هل قابلت شخصًا في محيط العمل مهووسًا بالكمال والمثالية؟ ويظن أنّ رأيه فقط هو الصواب وأنّ الآخرين على خطأ؟، أو هل تعرف أحدًا يعاني من الصعوبة في التعبير عن مشاعره، ويميل إلى العزلة الاجتماعية، ويواجه صعوبة في تكوين العلاقات؟، إذا امتلك شخص كل هذه الصفات فمن الممكن أن يعاني من الشخصية الوسواسية، وهو شعور قد يوصل الشخص إلى القلق والاكتئاب، وحتى الإيجابية التي يمتلكها وهي العمل بجدّ قد تؤثر عليه سلبًا لأنه سيتأخر في تسليم مهامه، وواجباته، ظنًا منه بأنه يستطيع أن ينجز أفضل في كل مرة، وهذا المقال سيركّز على الإجابة عن سؤال واحد هو: كيف أتعامل مع الشخصية الوسواسية؟.[١]


التعامل مع الشخصية الوسواسية مفتاحه التفهم

أول خطوة للتعامل مع الشخصية الوسواسية هي القراءة عنها؛ لأنّ معرفة الأسباب التي تدفع الشخص إلى الرغبة في العمل وحيدًا، أو الانزعاج المتكرر والميل إلى العزلة والقلق، ستساعدك في فهم معظم المواقف ومعرفة أن تصرفاتهم ليست مبنية على أمور شخصية وهذا سيسهل عليك التعامل معهم، وبعد تفهم دوافع هذه الشخصية تحتاج إلى التفكير وانتقاء الكلمات في أي موقف، ولكل بيئة أسلوبها الخاص، والفقرتان التاليتان ستوضحان ذلك.[٢]


التعامل مع الشخصية الوسواسية في المحيط الاجتماعي

لا شك في أنّ الشخص الذي يعاني من الشخصية الوسواسية يؤثر على محيطه الاجتماعي سلبيًا في بعض المواقف، ولكن في الوقت نفسه قد يكون هذا الشخص شريك حياتك، أو صديقك، أو مقربًا منك وتريد التعامل معه بدافع المحبة لا الاضطرار، عندها يمكنك أن تلفت نظره إلى الأمور التي تزعجك دون أن توجه أصبع الاتهام له، مستخدمًا عبارة (أنا) بدلًا من (أنتَ)، فمثلًا إذا طلب منك صديقك إنجاز عمل معين بطريقته الخاصة، يمكنك أن تقول له بلطف (أنا لا أحب....) بدلًا من قولك: (أنت تفرض علي....) وهكذا، وإذا شعرت بأنه محتاج إلى مساعدة فلا تدخل له من باب أنه يعاني من الشخصية الوسواسية لأنّ ذلك لن يجدي معه، يمكنك أن تقول له: لا يجب أن تكون كل الأمور مثالية دائمًا، لا بأس من ارتكاب بعض الأخطاء أحيانًا، كما يمكنك أن تعرض عليه استشارة معالج نفسي بأسلوب لطيف كأن تقول له: أنت مدمن عمل وتحتاج إلى تنظيم وقتك ولا بأس من استشارة متخصص.[٣]


التعامل مع الشخصية الوسواسية في بيئة العمل

إنّ الاندفاع والهجوم الذي يتصف به أصحاب هذه الشخصية في بيئة العمل ليس مقصودًا لذاته، ولكنه أسلوب لحماية أنفسهم من الوقوع في الأخطاء، والوصول إلى المثالية، لذلك راجع نفسك -إذا كنت مسؤولاً عنه- هل كلفت هذا الشخص بمهام كثيرة؟، هل طلبت منه إنجاز مهمة معينة بطريقتك أنت على الرغم من أنه يمكن أن ينجزها بطريقته على نحوٍ لا يخالف قوانين الشركة أو المؤسسة؟ إذا فعلت الخيار الأول قم بتقليل المهام إلى حد معقول لأنّ هؤلاء الأشخاص لديهم حس عال بالمسؤولية وعندما تفعل ذلك لن يشعروا بأن التقصير منهم وسيزول قلقهم، وحاول أن تطلب منهم إنجاز المهام فقط دون أن تملي طريقتك الخاصة عليهم ما دام أن ذلك لا يتعارض مع قوانين الشركة، لكونهم يفضلون أن يفعلوا كل شيء بأسلوبهم وطريقتهم الخاص.[٣]


كــلمـــة أخـــيرة

إنّ الشخص الذي يعاني من الشخصية الوسواسية حقًا يستحق أن تمد له يد العون والمساعدة، وإذا كنت مهتمًا بذلك يمكنك أن تدلّه على طرق مساعدة بشكل غير مباشر كأن تقول له ما رأيك في أن نخرج ونجرب التأمل في الطبيعة؟، أو قد تقترح عليه ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وقد تلجأ إلى إقناعه بالذهاب إلى أخصائي، بقي أن نتمنى لك وللذي تتعامل معه حياة هانئة خالية من الاضطرابات والمثالية السامّة.[٤]


المراجع

  1. Kathryn Watson (29/9/2018), "Obsessive-Compulsive Personality Disorder (OCPD)", www.healthline.com, Retrieved 26/9/2021. Edited.
  2. Gary Trosclair (11/2/2020), "How to Improve a Relationship with a Partner Who Has OCPD", www.goodtherapy.org, Retrieved 26/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Gary Trosclair (11/2/2020), "How to Improve a Relationship with a Partner Who Has OCPD", www.goodtherapy.org, Retrieved 26/9/2021. Edited.
  4. DR. PAULA DURLOFSKY (7/3/2018), "4 Tips for Living with Obsessive-Compulsive Personality Disorder", mainlinetoday.com, Retrieved 26/9/2021. Edited.