ما هي الصفات التي يتحلى بها القائد؟

يختلف معنى القيادة باختلاف الثقافات والمواقف، حيث إنّ قيادة المجتمع ككل تختلف عن قيادة ربّ الأسرة لأسرته، أو عن قيادة فريق العمل، ولكن يمكن تعريفها بشكل عام على أنّها فنّ إدارة مجموعة من الناس وفق استراتيجية معيّنة، وتسيير سلوكياتهم ومهاراتهم في الاتجاه الصحيح بأسلوب سلس وفعّال؛ للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة،^[١] ويكون القائد حلقة الوصل بين أفراد الفريق، فهو يحاول إيصال أفكاره إلى باقي أعضاء فريقه مع الأخذ برأيهم، معتمداً على عامل التحفيز والإلهام والإقناع، ويعطي من حوله شعور الثقة بالنفس أثناء العمل، وينمّي الشعور بالحماس والرغبة في تنفيذ المهام الموكلة إليهم، هذا إلى جانب القدرة على استثمار موارد العمل بأفضل الطرق.^[٢] وفي هذا المقال بيان لبعض الصفات التي يتصف بها القائد الناجح.

صفات القائد

حتى تصبح قائداً ناجحاً يُعوّل عليك في القيادة يجب أن تتصف بصفات معيّنة، ومن هذه الصفات ما يأتي:

الرؤية

يمتلك القادة الناجحون القدرة على تكوين رؤى واضحة ومقنعة، ترتقي بمن حولهم إلى مستوى جديد من الفكر، ويؤدي اتساع الرؤية بالقائد إلى جموح خياله، واتساع بصيرته لتصل إلى وضع توقّعات مستقبلية، بحيث يكون لديه فكرة واضحة عن الطريق الذي سيسلكه لتحقيق المهام الموكلة إليه، ويتفوّق القادّة أصحاب الرؤى على غيرهم في التخطيط الاستراتيجيّ.^[٣]

النزاهة

تُعتبر النزاهة من القيم الأولى التي يجب أن يمتلكها القائد الناجح، وهي أساس نجاح أي عمل،^[٣] حيث تؤدي بدورها إلى زيادة احترام الأفراد لقائدهم وثقتهم المطلقة بقراراته، وذلك لكونه شخصاً صاحب مبدأ، ويلتزم بالوفاء بوعوده.^[٤]

الحماس الحقيقي

الحماس الحقيقي للقائد لا يمكن أن يكون مصطنعاً، حيث يستطيع الموظفون كشف التشجيع والحماس غير الصادق، ومن الجدير بالذكر أنّ الحماس والتشجيع هما أحد أسباب نجاح المهام والأعمال؛ لأنّ الحماس يساعد القائد في تحديد المشاكل التي تواجه عمله وإيجاد الحلول لها.^[٥]

التواصل الفعّال

من الصفات التي يجب أن تتوافر في القادة القدرة على التواصل بشكل فعّال ومُقنع، لذلك يجب أن يتحلّى القائد باللباقة والدقّة وإيلاء الاهتمام بما يقوله الآخرون، والاستجابة لمن حوله بالطريقة المناسبة، كما تَظهر القدرة على التواصل بمشاركة المعلومات القيّمة مع باقي أفراد الفريق، وتحفيزهم لإظهار أفضل ما لديهم من أفكار جديدة، وإزالة أي سوء فهم يمكن أن يحدث، ويشار إلى أن التواصل الفعّال يؤدي إلى إلهام الموظفين وتشجيعهم على المضي قدماً في أعمالهم.^[٤]

الحسم

يتحمّل القائد مخاطر القرارات التي يتّخذها مهما كانت النتيجة، ويكون على استعداد لمحاسبة نفسه قبل أي أحد إذا ما ساءت الأمور، على عكس القائد غير الناجح الذي تغلب على قراراته الهشاشة والضعف.^[٥]

النظرة الإيجابية

تكون نظرة القائد الناجح إلى الحياة إيجابيّة، حيث يُركّز على النجاحات التي حقّقها بدلاً من الإخفاقات، كما يُركّز على الخطوات المهمّة التي تساعده في تحقيق أهدافه بغضّ النظر عن العقبات التي تواجهه، وينظر إلى نقاط القوّة، ولا يلتفت لنقاط الضعف، ويحاول التركيز دوماً على تلبية طلبات العملاء وإرضائهم، ومجاراة التنافس في السوق، هذا إلى جانب التأكد من أنّ فريقه يستخدم وقته الاستخدام الأمثل للوصول إلى الأداء الأفضل.^[٣]

التمكين والتشجيع

يتحلّى القائد الناجح بالثقة لتدريب وتطوير فريقه، والرغبة في تمكينهم من تأدية مهامهم على أكمل وجه بشكل مستقّل، وتأتي هذه الرغبة من ثقته المطلقة بقدرة أعضاء الفريق على مواجهة التحدّيات، وبالتالي يكون الموظّف قادراً على الارتجال في اتخاذ القرارات التي تصبّ في مصلحة الشركة وعملائها.^[٥]

الكفاءة الإداريّة

من الضروري أن يكون لدى القائد الناجح خلفيّة جيّدة وفهماَ واضح عن الشركة التي يعمل فيها، والمنتجات والخدمات التي تقدّمها، والأهداف التي تسعى لها الشركة، والإجراءات التي تقوم بها.^[٥]

إظهار الاحترام

يجب أن يظهر القائد الاحترام والتقدير في جميع تعاملاته؛ حتى يكسب ثقة مرؤوسيه، ويحسّن من أدائهم، ويزيد من الجو الإيجابي أثناء العمل، ومن جهة أخرى يساعد التعامل باحترام من تقليل الخلافات والصراعات بين الرئيس والمرؤوس، ويضمن أن يسير العمل بسلاسة.^[٦]

الثقة بالنفس

يجب أن يثق القائد بنفسه وبقدراته؛ حتى يثق به من حوله، كما يجب أن تكون ثقته بنفسه مصدر إلهامه، والحافز الذي يشجعه على مواجهة التحدّيات.^[٧]

الولاء

يتلخّص ولاء القائد في ضمان حقوق فريقه في الأزمات، فيضمن أنّ جميع أفراد فريقه يتلقّون التدريب المناسب، ويحصلون على الموارد اللازمة لإنجاز أعمالهم، ويتم تقييمهم وتوجيههم وإعطاؤهم الملاحظات المناسبة أولاً بأول.^[٥]