كيف أطور ذاتي؟ تعرف على مهارات تطوير الذات

إن الإجابة عن سؤال كيف أطور ذاتي تساعدك على تحديد أهدافك بوضوح، كما تزيد من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، ومما لا شك فيه أن الأسرة والمجتمع يلعبان دورًا كبيرًا في تطوير شخصية كل إنسان، لا سيما في مرحلة الطفولة، ولكن ذلك لا يعني التوقف عند مرحلة معينة، إذ يجب أن يكون التطور مستمرًا للوصول إلى قرارات إيجابية في كل مرحلة من مراحل الحياة، وسيركز هذا المقال على الإجابة عن سؤال كيف أطور ذاتي من خلال تعريف تطوير الذات، وبيان بعض النصائح التي تساعد على ذلك، إلى جانب الطرق العملية التي تساهم في تنمية مهارات تطوير الذات، وأمثلة على هذه المهارات.^[١]

ما المقصود بتطوير الذات؟

يُعرّف تطوير الذات على أنه إدراك مجالات التنمية الذاتية واستثمارها لتحقيق التقدم في أي مجال من المجالات، ويتمثّل أساسه بالثقة بالنفس والعمل الجاد والإيمان بأن الإنسان مهما تقدّم في حياته فهناك دائمًا جديد كي يتعلمه، مما يعزز الإصرار على التطور والاستمرارية لتحقيق الأهداف، ويتم تطوير الذات عبر اتباع مجموعة من العادات والنشاطات للوصول إلى الأحلام والتطلّعات،^[٢]، فتطوير الذات هو أسلوب لتقييم مهارات وصفات الأشخاص، وتحديد أهدافهم، والسعي من أجل الوصول إلى مستوى من الرضا عن الحياة،^[١] وتُعرّف مهارات تطوير الذات على أنها قُدرات وصفات معينة تمكن الشخص من التقدم المهني والشخصي.^[٣]

طرق عملية لتنمية مهارات تطوير الذات

يبين ما يأتي بعض الخطوات العملية التي ستساعدك في تنمية مهارات تطوير الذات:^[٤]

• اكتشاف الذات: إن أولى الخطوات لتنمية مهارات تطوير الذات هي التأمل والاكتشاف، ويُقصد بذلك أن تعرف نفسك، وفي أي المهارات تريد أن تتطور، فمن غير المنطقي أن تتعلم مهارة جديدة، وتقضي فيها ساعات طويلة دون هدف محدد، كأن تدرس مثلًا 200 ساعة في البرمجة مع أنه ليس من ضمن خطتك أن تصبح مبرمجًا، وتجدر الإشارة إلى أن الشخص قد يتعلم أحيانًا من أجل المتعة أو لتطوير هوايته، ولكن تطوير الذات متعلق بالمهارات التي ستقودك إلى تحقيق أهداف واضحة.
• تعلّم التفكير الريادي، والتعامل بعقلية التطور: حتى لو لم ترغب أن تصبح قائداً أو رائد أعمال، فمن المهم تعلم طريقة التفكير الريادي التي ستمنحك مهارة الإقناع والتأثير، وتمكنك من التخطيط الجيد، والتكيّف مع الظروف المحيطة بك لتحقيق الأهداف المرجوّة، أمّا التعامل بعقلية التطور والنمو، فسيساعدك على تجنب الكسل والثبات، بل المضي قُدمًا، إلى جانب تجنب الخوف الذي سيمنعك من الخوض في تحديات أو تجارب جديدة.
• تحديد القيم الخاصة بك، ثم تحديد خطة للتطوير الذاتي: كي تطوّر ذاتك لا بد من تحديد مجموعة القيم الخاصة بك؛ مثل الإبداع، والفضول، والعمل الجاد؛ حتى تسير وفق ما يتناسب مع هذه القيم، إلى جانب كتابة خطة للتطوير الذاتي تشتمل على تحديد المهارات التي تريد تطويرها، ولماذا وكيف ستتقدم فيها؟ ومتى سيحدث ذلك؟.
• التعامل بمرونة، وتعلم طرق إدارة الغضب والتوتر: تعيق المستويات المرتفعة من التوتر عملية التقدم والتطور، ولذلك يُنصح بتعلم بعض المهارات التي تساعد في السيطرة على مشاعر الغضب والتوتر والقلق؛ لتهيئة العقل للتعامل مع الصعوبات والتحديات بنجاح، إلى جانب التعامل بمرونة من خلال اليقظة والتفكير بإيجابية.

