النجاح من أبرز المطالب التي يسعى إليها أي شخص، ومفهوم النجاح يختلف من شخص إلى آخر، ففي الوقت الذي يعدّ فيه شخصاً تفوّقه الوظيفيّ والعمليّ نجاحًا يرى آخر بأن النجاح هو تحقيق الاستقرار والسعادة في الأوساط الاجتماعية، فلا يوجد إذًا تعريف محدد للنجاح، ولكن هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها لزيادة فرص النجاح، والحصول على أفضل أداء ممكن في جوانب الحياة المختلفة، وهذا المقال سيسلط الضوء على طرح مجموعة من الخطوات التحفيزية للنجاح في الحياة.[١]


التفكير في معنى للحياة

الخطوة الأولى من خطوات النجاح هي التفكير في معنى الحياة، ويُقصد بذلك أن يربط الإنسان حياته بهدف معين، وأن تكون الخطوات التي يسلكها يوميًا موصلة إلى هذا الهدف ويمكن تحقيق ذلك من خلال الإجابة عن سؤال: "هل ما أفعله سيوصلني إلى هدفي؟"، هذا إلى جانب القيام بخطوات صغيرة يوميًا للوصول إلى الهدف، فمثلًا إذا كان معنى الحياة لدى شخص مرتبط بنشر العلم، فيجب أن يقرأ ويكتب بشكل منتظم، وأن يشارك في ورشاتٍ تدريبيّة، أو يلتحق بأماكن يمكنه فيها التعرّف إلى أشخاص يحملون الرسالة نفسها ليفيد ويستفيد، هذا إلى جانب أهمية أن يستمر في البحث عن كلّ ما يخدم معنى حياته، والهدف الذي اختاره لنفسه.[٢]


تعلّم إدارة الوقت

ويكون ذلك من خلال تنظيم الوقت وإدارته بحسب المهام المحدّدة، ويُنصح بكتابة المهام يوميًا قبل النوم وكتابة الوقت المحدد لإنجازها بجانبها، والابتعاد عن التسويف، أو تأخير إنجاز المهام حتى اللحظات الأخيرة لأن هذا يعني وجود ضغط إضافي وتوتر لا داعي له، كما يُنصح بوضع إشارة بالقلم على كل مهمة تقوم بها لأن هذا العمل البسيط سيعطي شعورًا بالإنجاز يدفعك إلى إكمال بقية المهام، كما يُنصح بتقسيم المهام إلى أربعة أقسام: أمور مستعجلة ومهمة، وأمور غير مستعجلة ومهمة، وأمور مستعجلة وغير مهمة، وأمور غير مستعجلة وغير مهمة، وللتعرف أكثر على هذه التقسيمات وكيفية التعامل معها يُنصح بمراجعة كتاب العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية للكاتب ستيفن كوفي، أو قراءة مقال تفصيلي عن هذا الموضوع.[٢]


توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية

من أهم خطوات النجاح بناء علاقات اجتماعية جيدة، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي يحب التحدث مع الآخرين والتواجد بينهم، ولكن يُنصح بإقامة علاقات على أسس جيدة، مثل الصدق، والصراحة، والاحترام، والفائدة، ويُقصد بالفائدة تقديم المساعدة للآخرين، وطلب المساعدة منهم إذا اقتضى الأمر، وليست المنفعة بالشكل السلبي، كما يُنصح بأن يختار الشخص كلماته بعناية حتى تكون ملائمة للمواقف الحياتية التي يعيشها، ولكي يُفهم بشكل صحيح، ولا بدّ من أن يحيط الشخص نفسه بأشخاص إيجابيين لديهم خطط وأهداف؛ لأن مخالطتهم ستنعكس عليه بشكل إيجابي، ويبتعد عن المحبطين ويتخلص من العلاقات السامة التي تهدر طاقة الإنسان وتعيقه عن التقدّم، وعليه فالمقصود بتوسيع العلاقات الاجتماعية توسيعها بناء على النوع وليس العدد.[٣]


