قالت هيلين كيلر: "التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدّي إلى الإنجاز، لا يُمكن فِعل أيّ شيء بدون الأمل والثقة بالنفس".

رُبّما قد سَمعت مُسبقاً بقصّة الكأس، هل هُو نِصف مُمتلئٍ أم نصف فارغٍ؟ ستُحدّد إجابتُك طريقة تفكيرِك في الحياة؛ هل أنت شخصٌ متفائلٌ أم لا؟ إنّ الحياةَ مليئةٌ بالتّحديات وكذلك بالّلحظات السعيدة والإنجازات. لا بدّ لنا أن نتعلّم كيف نَرى شُعاع الأمل في كل تحدٍّ أو مشكلة عصيبة، فالتفاؤل يؤثّر على نوعيّة حَياتك، ويجلِب لك السّعادة، ويُحافظ على صحّتك العقلية والجسديّة، وهذا ما ستكون قادراً على فِعله في نهاية هذا المقال. [١]


كيف تكون شخصاً متفائِلاً؟

  • قم بالتركيز على الحلول بدلاً من المشكلات: إن وجَدت نفسَك غارقاً في المشكلة التي حدثَت لك، ولا تفكر إلا بها، حاوِل أن تِسأل نفسك ماذا يُمكنك أن تفعل لتَحُلّها وتجِد مخرجاً منها، ستَجد عقلك قد تحوّل بسرعةٍ من التفكير بالمشكلة إلى التفكير بحلّ لها، فيستخرج الحُلول والفُرص، ويُعطيك الأمل والثقة بالتغيير، وهذا هو كل ما يتطلّبه الأمر. [٢]
  • كن متفائلاً متّزناًً: فالشخص المُتفائل المُتّزن يستَطيع رُؤية الواقع والاعتراف بالمشاكل والمُعيقات التي تواجهه، ولكنّه لا يسمح لها بإحباطه وإيقافه عن تحقيق أهدافه. التفاؤل بتوازن يعني أن تتوقّع الجيد والسيّئ، ولكن أن تجعَل أفكارك تأمَل، وتتوَقّع الخير والنجاح دائماً وأن لا تتوَقف عن العمل لجَعل تطلُّعاتك وأهدافك حقيقةً واقعيّة. [٣]
  • تخيّل أفضل نسخة عن نفسك: أغمض عينيك وفكّر في حياتك الآن، ثم انتقل لتخيّل أفضل سيناريو لكل ما تُريد في حياتك؛ صحّة جيّدة، عائلة تهتم بك، علاقات شخصية ناجحة، تطوّر وتقدّم بحياتك المهنية… إلخ. إنّ تخيُّل المستقبل البرّاق سيساعدُك على التركيز على الحاضر، فيجعلُك تتمسّكك بأحلامك أكثر، ويدفعك إلى رغبة كبيرة في تحقيقها. [٤]
  • افعل شيئاً واحداً تُحبّه يومياً: حاول أن تُخصّص وقتاً لنفسك يومياً لفعل أي شيء يجعلُك تشعُر بالسعادة والرّضا عن ذاتك، مثلا: مُمارسة الرياضة، حيث لها أثرٌ إيجابيٌّ على صحتك النفسية والجسدية، فالعقل السليم في الجسم السليم، كذلك يمكنك الاستماع إلى موسيقاك المفضّلة أو زيارة صديق أو قراءة كتابٍ ما أو تناوُل طبقك المفضّل أو الاستمتاع بفيلم جيّد أو تجربة شيء جديد… إلخ [٥]
  • لا تغضَب من نفسِك إن راوَدتك الأفكار السلبيّة: توقّع أنه لا يُمكنك أنْ تكونَ إيجابياً طوال الوقت، لا تكبِت مشاعرك واسمح لها بالتدفُّق. إن شعرتَ بالحاجة للبكاء مثلاً، فإنّه أمرٌ مفيدٌ، وسيقوم بتخليصِك من المشاعرِ السلبيّة أو الحزينة، فنحنُ بشرٌ قد نمُرُّ أحياناً بأيامٍ عصيبةٍ، ولكن لا تسمَح لها بالتحكّم بك، عليك أنْ توقِن من أعمَاقك أنّ الخيرَ قادمٌ لا محالة، وأنّ اللحظاتَ الحزينةَ سَتمرّ ولنْ تبقَ للأبد. [٦]
  • كُن ممتنّاً: الامتنان من أهم العوامل لتكون شخصاً متفائلاً، فلا يمكنك أن تكون إيجابياً متفائلاً بدون استشعار النعم الموجودة في حياتك. تأمّل وفكّر بالنعم من حولك مهما كانت صغيرة بنظرك، وأحمد الله عليها، فلديك سقفٌ يأويك من البرد والحرّ، وهناك مياه نظيفة وطعام كافٍ، وشخصٌ واحدٌ على الأقل يهتم بك ويحبّك بصدق. مارِس هذه العادة كلّ يوم، في الصباح الباكر، أو قبل النوم، يُمكنك أيضاً الكتابة على ورقة كل ما يرسُم الابتسامة على وَجهك خلال اليوم، وكل نعمة استشعرت وجودها، واقرأها قبل النوم مثلاً، سيشحنُك هذا بالطاقة والأفكار الإيجابية، ويُساعدك على النّوم بعمقٍ. [٧]
  • رافق الأشخاص الإيجابيون: فعندما تُحيط نفسك بالأشخاص الإيجابيين المتفائلين ستُصبح واحداً منهم. إذاً عليك أن تحاول أن تكون في بيئة إيجابية، وبرفقة أشخاص إيجابيين، سواءً في العمل أو محيط العائلة أو الأصدقاء. اسأل نفسَك هل أصدقاؤك ومحيطُك الحاليّ يحفّزونك على التقدّم والنّجاح؟ أم فقط يكثرون من الشكوى والتذمّر من ظروفهم وحياتهم؟ حاول الابتعاد عن الأشخاص السلبيين المتذمرين على الدوام، لأنهم قادرون على التأثير عليك وشحنك بطاقتهم السلبيّة. [٨]