أمثلة على مهارات تطوير الذات

يبين ما يأتي بعض الأمثلة على مهارات تطوير الذات، والتي يمكن الاستفادة من تعلّمها وتطبيقها:^[٣]

• مهارات التواصل والمهارات الشخصية: تشمل مهارات التواصل القدرة على التحدث والكتابة والاستماع بثقة وتمكّن وبشكل مناسب للموقف، أمّا المهارات الشخصية فهي قدرتك على التفاعل مع الآخرين وفهم ردودهم اللفظية وغير اللفظية مثل لغة الجسد، وإبداء ردود فعل مناسبة، وكل هذا سيؤثر إيجابيًا في بناء العلاقات، وترك انطباعات جيدة لدى الآخرين.
• المهارات القيادية والأخلاقية: يُقصد بالمهارات الأخلاقية التمتع بمهارات العمل الجاد وتحمل المسؤولية والدقة والانضباط في البيئة الوظيفية، أما المهارات القيادية، فتتلخص في القدرة على تحفيز وتشجيع الآخرين ومساعدتهم للوصول إلى أهدافهم، إلى جانب تعلّم التنظيم الذي يساعد على التخطيط والجدولة والترتيب، ويُجنّب الشخص سوء التواصل مع الآخرين، ويُضاف إلى ذلك مهارة حل المشكلات، فالأشخاص الذين يمتلكون هذه المهارة هادئين غالبًا، وينظرون إلى كل الحلول الممكنة، ثمّ يرجحون أفضلها.
• مهارات الثقة بالنفس والنزاهة: يؤمن الشخص الواثق بنفسه بقدراته، ويسعى إلى استثمارها لخوض تحديات وتجارب جديدة للوصول إلى النجاح، ويساهم التحلي بالنزاهة بجعلك محط احترام وثقة من قِبل الآخرين، إذ ستتمتع بسمعة حسنة.
• مهارات التكيف والتأقلم: تعلّم مهارة التكيف يمكّن الشخص من الانسجام مع شخصيات مختلفة، إلى جانب الاستجابة للمتغيرات والتأقلم معها، وهذا يسهّل تطوره وتقدمه في أي بيئة.

نصائح لتطوير الذات

يبين ما يأتي بعض النصائح الإضافية لتطوير الذات:

• تحديد معنى النجاح بالنسبة لك: يختلف معنى النجاح من شخص إلى آخر، ولذلك فكّر في معنى النجاح بالنسبة لك، دون أن تقارن نفسك بالآخرين؛ لأن نجاحات الآخرين لا تحدّد نجاحك، ولا تؤثر عليه.^[٥]
• مشاركة مهاراتك مع الآخرين: من الطرق الفعالة في رحلة تطوير الذات مشاركة مهاراتك مع الآخرين، فهذه العملية ستزيد من تركيزك ومعلوماتك، إلى جانب إفادة غيرك.^[٦]
• التعلّم من المُلهمين: لا شك في أنك عندما تريد التقدم في مجال من المجالات، فستقترب من الملهمين والمبدعين فيه، ولذلك حاول التعلم من مسيرة هؤلاء الأشخاص.^[٧]
• التركيز على إنجاز مهامك: بعد تحديد وكتابة مهامك اليومية، ركز على إنجازها واحدة تلو الأخرى، وتجنب التسويف أو النسيان، وذلك من أجل تحقيق التقدم والنجاح.^[٧]
• التفكير بإيجابية: فعّل مهارة التخيل الإيجابي لديك عن ذاتك في المستقبل، فالإيجابية تعطي حافزًا ودافعًا للإنجاز.^[٨]
• طلب المساعدة عند الضرورة: قد تجد أحيانًا عوائق صعبة جدًا في طريقك، وعندها لا تتردد في طلب المساعدة من المختصين.^[٨]