تعريف القائد

عندما تسمع كلمة قائد قد يتبادر إلى الذهن أسماء القادة السياسيين المشهورين، أو قد تتخيل صورة قائد الجيش، وربما تتخيل صورة مديرك، أو والدك، أو أي شخص يملك القدرة على اتخاذ القرارات والسيطرة في محيطك، والحقيقة أن كل شخص يمكن أن يكون قائدًا إذا توافرت فيه مجموعة من الصفات، وحتى لو لم تكن موجودة يمكن اكتسابها وتعلمها، وهذا المقال معدّ لتوضيح تعريف القائد من خلال بيان أهم الصفات التي يتمتّع بها القادة، وطرح بعض النصائح لكي يصبح الشخص قائدًا فعّالًا.^[١]

تعريف القـــائــد

لا يكفي القول إنّ القائد هو الشخص الذي يقوم بتوجيه مجموعة من الأعضاء نحو تحقيق هدف معين بحسب رؤيته المخطط لها مسبقًا، لأن حقيقة القائد تكمن في اتصافه بمجموعة من الصفات التي تؤهله للقيادة، وتجعله ينتقل من دور الموجّه إلى المُلهم وفيما يلي توضيح لأهم صفات القائد:^[٢]

• الصدق وتحمّل المسؤولية: من أهم صفات القائد صدقه مع فريقه، ونزاهته، فالقائد لا يخفي الحقائق، ويتحمل مسؤولية الأخطاء التي تحدث بسببه ولا يخفي ذلك، ويتحمل أيضًا مسؤولية الأخطاء التي تحدث في الفريق لأنّه يعدّ نفسه مسؤولًا مباشرًا عن الجميع.
• القدرة على التفويض: يظنّ البعض أنّ القيادة تعني السيطرة والتحكم، ولكن القيادة بعيدة عن هذا المعنى كل البعد، فالقائد قادر على تفويض المهام وتوزيعها على الفريق، والتفويض من الأمور التي تسهل العمل الجماعي، ويحرص القادة على خلق الثقة بينهم وبين الموظفين لتصبح عملية التفويض أسهل.
• التواضع والوعي الذاتي: يتواصل القائد جيدًا مع ذاته، وهو واعٍ لنقاط قوته ونقاط ضعفه، فلا يغريه المدح الزائد، ولا يكسره النقد اللاذع، فهو في رحلة إصلاح مستمرة، على العكس من الصورة النمطية التي قد تؤخذ عن القائد أنّه مغرور ومتكبّر.
• تقدير الجهود وإظهار الامتنان: القائد الجيد يعرف كيف يقدّر جهود فريقه، ولا يتردد أبدًا في قول شكرًا على المجهود الذي يبذله العاملون في الفريق.
• امتلاك الذكاء العاطفي: يمتلك القائد ذكاء عاطفيًا يمكّنه من القدرة على التأثير في الآخرين، والتأثير يعني إقناع الآخر بفعل أمر معين وفق خطة ومنطق، وقيام الشخص الآخر بهذا العمل بدافع الاقتناع والرغبة وليس الواجب فقط، أو لأنّه في عمل وليس لديه خيار الرفض، إلى جانب التأثير يمتلك القادة القدرة على التعاطف مع الآخرين، وتفهم مشاعرهم وعواطفهم في بعض المواقف.
• احترام الفريق: يمتلك القادة صفة الاحترام، فهم يتعاملون مع فريقهم وكأنهم روح واحدة، يحترمون وجهات النظر، ويحترمون الاختلاف، ويحترمون الأشخاص لذاتهم بعيدًا عن ارتباطات متعلّقة بالعمل.

نصائح لتكون قائدًا فعالًا

بعد الانتهاء من تعريف القائد من خلال إبراز أهم الصفات التي يتحلّى بها، إليك بعض النصائح التي ستطوّر من الحس القيادي لديك، وتجعلك قائدًا فعالًا أكثر في محيطك:^[٣]

• مشاركة الفريق برؤيتك: القائد يضع خطة ورؤية لتحقيق الهدف ويرى النهاية أمامه، ومن الجيد أن تشارك فريقك تفاصيل رؤيتك لكي يشعروا بأنهم محطّ اهتمام و جزء من رحلة النجاح، وستحفّزهم لكي يبذلوا قصارى جهدهم للوصول إلى الهدف المنشود.
• كن مثالًا للصفات التي تريد توافرها في فريقك: إذا أردت من فريقك أن يحترم الوقت، ويكون صادقًا ونزيهًا، ومسؤولًا، ضع لنفسك أنت معايير عالية والتزم بها وطبّقها، ودون أن تملي ذلك على الفريق ستجدهم يقتدون بك، فالأفعال أكبر أثرًا من الأقوال.
• التواصل الفعّال: التواصل الفعّال لا يعني التواصل لمجرد الرد، أو للشعور بأنه يجب عليك أن تتواصل من باب اللباقة والاحترام، المقصود بالتواصل الفعال الإصغاء ومشاركة المعلومات، وطرح الأسئلة في الوقت المناسب حول الموضوع، وتوضيح سوء الفهم، والتعبير عما تريده بوضوح، وتقديم النصيحة إذا طُلبت منك.
• اتخاذ القرارات في التوقيت المحدد: فعندما يأتيك أمر معين تود اتخاذ قرار بشأنه يجب أن تجمع المعلومات الكافية، وتتمعن فيها، ثم تدرس العواقب المحتملة، وتتخذ القرار وتتحمل مسؤوليته، فذلك سوف يكسبك ثقة فريقك واحترامه.
• نسبة النجاحات إلى أصحابها: في الفريق قد يتميز شخص معين بإنجاز مهم يتسبب بمكاسب غير متوقعة، أو بفرص جديدة للفريق، القادة لا ينسبون الفضل لأنفسهم فقط في مثل هذه المواقف وإنما ينسبون النجاحات لأصحابها ويقدّرونها ويتحدّثون عنها أمام الجميع، ويرجع ذلك إلى ثقتهم بأنفسهم، ومعرفتهم بأن نجاحات الآخرين لن تقلل من نجاحهم.

نصيحة أخيرة

تجدر الإشارة إلى أنه كثيرًا ما يتم الخلط بين تعريف القائد وبين تعريف المدير على الرغم من الفرق الكبير بينهما، وأبرز فرق أن المدير هو الشخص الذي يطبق قوانين وأنظمة موجودة مسبقًا وموضوعة في الشركة أو مكان العمل، أما القائد فهو الذي يضع الخطة، ودوره يتعدى التأكد من تطبيق الموظفين للقوانين إلى الإلهام والتأثير والتحفيز، فالقادة دائمًا متواجدون حول الفريق، للتشجيع والدعم وتقديم يد العون والمساعدة.^[٣]