كيف تُحافظ على تفاؤُلك في الأوقات الصعبة؟

جميعُنا قد نُواجه أوقاتاً صعبةً وعصيبةً، وقد نمُرّ بمشكلاتٍ كثيرة، ولكن ما يُهمّ هو رَدةُ فعلنا تجاهها وطريقةُ تفكيرنا التي يجب أن تكون إيجابيةً، لنستطيع التغلُّب عليها ومواجهتها. قد تجد من الصّعب أن تكون متفائلاً أحياناً، وخاصةً إذا كان كل من حولك يتذمّرون طوال الوقت، ويشكون من سوء الأحوال، ولكن لا يعني ذلك أن تصبح واحداً منهم، بل ومن الضروري أن تكون مختلفاً عنهم قدر الإمكان، وذلك باتّباع النّصائح الآتية:

  • لا تنكر ما حصل معك: غيّر طريقة تفكيرك تِجاه المُشكلات التي قد تُواجهك، بدلاً من إلقاء اللّوم على نفسك حاول أن ترى الأمر من الناحية الإيجابية، فمثلاً: قد يحصُل ظرفٌ ما، ويُؤجّل اختبارك في المدرسة أو الجامعة، قد يكون ذلك في صالِحك لتتمكّن من التحضير له ودراسته أكثر. [٩]
  • عامِل نفسك بلُطف: اعتن بنفسك جيداً بالأوقات الصعبة، لا تقسو على نفسك إن لم تحصُل الأمور التي تُريد. حاول إسعاد نفسك بنفسك، مثلاً اقرأ كتابك المُفضّل، قُم بأخذ حمام ساخن وتناول وجبتك المفضّلة. مارس الرياضة، وابدأ مُمارسة هواية جديدة أيّاً كانت، فقط افعل ما يُحسّن مزاجك ويجعلك سعيداً.
  • اقض وقتاً في الطبيعة: إن للطبيعة أثراً إيجابياً كبيراً على النّفس. أخرج للتنزّه قليلاً، واستمتع بالمناظر الطبيعية الخلّابة. اترك وراءك الأجهزة المحمولة، وكل ما يُشتت تفكيرك. حاول أخذ إجازة واذهب للاستمتاع بالشاطئ مثلاً، المهم أن تكون على اتصالٍ بالطبيعة الأم لتصفية ذهنك وأفكارك. [١٠]
  • تطوّع: تشير الأبحاث أن الأشخاص الذين يتبرّعون بجزء من وقتهم وجهدهم في خدمة الغير هم أشخاصٌ أكثر سعادة ورضاً من غيرهم. خصّص وقتاً في كل أسبوع لفعل الخير، كتنظيف الحيّ الذي تقطُن به، أو مساعدة كبار السن والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة وغيرها من أمور الخير، وستجُد السّعادة كما لم تجدْها من قبل. [١١]
  • ابقَ يَقظاً: يكون ذلك بالتركيزِ على الحاضر وتقبّله بدلاً من الانشغال بالتفكير بالمستقبل أو الماضي، كما يُساعدك على عيش نمط حياةٍ صحيّ بعيداً عن التوتر، والقلق، ومشاعر الغضب، والحزن عن طريق ممارسة التأمّل، ورياضة اليوغا، وغير ذلك من الطُرق للحفاظ على هدوئك واتّزانك. [١٢]


نصائح إضافيّة

  • عش نمط حياة صحيّ.
  • توقّف عن لوم نفسك.
  • مارس نشاطاتك المفضلة.
  • نلْ قسطاً كافياً من النوم.
  • حدّد قائمةً بأهدافك على المدى القصير والطويل.
  • ابتسم كثيراً.
  • لا تُضخّم من حجم المشكلة.
  • ثق بخُطط الله لك.


المراجع

  1. Sandra Possing (24/7/2020), "How to Be Optimistic", Wikihow, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  2. Jason Selk (19/10/2020), "7 Ways To Become A More Optimistic Person", mindbodygreen, Retrieved 2/2/2021. Edited.
  3. Remez Sasson, "How to Be Optimistic and What Does It Mean", successconsciousness, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  4. Jeffrey Bernstein (21/2/2020), "Two Quick Ways to Feel More Optimistic", psychologytoday, Retrieved 3/2/2021. Edited.
  5. Remez Sasson, "How to Be Optimistic and What Does It Mean", successconsciousness, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  6. Ashley Elizabeth (27/11/2020), "How to Train Your Brain to Be Optimistic", lifehack, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  7. Amy Morin (5/4/2020), "Being Optimistic When the World Around You Isn't", verywellmind, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  8. Brooke Nelson (5/3/2018), "10 Things Naturally Optimistic People Do Every Day", Thehealthy, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  9. Chakell Wardleigh, "How to Stay Optimistic During Hard Times", selecthealth, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  10. Chakell Wardleigh, "How to Stay Optimistic During Hard Times", selecthealth, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  11. Julie Corliss (1/10/2020), "Staying positive during difficult times", health.harvard, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  12. Julie Corliss (1/10/2020), "Staying positive during difficult times", health.harvard, Retrieved 4/2/2021. Edited.