كيف أتغلب على الوسواس؟ نصائح ذهبية للتخلص منه

يعد اضطراب الوسواس القهري من أكثر الاضطرابات النفسية الشائعة، حيث يعاني الشخص المصاب من أفكار وأفعال قهرية لا يمكنه السيطرة عليها تؤثر على أداء مهامه اليومية، حيث تكون هذه السلوكيات متكررة تعتمد على الأفكار المتكررة، كأن يقوم شخص بالتأكد من أن الباب مقفل عدة مرات لأنه يشك في أنه قد يكون مفتوحاً، وبغضّ النظر عن الإحباط والصعوبات التي يمر بها مصاب الوسواس القهري، إلا أن هناك عدة طرق للتغلب على الوسواس القهري مثل الاعتناء بالصحة الجسدية ومحاولة السيطرة على الأفكار السلبية مثل القلق والتوتر إلى جانب العديد من الاستراتيجيات، والتي سيأتي توضيحها ضمن المقال.^[١]

تقبّل الواقع

إن أهم خطوة للسيطرة على الوساوس هي تقبّلها وعدم رفضها، إذ إنّ ذلك يساعدك على إيجاد الطرق أو الحلول المناسبة للتغلب عليها، وإن رأيت أن هذه الوساوس والأفكار تستهلك من وقتك، فتستطيع أن تحدد وقتاً خلال اليوم لتعطي لنفسك الفرصة للتفكير بها، فذلك أيضاً يساعدك على التغلب عليها، إذ إنّ تجنب الوساوس والأفكار السلبية قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وزيادة هذه الأفكار مستقبلاً، كما من الممكن أن تسيطر على الوساوس بإشغال ذهنك والتفكير بأمور أخرى إيجابية ومفيدة لك.^[٢]

تعرّف أكثر على الوسواس

الآن وبعد أن تتقبل حقيقة مرضك ينبغي أن تواجهها بكل قوة وشجاعة لكي تتمكن من التغلب على هذا المرض، إذ يوجد الكثيرون من ينكرون إصابتهم، الأمر الذي يسبب زيادة الأعراض والمشاكل الصحية الناتجة عن ذلك، وعليه فمن الضروريّ التعرف أكثر على الوسواس القهري وما هي أعراضه وكيفية العلاج منه، إذ إن ذلك يزيد من درجة الوعي والثقافة لديك، ويساعدك على أن تشعر بنوع من الاطمئنان عن حالتك، خاصة وأن هناك علاجاً يحدّ من هذه المشكلة، هذا ويشار إلى أنّ الاطلاع على نماذج لأشخاص مصابين عانوا من هذا المرض واستطاعوا تجاوزه، قد يساعدك أيضاً على إحراز تقدم في العلاج من الوسواس القهري والتغلب عليه بأسرع وقتٍ ممكنٍ.^[٣]

سيطر على التوتر

من المهم أن تقلل من مستويات التوتر لديك، لتكون قادراً على التغلب على الوسواس، وتوجد العديد من الأساليب التي تسهم في التخفيف من حدته، وهي كالآتي:^[٤]

• تعدّ جلسات التأمل والاسترخاء وتمارين التنفس العميق من أهم الطرق لتهدئة الأعصاب والتخفيف من التوتر.
• يمكن أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي وتجربة نشاط ممتع، مثل قراءة كتاب، أو تجربة وصفة طعام جديدة، أو أخذ حمام دافئ.
• يمكن القيام بممارسة بعض الهوايات كالرسم، أو الخياطة، أو القيام ببعض أعمال الحرف اليدوية، إذ يعدّ ذلك من الأمور التي تساعد على التقليل من الأفكار السلبية ومستويات التوتر.
• يمكن الاستماع للموسيقى -في حال كنت من محبيها- أو العزف على بعض الآلات الموسيقية، إذ يعمل ذلك كعلاج فعّال للتخلّص من التوتر.

اعتني بجسمك

إن اتباع نمط حياة صحيّ يعد عاملاً مهماً في التغلب على الوسواس، وفي الآتي بعض النصائح التي تخدم ذلك:^[٥]

• الحصول على قسط كافٍ من النوم يسهم في تجنب العديد من المشاكل الجسدية والذهنية، حيث أشارت الدراسات أن نمط النوم الصحي والمنتظم يعدّ من الأمور الهامة التي تؤدي للتغلب على مشكلة الوسواس القهريّ.
• ممارسة التمارين الرياضية، حيث إن النشاط البدنيّ حتى لو مجرد المشي الخفيف أو القيام ببعض الأعمال المنزلية يعد من الأمور التي تسرّع في علاج التوتر والوسواس.
• تجنب المشروبات التي تمد الجسم بالنشاط والطاقة بشكل سريع، مثل الكافيين ومشروبات الطاقة، إذ من المحتمل أن تزيد من الاكتئاب والقلق ومشاكل النوم، واستبدلها بأطعمة صحية تمد الجسم بالطاقة مثل المكسرات الصحية، والحبوب، والأرز.
• الحرص على شرب كميات كافية من الماء، حيث تؤدي بدورها إلى تحسين المزاج مع زيادة التركيز والصفاء الذهنيّ.

احصل على الدعم

من الخطوات العملية والمهمة التي تساعدك على التغلب على مشكلة الوسواس القهري هي الحصول على الدعم الكافي ممن حولك، وعليه فمن المفترض مصارحة الأشخاص المقربين لك، مثل عائلتك وأصدقائك الذين تثق بهم بحالتك والأعراض التي تشعر بها، إذ إنّ ذلك سيشجعك حتماً، وسيساعدك على التعامل مع مشكلة الوسواس القهري بطريقة صحية وسليمة،^[٦] هذا ويشار إلى أن مجموعات الدعم تعدّ طريقة فعالة يمكن الاستعانة بها، إذ إنّ هذه المجموعات يمكن أن تكون وسيلة للتخفيف عنك، وتذكّرك بأنك لست الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة، حيث تساعدك على مشاركة تجربتك الخاصة، والاستفادة في المقابل من تجارب الآخرين والتعلّم منهم.^[٧]

ابدأ رحلة العلاج

إذا شعر المصاب أن طرق العلاج الذاتية الخاصة بالوسواس القهري لا تساعده في التغلب على الوسواس، أو أن الوضع يزداد سوءاً، فيجب عليه طلب المساعدة من أصحاب الاختصاص، وذلك لأن اضطراب الوسواس القهري مشكلة لا يجب تجاهلها، وتوجد العديد من العلاجات المخصصة لهذا الاضطراب، والتي تساعد الشخص المصاب على مواجهة الوساوس والأفكار السلبية بشجاعة وإيجابية والتغلب عليها، ويشار هنا إلى ضرورة التحلي بالصبر والالتزام؛ لأن آثار العلاج لن تظهر بين عشية وضحاها، بل تحتاج إلى بعض الوقت.^[٨]