ربما شعرت ذات يوم بالخوف، والقلق، أو العصبية والتوتر، وعانيت من الآثار النفسية المصاحبة لكلّ ذلك بسبب تجربة ما، أو موقف ما، أو حتى لحظة عابرة، لا تقلق فهذا أمر طبيعيّ جداً فأنت إنسان، إذ من الطبيعي أن تشعر بأن بعض الظروف تتجاوز طاقتك وقدرتك على التحمل، الأمر الي قد يشعرك بالعصبية والتوتر، وعليه فماذا نعني بالعصبية والتوتر؟ وكيف يمكنك التخلص منهما بطرق علمية صحية فعّالة، سنستعرض في هذا المقال حديثاً مليئاً بالطرق العلمية الجيدة من أجل مساعدتك على التخلص من هذه المشاعر.


العصبية هي شعور إنساني واستجابة طبيعية مؤقتة لضغط ما حدث لديك من الممكن أن يكون أمراً مهدداً لك، أو باعثاً للانفعال السلبي، أو مقلقاً ومحفزاً للاستجابات الجسدية والنفسية على سبيل المثال من الممكن أن تشعر بالتهديد بسبب وجود نية في طردك من وظيفتك، على الفور سيستجيب جسمك إما بالتنفس السريع وزيادة سرعة خفقان القلب، والحزن والتصرف بعدوانية سواء مع نفسك أو مع الآخرين، علماً أن هذه المشاعر من الممكن أن تزول بزوال الموقف أو المؤثر الذي دفعك لفعل ذلك.[١]


وهنا يمكن القول إنّ العصبية والتوتر هي مشاعر طبيعية لكن من الممكن أن يتحول كلاهما إلى مستوى سلبي عالٍ، والذي من الممكن أن يقترن بأعراض جسدية ونفسية منهكة ومتعبة، لذا يجب عليك العمل على تطوير أدوات جيدة تمكّنك من الحد بل ومحاولة التخلص منهما تدريجياً، إليك هذه الأساليب والتي ستُفيدك حتماً في التعامل مع العصبية والتوتر:


غير طريقة تفكيرك ووجهها نحو الإيجابية

إن بداية التغيير والتخلص من أي مشاعر سلبية يبدأ بتعديل الأفكار وتوجيهها بطريقة إيجابية من أجل تغيير السلوك، وسيساعدك في ذلك تغيير أنماط تفكيرك سلبي تجاه المواقف والتجارب التي تحفز العصبية والتوتر لديك إلى أفكار إيجابية، إذ إن كل شيء يبدأ بك وبما يدور بعقلك لذا يجب عليك فهم نفسك وكيف تقوم بالتحكم بها وإدارة انفعالاتك السلبية والتجارب التي تمر بها، والنظر إلى الزاوية الإيجابية في الأمور، فالهدف هنا هو تغيير الطريقة التي تتفاعل بها مع المؤثرات والتحكم باستجابتك للمواقف.[٢]


فمثلاً وعلى نفس المثال السابق في حال فقدت وظيفتك، فلا تركز على خسارتك لوظيفتك والحزن لأجل ذلك والميل إلى العزلة والوحدة، بل يجب عليك التفكير بأنك قد تعلمت الكثير من عملك السابق واكتسبت الكثير من المهارات التي لم تكن لتتعلمها لولا شَغلك لهذه الوظيفة، لا تتكاسل أو تماطل وابدأ عملية البحث عن وظيفة أخرى توظّف بها مهاراتك الجديدة، كما يمكنك البدء بالقيام بأمر لطالما أجلته بسبب عدم وجود الوقت الكاف، ابدأ به ريثما تجد وظيفة أخرى، وليكن شعارك ابحث عن النور دائماً وسط الظلمة.[٢]


فكر بعقلانية

ما الذي من الممكن أن يحدث، ما هي أسوأ الاحتمالات، فبالنظر إلى مخاوفك ومصدر توترك هل يستدعي الأمر كل ذلك؟ في حال كنت متوتراً بشأن مقابلة عمل ما فكّر في أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ عدم قبولك بالوظيفة، في الحقيقة ذلك لا يعني نهاية العالم، لا بأس من أن تتعرض لبعض الانتكاسات في حياتك، تعلم من تجاربك واسعَ مرة أخرى بالتأكيد ستصل إلى غايتك، طالما أنك تملك الأمل وتسعى بشكل جاد، فقط اصبر فالقادم سيكون أجمل، وتذكّر أن نفسيتك وصحتك أهم من كل شيء فكل أمر قابل للتعديل والفرص لا زالت أمامك.[٣]


