كيف يؤثر العمل التطوعي على صحتك النفسية؟

هل يمكن للتطوع أن يكون أحد مفاتيح التخفيف من ضغوط الحياة؟ وهل هناك تأثير مباشر للعمل التطوعي على تقليل مستويات التوتر والقلق؟ من خلال الاطلاع على العديد من الأبحاث والدراسات، تبين أن التطوع يؤثر إيجاباً على الصحة النفسية، نعم، قد يبدو العمل التطوعي بسيطًا عند النظر إليه بمجرد تخصيص الوقت والجهد لخدمة الآخرين، ولكن ما يحمله يتجاوز الكثير من ذلك، وفي الآتي سنبين كيف للعمل التطوعي ألا يقتصر فقط على تحسين حياة الآخرين ومساعدتهم بل تحسين صحتنا النفسية أيضاً.


1: التطوع يزيد من إحساسك بالرضا

العمل التطوعي يجعلك تشعر بالرضا حقاً، فعندما تقوم بالعمل التطوعيّ وتفعل شيئاً تستمتع به حقاً، يفرز الجسم هرمون الإندورفين والذي وصفه البعض بأنه مسكن الآلام الطبيعي للدماغ، وبالتالي تشعر بالرضا والعافية.[١]




عندما تتخذ قرارًا بتخصيص جزء من وقتك وجهدك لتتطوع في خدمة الآخرين ودعم القضايا التي تهمك، سيخلق هذا تأثيرًا إيجابيًا على عواطفك وصحتك النفسية بشكل عام، وسينمو شعورك بالرضا.




التطوع يعزز مستوى سعادتك

يمكن لمساعدتك الآخرين وتقديم يد العون لهم أن يزيد من إحساسك بالسعادة، فعلى غرار الفقرة السابقة فالعمل التطوعي يزيد من إحساسك بالسعادة، حيث يؤثر التطوع على الكيمياء الدماغية، ويزيد من إفراز هرمونات السعادة، مثل الأوكسيتوسين والإندورفين.[١]




يمكن أن يكون العمل التطوعي مصدرًا قويًا لزيادة الإحساس بالسعادة، إذ إنّ التواصل مع الآخرين، وتقديم المساعدة، والمشاركة في بناء مجتمع أفضل، يخلق تجارب إيجابية ويحقق شعورًا متجددًا بالسعادة.




التطوع يقلل من الشعور بالوحدة والتوتر

يمكن أن يؤدي عدم الاتصال البشري أو الشعور بالوحدة إلى إغراق جسمك بهرمون الكورتيزول -هو الهرمون الرئيسي المرتبط بالتوتر-، وإفراز هذا الهرمون لا يقتصر فقط على زيادة مستويات التوتر، بل يتعدى ذلك ليؤثر على الأداء المعرفي، كما يزيد من نسبة الإصابة بالالتهابات وأمراض القلب إلى جانب إضعاف جهاز المناعة.[١]




يمثل العمل التطوعي فرصة للتواصل والمشاركة الإيجابية مع الآخرين، الأمر الذي يقلل من الشعور بالوحدة والتوتر ويعزز من التفاعل الاجتماعي، فمن خلال تقديم الخدمات للآخرين وبناء علاقات إيجابية، يمكن أن يكون العمل التطوعي وسيلة فعّالة لتحسين صحتك النفسية وتحقيق التوازن العاطفي.




التطوع يقلل من الاكتئاب

يمكن للعمل التطوعي أن يبقي العقل مشتتًا عن التفكير السلبي أو النقد المفرط (خاصةً للذات)، فعندما تشغل نفسك بالعمل التطوعي، تنشغل عن التفكير المستمر في مشاكلك الشخصية والضغوط اليومية، وبالتالي التقليل من الاكتئاب والتوتر، وتخفيف العبء النفسي، فضلاً عن ذلك عندما ترى أثر الأعمال التطوعية على الآخرين والمجتمع، سيتعزز شعورك بالإنجاز والفخر، وهذا الشعور يقلل من الشعور بالاكتئاب ويسهم في تعزيز الثقة بالنفس أيضاً.[٢]




يعدّ العمل التطوعي أداة فعالة للتغلب على الاكتئاب، فمن خلال التواصل الاجتماعي، والشعور بقيمة ما تقوم به، يمكن أن تسهم في تحسين حالتك النفسية وتقليل مستويات الاكتئاب.




التطوع يزيد من الثقة بالنفس

تتطلب بعض الأنشطة التطوعية تعلم مهارات جديدة، إذ إن اكتساب مهارة جديدة إلى جانب التواجد في بيئة غير مألوفة يمكن أن يوفر تحفيزًا عقليًا للشعور بالثقة بالنفس، كما أنّ توظيف مهاراتنا لإحداث فرق في حياة الآخرين، يزيد من شعور بالفخر، وبالتالي الحصول على نظرة أكثر إيجابية عن الذات.[٢]




العمل التطوعي هو فرصة لتعزيز الثقة بالنفس وتمكين فكرة احترام الذات.




