كيف نتغلب على صعوبات الحياة؟

جميعنا يعرف أنّ الحياة تمتلئ بالصعوبات والتحديات، والخيار لك: إما أنْ تستسلمَ أو تقاومَ، لأنَّ الحياةَ ستستمرُ على كل الأحوالِ، وأنت من يتحكم فيها بالإرادة والإصرار والأمل، والإنسانُ الناجحُ هو مَنْ يتجاوز العقبات ليصِلَ إلى غايته، ويجمع الحجارة من طريقه ليبنيَ بها سلمًا للنجاح، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على بعض النصائحِ التي ستساعدك على التغلب على المصاعب التي تواجهها في الحياة.

واجه الواقع

يميلُ الأشخاصُ عادةً إلى الهروب من مواجهة الحياة وتحدياتها، لكنْ إذا أردت أنْ تكونَ فعالًا وتستمتعُ بالحياةِ، عليك تدريب نفسك على مواجهة الواقع، فهذه هي الخطوةُ الأُولى التي تُمكّنك من تطويرِ قدراتك في التعامل مع الحياة بنضجٍ وعمقٍ، فتتغير نظرتك للأشياء، فما كنت تراه صعبًا يصبح أمراً عادياً، وما كان مخيفًا يصبحُ مألوفًا لديك، وستتمكن من السيطرة على حياتك، وسيتولد لديك الشعور بالقوة، وستشعر بأنّ ما زال بإمكانك أن تصبح أقوى مما أنت عليه الآن، فتشعر بالثقة بالنفس والرضا عن الحياة.^[١]

فكر بإيجابية وامضِ قُدُمًا

لكي تتمكنَ من مواجهةِ التحديات والسيطرةِ على التوترِ، عليك أنْ تفكرَ بطريقةٍ إيجابيّة من خلال الآتي:^[٢]

• أن يكون لديك قرارٌ مُسبق بأنَّه مهما حصلَ معك، فلن تسمحَ لأيّ شيء أنْ يحبطَك ويقفَ عائقًا في طريقِك، وأنَّ الرضوخَ والتشاؤمَ ليس لأمثالِك، فاسترخِ وخذ نفسًا عميقًا وفكر بالجانب الإيجابي من المواقف والصعوبات التي تواجهك.
• تخلصَ من العبارات السلبيّة، وذلك بالتحدث مع نفسك بإيجابيّة، وترديد العبارات التي تبعث بنفسك على التفاؤل والرضا، مثل: "أنا سعيد"، "أنا أحب عملي"، لأنَّ ما تعبر عنه، وتكرره سيختزن بعقلك الباطن، وسيتحول إلى مشاعر ترافقك على الدوام ويصبح جزءًا من شخصيتك.
• تذكّر دائماً أنّك لن تتعلمَ وتُطورَ من نفسك، وتصلَ إلى المكان الذي تريده دون التعرضِ للصعوبات والتحديات، فلن تنالَ ما تطمح إليه إذا لم تُحول التحدياتِ إلى فرص، وتبحث عن الخير الذي ستناله من كل موقفٍ تمر به في حياتك.
• امضِ قُدُمًا في مسيرة حياتك، لا تتوقفْ وركزْ تفكيرك على أهدافك وأحلامك، وعندما تتعرض لتحدٍ ما أو خيبةِ أمل، تذكرْ أنَّها هذه فرصتك لتخرجَ منها أقوى، واستبدل أيّة فكرة سلبيّة تخطر ببالك في المواقف الصعبة بأخرى إيجابيّة على الفور.

اعتمد على نفسك أولًا

يبدأ التغيير من الشخص نفسه، لذا عليك أنْ تعتمدَ على نفسك بمواجهة مشاكلك، فهذا طريقك أنت، وأنت المسؤول عن خوضِ معاركك لوحدك، والخروج منها أقوى، إذ إنّ الاعتمادَ على الآخرين سيفقدك فرصة التطور، وستصبح مع الوقت شخصًا اتكاليًا غير قادر على الوقوف بمفرده، فلا تجعل طلب المساعدة من الآخرين أولَ خيارٍ في محاولة حل مشاكلك، حاول لوحدك وفي حال اضطررت فلا بأس من ذلك.^[٣]

ابحث عن الحلول

من الطبيعي أنْ تواجهَ الكثير من التحديات والمشاكل في رحلة البحث عن النجاح، لكن تذكر أنّه يوجدُ حلٌ لكل مشكلةٍ، فهذه الفكرة تعمل على تبديد مخاوفك، حتى لو صادفت جبلًا في طريقك، يمكنك الوصول إلى قمته بخطوات صغيرة وثابتة، وبمجرد البدء بالتفكير بالحلول، فأنت بالطريق الصحيح، فكر بالحلول الممكنة، ثمّ اخترْ حلًا عمليّاً وحدد المسار الأنسب لك، على سبيل المثال: إذا كنت تواجه مشاكلَ ماليّة، ستبدأ بوضع الخيارات الممكنة أمامك، مثل: الانتقال لوظيفةٍ بأجرٍ أفضل، أو العمل بأكثر من وظيفة، أو أخذ قرضٍ من البنك، ثم تختار من بينها الحل الأنسب لك كالبحث عن وظيفة أخرى، فتقوم بعد ذلك بالبحث عن عمل براتب أعلى من راتبك الحالي، وتبدأ بالتقديم للوظائف الشاغرة.^[٤]

اطلب المساعدة

لا يعني ذلك أنْ تعتمدَ على أحدٍ لحل مشكلتك، بل طلب المشورة من الآخرين، فربما مرَّ شخصٌ ما بتجربتك، فيستطيع أنْ يعطيكَ النصائح من خلال خبرته، ويسهلَ عليك الطريق، ويخففَ من شعور القلق لديك، وعليه فلا تتردْ باللجوء إلى من يستطيع أن يقفَ جانبك، فأحيانًا نحتاج فقط إلى من نتحدث إليه عن مشاكلنا، ويكون الأُذنَ الصاغيّة لهمومنا.^[٥]

لا تستسلم

لا ينبغي الاستسلام للفشل باعتباره نهاية الطريق، بل يجب أن نستفيد منه، ونستخلص الدروس لنبدأ مجددا بطريق النجاح، والإنسان الفاشل هو الذي يرضى بالواقع المرير باعتباره أمراً ثابتاً من المستحيل تغييره، فتراه لا يبذل الجهد، أو يحاول مرة أخرى للبدء من جديد، ومن هنا يمكن القول إن الحياة عبارة عن رحلة ممزوجة بالنجاح والإخفاق، لذا على المرء محاولة التعامل مع الظروف المختلفة بطريقة صحية إيجابية، فعلى سبيل المثال في حال واجهتك مشكلةٌ ما أثناء عملك، وقررت أن تحاولَ حلها، واجتهدت لكنّك أخفقت، فأنت إنسان ناجح لأنك حاولت، أما إذا استسلمت منذ البداية، ولم تحاول فأنت ترسخ بذلك مفهوم الفشل في نفسك.^[٦]