التطوير الذاتيّ عملية مستمرّة تبدأ من لحظة شعور الشخص بحاجته إلى تطوير جانب من جوانب شخصيته أو تحسين جانب معين في حياته، فكلّ يوم هو فرصة جديدة للتطوير والتحسين، ومهما ظنّ الإنسان أنه قد وصل إلى مرحلة عالية من الوعي في جانب تظلّ هناك جوانب أخرى لم يطلع عليها، وأبواب في التطوير الذاتي لم يطرقها، وإذا كنت تتساءل كيف يمكنني أن أطوّر ذاتي؟، وما المهارات اللازمة للتطوير الذاتي؟، تفضّل بإكمال قراءة هذا المقال الذي سيوضّح المهارات اللازمة لتطوير الذات وكيفية تنميتها، إلى جانب طرح بعض النصائح العمليّة والعادات التي ستساعدك على تطوير ذاتك.[١]


المهارات اللازمة لتطوير الذات

هناك مجموعة من المهارات اللازمة للسير في طريق تطوير الذات توضحها النقاط الآتية:[٢]

  • مهارة التواصل: ويندرج تحت هذه المهارة قدرة الإنسان على الكتابة والتحدّث والاستماع بفعاليّة بمعنى أن يكون قادرًا على إيصال رسالته بوضوح دون لبس أو تشويش، إلى جانب القدرة على فهم مقاصد الآخرين ومشاعرهم في المواقف المُختلفة والتفاعل معهم، بالإضافة إلى العناية بتناسق لغة الجسد ونبرة الصوت مع الرسالة المُراد إيصالها، وفهم الرسائل التي يرسلها الآخرون باستخدام لغة الجسد.
  • مهارة التنظيم وحل المشكلات: وتتمثّل بقدرة الإنسان على تنظيم حياته الواقعيّة والافتراضيّة على حدّ سواء، ويشمل ذلك الحفاظ على نظافة المساحات التي يعمل بها، والمساحات الرقمية أيضاً مثل تنظيم البريد الإلكتروني، والواتس أب، وغيرها، إلى جانب القدرة على التخطيط وتحديد الأولويات وحلّ المشكلات، وتجدر الإشارة إلى أنّ التنظيم الجيد يختصر الوقت والجهد على الإنسان ويرفع من مستوى الكفاءة لديه.
  • مهارة الثقة بالنفس: يُقصد بالثقة بالنفس إيمان الإنسان بقدراته وأفعاله وقراراته، والثقة بالنفس تمكّن الإنسان من اتخاذ قرارات جريئة وتساعده على تحقيق الأهداف التي يطمح إلى الوصول إليها، وتجربة أشياء جديدة، والأهم من هذا كله أنّها تعمّق وترسّخ الإحساس بالقدرة على النجاح، والثقة بالنفس ليست أمراً لا يمكن تطويرها كما يظن البعض، وإنما هي مهارة قابلة للتحسّن ويمكن تطويرها، وفي حال أهمل الإنسان نفسه يمكن أن يتراجع مستوى ثقته بنفسه.
  • مهارة القيادة: ويُقصَد بالقيادة القدرة على توجيه الناس وإلهامهم، فالقائد يحفّز الآخرين على أداء أدوارهم عن قناعة ومحبة وليس من باب الفرض، ومن الصفات التي يتحلى بها القادة: الالتزام، والاحترام، والنزاهة، والصدق، والتواضع، وتحمّل المسوؤلية، والاعتراف بالخطأ، وتقديم يد العون والمُساعدة في كلّ وقت.
  • مهارة القدرة على التكيّف: تضطرنا الحياة إلى الانتقال من مكان إلى آخر، ومن عمل إلى آخر، وهذا أمر طبيعيّ، ولكن هنا يتحتّم على الفرد أن يكون قادراً على التكيف مع التغييرات، والتأقلم مع الوضع الحاليّ، والاتّصاف بالمرونة، والقدرة على تجاوز العقبات، حيث تعد هذه الأمور من المهارات المهمّة للتّطوير الذاتيّ، فلا يمكن أن يتطوّر الإنسان وهو عالق في ثقل التغيير، وحائر بين تقبّل التغيير وبين رفضه.


نصائح لاكتساب مهارات التطوير الذاتي

وفيما يلي بيانٌ لمجموعة من النصائح التي ستساعدك على اكتساب مهارات التطوير الذاتيّ والوصول إليه:[٢]