التطوع يوسع شبكة العلاقات الاجتماعية

خلال القيام بالعمل التطوعي يمكن تكوين صداقات جديدة وتقوية شبكتنا الاجتماعية وربما المهنية أيضاً، حيث تلتقي بأفراد جدد يشتركون في نفس الاهتمامات والقيم، وهذه اللقاءات توفر لك فرصة بناء علاقات صداقة تنمو بمرور الوقت، وخلال العمل التطوعي، يمكنك تبادل المعرفة والخبرات مع الآخرين، وهذا التبادل يعزز من معرفتك، ويمكن أن يكون مصدرًا للتطوير الشخصي.[٢][٣]




يوسع التطوع شبكة العلاقات الاجتماعية من خلال توفير فرص للتواصل مع الآخرين وبناء علاقات جديدة، وهذا التفاعل يمكن أن يكون مصدرًا للدعم والإلهام والتعلم، مما يعزز شبكة علاقاتك الاجتماعية بشكل إيجابي.




التطوع يزيد من تقدير الذات

المشاركة في العمل التطوعي تعزز من تقديرك للذات، إذ إنّ توظيف وقتك ومهاراتك لمساعدة الآخرين، يفتح الباب لتتلقى تغذية إيجابية (مديح) واعترافًا بجهودك، ويمكن أن يساهم هذا التعزيز الإيجابي في جعلك أكثر ثقة بقدراتك وتعزيز تقديرك لذاتك، كما أن العمل التطوعيّ يشعرك بأنك حققت إنجازات قيّمة تعود بالفائدة على الغير، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ومن خلال التطوع، قد تتطوَّر مهارات جديدة لديك أو يتحسن مستوى مهاراتك، وذلك حتماً سيؤثر إيجابيًا على تقديرك لنفسك وقيمتك.[٤]




يعدّ العمل التطوعي عاملاً مهماً لزيادة تقدير الذات، فمن خلال تجاربك في خدمة الآخرين وتحقيق الإنجازات وتطوير قدراتك، سيشعرك ذلك بقيمتك وبأن لديك دوراً مهماً في المجتمع.




الأسئلة الأكثر شيوعاً

يثير موضوع تأثير العمل التطوعي على الصحة النفسية بعض التساؤلات وفي الآتي بيانها:


  • ما هو تأثير التطوع في تعزيز الصحة النفسية؟

يسهم التطوع في تعزيز الصحة النفسية من خلال توفير شعور بالقيمة والأهمية، وتعزيز تقدير الذات، وزيادة الإحساس بالسعادة والرضا، وبناء علاقات اجتماعية صحيّة.


  • هل التطوع يمكن أن يقلل من مستويات الاكتئاب والقلق؟

نعم، يمكن للتطوع أن يسهم في تقليل مستويات الاكتئاب والقلق من خلال خلق تجارب إيجابية مع المجتمع والبيئة المحيطة، والمساهمة في إفراز الهرمونات التي تسهم في تحسين المزاج، مثل الإندورفين والأوكسيتوسين.


  • كيف يمكن للتطوع أن يساهم في بناء صداقات جدد؟

يعزز التطوع التواصل الاجتماعي من خلال التفاعل مع مجتمع متنوع وتكوين صداقات جديدة مع أشخاص يشاركونك نفس الاهتمامات.


  • هل يزيد التطوع من مشاعر السعادة؟

نعم، المشاركة في العمل التطوعي تزيد من الشعور بالرضا والسعادة، وذلك من خلال تحقيق الإنجازات، وتقديم المساعدة للآخرين، وتحقيق التواصل الإيجابي مع المجتمع.


  • هل توجد أنواع محددة من التطوع تؤثر بشكل أكبر على الصحة النفسية؟

التأثير يعتمد على اهتمامات الشخص، ولكن التطوع في المجالات التي تتناغم مع ظروفك وقدراتك يمكن أن تكون أكثر تأثيراً على صحتك النفسية، ولكن احرص على ضبط جداول زمنية متوافقة مع واجباتك ومهامك لتتجنب الإرهاق والتعب.


  • هل يمكن للتطوع أن يكون وسيلة لتطوير مهاراتنا؟

نعم، التطوع يسهم في تعلم مهارات جديدة أو تطوير المهارات التي نمتلكها، وهذا التطوير يساهم في تعزيز التقدير الذاتي وزيادة الثقة بالنفس.


  • هل يمكن للتطوع أن يكون مفيدًا لذوي الاضطرابات النفسية؟

نعم، قد يكون العمل التطوعي جزءًا من استراتيجيات العلاج والتحسن لمن يعانون من الاضطرابات النفسية، حيث يمكن أن يساعد على الشعور بالقيمة والمعنى وتوفير الدعم الاجتماعي.



في النهاية، يمكن القول إنّ العمل التطوعي يمثل أداة قوية لتحسين الصحة النفسية، فمن خلال المشاركة في أنشطة تطوعية، يمكن إحداث تغييرات إيجابية في صحتنا النفسية تشمل زيادة تقدير الذات وتقليل مستويات الاكتئاب والقلق، وبناء شبكة علاقات إيجابية، مما يساعد في التخفيف من الشعور بالوحدة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتطوع أن يساعد في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا من خلال تقديم المساعدة للآخرين وتحقيق الإنجازات.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What Are the Mental Health Benefits of Volunteering?", verywellmind. Edited.
  2. ^ أ ب ت "7 Mental Health Benefits of Volunteering", ableto. Edited.
  3. "Helping people, changing lives: 3 health benefits of volunteering", mayoclinichealthsystem. Edited.
  4. "How Volunteering Improves Mental Health", nami. Edited.