأثيرعلى قوة أو ضعف الذاكرة، وسنتحدث فيما سيأتي عن أهم الطرق فاعليَة في تقوية الذاكرة.[١]


تعلُم شيء جديد

إن المعرفة والتعلُم المستمر يساهمان في تقوية الذاكرة، كما أن الدماغ يحتاج إلى تعلُم مهارات جديدة ونشاطات عديدة لتطوير وتحسين أدائه في التذكر والتركيز، على سبيل المثال من الممكن تجربة تعلم لغة جديدة، أو تعلم مهارة جديدة، مثل الرسم أو الحياكة، أو تجربة تعلم صناعة جديدة، كصناعة الفخار مثلاً.[٢]


الاستمتاع بالطبيعة

إن الخروج للهواء الطلق والتنزه في أحضان الطبيعة له تأثير كبير على الصحة العقلية والبدنية، حيثُ تشير الدراسات أنه يفيد في تحسين عمل الذاكرة والتركيز ويعدّ أفضل للصحة الجسمية مقارنةً بالمشي في الأماكن المزدحمة، هذا ويشار إلى أن العناية بالحدائق والقيام بأعمال البستنة تساهم بشكل كبير في الوقاية من الخرف.[٢]


تجنُب الضغوطات النفسيَة

حيث تشير الدراسات أنَ التوتر والغضب الشديدين، يؤثران بشكل سلبي جداً على وظائف عمل الدماغ، حيث يضعفان الانتباه والتركيز لدى الفرد، لذلك يجب على الشخص أن يتجنب قدر الإمكان المواقف التي من شأنها أن تؤثر على صحته النفسية والعقلية، على سبيل المثال إذا كان التواصل مع أشخاص معينين يزيد من ضغوطاتك ويزيد توترك فتجنب التواصل معهم، أو قلل من فرص التواجد معهم في ذات المكان.[٢]


ممارسة التأمُل

تُشير عدّة دراسات إلى أنّ للتأمل العديد من الفوائد الصحية للجسم ومن بينها العمل على تطوير الوظائف المعرفية، والقدرة على التعلم، كما يساعد أيضاً على تعزيز وتكوين المزيد من الروابط بين خلايا الدماغ، وعليه فخصص وقتاً خلال الأسبوع لتقضيه وحدك في ممارسة التأمل في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء والإزعاج، فذلك من شأنه أن يساعدك على تصفية ذهنك من المشتتات وإيجاد الحلول للأمور التي تسبب لك الإرباك.[٢]


القيام بالنشاطات الذهنية

حيث إن القيام بمثل هذه النشاطات يعمل على تحفيز الدماغ وعمله بكفاءة، ومثال هذه النشاطات: حلّ الأحجيات، أو الكلمات المتقاطعة، وممارسة ألعاب الذاكرة والتركيز، مثل الشطرنج أو حل المسائل الرياضية والألغاز.[٢]


استخدام الحواس الخمس

إن استخدام الحواس يزيد من تفاعل العقل مع الأشياء من حولنا ويساهم في تحسين التذكر، حيث أُجريت دراسة على مجموعة اعتمدت على رؤية الصور مع استنشاق رائحة معينة، وفي مرة أخرى رأت الصور ولكن دون وجود روائح، وكانت النتيجة أنهم في المرة أولى كان لديهم استدعاء للصور أفضل مقارنة مع المرة الثانية، وبذلك يمكن القول إن التعلُّم باستخدام أكثر من حاسة يزيد نشاط العقل وتفاعله مع الأحداث ويحسن من أداء عمل الذاكرة في الاستدعاء بشكل أفضل.[٣]


