قاعدة سمارت لتحديد الأهداف

كلّ منا يطمح في تحقيق أهداف في الحياة، فالحياة التي تخلو من الأهداف والتخطيطات حياة خالية من أي معنى وقيمة، ولا شك في أنك الآن تسير نحو هدف أو قد حققت هدفاً أو تودّ تحقيق هدف، والسؤال الآن، هل شعرت يوماً بأنك كتبت أهدافك وخططت لها بشكل يبدو جيداً ومنطقياً من وجهة نظرك ولم تصل إليها؟، وهل بذلت جهداً كبيراً في تحقيق هدف ثم شعرت بأن كل جهدك قد راح هباءً؟، الحقيقة أن هناك صفات معينة في الهدف تجعل منه هدفاً ذكياً أي يمكن الوصول إليه وتحقيقه، وهذا المقال معنيّ بتوضيح قاعدة سمارت لتحديد الأهداف، ولكل حرف من حروف كلمة Smart توضيحاً خاصاً ستبينه الفقرات الآتية.^[١]

قاعدة سمارت لتحقيق الأهداف

تتضمّن قاعدة سمارت (SMART) لتحقيق الأهداف خمسة حروف، وكل حرف من هذه الحروف يعكس صفة يجب أن تكون في الهدف حتى يكون هدفاً ذكياً، وبيان ذلك في النقاط الآتية:^[٢]

• Specific: وهو الحرف الأول من حروف كلمة سمارت (S) ويُقصد بذلك أن يكون الهدف محدداً، وله نتيجة واضحة أمامك، ويظهر لك ذلك من خلال طرح السؤال ماذا أريد بالضبط؟، وكلما كان الهدف أوضح زادت احتمالية تحقيقه، ويُنصح بالابتعاد عن الأهداف العامة والمُبهمة، فإذا قلت مثلاً : "أريد أن أنقص من وزني"، فإن هذا الهدف يعد من الأهداف العامة فلو خسرت غراماً أو غرامين تكون قد حددت الهدف لأنك لم تربطه بنتيجة بشكل واضح، ولكن لو قلت: "أريد أن أنقص من وزني عشرين كيلو"، بهذه الطريقة تكون قد أكسبت هدفك صفة التحديد.
• Measurable: الحرف الثاني من حروف كلمة سمارت بالإنجليزية (M) يُشير إلى أنّ الهدف يجب أن يكون قابلاً للقياس، والمقصود بذلك أن تضع مؤشراً محدداً يدلك على وصولك إلى الهدف، ومثال ذلك قولك: "أريد ربح ألف دولار خلال أسبوعين من الآن"، ستأتي بعد أسبوعين من العمل على هدفك وتنظر في حسابك فإذا استطعت تحقيق ألف دولار تكون قد حققت الهدف وإلا فعليك أن تغيّر الخطة، وهكذا.
• Attainable: الحرف الثالث من حروف كلمة سمارت بالإنجليزية (A)، ويُقصد بذلك أن يكون الهدف واقعياً وقابلاً للتحقيق، فلو حددت هدفاً مثل: "أريد خسارة عشرين كيلو في أسبوعين"، سيخالف هذا الهدف صفة الواقعية بناء على المعطيات الصحية والطبية المجربة فمن المستحيل خسارة عشرين كيلو في أسبوعين بشكل صحي، ولكن إذا قلت: "أريد خسارة عشرين كيلو في أربعة أشهر"، فإنك الآن تكون قد أخضعت هدفك لمعيار الواقعية، وبالتالي يمكن تحقيق هذا الهدف.
• Relevant: الحرف الرابع من حروف كلمة سمارت بالإنجليزية (R) كي تحقق الهدف يجب أن تكون له صلة بحياتك، أي يجب أن ينعكس تأثيره على حياتك بشكل إيجابي وتشعر من داخلك بأنه مهم، لأن ذلك يمكنك من أن تمتلك سبباً قوياً يحفزك على تحقيق الهدف كلما شعرت بالتقاعس، ومثال ذلك رغبة الإنسان في التخلص من الدهون الزائدة، أو رغبة الإنسان في الحصول على منحة دراسية، إذ تعد هذه الأهداف من الأهداف المهمة، خاصة إذا كانت الدهون الزائدة خطيرة على صحة الإنسان، وإذا كان السبيل الوحيد لإكمال الدراسة في الجامعة هو الحصول على المنحة.
• Time-based: الحرف الخامس من حروف كلمة سمارت بالإنجليزية (T) والمقصود بذلك أن ترتبط أهدافك بتاريخ بداية محدد، وتاريخ نهاية واضح ومعروف، لأنك إذا تركت أهدافك دون تحديد موعد سيصبح سيرك من أجل تحقيقها عشوائياً وغير منتظم، وربما لن تقدر على تحقيقها، فلا تقل: "أريد أن أفتح مشروعاً جديداً"، بل قل: "أريد أن أفتح مشروعاً جديداً في يوم وشهر محددين وسنة محددة، وسيكون جاهزاً في تاريخ ....."، فالالتزام بمواعيد بدء وانتهاء للأهداف يخلق لدى الإنسان دافعاً وإحساساً بالإلحاح من أجل تنفيذه.

مثال توضيحي على قاعدة سمارت

بعد التعرّف إلى قاعدة سمارت في تحقيق الأهداف من خلال توضيح المقصود بكل حرف من حروف كلمة سمارت، إليك هذا المثال التوضيحي الذي توافرت فيها كافة معايير قاعدة سمارت:^[٣]

• أرغب في زيادة عدد المشتركين في قناة اليوتيوب الخاصة بي من خلال الترويج لها عبر شبكات التواصل الاجتماعية فيس بوك، وواتس أب، وإنستغرام، وبهذه الجملة اكتسب الهدف صفة التحديد.
• أريد أن يصل عدد المشتركين في القناة بعد الترويج إلى نصف مليون مشترك، وبهذه الجملة أصبح الهدف قابلاً للقياس.
• أرغب في الوصول إلى نصف مليون مشترك خلال سنتين بواقع ست ساعات عمل يومياً، وهذه الجملة أكسبت الهدف صفة الواقعية.
• عندما يزيد عدد المشتركين في قناة اليوتيوب الخاصة بي، سيعرفون أكثر عن إبداعي في مجال الأعمال اليدوية، وسيتمكنون من التواصل معي بعد مشاهدة أعمالي خطوة بخطوة، مما يعني أنني سأصل إلى الجمهور المستهدف بشكل أسرع، وبهذه الطريقة ارتبط الهدف بقيمة ومعنى في حياة الشخص.
• سأبدأ في العمل على الفكرة اليوم الساعة الثامنة مساء، وسينتهي وقت الهدف في مثل هذا التوقيت بالضبط بعد سنتين، وبهذه الجملة أكسبت الهدف صفة الارتباط الزمني بوقت بداية ونهاية.