في هذا العالم المعاصر الذي يتسم بالضغوط اليومية والتحديات المتجددة، يصبح الاهتمام بالصحة النفسية أمرًا ضروريًا للحفاظ على جودة الحياة وتحقيق السعادة، ومن بين العوامل المؤثرة في تعزيز الصحة النفسية وتحسينها، يبرز الضحك بمكانة خاصة، والذي يعتبر لغة عابرة للثقافات والأعمار، فهو ليس مجرد رد فعل طبيعي يظهر على وجوهنا عندما نجد شيئًا مضحكًا، بل هو أيضًا طريقة للتعبير عن السعادة والرضا. في الواقع، يعتبر الضحك أحد أقوى الأدوات التي يمكن أن نستخدمها لتحسين حالتنا النفسية وتعزيز توازننا العاطفي، وفي الآتي سنكتشف علاقة الضحك بالصحة النفسية، وكيف نجعل الضحك جزءاً أساسياً من روتيننا اليومي.


الضحك مفيد لك، وإليك السبب!!

سواء كنت تضحك على برنامج ساخر في التلفزيون، أو تبتسم بسبب مشاهدة مقاطع مضحكة، فالضحك يجعلك تشعر بشعور أفضل، وله تأثير رائع على الصحة النفسية والعاطفية، وهذه ليست مزحة، إليك بعض الفوائد المذهلة للضحك وتأثيره على الصحة النفسية:[١][٢]


تخفيف التوتر والقلق

الضحك يعمل على تحفيز الدورة الدموية، ويساعد على استرخاء العضلات، مما يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، كما يساعد الضحك على تحرير هرمونات السعادة، مثل الإندورفين الذي يسهم في تحسين المزاج والشعور بالراحة.


تحسين المزاج

يزيد الضحك من إفراز الإندورفين، كما يسهم في زيادة مستويات الدوبامين والسيروتونين، حيث تعمل هذه المواد الكيميائية الطبيعية على تحسين إحساسك العام بالسعادة وتخفيف الألم الجسدي مؤقتًا، من خلال الضحك، يمكنك تقليل التوتر والاكتئاب والقلق وتحسين نفسيتك، يمكن لهذا المعزز الطبيعي للمزاج أن يزيد من طاقتك، ويساعدك على الاستمرار في التركيز. بهذه الطريقة، يمكنك تحقيق المزيد وتحقيق شعور أفضل بالسعادة في كل مرة تضحك فيها.


تحسين احترام الذات

نعم، إنه شعور جيد أن تجعل من حولك سعداء، فعندما تلقي النكات وتلاحظ الابتسامات على وجوه أحبائك، فذلك يمكن أن يجلب لك الرضا الشخصي ويعزز احترامنا لذاتنا، فضلاً عن أن الضحك يعزز مستويات هرمون الإندورفين ويساعد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو عدم الراحة على الشعور بالتحسن.


تعزيز الروابط الاجتماعية

يسهم الضحك في تعزيز التواصل والروابط الاجتماعية بين الأشخاص، كلما ضحكت أكثر، كلما شعرت بالسعادة أنت وكل من حولك، إذ يمكن للضحك أن يكون وسيلة للتواصل غير اللفظية ولغة عالمية للمرح والاندماج.


تقليل الضغط النفسي

الضحك يساعد في التخلص من الضغوط اليومية والتفكير الزائد، حيث يشغل العقل بمشاهد مرحة وإيجابية، حيث يبدأ الشخص بالابتسام ثم الضحك، فتقل استجابته للضغط النفسي، ويُمكن أن يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم ثم ينخفض من جديد، والنتيجة هي الشعور بالاسترخاء.


تعزيز الإبداع والتفكير الإيجابي

الضحك يفتح الباب أمام التفكير الإبداعي، ويساهم في تحفيز العقل لاستكشاف أفكار جديدة وحلاً للمشاكل.


كيف أدخل المزيد من الضحك إلى حياتي؟

سواء كنت تبحث عن أساليب لتخفيف التوتر والقلق أو تسعى لتحسين مزاجك العام، ستجد في الآتي مجموعة من الأفكار والاقتراحات التي يمكن أن تساعدك على الابتسامة والضحك:


إعداد قائمة بالأمور التي تمنحك السعادة

قم بإعداد قائمة بالجوانب الإيجابية في حياتك لإبعاد نفسك عن الأفكار السلبية التي يمكن أن تمنع الفكاهة والضحك، وابحث على بعض العناصر التي تجعلك تضحك بينك وبين نفسك، مثل الصور أو بطاقات التهنئة أو الرسوم الهزلية، ثم علِّق هذه العناصر داخل منزلك أو على مكتبك أو اجمعها في دفتر ملاحظات، وأضف على مجموعتك بين الحين والآخر حتى لا تشعر بالملل.[٣]