  • القراءة والتعلم: توسع القراءة المنتظمة المدارك، وتحسن من مهارات التفكير النقدي، وعليه فيُنصح بالالتزام بقراءة جزء معين كلّ يوم حتى ولو كان بسيطًا، هذا ويشار إلى أنّ تعلّم مهارات جديدة يساعد على التطور المستمر، ومن هذه المهارات: الكتابة الإبداعية، والتطوير المهني، والتسويق الإلكتروني، وتعلّم البرمجة، وغيرها.
  • مواجهة المخاوف: الخوف عدوّ التقدّم الأوّل، لذلك يجب مواجهته، فإذا كنت تخشى من التحدّث أمام الجمهور مثلاً، استعن بمرشد ليساعدك على تجاوز هذا الخوف، كما يمكنك مساعدة نفسك من خلال الالتحاق ببعض الفصول الدراسية، وتذكر أن مواجهة الخوف أمر سيشعرك بالارتباك وعدم الراحة في البداية فقط، لكن مع الوقت ستشعر بالارتياح التدريجيّ إلى أن تتخلّص من مخاوفك نهائياً.
  • تكوين صداقات والانخراط في المجتمع: يمكن تكوين صداقات من خلال الذهاب إلى التجمعات التي يمكن أن تلتقي فيها بأشخاص يشاركونك الاهتمامات نفسها، مثلاً إذا كنت مهتمّاً بقراءة الكتب يمكنك حضور ندوات مناقشة الكتب، وإذا كنت مهتمّاً بالأعمال التطوّعية يمكنك الانضمام إلى أحد البرامج التطوعية، وهكذا.
  • الاستفادة من دروس وتجارب الخبراء: إذا كنت تعرف أحد الأشخاص المتخصصين في التطوير الذاتي استمع إلى خبراته، وفي حال لم تكن تعرف أحداً بشكل شخصي يمكنك الاستفادة من الدروس المتوفرة بشكل مجاني على اليوتيوب، أو على منصات التعليم الإلكترونية المجانية، ولا تتوقف فقط عند الاستماع، بادر وطبّق كلّ ما تعتقد أن فيه فائدة لك، لأن التغيير يأتي عند التّطبيق والالتزام.


عادات يومية تساعدك على تطوير ذاتك

إلى جانب ما سبق إليك مجموعة من العادات التي ستساعدك في رحلة تطوير الذات:[٣]

  • الاهتمام بروتين الصباح: يقصد بالروتين وجود مجموعة من الأنشطة أو المهام التي ستقوم بها صباحاً وتؤثر إيجاباً على يومك، بحيث تشعر بأنك أكثر إنتاجية وفعالية، ولا يوجد روتين واحد يصلح لكافة الأشخاص لكن يمكن القول إن الروتين الجيد هو الذي يبدأ بالاستيقاظ مبكراً وتناول الإفطار والقهوة، وممارسة بعض التمارين الرياضية، ومراجعة قائمة المهام التي ستنجزها في يومك من الأهمّ للمهم، ويُنصَح بكتابة قائمة مهام اليوم في الليلة السابقة حتى تكونَ على استعدادٍ كافٍ للقيام بها.
  • الخروج من منطقة الراحة: ويُقصَد بمنطقة الراحة الأعمال التي تمارسها بشكل روتينيّ والتي اعتدت عليها ولا تشكّل لك تحدياً، وقد تُشعرك مع الوقت بالملل، وعليه فيجب من فترة إلى أخرى الخروج من هذه المنطقة وتجربة أشياء جديدة، والتعرّف إلى نقاط القوة ونقاط الضعف لديك من خلال المغامرة والتحدّي، ويمكنك البدء بذلك من خلال تعلم مهارة جديدة، أو السفر إلى مكان جديد، أو تجربة عملٍ جديدٍ وهكذا.
  • مراجعة الأهداف من وقت إلى آخر: لا شك في أن كتابة أهداف سنوية أو شهرية أو أسبوعية من أبرز الأمور التي يحرص عليها الناجحون، إلى حد أنها أصبحت من البديهيات ولكن لا يكفي أن تكتب أهدافك بل يجب أن تراجعها من وقت إلى آخر كي تطمئن إلى النتائج، فالانغماس في تحقيق الأهداف قد ينسيك بعض التفاصيل المهمة في حياتك أحياناً.
  • ممارسة التمارين الرياضية وتمارين التأمل: إن ممارسة التمارين الرياضية يساعد في تحسين الصحة النفسية والجسدية وإبقاء الإنسان يقظاً ونشيطاً، كما أنّ مُمارسة تمارين التأمل يساعد كثيراً في التقليل من مستويات التوتر والقلق، كما يساعد على التركيز لتحقيق الأهداف بشكلٍ صحيحٍ.
  • الخروج المنتظم من المنزل: يحتاج الإنسان إلى الخروج من المنزل من فترة إلى أخرى، ولا توجد قاعدة لذلك، أو مدة زمنية ملزمة لكل شخص، لكن الفكرة تكمن في عدم إطالة فترات العُزلة والبعد عن الناس، فحتى لو كان الانعزال عن الناس لفترة مؤقتة من أجل تحقيق هدف معين أمراً جيداً، إلا أن إطالة المدة قد تقود إلى اجترار الأفكار السلبية ثم الدخول في دوامة الاكتئاب والأمراض النفسية من حيث لا يعلم.


كلمة أخيرة

يمكنك الاستعانة بأحد مدربي الحياة إذا أردت تطوير ذاتك، ومدرب الحياة هو شخص مؤهّل علميّاً وعمليّاً يساعدك على تطوير مهاراتك الحياتية من أجل الوصول إلى أعلى مستوى ممكن من الوعي ومعرفة الذات، والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى التطوير الذاتي.

بقي أن نتمنى لك حياة مليئة بالإنجازات والنجاحات والتطور على كافة الأصعدة.


المراجع

  1. "What is Personal Development? ", www.skillsyouneed.com, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Indeed Editorial Team (21/9/2021), "9 Ways To Improve Your Personal Development Skills", www.indeed.com, Retrieved 3/10/2021. Edited.
  3. Alyse Kalish, "16 Small Ways You Can Improve Your Life in Less than 30 Minutes", www.themuse.com, Retrieved 3/10/2021. Edited.