تبادل المعلومات والخبرات

أشار الخبراء إلى أنّ التّعليم المتبادل يعمل على زيادة الفهم ويزيد من فرص تذكر المعلومات بشكلٍ أفضل، وعليه فلا بأس من تخصيص وقت مع زميلك في الفصل لتدرسا معاً وتتناقشا في القضايا التي تسبب الإشكال، هذا فضلاً عن أنّ للقراءة بصوتٍ مسموع دوراً في تحسين الذاكرة وتساعد على التركيز وحفظ المعلومات بشكلٍ أسرع.[٤]


التواصل مع الآخرين

يعد التفاعل الاجتماعي وتخصيص وقت ممتع مع الأصدقاء والعائلة أمراً مهماً للصحة الجسدية والعقلية، حيث يساهم التواصل الصحي مع المحيطين في تقليل التوتر والاكتئاب، اللذين يعملان على إضعاف الذاكرة والقدرة الذهنية الدماغ.[٥]


الاعتناء بالصحة الجسمية

ينعكس الاهتمام بالصحة الجسمية على أداء الذاكرة وتحسين عملية التذكر ومن الممكن الاعتناء بالصحة الجسمية من خلال الآتي:


الاهتمام بالنظام الغذائيّ

وذلك يكون بالتركيز على الأطعمة التي تحتوي على المعادن والفيتامينات مثل: ب12، والأوميغا 3، وفيتامين د، فذلك يلعب دوراً مهماً في تنشيط الذاكرة، والحماية من ألزهايمر على المدى البعيد، وزيادة التركيز والانتباه أيضاً، ومثال هذه الأغذية: الخضار الورقية، والسمك، والمكسّرات، والتوت البري، والشوكولاته الداكنة، إلى جانب تناول الحبوب الكاملة والبقوليات.[٢]


الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة

حيث يتراوح معدل النوم الطبيعي للإنسان البالغ من 7-9 ساعات يومياً، كما أنّ الانتظام بمواعيد النوم؛ بمعنى النوم والاستيقاظ في ساعات محددة كل يوم يعمل على تجديد الطاقة وتحفيز الدماغ على الاستيعاب وتنظيم الأفكار، ومن الجيد للصحة الذهنية أيضاً أخذ قيلولة كل يوم لمدة لا تزيد عن النصف ساعة.[٢]


شرب كميات كافية من الماء

من الصحي شرب حوالي ثمانية إلى عشرة أكواب من الماء يومياً للمحافظة على صحة الجسم بشكل عام والدماغ بشكل خاص، حيث إنّ قلة السوائل والرطوبة في الجسم تؤثران بشكل كبير على وظائف عمل الدماغ الذي من شأنه أن يؤدي إلى تشتت الانتباه وقلة التركيز.[٢]


ممارسة التمارين الرياضية

وللتمارين الرياضية تأثير مباشر على صحة الدماغ وتحسين أدائه، حيث تعمل على زيادة معدل الأكسجين فيه وتقلل من احتمالية فقدان الذاكرة، وذلك بواسطة تحفيز الجسم على إنتاج المواد الكيميائية اللازمة لضمان صحة الأوعية الدموية والخلايا في الدماغ.[٢]


تجنب العادات غير صحيَة

حيث إن هذه العادات لها تأثير مباشر على عمل الدماغ، وتؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية، حيث تسبب ضعفاً في التركيز وأداء الذاكرة، ومن الأمثلة على هذه العادات التدخين، والإدمان على الأدوية المسكنة، أو المهدئة.[٢]


المراجع

  1. "14 Natural Ways to Improve Your Memory", www.healthline.com, 26/3/2018, Retrieved 8/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "25 Ways to Improve Your Memory", www.healthline.com, 18/9/2018, Retrieved 8/9/2021. Edited.
  3. "7 ways to keep your memory sharp at an age", www.health.harvard.edu, Retrieved 9-9-2021. Edited.
  4. "10 ways improve your memory boost brainpower", www.lifehack.org, Retrieved 9-9-2021. Edited.
  5. "Memory loss: 7 tips to improve your memory", www.mayoclinic.org, Retrieved 9-9-2021. Edited.