ترى كيف ستكون مقابلاتي الأسبوع القادم، هل سأتمكن من اجتياز المقابلة بنجاح أم سأتوتر أمام اللجنة ولن أجتاز الامتحان المقرر؟ كيف سأكون عندما أصبح أمًا هل سأكون أمًا ناجحة وأوفّق في تربية أبنائي أم سأكون من ذلك النوع الغاضب الذي يصرخ طوال اليوم؟ ماذا سيحدث لي بعد سنة؟ وماذا سيحدث لي بعد سنتين من الآن؟ هل تأتيك مثل هذه الأفكار؟ هل أنت من الأشخاص الذين يفكرون دائمًا في المستقبل ويشعرون بالقلق والتخوف منه؟ هل تخشى العمل في أماكن جديدة وقد ترفض الوظيفة لهذا السبب؟ هل تخشى تكوين صداقات مع أشخاص جدد؟ إذا كانت إجابتك نعم، تفضل بقراءة هذا المقال الذي سيوضح لك أسباب الخوف من المستقبل وكيفية التغلب عليه.[١]


أسباب الخوف من المستقبل

تتعدّد الأسباب التي تقف وراء الخوف من المستقبل، وفيما يلي بعض النقاط التي توضح بعض هذه الأسباب:[٢]

  • توقع المخاطر القادمة وتحليلها: من أسباب الخوف من المستقبل توقع المخاطر القادمة حول أمر من الأمور المجهولة لدينا، مثل الخوف من السفر بسبب مجموعة من المخاطر المحتمل حدوثها في البلد، ثم يبدأ العقل بإسقاط سلسلة من الأفكار والتحليلات حولها سواء كانت متخيلة أم منطقية.
  • عدم كفاية المعلومات حول المستقبل: ففي بعض الأحيان قد تغيب بعض المعطيات عن المرء أو تنقص المعلومات لديه ليشكل ذلك لديه خوفًا من المستقبل، ومن أمثلة ذلك عدم كفاية المعلومات حول عملك الجديد الذي ينتظرك وماهية طبيعة العمل.
  • التفكير السلبي لدى بعض الأشخاص: يشكل التفكير السلبي عقبة أمام بعض الناس يمنعهم من التقدم في حياتهم للوصول إلى أهدافهم ومرادهم، ويقصد بالتفكير السلبي تهويل الأخطار وتضخيمها وإثارة القلق والشكوك والمخاوف حولها أكثر مما يجب، فالخوف طبيعي من الزواج مثلًا، لكن إسقاط أفكار غير منطقية وواقعية وسلبية عليه أمر يستدعي التخلص من مثل هذه الأفكار حتى لا تؤثر على حياتك القادمة وعلى طبيعة قراراتك، كاعتبار الزواج فاشلاً دون وجود سبب واضح أو للاعتقاد بأنّه يقيد الشخص ويحدّ من حريته، أو اعتبار أنّ جميع العلاقات الزوجية المستقبلية فاشلة بسبب تجربة مر بها الشخص ولم تنجح.
  • قلة الخبرة والمهارات الحياتية: من أسباب الخوف من المستقبل قلة خبرة الشخص وضعف المهارات الحياتية لديه، مثل مهارات التواصل والذكاء العاطفي، إذ إنّ امتلاكهما يزيد من قدرة الشخص من التواصل مع ذاته ومع المحيطين به بشكل أفضل وأوضح وأكثر واقعية، وعليه فمن تنقصه مثل هذه المهارات تراه يسقط أحكامًا تارة أو يفترض أمورًا دون وجود دليل أو تجربة مما يزيد من مخاوفه حول الأماكن والمواقف والعلاقات.


كيفية التغلب على الخوف من المستقبل

وفيما يلي بعض النقاط التي توضّح لك كيفية التغلب على الخوف من المستقبل:

  • صحح أفكارك: إنّ أصل المخاوف يكمن في طريقة التفكير، لذا فإنّ أول خطوة للتغلب عليها هو تصحيح الأفكار، وذلك من خلال يقينك بأنك لا تعلم ماذا سيحدث في المستقبل بدقة، ومحاولة أن تعيش يومك بدلًا من إرهاق فكرك في التفكير في الأسبوع القادم أو الشهر القادم أو السنة القادمة، وفي حال لم تستطع إلا تجاوز حاضرك فسيفيدك تفعيل مهارات التخيل الذاتي من خلال تخيل السيناريو الذي تريده أن يحدث، بمعنى تخيل عملًا رائعًا، وزواجًا ناجحًا ورحلات سعيدة بالطائرة، كل هذه التخيلات ستساعدك في السيطرة على سيل الأفكار والتوقعات التي قد تداهمك حول المستقبل.[٣]
  • حول خوفك إلى عمل: في المرة القادمة عندما تأتيك المخاوف من المستقبل قرر أن توقف التفكير حولها وابدأ بأمرين، هما: إما أن تذهب وتواجه خوفك إذا تمكنت من ذلك لترى بعدها أن الواقع أقل من مستوى توقعاتك ومخاوفك، أو أن تشغل نفسك بهواية تحبها، أو تشاهد مسلسلًا أو فيلمًا.[٤]
  • تذكر آخر مرة شعرت فيها بالخوف من المستقبل: عندما تتذكر مخاوفك من الآن قبل خمس سنوات ستجد أن معظم الأفكار التي توقعتها لم تحدث أو حدثت ولكن كانت عادية جداً بالنسبة لك، ولم تؤثر على حياتك لا في وقت حدوثها ولا في اللحظة التي تعيشها الآن، وهذا لا يعني التفاؤل المطلق في الحياة ولكن يعني البعد عن التشاؤم المطلق والمخاوف الوهمية، وبتجربتك هذه ستدرك أنه لا حاجة للخوف من الآن بشأن المستقبل سواء القريب أو البعيد.[٤]
  • اطلب المساعدة إذا احتجتها: لا تتردد في طلب المساعدة من أحد أصدقائك أو من عائلتك من تثق بهم ومن يمتلكون الخبرة وقادرون على توجيهك وتقديم النصيحة، وفي حال شعرت بأنك غير قادر على السيطرة على مخاوفك وحدك، فلا بأس من الذهاب إلى مختص في العلاج السلوكي المعرفي، ليس في هذا عيب، إذ لا يسيء لأي شخص أن يذهب إلى مختص نفسيّ، على العكس تقتضي العقلانية أن يساعد الإنسان نفسه ولا يتركها فريسة للمخاوف والأوهام، بقي أن نتمنى لك حياة خالية من المخاوف والأوهام مليئة بالعمل والإنجاز والسعادة.[٤]


المراجع

  1. Reagan Pugh (10/9/2019), "To Those Who Fear the Future", medium.com, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  2. Roy Toledo (22/4/2019), "Why Do We Worry? About Risk, The Future, & Fear of the Unknown", toledoroy.medium.com, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  3. Stan Popovich (28/7/2016), "How to Overcome the Fear of the Future", www.huffpost.com, Retrieved 22/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Kovie Biakolo (6/1/2015), "9 Ways To End Your Fear Of The Future", thoughtcatalog.com, Retrieved 22/3/2021. Edited.