الاهتمام بالنفس

يندرج تحت الاهتمام بالنفس الاهتمام من الناحية الجسدية وذلك بممارسة التمارين الرياضية، وتناول الطعام الصحي، والنوم لساعات كافية، وشرب كميات كافية من الماء، إلى جانب الاهتمام بالنفس وذلك بمنحها فترات نقاهة وراحة تتوقف فيها عن العمل، لتقوم بممارسة ما تحب، ومن الاقتراحات: الخروج في نزهة، أو قراءة كتاب، أو ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء، أو مشاهدة فيلم، كما يُنصح بالقراءة المستمرة في موضوعات مختلفة بشكل يومي، هذا لما للقراءة من فوائد في تنمية العقل وتوسيع مدارك الإنسان، ويُنصح في هذا السياق بقراءة قصص حياة الناجحين للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم.[٣]


تعلّم الإدارة المالية

بصرف النظر عن الدخل الذي تتقاضاه شهريًا يمكن باتباع خطوات معينة تغطية احتياجاتك وترك مبلغ صغير للاستثمار، ويمكن التدرّب على ذلك باتباع طريقة بسيطة، وهي كتابة الأولويات، فالأولويات تبدأ من تسديد النفقات الشهرية مثل إيجار البيت، وفواتير الماء والكهرباء والهاتف والإنترنت، ثم تخصيص مبلغ لشراء الحاجات الأساسية من طعام وشراب وغيرها، وتخصيص مبلغ للطوارئ، كأن يحدث عطل في السيارة، وبعدها تأتي الرفاهية إذ لا بد من ترك مبلغ للترفيه عن النفس مثل الذهاب إلى منتزه، أو لتناول الطعام في الخارج أو إلى أيّ مكان مناسب، هذا إلى جانب ترك مبلغ للاستثمار، وقد تختلف الأولويات من شخص إلى آخر ولكن بشكل عام التفكير في الأولويات يساعد كثيرًا على نجاح الإنسان في الجوانب الحياتية المختلفة عموماً والجانب الماديّ على وجه الخصوص، ويمكن تطوير هذه المهارة بقراءة الكتب المتخصصة في الإدارة المالية والاستثمار.[٢]


نصيحة أخيرة

على الرغم من أن التحفيز أمر مهم ومشجع للتقدّم في الحياة، ولكن لا يجب أن يكون التحفيز فقط هو المحرك الذي سيجعلك تلتزم بأهدافك، فالتحفيز مرتبط بالرغبة في فعل أمر معين، ولكن ما فائدة وجود رغبة معينة والاستماع عنها دائمًا دون وجود دافع داخلي وخطة عملية واضحة للوصول إلى الهدف؟!، ويمكنك التدرب على تنمية الدافع الداخلي من خلال تحديد أهداف صغيرة وكتابة خطط للالتزام بتحقيقها، وبعد تحقيقها تنتقل إلى أهداف أكبر وهكذا، المهم لا تجعل التحفيز هو الأساس فقط، فقد تستمع إلى أحد المتخصصين يتحدث عن تحقيق النجاح في الجامعة وتشعر بأنك تريد أن تدرس كتابًا كاملًا في يوم واحد، ولكن إذا لم تمتلك الدافع الداخلي الحقيقي، سينتهي هذا الشعور بمجرد انتهاء وقت المتحدث.[٣]


المراجع

  1. Kendra Cherry (12/3/2020), "6 Steps for Success in Life", www.verywellmind.com, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Emily Silva Hockstra (6/5/2021), "How to Be Successful in Life", www.wikihow.com, Retrieved 2/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Dan Matthews (26/11/2020), "10 Essential Steps to Success to Actually Reach Your Dreams", www.lifehack.org, Retrieved 2/9/2021. Edited.