كن دائم السعي

بعد أن تفكر بطريقة عقلانية ومنطقية ابدأ بالسعي وتحدي نفسك، والمطلوب منك هنا معرفة أسباب فشلك في أمر ما لإيجاد الحل المناسب، اسأل نفسك "ما هو سبب توترك وعصبيتك؟" عملك، عائلتك، حالتك العاطفية، قلة المال والحيلة، وبعد تحديد السبب ابدأ العمل على تغيير منظورك وتفكيرك، واجه ما لا ترغب في الحديث عنه للوصول إلى الحل فإذا لم تجد وظيفة أحلامك، حاول تحديد الأسباب والبحث عن وظيفة حتى تصل إلى ما تريده، اكتب الأسباب التي كانت وراء عدم قبولك واسعَ إلى تحسينها، اكتسب مهارات متعلقة بوظيفتك التي تطمح لها وعزز سيرتك الذاتية، ووسع من دائرة بحثك، ودائماً قل لنفسك "هذا الوقت سيمضي"، لذا توقف عن التوتر والقلق.[٤]


تحكم بنفسك وتعلم تقنيات الاسترخاء

إنّ قدرتك على التحكم بنفسك عند حدوث أي موقف مُولد للعصبية والتوتر يمنحك قدراً من الاسترخاء والراحة لذا يمكنك التحكم بأعصابك وبنفسك من خلال القيام بالعديد من تقنيات الاسترخاء:[٥]


التنفس البطيء

إنها تقنية نفسية مهمة تساعدك على إدراك نفسك والتحكم بأعصابك، بالإضافة تخفيض مستويات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، فإذا شعرت باقتراب لحظة التوتر أو العصبية فكل ما عليك فعله هو الجلوس بوضعية مستقيمة، اغمض عينيك، وضع يديك على بطنك وخذ نفساً من أنفك حتى تشعر برئتيك تمتلئ بالهواء، واحسبه لخمس ثوانِ ثم أخرجه من فمك تدريجياً واشعر أثناء ذلك بأن جميع الضغوطات التي تشعر بها أخرجتها من داخلك وأطلقتها في الهواء لتتلاشى، كرر هذا حتى تشعر بأنك أكثر راحة وهدوءاً، مارس هذا التنفس المريح لمدة ثلاث إلى خمس دقائق، مرتين أو ثلاث مرات في اليوم أو كلما شعرت بالتوتر والعصبية.


تخيل اللحظات السعيدة

يساعد التخيل على تهدئة النفس والتخفيف من التوتر ومشاعر العصبية، يمكنك ممارسته بين الحين والآخر، أو وأنت تشعر بالتوتر، كل ما عليك فعله هو الجلوس وحدك، وإذا كان بإمكانك التواجد في الطبيعة فذلك أفضل، تأمل كل ما هو جميل محيط بك، خذ استراحة من كل شيء، أغمض عينيك وتصور مشهداً يبعث على الاسترخاء والهدوء، تنفس ببطء وعمق، وقم بإرخاء جسمك تدريجياً، وتخيل أمراً يشعرك بالسعادة والحب والسلام؛ جلوسك أمام البحر وصوته المريح، الجلوس مع شخص تحبه، لحظة سعيدة يستحيل أن تنساها، يمكنك الاستماع إلى موسيقى هادئة أثناء فعل ذلك أيضاً، حيث سيساعدك ذلك في الاسترخاء بعمق وتهدئة نفسك.


اهتم بنفسك

إنّ الاهتمام بنفسك يلعب دوراً مهماً في إيجاد طريق ملهمة لكَ دائماً وتوفير مساحة آمنة بعيدة عن التوتر والعصبية، ومن الأمور التي تؤخذ بعين الاعتبار والتي ستفيدك حتماً هي ممارسة الرياضة بانتظام، حيث تسهم في تقليل التوتر وتساعدك على الحصول على جسم صحي نشيط، واحرص على أخذ قسط كافِ من النوم، فذلك سيمنح جسدك قدراً من الراحة والاسترخاء، ولا تهمل تناول الطعام الصحي، فهو المسؤول الأول عن أن تكون صحتك العقلية والجسدية في أعلى مستوياتها، وعليه فاتباع نظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية بانتظام سيقلل من توتر وعصبيتك ويمنحك حياة هادئة وناجحة.[٦]


المراجع

  1. Adrienne Santos-Longhurst (5/2/2019), "Nervousness: How You Can Deal with It and Feel Better", healthline, Retrieved 10/3/2021.
  2. ^ أ ب Square (26/10/2016), "10-science-backed-techniques-to-relieve-stress", squareup, Retrieved 10/3/2021.
  3. Trudi Griffin, LPC, MS (1/5/2020), %1$s&ampshare=https://www.wikihow.com/Get-Rid-of-Nervousness "How to Get Rid of Nervousness", wikihow, Retrieved 10/3/2021.
  4. Trudi Griffin, LPC, MS (1/5/2020), %1$s&ampshare=https://www.wikihow.com/Get-Rid-of-Nervousness "How to Get Rid of Nervousness Co-authored", Wikihow, Retrieved 10/3/2021.
  5. Trudi Griffin, LPC, MS (1/5/2020), %1$s&ampshare=https://www.wikihow.com/Get-Rid-of-Nervousness "How to Get Rid of Nervousness", wikihow, Retrieved 10/3/2021.
  6. Trudi Griffin, LPC, MS (1/5/2020), %1$s&ampshare=https://www.wikihow.com/Get-Rid-of-Nervousness "How to Get Rid of Nervousness Co-authored", wikihow, Retrieved 10/3/2021.