اضحك وستضحك لك الدنيا

لا تتردد في البحث عن الأمور والمواقف التي تدفعك للضحك، نظف عقلك من الأفكار المسببة للتوتر، وابتسم لمن حولك، فسيكون من اللطيف الابتسام لمن يقدم لك قهوة الصباح، حتى وإن كان الأمر في البداية يبدو مصطنعاً، لا بأس، مارس الضحك، فإن ذلك سيحسن من صحتك الجسمية والنفسية.[٣]


ابحث عما يناسبك وجرب الأمور التي تشعرك بالسعادة وتضحكك، وفي الآتي بعض النقاط الآخر والتي ستساعدك:

  • مشاهدة الكوميديا: شاهد أفلاماً كوميدية، أو مسلسلات تلفزيونية مضحكة، أو مقاطع كوميدية على الإنترنت.
  • لا تأخذ نفسك بجدية دائمًا: حاول النظر إلى الجانب المشرق والمضحك من الأمور، ولا تتردد في الضحك من أخطائك، أو على الأوقات المحرجة.
  • الانخراط في أنشطة مرحة: اختر أنشطة تمنحك فرصة للاستمتاع والضحك، مثل اللعب مع الحيوانات الأليفة، أو اللعب بألعاب الفيديو المسلية، أو ممارسة الرياضات الجماعية.
  • مشاركة الضحك مع الآخرين: قم بمشاركة مقاطع كوميدية، نكات، أو قصص مضحكة مع أصدقائك وعائلتك، إذ إنّ الضحك المشترك يمكن أن يعزز الروابط الاجتماعية ويجعل اللحظات ممتعة.
  • مشاركة قصص مضحكة عن حياتك: حاول مشاركة قصص مضحكة وتجاربك مع الآخرين، فقد يكون لديك العديد من اللحظات الممتعة والمضحكة في حياتك.
  • الاهتمام بالنواحي الإيجابية في الحياة: ركز على الجوانب الإيجابية والمشرقة في حياتك، فذلك يمكن أن يساهم في تحسين مزاجك وزيادة فرص الضحك.




احرص على ألا تضحك على حساب الآخرين، فبعض النكات قد تكون غير ملائمة، لذا كن حكيماً وفرق ما بين النكتة الجيدة والنكتة التي تسبب الإساءة.




الأسئلة الأكثر شيوعاً

  • هل الضحك يساعد في تقليل التوتر؟

نعم، يفرز الضحك هرمون السعادة الإندورفين الذي يساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين الاسترخاء.

  • هل الضحك يؤثر على الروابط الاجتماعية؟

نعم، مشاركة الضحك مع الآخرين يعزز التواصل الاجتماعي ويقوي العلاقات بين الأفراد.

  • هل الضحك له تأثير طويل الأمد على الصحة النفسية؟

نعم، الضحك يمكن أن يؤثر بشكل طويل الأمد على الصحة النفسية من خلال تقليل مستويات التوتر والمساهمة في الشعور بالسعادة والراحة.

  • هل يؤثر الضحك على نوعية النوم؟

نعم، الضحك يقلل من مستويات الإجهاد والتوتر، مما يمكن أن يسهم في تحسين نوعية النوم.


الضحك له تأثير كبير على الصحة النفسية، فهو ليس مجرد أداة للتسلية وإضفاء البهجة، بل يعَدُّ وسيلة فعّالة للتخفيف من التوتر والقلق وتحسين المزاج، ويسهم في زيادة مستويات هرمونات السعادة مثل الإندورفين والسيروتونين، إضافةً إلى ذلك، يقوي الضحك الروابط الاجتماعية ويزيد من التواصل بين الأفراد، وقد تكون مشاهدة مقاطع كوميدية، والاستماع إلى نكات، أو حتى الانخراط في جلسات ضحك مع الأصدقاء والعائلة وسيلة جيدة للبدء في تجربة فوائد الضحك على الصحة النفسية، ببساطة، الضحك هو أداة قوية تُحسِّن حالتك النفسية وتضيف لحياتك نوعًا مميزًا من السعادة والبهجة.


المراجع

  1. "Does Laughing Improve Mental Health?", taylorcounselinggroup. Edited.
  2. "Laughter is the Best Medicine", helpguide. Edited.
  3. ^ أ ب "Stress relief from laughter? It's no joke", mayoclinic. Edited.